|
|
 كوستى تكرم الشاعر عبد الله شابو
|
تبدو الترتيبات مهروله فى مدينة كوستى لتكريم ابنها الشاعر
ومن المحتمل ان يكون التكريم خلال هذه الايام القليلة القادمه
تفاصيل أوفى هنا...
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كوستى تكرم الشاعر عبد الله شابو (Re: د.نجاة محمود)
|
كتب الاديب الصادق الرضي
هذا الخيط خاص بالشاعر " عبد الله شابو " سانشر هنا كتابه " ازمنة الشاعر الثلاثة " الذي يحتوي على دواوينه الثلاثة ، ايضا سانشر ، حواري معه ، نشر بمجلة الخرطوم الجديدة ، مؤخرا
أغنية لإنسان القرن الحادي والعشرين
(1968م) القاهرة - دار الهنا
الزَّمن الأوَّل
آفاق السعد
مِْن ثُقبْ الشُبّاك تَداعَى صَوْتْ
شَهقةُ موسيقى
والصمتُ يُعِّرشُ في أرجاءِ البيتْ
ما أقسى أن تعرفَ لكنْ لا تَقوى أن تفعلْ
أن تُدركَ أنّ الوقتَ يَمرُّ ولا توقِفُهْ
فارغةٌ فارغةٌ كأسى والليلُ طويلْ
بالأمسِ دخلتُ السوقَ على غِرِّهْ
وأضبِعة وجهِ الحكمةِ في طابورِ الزيف
يامطر الصيفْ
غضِبتْ آلهةُ الدنيا لا تُمطر
ضَحَكَ الشاعرُ
يا أحبابَ القهوةِ ياأحبابْ
قلبي صحراء تمتدُ وتمتد
وصخورٌ ناتئةٌ سوداء
ضَحِكَ الشاعر
قالوا أسعدُ مِنْ وطأت قَدماهُ الارضْ
أحبابي
لو كان الحَزنُ دموعْ
لو أنّا بالعيِن نُحسْ
ما يبستْ في شَفةِ الشعرِ الغُنوة
لو كان الحزُن يشم
نَزَفت رئتاي الدّمْ
وطلعتُ عليكم
جمرُ الحُرقة يشوي كَفيّ
لكني أخجل أن تفضحني أَنّة
والدربُ طويل
والصبرُ على المكروهِ سلامة
أن نُضرب في الرمضاءِ ولا نكبو
أن نُشرقَ بالآلام ولا نَعبس
الكلمة يوقفها في شَفَتي مَحضُ حياء
يوقفها لو شئتم محضُ رياء
والشكوى أجهلها
لا تعرفني
ماذا يُرجى يا أحباب
شيخي قال الحب ثمين
والبهجةُ في رشفِ الشَّفةِ السفلى
في آنسةٍ صالحةٍ لا تعرفُ وجَه النومِ ولا تَكْرىَ
في كأسٍ تَمزِجُها هيفاءُ القَدْ
في الصمتِ المطبقِ
في الصمتْ
في جرحٍ يَتَفَّتحُ على الدنيا لا يَنْسَدْ
لكنَّ الملاح يقول
البهجةُ في فَكَ شراعِكَ للريحْ
في التطوافِ الأعشىَ
في جزرِ المجهول
طوّافُ أسيانٌ قلب الشاعر
والرحلةُ لا تلوي تَمْتدْ
نائيةٌ .. نائيةٌ آفاقُ السَعدْ
أحبابي
يا أحبابَ القهوةِ يا أحبابْ
نائيةٌ .. نائيةٌ آفاقُ السعد
نواصل
الشاعر عبد الله شابو لـ (للخرطوم الجديدة):
تبقت من (الستينيات) روح المغامرة والبحث عن طرق جديدة!
الشاعر عبد الله شابو من أبرز الأصوات الشعرية التي برزت في ستينيات القرن المنصرم، بجانب محمد المكي إبراهيم، محمد عبد الحي والنور عثمان أبكر، صدر له (أغنية لإنسان القرن الحادي والعشرين) عام 1968م و(حاطب الليل) عام 1988م، ومؤخراً صدر له (أزمنة الشاعر الثلاث).. من مواليد (الكوة) عام 1938م، تلقى بها تعليمه الأولي والمتوسط بكوستي ثم بعث إلى المعهد الفني بمصر (1957- 1960م) ومنها إلى الولايات المتحدة (1961- 1963م)، عمل معلماً بالكلية المهنية وبالمرحلة الثانوية، كما له مساهمات في الترجمة، حيث تعلم الأسبانية بجهد ذاتي، وترجم عنها للوركا، حول عدة محاور كانت معه هذه المقابلة.
حاوره: الصادق الرضي
يعتبر عقد الستينيات من أخصب فترات الإنتاج الشعري في السودان، وقد كنت من فرسان تلك الفترة، كيف ترى تلك المشاريع الشعرية الآن، وماذا تبقى من صخب تلك المرحلة؟!
صحيح أن فترة الستينيات كانت خصبة جداً وقد برز فيها شعراء وكُتّاب ممتازون، كانت بحق فترة فوران ابداعي ليس في مجال الأدب فحسب ولكن في شتى مناحي الحياة والثقافة، وليس في السودان فقط ولكن يبدو أن هذا الفوران قد أصاب بلداناً كثيرة في العالم، وقد كتب الشعراء فيها ما قدر لهم أن يكتبوا..والسؤال ماذا تبقى من كل هذا الزخم الجهير الصوت كما أطلق عليه؟!
تبقت منه روح المغامرة والبحث اللاهث عن طرق أخرى للكتابة والفكر، تبقت هذه الروح التي تستلهم التراث الحي وتنفتح على كل ما أبدع الإنسان وما يبدع الآن، كانت لدينا قناعة تامة بأن كل ما أبدع الإنسان وما صنع ملك لنا جميعاً على سطح هذا الكون الذي لا يفتأ يدور.
لك مساهمات في حقل الترجمة، ماذا عن مشاريعك الابداعية في هذا السياق، وما هي الآفاق التي يمكن أن يفتحها الحوار المعرفي مع الآخر للأدب عندنا؟!
الترجمة في أساسها حالة مثاقفة تنشأ عادة بفعل التماس الحضاري وتسهم اسهاماً عظيماً في التفاعل بين الثقافات وفهم الآخر وفتح نوافذ للتفاهم الودود القائم على تقدير الرؤى المختلفة للناس وطرق عيشهم وفهمهم ولا يستتبع ذلك أن يكون لزاماً عليك أن تأخذ بكل هذه الرؤى، ولكن يكفي أن يتبلور عندك أن هناك طرقاً أخرى للعيش والسلوك تجد تبريرها في تراث وظروف الآخرين، الذين يأخذون بها، هذا الفهم يعطيك الحق في أن تدافع وتستمسك بما لديك من سبل وطرائق ورؤي في السلوك والحياة وليس في الأمر (شوفينية) أو جمود، لا عيب في أن تعدل من ثقافتك إن وجدت في طرق الآخرين ما يثري الحياة ويطورها، وهنالك أمثلة رائعة في الحضارة العربية الإسلامية يكفي أن تتمثلها حتى تجد جدوى التلاقح الحضاري.
كيف تنظر إلى واقع الأدب السوداني الآن، الشعر تحديداً، ما هي ملاحظاتك على مسار الكتابة الشعرية الراهنة؟!
تنضوي تحت كلمة الأدب السوداني الأشكال الأدبية المختلفة أو إن شئت الأجناس الأدبية المختلفة من قصة، رواية وشعر ..الخ
وعلى الرغم من أن الفكر الحديث يكاد يلغي حدود الأجناس حتى يبرز زمن الكتابة كما رسخ لهذا الصديق الناقد الممتاز محمد الربيع محمد صالح واخوة له آخرون، غير أني أقول إن الأدب السوداني مازال مستمسكاً بالأجناس ويعتبرها طرقاً ذات خصائص مختلفة للكتابة والتعبير ويعتبر الخصيصة الشعرية تنظمها جميعاً بدرجات متفاوتة.
والحقيقة أن روح الشعر تستبطن الفنون كلها، وواقع الأدب السوداني كما أعرفه مما تيسر لي قراءته مبشر وفيه اشراقات بازخة جداً غير أني أريد أن أرى لكل كتاباتنا الأدبية أن تمنح من الوضوح النافذ والغموض الشفيف والوجدان الفنان الذي يخترق الحجب، كما أريد أن نتكلم في حديثنا عن الأدب السوداني عن الشعر الغنائي وموروثنا الجميل في الجابودي والشاشاي والمربع والعطوي ونبرز اسهاماتها في اثراء الوجدان السوداني وتمثلها للحياة السودانية، في طريقها الصاعد، هذا وألاحظ أن النقد عندنا يميل إلى التنظير للكتابة وأعتقد أن الوجهة المطلوبة الآن هي أن يكون النقد تطبيقاً يستلهم نصوص الشعراء الجدد والقدامى وينوِّه بكل هذا، ففي السودان شعراء ممتازون وكُتّاب قصة ومسرحيون وروائيون جديرون بنقد انتاجهم وابرازه.
علي ذكر النقد، ما تعليقك على غياب فعاليته شبه الكامل عن الساحة؟!
هذا سؤال صعب لأنني في نهاية الأمر شاعر قضيته أساساً مع الشعر، وشعره على وجه التحديد لكن ذلك لا يمنع من أن ألاحظ بكل المحبة أن كثيراً من شباب شعرائنا يكتبون شعراً جميلاً ولكني أريد أن أقول إن الشعر لا يُكتب أو يُقال وفقاً لنظريات مسبقة أو حسب توجيهات البلاغة المعاصرة أو علم الأسلوب. قد يساعد التنظير في فتح آفاق للشعراء لتمثلها ولكن هذا لا يبدع شعراً جميلاً، فالشاعر لا يتوخى توجهات الفلاسفة لأن الشعر كلام من الدرجة الأولى والفلسفة تفكير من الدرجة الثانية بمعنى أن الفلسفة طريقة من طرق النظر في المعرفة التي لدينا فعلاً، وعلى هذا يكون النقد كلاماً على كلام الشعراء ولكني ألاحظ بكل الإعزاز أن الإخوة النقاد في السودان يجتهدون كثيراً وقد امتلأوا فعلاً بالمعرفة النقدية المعاصرة ولا أريد أن أسميهم جميعاً حتى لا أسقط اسما لامعاً.
نشر بـ العدد 25 من مجلة (الخرطوم الجديدة) يونيو 2005م
<a href="http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=print&board=382&msg=1189800273&rn=2" target=_self>Re: خاص بالشاعر عبدالله شابو : نصوص وحوار
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كوستى تكرم الشاعر عبد الله شابو (Re: د.نجاة محمود)
|
بوست لقوي ايضا كتب في اوله
هذه الابيات الصاخبة
سيكتب فوق الشواهد من بعدنا
بأنّا عشقنا طويلا
وأنا كتبنا بدم الشغاف كأن لم
يقل شاعر قبلنا
وأنّا برغم الجفاف
ملانا البرارى العجاف
صهيلا .. صهيلا
وأنّا مشينا إلى حتفنا
رعيلا يبارى رعيلا
وأنّا وقفنا بوجه الردى
وقوفا جميلا
سيكتب فوق الشواهد من بعدنا
بأنّا كذبنا قليلا
وأنّا انحنينا قليلا
لتمضى الرياح إلى حتفها
وأنّاسقطنا سقوطا نبيلا .
عبد الله شابو
إتكاءة هادئة على كتف عبد الله شابو ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كوستى تكرم الشاعر عبد الله شابو (Re: د.نجاة محمود)
|
جيلي عبدالرحمن وتاج السر الحسن فتحا لى نافذة على التراث العربي
الإنتماء الحزبي جعلني أدمن القراءة وعندما لا أقرأ أصاب بالتعب
حوار: عبدالمنعم ابوادريس
الشاعر عبدالله شابو قال عنه محمد المكي إبراهيم « يبقي في مركب الشعر المتنبي والتجاني وشابو». وهو رجل تحتفي به حين تلقاه. في العام 1959م اصدر ديوانه الاول «أغنية لانسان القرن الحادي والعشرين»، ثم تلاه بـ «حاطب ليل» الذي سال حوله حبر كثير، والآن صدر له «أزمنة الشعر الثلاثة» ضمت «انسان القرن الحادي والعشرين وحاطب ليل وشجر الحب الطيب». وبمناسبة هذا الصدور نحتفي به ونوثق له.
* شابو من أنت؟
= الحقيقة أنا عبدالله ابراهيم محمد موسى مولولد في مدينة الكوَّة بين العامين 38و1939م، ووالدي اسماني بشرى ولكن جدتي حليمة بت ود صالح ود موسى انصارية قالت لابد من تسميته على الخليفة عبدالله ومضت معى عبدالله هذه حتى جئت للمرحلة الوسطى فأطلقوا علىَّ اسم شابو، وهو لا علاقة له بالاسم الأصلي ولا أعرف مصدره، وقالوا إننا كنا نحب العربات وهناك سائق اسمه شابو كنت أقلده ولكنه صار لي اسماً حتى شقيقتي اصبحت عائشة شابو. درست الكتاب في الكوَّة وهى بلد مثقفين مثلاً التجاني الماحي خالي وهناك اسماء كثيرة مثل النصري حمزة، وميرغني حمزة، واحمد السيد حمد، ودكتور عمر عبدالماجد، وموسى الخليفة وكثر.
* ما هو السر الذي جعل الكوَّة تنجب كل هؤلاء المميزين؟
= يضحك النيل الأبيض مشهور بالسمك والذين يعيشون على ضفافه يأكلون السمك كثيراً وبه مادة الفسفور الذي يغذي الذكاء، وهناك نقطة ثانية هى القرب من بخت الرضا، وهى بلدٌ التعليم فيها قديم إذ نشأت أول مدرسة بها في العام 1903م.
* مشهد الجميز على شاطئ النيل الأبيض؟
= يا سلام قالها ثم صمت.. حتى أبين لك أثر هذا الجميز هناك قصيدة قديمة أقول فيها:
وانت سعادتي
أيامي الحبلى بآمالي ويأقدري
أحب النيل في عينيك دفاق
تثنى فوقه الشجر
والكوَّة في ربوة وتعطي الكاتب أسباب التغزل فيها، وزملائي في الدراسة صاروا اسماءً مثل موسى الخليفة وقاسم عثمان نور، وعندما كنت في أميركا عندما علم الرجل بأنني من السودان، قال لي هل تعرف التجاني الماحي فقلت نعم وخجلت أن أقول له إنه خالي فقال لي هذا كتب أجمل أوراقٍ في تاريخ منظمة الصحة العالمية.
* بعد ذلك إنتقلت للوسطى؟
= نعم الوسطى كانت في كوستي وفيها درست الثانوي ايضاً وتزوجت منها بنت خالي. وعندما جئت الى كوستى كانت الحركة اليسارية في قمتها واستقطبنا فيها أنا وزميلي خالد المبارك. وكانوا يطلقون علينا (ش.ش) شبيبة الشيوعية، وحتى معلمينا في المدرسة كانوا شيوعيين امثال شاكر مرسال وطه عبدالباسط.
* الانتقال من بيئة ريفية في الكوَّة الى بيئة شبه حضرية في كوستي؟
= أنا درست في مصر واميركا لكنني لم انسجم مع هذا، فأنا رجل حر وطليق وملتصق بالكوَّة وبحرها وجميزها.
وكل الذين كتبوا كتابة جيدة، وأحاول أن أكون منهم تركوا المدينة ورجعوا الى أصولهم والرقيب الروماني قيسون قال عندما تضطرب الحياة أذهب الى أهلي في المزارع وهناك أكتب، وناس كوستي احترمهم ولكن أنا كذلك.
* بعد المرحلة الثانوية؟
= جئت للمعهد الفني وكنا فقراء وكان اسمه المدرسة المهنية وقالوا نحن شطار فبعثوني الى مصر وعندما عدت عملت في المدارس الثانوية لمدة عام واحد ثم بعثت لدراسة تكميلية، وانا أصلاً متخصص هندسة مدنية «هندسة صحية» وعندما ذهبت الى أميركا درست كهرباء وتبريد.
* متى تسربت لك جرثومة الشعر؟
عندما كنت في ثالثة وسطى كنت مشهوراً بصوت فيه شئ من الجمال وكنت شاطراً في اللغة العربية واللغات، فكتبت قصيدة وارسلتها الى صحيفة «الصراحة» للأستاذ محمد الحسن أحمد في باب اسمه وجدانيات صرفة ونشرت، وعندما كنت امشى في الشارع بكوستي كنت أظن أن الناس يراقبونني. وفي الثانوي اصدرت صحيفة اسمها «الصرخة»، أما في المعهد الفني فقد أصدرت مع فنانين تشكيليين هم جرجس سلامة، وفتح الرحمن بابكر، وسيد احمد محمود مجلة الانسان في أيام عبود وأدخلتني السجن ولكن المعلمين توسطوا لدى وزير الداخلية.
* متى أحسست بلحظة الشعر هذه؟
= أنا أصلاً كان لدىَّ إحساس بأنني يمكن أن أفعل هذا كما أن الناس حولي كانوا يقولون لي شاعر، وعندما ذهبت الى مصر كتب شاكر مرسال رسالة الى جيلي عبدالرحمن وتاج السر الحسن وهما شاعرين كبيرين رحبا بي واستمعا لي ولكنهما لم يعلقا واسمعاني صلاح عبدالصبور ونزار قباني ونشرا لي في صحيفة «المساء»، واشتركت في امسيات كثيرة وقال لي جيلي الشعر الذي قرأته أول مرة انساه تماماً والآن انت صرت شاعراً.
* هل معنى هذا أنك أخذت الاجازة من جيلي عبدالرحمن؟
= نعم من جيلي ولكن جيلي وتاج السر الحسن فعلا لي الكثير، فقد عرفاني بالتراث العربي وخلقا لي علاقة مع اللغة العربية، في الازهر وتعرفت على رسامين وسكنت معهم.
* المعروف أن جيلي وتاج السر من رواد شعر التفعيلة هل كنت تكتب الشعر على هذه الطريقة قبل ذهابك الى مصر؟
= لا، بدأنا من الأول وعندما سألت أخي محمد المكي قال إنه بدأ بكتابة الشعر الكلاسيكي. وفي الستينات كان الناس مولعين بالقراءة، وأنا كنت من المحظوظين الذين لديهم لغة أخرى غير العربية، وطبعاً بدأت بالشعر الكلاسيكي. وعندما جاء شعر التفعيلة في الاربعينات وتدفق حبر كثير حول من كتبها أولاً هل هو عبدالصبور أم نازك أم السياب، ولكن هناك نقطة عندما عدنا من مصر وجدنا المجذوب كتبها.
وهناك نقطة للذين يكتبون بالعربية هى أننا على هامشهم وهنا تصبح أهمية إثبات سبقنا هذا والذي يجعلهم ينظرون لنا بعين مختلفة.
ونحن في مجال النقد والشعر لدينا ناس متقدمون على العالم العربي. وفي العشرينات أسس حمزة الملك طمبل لمدرسة نقدية ولكنها لم تنتشر، والفيتوري وجيلي وجدا فرصة، ولكن اسماء مثل صلاح أحمد ابراهيم رغماً عن مجهودات عزالدين اسماعيل، وعبدالمجيد عابدين واحسان عباس الذي طلب الجنسية السودانية قال عنهم صاحب كتاب اتجاهات في الشعر المعاصر ضمن سلسلة «عالم المعرفة» إن الكسل المعرفي هو الذي جعلنا لا نتعرف على الشعر السوداني.
* هناك تيار في الشعر السوداني بدأ في مصر أمثال جيلي، وتاج السر،و فارس والفيتوري انت عاصرتهم في مصر، ولكنك لم تدخل في هذا التيار على الرغم من أنك نشرت ديوانك الأول هناك؟
= انا كنت اصغرهم سناً وأقلهم إنتاجاً وعندما برزت لم أُقم في مصر كثيراً.
وهذا الديوان عندما صدر كانت النزعة الانسانية عالية وكتب عنه فاروق ابو نبيل وكتب له المقدمة الشاعر المصري شوقي خميس زوج الممثلة إنعام الجريتلي وقال «هذا شاعر ذو طاقة كبيرة ومقدرة وشعره يشي بذلك». ودفعت في هذا الديوان (65) جنيهاً لدار الهنا وادخل للسودان في حقائب الطلاب وبعناه بخمسة وعشرين قرشاً للنسخة وانا انتقلت انتقالات سريعة بين «أغنية لانسان القرن الحادي والعشرين» و«حاطب ليل» ثم إلى «شجر الحب الطيب».
* هل تكتب الشعر أولاً ثم تعود إلى التعديل؟
= الشعر يجئ دفقة اولي ، وكما قال محمود درويش الشعر أولاً ثم يأتي الزمن الثاني زمن القصيدة، وهنا عليك أن تراجع أخطاء الاملاء والنحو والموسيقى رغم أن الايقاع الموسيقي رسخ في أذهاننا من زمن.
* يعني الشعر هو الذي يقيدك وأنت لا تقيده؟
= بالضبط.
* كثير من المبدعين السودانيين ينظرون لانتمائهم الايدلوجي بالعرفان لما أتاحه لهم من قراءات.
= أنا من الذين أسهم الانتماء الايدلوجي في إتاحة فرصة لهم للقراءة، والايدلوجية في التعريف الأولى لها هى علم الفكرة ثم أخذت شكل منظومة مناعات للإنسان والكون.
كما ان فترة انتمائنا الحزبي جعلتنا مدمني قراءة، وحتى الآن عندما لا أقرأ أحس بالتعب، والشعر تصنعه ظروف كثيرة.
حتى عندما اختلفنا مع الحزب لم يكن الاختلاف حول فروع ولكن حول الفكرة ذاتها.
* علاقتك بالشعر المكتوب بغير العربية هل بدأت في مصر أم قبلها؟
= في مصر كانت بدايات قليلة ووجدت شعراً كثيراً مترجماً وخاصة الشعر الأسباني، وفي ذلك الوقت قرأت لوركا وهو شاعر عظيم جداً، واللغة الاسبانية مستوع لأجمل ما في اللغات، وكنا نقرأ الترجمات وهى قد تخطئ أو تصيب، وأجمل ما في الشعر الأجنبي أنه ليس بكاء على ليلى التي سافرت ولا هو جيشان عاطفي.
* هل أسهم هذا في تغيير موضوعاتك؟
= خالص، لهذا السبب يقولون شعر شابو متفرد، والشعر براءة والناس يضجون في موضوع، وانا اكتب في موضوع آخر.
* لوركا هو الذي جعلك تتعلم الاسبانية؟
= أنا قرأت شعره مترجماً أعجبني جداً، كما أنه مات موتاً مأساوياً، والقيمة في شعره وليس في هذا الموت. وهو من أعظم شعراء العالم. كما قرأت روفائيل مترجماً والأخوان لافتين. وكان همي أن اقرأ هؤلاء الناس في لغتهم. وعندما ذهبت الى اميركا أخذت بعض الكلمات وعندما كنت مدير مدرسة في كوستي جاءت مجموعة من القساوسة وجدت بينهم اسباني فقلت له علمني الأسباني وأعلمك العربية وخلال تسعة شهور تعلمت الأسبانية ولكنه لم يتعلم العربية.
* القراءة للوركا في الاسبانية وفي ترجمته؟
= قرأت له قصيدة قرطبة وترجمتها وعبدالله علي ابراهيم قال ترجمة جيدة، ولكن بطبيعة الشاعر القلق لا أصبر على الكتابة.
* مرحلة أميركا وتأثيرها عليك؟
= انا ذهبت الى اميركا ناضجاً، ووجدت عالماً مختلفاً ولم أتأقلم، وفي الايام الاولى كنا نتحدث اللغة الانجليزية الكلاسيكية.
ولكنني تعرفت على شاعرة عظيمة هى أمبلي ديكنز تكتب الشعر في مربعات صغيرة، وهذا ما علمني كتابة الشعر في مربعات صغيرة، وفي إحدى قصائدها تتحدث عن ضب يمشى فوق الزجاج، وزاملت امبلي وتيمان الشاعر الاميركي العظيم وأول من كتب قصيدة النثر ووصل بها مرحلة عالية. كما قرأت داك برنسي، وعرفت أن هؤلاء الناس يكتبون بطريقة تختلف عنا ونحن نقدِّس الكلمة. وعبدالله الطيب رحمه الله قال «العربية كالمرأة الجميلة تخرج في كامل زينتها أو لا تخرج». والغربيون يعبرون ببساطة في اللغة. كما أن الحياة الاميركية فيها طريقة حياة بسيطة جداً.
* من المحطات التي أثرت عليك، المجذوب؟
= كنت أعرفه من بعيد، وصدفة نشرت قصيدة في صحيفة «الأيام» وذهبت لعبد الله حاج الامين في دار الندوة وعندما دخلت قال عبدالله شابو كتب هذه القصيدة فقال لي أجلس اقرأ هذه القصيدة فقال لي يا ولدي أنت تقرأ السياب كثيراً.
رغم ان شعرك ليس فيه كلمة للسياب ولكن نفسه، وقال لي إذهب واقرأ من تأبط شراً وحتى عبدالله الطيب، وقال أنتم تقرأون النهايات ولا تقرأون التراث.
ومنذ ذاك الوقت صار صديقي.
* شعر المجذوب فيه نفس سوداني؟
= المجذوب وصلاح أحمد ابراهيم هما أكثر الشعراء سودانية من خلال توظيفهم للتراث الشعبي. والمجذوب قال إنه كان يريد أن يصبح رساماً، وأمام اعتراض ناس الدامر صار يرسم بالكلمات.
* وماذا عن أباد ماك؟
= كانت عبارة عن تجمع الكتاب والفنانين التقدميين، وهذه كانت فضفاضة وكل الليبراليين والديمقراطيين دخلوا فيها، وعملت عملاً ضخماً في الشعر والمسرح وأنا الآن متأسف الناس لم تستطع ان تتخطاها.
وناس كثيرون افتكروا اباد ماك ملك للحزب الشيوعي ولكن الذي اسقطها هو صراع الشيوعيين انفسهم.
* وردت عندك اسماء محمد المكي، والنور عثمان، ومحمد عبدالحي هؤلاء تيار الغابة والصحراء هل نشأت بينك وبينهم علاقة؟
هم اصدقائي، ولكنهم اشطر مني وأنا كنت مهتما بالتراث الانساني اجمعه، وأؤمن أن الهوية السودانية لا تصنع بل تتشكل لوحدها وأنا مصرٌّ على السودانية والرحابة والهم الانساني.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كوستى تكرم الشاعر عبد الله شابو (Re: د.نجاة محمود)
|
ذكريات عن مسيرة الشعر السوداني في نصف قرن
إعداد: مجذوب عيدروس
شعر التفعيلة لا علاقة له بالانظمة الشمولية!
استضاف نادي القصة السوداني بالخرطوم الشاعر عبد الله شابو ضمن سلسلة ندوات النادي المسماة »شاهد على العصر« للتوثيق لمسيرة المبدعين السودانيين.. وقدم الأستاذ أحمد ابو حازم الامين العام لنادي القصة الشاعر عبد الله شابو وتحدث عن عطائه ومواكبته لتجاريب الاجيال الجديدة وتميزه وسط مجموعة شعراء الستينيات.
وتحدث شابو عن انه اوشك على الفراغ من كتابة »كلام عن الناس والاشياء والاماكن« وبدأه بالعام 1950م باعتباره بداية وعيه وتفتحه، وان ما سيقدمه في الامسية هو مسامرة، وكان الناس قديماً يتسامرون في السودان خاصة في الليالي المقمرة.
واسم شابو الاصلي: عبد الله ابراهيم محمد موسى فضل، ولدت بالكوة، ونشأت في بلدة مولعة بالثقافة وفيها واحد من اقدم المدارس الاولية في السودان هي ابو دليق، والمدرسة مبنية بالحجر، ومشجرة باشجار الجميز والتبلدي واللبخ، ومن الاجيال السابقة تخرج من الكوة العالم والموسوعي د. التجاني الماحي. والنصري حمزة.. واخذنا على عاتقنا الاهتمام بثقافة الكوة د. موسى الخليفة ود. قاسم عثمان نور وشابو.
واحسست ببواكير الموهبة الشعرية، ومن اقوال اليوت ان للشاعر ان يكون قريباً من نهر والكوة تقع على ربوة وتطل على النيل الابيض.
وغادرت الكوة الى كوستي للدراسة المتوسطة، وكانت تعج بحركة عمالية ويسارية على ايام الاستعمار البريطاني ومن المعلمين الذين اثروا في الاستاذ الشاعر شاكر مرسال الذي حاكمته سلطة الفريق ابراهيم عبود وانشد فيها قصيدة مطولة:
ولدت سفاحاً فما انت حر
فواحة مصيرك او فانتحر
وما انت الا جواد ذليل
تمطي عليه رعاة البقر
اشارة الى قبول النظام للمعونة الاميركية وسط رقص شعبي واسع.
ومن زملاء الدراسة القاص عسيى الحلو ود. خالد المبارك وبراهيم احمد عبد الكريم والسماني عبد الله يعقوب.
وتيقنت ان الشاعر يولد بالاستعداد الفطري وفطانة يتميز بها يكتشف بها دقائق العلاقات بين الاشياء، والتشبيه خد حبيبي وردة، وفي ذاكرتنا ان الشاعر انسان فطن وادريس جماع سماها لحظات باقية هي اللحظة لمبدعة التي يقول فيها الشاعر كلاماً بديعاً ملهماً.
يقول احد فلاسفة اليونان ان الشاعر انسان مقدس حتى ينتهي من قول قصيدته، وقال للفرزدق تمر علىّ لحظة تكون فيه كتابة بيت شعر واحد اصعب علىّ من خلع الضرس.. وهناك في اغانينا اقوال لشعراء غاية في الرقة والعذوبة »حلوة الجمعة وحلو شمبات مقيلة«.. ونحن تعلمنا من هذه البيئة السودانية وليس هناك شاعر يولد من فراغ. وكانت المكتبات المدرسية والجمعية الادبية. ونشرت اول قصيدة لي بصحيفة »الصراحة« ارسلتها الى الصحفي محمد الحسن احمد »مقيم الآن في لندن« وامتلأت بالفخر والزهو وانا بعد طالب بالمدرسة الثانوية. ونشرت شعراً في صحيفة »الرأي العام« وكان امامنا من الشعراء: صلاح أحمد ابراهيم وجاءت اشعار جيلي عبد الرحمن ومحمد الفيتوري وتاج السر الحسن، محيي لدين فارس، وهم رواد شعر التفعيلة عندنا، وكنا قبل ذلك نكتب القصيدة التقليدية.
وقعت على ديوان محمود سامي البارودي ولا زال اثره باقياً فيّ وشهدنا بدايات التحول من الشعر العمودي الى التفعيلة، ولا اقر هذه التسمية بل هو شعر مرسل موزون وليس مقفياً وبه كتب شكسبير.
وما فعله هذا الشعر في الاساس التركيز على الرؤى اكثر من كونه تطوراً في الشكل.. الشعر التقليدي بشكله هذا لا يحتمل الرؤى الجديدة، وضرب الاستاذ شابو مثالاً بقصيدة السياب شناشيل ابنة الجلبي واستشهدت »عيناك غابتا نخيل ساعة السحر« وهي مثل صورة اليوت عن الرجل المريض.
والسطر الشعري يحتمل الدفقة الشعرية وساق مثالاً من شعره، المجد لك.
وحقيقة فقد اكتمل الشرطان: الموضوعي بتقدم الحياة نفسها، والثاني وجود من قرأ الشعر الانجليزي وكانوا متأثرين بالشعر المرسل »الايامبي«.
وجاءتنا مجلات كالاديب والآداب من بيروت وحركة التحرر الوطني او اليسار واصداء مدرسة النقد الجديد »عذراً ياوند، اليوت، الان تيت« وكلها ساعدت على تنمية الشكل.
وهنا جاء من يربط قصيدة النثر بكتابات المتصوفة مثل المواقف والمخاطبات للنفري، وهناك اشعار عبد الله جلاب في مزامير وتيراب الشريف في نداء المسافة.
وكان لجيلنا ولع بالموسيقا، واهتمام بالايقاع الذي نعده تموج نغمي وفي اثناء ذلك ابتعثت لمصر للدراسة بالعباسية المعمارية بالقاهرة وكتب لي استاذي شاكر مرسال الى الشاعر جيلي عبد الرحمن ليتعهدني بالرعاية، واتيح لي في مصر ان اقرأ كتب التراث وقرأ شعري في رابطة الادب الحديث، وقال جيلي عبد الرحمن ان ما قرأته في البداية لا علاقة له بالشعر.
وقد تأثرنا بالشعر الانكليزي، ولكن اليسار قدم لنا شعراء آخرين وكان شعرهم معروفاً في الوطن العربي ومنهم بابلونيرود، اراغون، ايلوار، ناظم حكمت ولوركا.
وفي القاهرة جاءني صلاح احمد ابراهيم بصحبة مبارك حسن خليفة، وكان صلاح متمرداً وقال لي »رجل شجاع واحد يشكل اغلبية« واذا اردت ان تكون شاعراً حقيقياً فلابد ان تكون حراً مستقلاً، وان تكون بعيداً عن كل ايديولوجية كي تستطيع ان تضيف جديداً.
والشعر الحقيقي لابد ان تكون فيه اضافة، والى جانب اليسار فقد اضافت الوجودية تأثيراً آخر لانها تحدثت عن الاختيار والحرية والمسؤولية.
ومن شعراء تلك الفترة النور عثمان ابكر، ومحمد المكي ابراهيم، ومحمد عبد الحي نحات يصقل الشعر صقلاً، وابو ذكرى وعلي عبد القيوم اصحاب طبيعة جميلة ولم يعلاحظا في شعرهما سلاسة وبساطة وقد حققا استقلالاً.
لم نكن نتحدث عن قطيعة مع التراث، واليوت كان يقول انه يكتب وفي عظامه شعراء اوربا مع الاضافة وعجبت لمحجوب كبلو الذي قال ان شعر التفعيلة تم تجييره لصالح الانظمة الشمولية. اقول: لا علاقة بين الاثنين.
وقد قلت في ورشة رابطة الكتاب السودانيين حول قصيدة النثر للشاعر نوري الجراح بضرورة ان تكون هناك معايير لقصيدة النثر وقد قال ان قانون قصيدة النثر هو الحرية.
وتحدث جيلنا عن ضرورة التمييز بين شعر الرؤية وشعر الرؤيا، اما قصيدة النثر فاذا لم تكن عندها معايير فهي لا تملك هوية.
والشعر الحديث لا يعني ان يستغلق الكلام على المتلقي والغموض اذا كان شفافاً هو جميل، وان تكون واضحاً ليس معناه المباشر.
وتساءل شابو »لماذا يسير بيننا شعر ابي الطيب المتنبي؟« اجاب: لوضوحه.
لقد عاصرت اجيالاً من الشعراء منذ محمد المهدي مجذوب. وقبله كان الشعراء الكبار: مدثر البوشي، محمد سعيد العباسي، عبد الله محمد عمر البنا، عبد الله عبد الرحمن الضرير، ولكن التجاني كان يختلف عن هؤلاء الشعراء الكبار وكان شاعراً ميتافيزيقياً والمقارنة بين الشاعرين التجاني والشابي ظالمة لكليهما فالشابي رومانسي وبسيط والتجاني شاعر ما ورأيي »اشك ويؤلمني شكي وعمل مع محمد عبد الرحيم في نفثات اليراع وهناك اقوال حول دور التجاني في هذا الكتاب.
وفي السودان كان شعراء الرومانسية بعضهم انكفأ على ذاته ومنهم شعراء كبار لم يلقوا حظهم من الذيوع كمحمد احمد محجوب ومحيي الدين صابر.
ومن عجب ان يتحدث بعضهم عن الواقعية الاشتراكية في الشعب السوداني، والصحيح ان يتحدث الناس عن الواقعية.
ومن شعراء تلك الفترة كان النور عثمان ممتلئاً بالمعرفة وشيبون كان على قدر كبير من الحساسية الاسطورية، ولعل تركيبته النفسية قد اسهمت فيما حدث له بعد ذلك.
وفي الستينيات ابتعثت الى اميركا لدراسة الهندسة ووجدت فيها الحياة صاخبة، وقد احسست بضآلتي وانا انظر الى عمارات نيويورك العملاقة، وقران وولتا ويثمان، وكان هناك مناخ ثقافي جيد.. وفي الحقيقة فان الثقافة العربية الاسلامية قوية وقادرة على ان تعصمنا من ان يجرفنا التيار، ونحن قادمون الى الغرب من ثقافة مختلفة. وافادتني فترة اميركا في تقوية لغتي الانجليزية.
والشعر لا علاقة له بالدراسة والمهنة، فابو تمام لم يكن من »الكبار« وهربرت سبنسر الفيلسوف كان بسيطاً.
اما الشعر الحقيقي فيبقى، اما الاغاني الحقيقية فهي سريعة التوهج، سريعة الانطفاء.
وظلت علاقتنا بالغرب ملتبسة، نرفض هيمنة ونقبل من تجديده. وكتاب ما بعد الحداثة قالوا ان الحداثة انتجت حربين عالميتين..
وبعد ثورة اكتوبر 1964م في السودان انشأنا تجمعاً للكتاب والفنانين، واسمينا التجمع اباداماك وهو اسم إله نوبي في مروي القديمة اقترحه عبد الله جلاب، ورغم ان التجمع كان يميل لليسار الا انه ضم الكثيرين وكانت سكرتاريته تضم شوقي عز الدين، عبد الله علي ابراهيم، وشخصي وجلاب ولم تصدر منيفستو.
اعتقد اننا كتبنا شعراً جهيراً، وكثيرون يحفظون اشعارنا والمحدثون اليوم من يحفظ اشعارهم، وظللت دائماً ضد الغموض المطلق.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كوستى تكرم الشاعر عبد الله شابو (Re: د.نجاة محمود)
|
عبد الله شابو وكولمبس
ُThe Adminal of the Sea
ابتعث الشاعر السوداني عبد الله شابو الى الولايات المتحدة الاميركية للدراسة في عام 1960م، ومكث فيها حتى عام 1963م. في تلك البعثة استفاد الشاعر من الآداب الاميركية، واطلع على شعراء كثر احب شعرهم واستزاد معرفة واسعة بالفلسفة والآداب اللاتينية. بجانب ذلك فإن شابو من القلائل الذين يتحدثون بعمق عن المستكشف الاسباني الاصل «كرستوفر كولمبس» الذي يسميه الاميركيون The Adminal of the
Sea كما يطلقون عليه The Vicenoy of India وقد حملت بعض ابيات شاعرنا
اشارات لكولمبس فهو يقول:
من يخبر فاتنتي ان العالم يسرقني منها الآن
من يخبرها إنا في الحانة كنا اكثر من مائة
نصب زقا للعشق ونشرب نخب صباها
لكن الحانة لم تعد الحانة تستهوي السمار
يا سيدتي
لو أن كولمبس كان حصيفا
ما أبحر في بحر الظلمات
وما فك شراعا اصلا
ولكان وجيهاً في جنوة
او قرناطة
المعروف أن الأميركيين كانوا يستهوون الذهاب إلى سواحل أوروبا الجنوبية لقضاء عطلاتهم، وبصورة ادق «اسبانيا والبرتغال»، بعد عناء عام كامل يقضونه في العمل. ومن أقوالهم المأثورة في ذلك «We get money to spend» ومن اشهر الافلام الاميركية التي تحدثت حول هذا الموضوع هو فيلم «Pleasure Seekers» الباحثون عن المتعة.
المقاطع السابقة استوحاها الشاعر من قصة احدى السيدات الاميركيات التي عشقت طبيبا اسبانياً وسيما. وقد كان حظ السيدة عاثرا، فالطبيب المعشوق كان قد تجاهلها كثيرا ولم يعرها أدنى اهتمام، وبعد محاولات عديدة باءت جميعها بالاخفاق، وقفت يوما أمامه والغيظ يفور بداخلها ويغلي، وقالت تخاطبه:
If Cristopher stayed home, I wouldn't have been in this God damne!
ولعل السيدة الأميركية قصدت بهذه اللعنة الالهية التي نزلت عليها او الغضب الالهي، هو ما حمل كرستوفر كولمبس على الابحار عبر المحيط ليصل في خاتمة مطافه الى اميركا. وقد رأت أن بقاءه في بلاده كان أدعى له، ولما كان قد دفع بها الى هذه الورطة التي اعتبرتها لعنة. ولعل كذلك ان شيخنا شابو قد استفاد من هذه القصة النابهة، ونسج ابياته على غرار قول السيدة الاميركية، لكنه كان اكثر حصافة من السيدة حين زاد على قولها: ولكان وجيها في جنوة او غرناطة، يقصد كولمبس. لو لم يغامر كولمبس بهذه الرحلة لكان ـ حسب شاعرنا ـ رمزا من رموز تلك المدن المشار اليها..!! فالرؤية الشعرية هنا قد لا تتحقق اذا عاد الزمان مرة اخرى للوراء. وقد لا يصبح كولمبس وجيهاً في غرناطة ان لم يبحر عبر المحيط ابدا.
وربما كان إنساناً بسيطاً من سكان تلك المدن لا يعرفه سوى جيرانه ان كان له جيران يعرفونه. واظن ان بلاغة الرؤية تكمن في تحريف الواقع تحريفا جماليا لما قد يكون في نظر الشاعر.
في شعر شابو رصانة الشيوخ وحكمتهم وبراعتهم في استقاء المفردة المعبرة.. وفيه كذلك العلوم الحديثة والتقانة والفلسفة وشتى المعارف الانسانية.. انظر اليه حين ينشد:
اشهد انا طوعنا الجينات
وانا فككنا التركيب النووي
وعبأنا كفيه، جحيما موتا
اشهد انا جدفنا في النسبي
وسافرنا في الزمن المطلق
هذا حسن بالطبع وجدا
لكني اتحدث عن قلب
يسع الدنيا
عن قلب مسكون بالحب
ومشحون مقتا
عن قلب لا يتعلم ابدا
قلب الشاعر لا يهدأ ابدا
في شعر شابو «حداثة مفاهيم» ورؤى عصرية تبدو في كثير من استخداماته اللغوية الفارعة. انظر «طوعنا الجينات» اشارة للتقنية الحديثة في الطب، والجينات ـ كما هو معروف ـ كشف مستحدث في العلوم الطبية وهندسة الوراثة. وكذا «التركيب النووي» اما قوله «جدفنا في النسبي» فهي اشارة فلسفية وكذا «سافرنا في الزمن المطلق.
كثير من الناس لا يعلم أن شابو جارى قصيدة «مرية» لصلاح أحمد ابراهيم منذ أواخر الخمسينيات، وقرأها في حضرته وأثنى عليها.. وهي من القصائد التي لم تنشر في ديوان، وبالكاد استحضر منها شاعرها قوله:
يا مريا
ليت لي ألف مريا
ليت باخوس سقاني
بالكؤوس العسجدية
واذاب اللحن روحي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كوستى تكرم الشاعر عبد الله شابو (Re: salah awad allah)
|
التحية للشاعر العظيم ابن الكوة الوفي الاستاذ عبدالله شابو
بجهد خارق عمل الاستاذ شابو على تاسيس مدرسة صناعية بالكوة ليرد الجميل
لبلده عشقها واحبته ،،،
كان اتحاد طلبة وطالبات الكوة بالجامعات في نهاية التسعينات كرم الاستاذ شابو
وزميل دراسته بروفسور قاسم عثمان نور بنادي الكوة الاهلي
والتحية هنا ايضا لابناء الكوة للشاعر السفير الدكتور عمر عبدالماجد والاديب الشاب عباس علي عبود
والتحية لاهلنا في مدينة كوستي الاوفياء
شكرا اخ صلاح على اللفته البارعة
شكرا الاخت دكتورة نجاة على السيرة المضيئة لشاعرنا النجيب
وتحياتنا عبرك لسفير السودان عندكم في ماليزيا نادر يوسف الطيب وهو ايضا من الكوة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كوستى تكرم الشاعر عبد الله شابو (Re: salah awad allah)
|
Quote: شكرا نزار كروم سليل الاسره المشهوره ذات المجد والعطاء
وشكرا حميما للكوة بلد المبدعين والعلماء والحضارات العظيمه |
اشكرك جزيلا اخي صلاح على هذا الاطراء والذي اعتبره وسام على صدر عائلتنا ومدينةالكوة
ولا يعرف الوفاء للرجال الا الرجال ولمدينة كوستي الوفية منا كل الحب والاجلال ولها في القلب
مني كما للكوة في العرفان فقد درست بعض من المرحلة الابتدائية في مدرسة نمرة 2 بالمرابيع
ومدرسة مربع 8 بحي النصر العظيم
مره اخرى لك كل الود وفي انتظار تكريم الاستاذ عبدالله شابو امد الله في عمره ومتعة بالصحة والعافية
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كوستى تكرم الشاعر عبد الله شابو (Re: ناذر محمد الخليفة)
|
شكرا ناذر
خرجت الان من اجتماع اللجنه العليا للتكريم وقد يتأخر التكريم قليلا من الموعد
حيث دخلت شركة اتصالات لتبنى الاحتفال الخمبس سوف نعلن اليوم النهائى ...
بصوره قاطعه ؟؟؟ تكفلت شركة بدعم بث الاحتفال عبر موقع سودانيز فيديو وزيادة سرعة الشبكة
جـــهز حالك ياناذر ....
| |
|
|
|
|
|
|
| |
salah awad allah
كمال علي الزين
إسماعيل وراق
ناذر محمد الخليفة
خالد أحمد بابكر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست