ما دفعني لفتح هذا البوست ، هو ما حدث لي نهار اليوم بشارع الدكاترة أو شارع العيادات بالخرطوم مع إحدى المتسولات ، ولقد فكرت كثيراً في عنوان البوست ، وكنت أنوي فتحه بالعنوان الجانبي أعلاه ، وأخيراً عدلت عن رأي ، وقررت أن يكون عنوان البوست أكثر شمولاً لقضية عميقة وأصبحت تنخر في جسد المجتمع السوداني بصورة لم يحدث لها مثيل في كل بقاع الدنيا.وتحتاج إلى سبر أغوارها ومناقشتها بشكل جاد وعميق. أولاً سأحكي لكم قصة حدثت لي منذ فترة في شارع الضواحي بالخرطوم بحري (شارع المعونة) أو شارع الطيار الكدرو أو شارع المؤسسة، إختر ما شئت من إسم لهذا الشارع العريق حسب جيلك ، والسن تضاحك جيلها كما يقولون ..!! خرجت من مكاتب الكهرباء الملاصقة لمستشفى أحمد قاسم من الجهة الغربية على شارع المعونة بعد أن شحنت كهرباء ومعها ضغط عالي بالطبع ، وأنا أهم بالدخول إلى أتومبيلي الموخمج ، إستوقفني رجل في منتصف العمر، تقريباً في الربع الأول من الأربعينات ، يلبس قميص وبنطلون مكويات على سنجة عشرة ، ولا يظهر عليه أثر الفقر أو العوز ، وقال لي : ياخي لوسمحت والله أنا توسمت فيك الخير وعندي مشكلة ...!!! عرفت مباشرة أن ذلك مقدمة لسمفونية مشروخة للشحدة (التسول) . إستمعت إليه بإهتمام ، وكانت الخلاصة أنه محتاج لدواء وهو موظف بالحكومة ولم يصرف المرتب حتى الآن ، وأخرج لي روشتة دواء ، وقال إنه يحتاج إلى 15 جنيه (15 ألف بالقديم) وهو سعر الدواء.
وعشان أشوقكم ، حأقول ليكم ... البقية في العدد القادم يا حبايبنا ...!!!
Quote: عرفت مباشرة أن ذلك مقدمة لسمفونية مشروخة للشحدة (التسول) . إستمعت إليه بإهتمام ، وكانت الخلاصة أنه محتاج لدواء وهو موظف بالحكومة ولم يصرف المرتب حتى الآن ، وأخرج لي روشتة دواء ، وقال إنه يحتاج إلى 15 جنيه (15 ألف بالقديم) وهو سعر الدواء.
طلبت من الرجل أن يتفضل داخل السيارة بعد أن طلبت منه إعطائي الروشتة ، ولقد أعطاني إياها بعد تردد ، حاول الإعتذار ولكنني أصريت وقلت له دعنا نذهب سوياً إلى الصيدلية لكي أشتري لك الدواء بنفسي ، أخيراً إقتنع وذهبت به إلى أقرب صيدلية. لسوء حظه المهبب ، وأنا أقف في مقدمة سطح مكتب الصيدلية ، في إنتظار الصيدلاني ، ووقتها كان المتسول المزيف ينتظرني في العربة ، أفاجأ بأن أرى صورة طبق الأصل من الروشتة التي أحملها معى التابعة لأخينا المزيف. فعندما جاء الصيدلاني لفت نظره لهذه الظاهرة ، وتساءلت عن الحاصل ، فقال لي مباشرةً : هو صاحبنا لم فيك إنت كمان ؟؟ واتضح أن هذا الرجل له قريب في مستشفى بحري ، يذهب إليه من وقت لآخر ويكتب له روشتات عليها أدوية من العيار الثقيل الثمن ، ويصورها كذا صورة ويحتال بها على ذوي القلوب الرحيمة. أخذت بعضي ورجعت إلى السيارة ، وأخبرت صاحبي المتسول المزيف بأنني لم أجد الدواء ، وقلت له سنذهب إلى صيدلية أخرى ، وتحركت بالسيارة وعلى رئاسة قسم المدينة بحري عدل ...!!! توقفت أمام الباب الرئيسي ، فعرف صاحبي الأمر وبدأ في البكاء بحرقة وحرارة ، وهاك يا تحانيس ، ولم يبقى له إلا أن يقبل حزائي لا مؤاخذة ، ولقد إفتكر أنني حاجة مهمة جداً ، وأنا لم أخيب ظنه وجعلت أدخل في رأسه إنني أهم زول في جمهورية السودان ، ولا حتى عمر البشير ظاتو ما بحصلني ، وطلبت منه أن يفرغ ما بجيوبه وجدت كمية من الروشتات ، ووجدت معه حوالي المائة جنيه ، صادرت منه الروشتات وتركت له الأموال الحرام وحذرته أن لا أراه أبداً في طرقات بحري وإلا سيكون مصيره ما وراء الشمس .. ثم تركته يذهب إلى حاله !!! لا أدري إن كنت قد أخطأت بتركه يذهب أم ماذا ..؟؟؟ أنا في إنتظار آرائكم قبل أن أدلف إلى قصة حواري مع متسولة شارع الدكاترة بالخرطوم.
وإلى اللقاء "أبوفواز"
08-17-2009, 12:25 PM
صديق عبد الجبار
صديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة