|
باقان .. حذاقة تصوير الواقع بلغة العرضحال ..!!
|
وظيفة الرجل السابقة ترسم خط الخطاب السياسي :
باقان .. حذاقة تصوير الواقع بلغة العرضحال ..!!
نصرالدين غطاس
فى عام 88 عقد الاسلاميين أمرهم فى كلية التربية بجامعة الخرطوم على السيطرة على جمعية الموسيقى التى كانت منفذا للشيوعيين ، من خلالها يعبرون سياسيا بل أن الجمعية الفنية بالدرجة الأولى أضحت بيد الشيوعيين سياسية بالدرجة الأولى ، وكان رائد الحركة التغييرية ازاء الجمعية أحد الاسلاميين يتميز بضخامة جسمة ، أما العلامة الفارقة أكثر كانت الأصابع الواحد يعدل أصبعين على الأقل ، وفى لقاء الجمعية العمومية احتار الشيوعيين من كثافة حضور عضوية الاتجاه الاسلامى ، وبدأوا فى فحص بطاقات عضوية الجمعية فوجدوهم مسددين لاشتراكاتهم ، فلم يكن من (معاذ) أكثر الشيوعيين شهرة وقت ذاك (بعد أن أيقن بفقدانهم للجمعية) أن تخرج جبهتة الديمقراطية هكذا صفر اليدين أو (سيك) على راى أهل الكتشينة ، فنزع نحو السخرية من بعض عضوية الاتجاه الاسلامى ليدلل على ان حرصهم على دخول جمعية الموسيقى بغرض سياسي لا فنى كما يزعمون ، والا فأين موضع عضو الاتجاه الاسلامى ذو الأصابع الغليظة فى هذه الجمعية التى تعتمد (الانامل لا الأصابع) ، و(معاذ) كان يشغل سكرتير عام الجمعية المنتهية دورتها فتوجه بالسؤال لعضو الاتجاه الاسلامى بسؤاله عن أى الآلات الموسيقية التى يتعامل معها ..؟! فرد عليه فورا : مع آلة الأورغ ..!! ، فضحك الجميع ملء شدقيهم .. الاسلاميين والشيوعيين وبقية الطلاب من خباثة السؤال ، لأن الأخ بأصبع واحد من يدية سيضغط على ثلاثة أزرار من آلة الأورغ ، وكذا الحال اذا استخدم (الجيتار) أو(السيكسفون) أو (الصفارة) ، فعلق (معاذ الشيوعى) بقوله : ياخونا حلك واحد انك تكون طبال .. ويمكن الطبلة ما تسلم من الهتك من يديك ديل ..!! ، هناك كثير من الاعمال والمجالات تريد اختيار لشغلها بأشخاص مناسبين لا أن يتم الدفع بأى شخص ليملأ شاغرها ، ومثل ذلك لا يمكن أن تأتى (بعرضحالجى) لكى يتسلم وظيفة خاصة بالعلاقات العامة مثلا ، فوقتها لن ينصلح حال المؤسسة التى اختارت ذلك الرجل أبدا ، فالرجل الذى قضى وقته كله معتصرا عقله وذهنه لكى يجد المفردات التى تصف صاحب (العرضحال) بكل نعوت الظلم والاضطهاد التى وقعت علية لن يستطيع أن يأتى بمفردة جميلة توثق للعلاقات الثنائية مع مؤسسات أخرى ، فالجمال عنده وحسن التعبير أن يقدم مرافعة يكون مفادها الاخير هو (شكاية عنيفة) تقنع القاضى بأن ينزل عقوبة قاسية على الآخر ، وهذه ذات الحالة التى يتمثلها أمين عام الحركة الشعبية منذ أن تسلم الامانة العامة بها .. فالرجل يسبقة تاريخ عريض وطويل (بمحكمة ملكال) وهو يجلس خلف (طربيزة متر فى متر ونصف) وبصرة وجهه المعهودة وفم ممدود مثل عرض التربيزة التى يجلس خلفها ، والاكفهرار ذاك هو الذي جعل منه أفضل كتاب (العرضحال) فى بلادنا بتشنيئ حالة طالب العرضحال ، فيجد تعاطفا كبيرا من حضور المحكمة على أسوأ الفروض ان لم يجد ما يطلبة من القاضى .. سيجد لا محالة تعاطفا من المجتمع الحاضر للجلسة ، فيمكن بعد ذلك أن يتم تمويل قضيته منهم ، وكذا فعل (باقان أموم) عندما مثل أمام (مجلس الشيوخ) فى أمريكا ، استرجع الرجل تاريخة القديم فى تقديم صورة للسودان قبيحة للغاية ، خاتما فى مرافعته بطلب يرجو فيه عدم رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب ..!! ، والمرافعة التى تقدم بها أمين عام الحركة الشعبية الشريك فى الحكومة السودانية أدهشت يهود الكونغرس الأمريكى .. أيوجد أحد يسعى لادانة بلدة وهو مشارك فى حكمها ..؟؟! ، والواقع أن مثل تلك الحالة لا تتكرر على الاطلاق فى كل بلدان الدنيا ولن يفعلها مندوب آخر للحركة الشعبية غير (باقان أموم) ، فالرجل تحدث من خلال ماهو مكتنز بعقله الباطن ، وبعقله لا يوجد غير تاريخه الطويل فى المرافعة عبر (العرضحالات) وهذه هى صيغتها التى قدم بها خطابة أمام مجلس الشيوخ الأمريكى ، فهذا هو الدفاع الذى يعرفه الرجل ، فربما صور له عقله الباطن أن ذات الطريقة التى يخرج بها طلاب العرضحال الذين يكتب لهم شكواهم من المحكمة منتصرين هى التى تخرج بلده السودان ، والقصة كلها لها مسمى واحد هو (الخيانة العظمى) ..!! ، فما أقدم عليه أمين عام الحركة الشعبية لا يخرج من هذا الوصف ، والحالة هذه هى أشبه بقضية المحكمة الجنائية الدولية التى لم يشذ عنها حزب من الاحزاب ، لأن الحالة ليست من ضمن الصراع السياسي والكيد بينها ، وانما هى مسألة وطن يستهدف رمزه السيادى (الرئيس) ..!! ، فعندها تتوقف المصالح الحزبية الضيقة وتبرز قضية الوطن وتعلا على أى اعتبارات أخرى مهما كانت ، فكان اجماع الاحزاب كلها جميعا بموقفها لصالح قضية الوطن السودان ، ليس كما وقف (باقان) أمام مجلس الشيوخ وهو يطلب بأعلى صوته بأن لا يرفع اسم بلده من قائمة الدول التى ترعى الارهاب .. فبلدى يفعل كذا وكذا وكذا ..!! ، والموقف المريض الذى قدمه أمين عام الحركة الشعبية لم يشنئة أحد .. لا من الاحزاب ولا من الحكومة حتى الآن ، والتشنيء المطلوب هو فعل أكثر من كونه تصريح سياسي ، ذلك أن ما أقدم علية (باقان) كان فعل وليس مجرد قول ، فالرجل قدم مرافعة (عرضحال) كامل بدفوعة التى يرجو بصدق شديد منه أن تقنع رموز (الكونغرس) بعدم الموافقه على ابقاء السودان بعيدا من تلك القائمة ، غير اننا نطلب رأيا رسميا من الحركة الشعبية نفسها أن تقدم بيانا رسميا فيه أحد أمرين .. اما أن تعزز قول أمينها العام واما أن تقول أنها لا توافق على ما ذهب اليه من حديث .. وهو رأيه الشخصى ، وقتها سيكون الموقف واضحا ازاء (باقان) بشخصة أو موقف آخر تجاه الحركة اذا ماهى أقرت خطاب أمينها العام ، وخلاصة القول .. نقول أن الاختيار الموفق للمناصب والوظائف أفعل فى تحقيق الاهداف بصورة مباشرة ، وتأتى بنتائج جيدة .. فلا عضو الاتجاه الاسلامى كان يمكن أن يقدم مقطوعة موسيقة راقية بأصابعة الغليظة تلك ، ولا (باقان أموم) يمكنه تقديم مرافعة تحمل مضامين حسنة الكلمات متزنة التعابير ، ولن يستطيع أن ياتى بكلمات غير تلك التى جعلت صاحب (العرضحال) يبكى أشد البكاء وهو يقول (بالله الكلام ده كلو فينى وأنا ما عارف) ..!!
|
|
|
|
|
|