|
|
 أمسك ضنب الككو!
|
خط الإستواء
عبد الله الشيخ
أمسك ضنب الككو!
تعالوا نتدارس هذه الأمثال الدارفورية، ولنشاهد معاً كيف أنّها تنطبق على مشاهير كثر ظهروا في هذا الزمان الكالح..!
يقول المثل الدارفوري:- كترة الدوداي رخا (ضنب) التيتل!.
وما هو الدوداي؟.. الدوداي هو كثرة التنقل من مكان إلى آخر (من حزب إلى حزب، ومن موقف إلى موقف نقيض)؛ والدوداي بالمعنى العام هو عدم الثبات على رأي!..
لهذا المثل الدارفوري رديف في ثقافة أهل الخرطوم، وأهل الخرطوم- من بقى منهم قابضاً على جمر القضية- ما زال يكشح الذم على كثيرين بوصفهم أنّهم "شعب كل حكومة"!.. وما أكثر "مزازاة" مشاهير هذه الأيام على أبواب الحكومات، وما أكثر الحكومات التي ماتت، والتي ستموت، والتي ستأتي، وهؤلاء المشاهير على حالهم من كثرة الدوداي.
وللعلم، فإنّ أهل دارفور- وبشفافية- ما قالوا أبداً بأنّ الدوداي من أي نوع قد جعل الضنب مرخياً.. هم قالوا إنّ الدوداي يجعل الحتة كلها متراخية ومترهلة؛ ونحن هنا إستبدلنا العبارة الأصل بالضنب في الإشارة إليها، آخذين بنظام (إطلاق الجزء في الإشارة إلى الكل)..!
وطالما أنّ اللغة مطواعة، فأبداً ما في عوجة..!
ترى من هو أكثر المشاهير دوداياً في هذه الأيام الكالحة؟.. وليتمكن القارئ من الإجابة الصحيحة عن هذا السؤال نرفده بمثل دارفوري آخر يقول: (مفطوم اللبن ما بسكتو اللولاي).. وهذا الذي اعتاد الرضاعة من ثدي السلطة لا يمكن أن يسكت بأغاني الهدهدة من نوع (النوم النوم.. بكريك بالدوم)..! كيف يسكت مثل هذا العظيم بلولاي الانتخابات، وكيف يتقبل فطيم كهذا تغيير الضرع الماهل ببتروله وذهبه ومعادنه النفيسة.. كيف يقبل هذا الرضاعة من (بزازة) انتخابية؟.. وكيف نحسن الظن في هكذا بزازة إذا كان من يرضع الآن من الضرع الماهل هو من يطالب بها؟..
أليست هذه المطالبة، وهذا الإلحاح من العجائب؟..
وهذا السؤال بالتحديد يقودنا إلى تدوين المثل الدارفوري الثالث الذي يقول: "جرادة في سروال ما بعضي إلا قعادا ما حلو"!.. هذا المثل دقيق الدلالة في وصف حال التجمع الوطني الديمقراطي الذي دخل مشاهيره إلى سروال السلطة!.. ولأن الأمر كله دخول دون فائدة، وجدنا أن (ود الناس لبسوهو الرمادي، وفتحت الرادي وما لقيت مرادي)!..
من خلال هذه الأمثال تستطيع أن تقرأ الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي، والانتخابي أيضاً!.. والمشاهير الكثر في هذا الزمان الكالح تراخت.... من كثرة الدوداي والحوامة في المكاتب، وأهل مكاتب الزمن الكالح يفهمون هذا التراخي؛ ويفهمون أيضاً أنّ هدهدة الانتخابات لا يمكن أن تسلبهم اللبن الطبيعي من ذلك الضرع الماهل!.. ويفهمون أيضاً أنّ الجرادة داخل السروال (تفرفر) وبس!.. هذا هو حال المعارضة أو التجمع؛ فكيف هو حال الكمندان؟.. الكمندان يا صاحبي يستطيع أن يتخارج من مطبات خارجية كثيرة طالما أنه مطمئن إلى قلة حيلة الذين بين يديه!.. وعلى هذا تسير الحياة في السودان زاحفة إلى تعددية انتخابات يتكرم بها عليه في آخر الزمان جناح من أجنحة الإخوان المسلمين..! ..
وطالما أننا بصدد الحديث تحديداً عن ضنب التيتل، فلابد من الإشارة إلى أنّ أغلب المشاهير في رحلات الصيد هذه، وفي خضم الهرولة والدوداي ظفروا أخيراً، أو ما ظفروا بضنب (الككو).. فقولوا لنا بالله عليكم ما هو الجديد، وما هو المفيد في كل هذا (الككو) إذا كان حظكم حافلاً بالقبض عليه؟..
قد يدور بخلد قارئ من القراء لماذا نستخدم في هذا الزمان التقني لغة الغاب، ونتحدث في السياسة بهوامش الإشارة إلى التيتل والجرادة، والضرع الماكن و(الككو)؟..
الإجابة بسيطة جداً..
وقالها خليل فرح في بدايات القرن العشرين.. قال خليل:-
(بي وراهن تور قرنو ماكن)!..
|
|
 
|
|
|
|
عبد الله الشيخ
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست