|
القوى الاشتراكية في البراري
|
خط الاستواء عبد الله الشيخ القوى الاشتراكية في البراري لا يحتاج السوداني الصميم لهذا النوع من المرشدين السياحيين ليتعرف من خلالهم على عمايل الانقاذ في البلاد والعباد، ولا يحتاج لمدققين لغويين ليشرحوا له مقاصد الاستراتيجية القومية الشاملة، فالمواطن السوداني يعرف ان اسماء المشروع الحضاري كثيرة، تتعدد تعدد الاسباب ولكن الموت واحد، والله واحد. على هذا يجب على هؤلاء الخطباء الذين ظهروا في عهد الانقاذ ان يهبطوا ويلزموا الجابرة.. فهذا شعب لا يحتاج الى جهودكم لتأصيل الفروق الجوهرية وغير الجوهرية داخل جماعات الهوس الديني.. هذا شعب يعرف فصائل الاخوان المسلمين، (زي جوع بطنو)، ويعرف اجنحة انصار السنة، ويفرز تماماً بين الشرا والقندول، وليس لديه وقت ليتعرف على نوع من جماعات الهوسن من يؤمن منها بالقرآن ويرفض الاحاديث النبويةن او تلك الفرق (الناجية) التي تتخصص في تضعيف الاحاديث لتسمن ابدانها. الهوس الديني من عند شيخ ابوزيد الى حد شيخ عبيد، مروراً بصادق او بشيخ حسن، هو كله ملة واحدة ولها موقف واحد، على الاقل هم لا يحدثوننا عن امور دنيايا التي فيها معاشنا، ولا تسمع من مايكرفوناتهم إلا الترهيب بعذاب ماحق، وهم غالباً ما يرمون باللائمة على الناس البسطاء، ويغضون الطرف عن الحكام، لا ينتقدونهم ولا ينصحونهم هؤلاء غالباً، جل همهم محاربة لبس البنطلون في الشوارع، ومحاربة الشيشة، وغض الطرف عن الشيكات الطائرة وعن الصفقات الملياردية. هكذا اصبحت الصفقات الملياردية رزق ساقه الله اليهم، وهكذا يفهم هذا النوع من المرشدين ضنك حياة العامل بانه نتيجة لما صنعت يداه، مع ان المليارديري لا يعمل شيئاً ويكسب كل شئ، والعامل يصنع يومياً شيئاً وينتج منتوجاً ولا يجد شيئاً. في زمن الانقاذ ظهر في دنيايا خطباء يسمونهم حكماء الزمان، وبعض الناس يرى فيهم وسامة المناضلين، هؤلاء تبرعوا او تم ارسالهم خصيصاً لاحتكار تبصير الناس وشحنهم بالطريقة التي ترضى المشروع، والمستفيدون من المشروع هؤلاء بادائهم السياحي هذا، جعلوا الهوس الديني يزحف على عقول الشباب كما زحفت انفلونزا الحمام والحلوف في مناطق شرق أسيا. والشئ بالشئ يذكر، لماذا لا تحدثنا هذه المراشد السياحية عن استثمارات اعيان المشروع في بلاد النمور الاسيوية؟ لماذا لم يستثمروا اموالنا هنا؟ وكم عدد عماراتهم هناك.. وهل حصر هؤلاء المرشدين السياحيين أعداد بنوكهم.. وسيبك من ارصدتهم!؟ من استطاع منكم الباءة فليحثنا عن هذا، يحدثنا عن مستقبل الوحدة السودانية وعن مصير الخريجين بعد انقضاء الامر في جامعات ثورة التعليم.. يحدثنا عن ذوي الدخل المحدود... ومفصولي الصالح العام في موسم المطر وتحت سيف الجبايات... حدثونا لماذا لا تتضمن خطبكم العصماء هذا النوع من الفصول؟! هذه المراشد السياحية التي اظهرتها الانقاذ تتحدث عن الفضيلة في المايكرفونات وفي المنتديات وتتعهد باخراجنا من الظلمات الى النور من خلالها.. الشعب السوداني يعرف الفضيلة تتقمصه ويتقمصها.. والانقاذ التي اظهرت هذه المراشد السياحية اقتطعت من عمر كل واحد منا عشرين سنة.. فما جدوى ان تعجب الناس (نفحاتكم) في المنتديات وانتم (تفصلون) وتتلاحمون مع حكام جولة بلا ماء وبلا كهرباء! هل طريقتكم هذه هي الصيغة المثلى لمكافحة القوى الاشتراكية في البراري؟
|
|
|
|
|
|