|
|
 شكرا لكم ... فبفضلكم صرنا شماتة (اللي يسوي واللي ما يسواش)
|
المكان: مطار القاهرة الدولي
الزمان: شهر يوليو عام 2009 اي بعد ايام قليلة من الذكري العشرين لإنقلاب الانقاذ، ذلك الانقلاب الذي اوصل تلك العصابة الي مقاعد السلطة، ومنذ ذلك الحين بدأ دمار البلاد، حتي وصلنا الي مرحلة .... مرحلة ماذا؟ لا أظن ان احدهم قادر علي وضع وصف موضوعي لحالة الدولة السودانية في الوقت الحالي.
الموضوع: قصة واقعية اغرب من الخيال.
رفع ضابط الجوزات المصري بميناء القاهرة الجوي عينه عن الجواز وألقي نظرة سريعة علي السيدة السودانية الواقفة أمامه، أجري مقارنة سريعة للصورة الموجودة في الجواز ووجد انها مطابقة، ثم عاد يراجع بيانات الجواز، وفجأة صار الضابط الشاب يقلب الجواز بدهشة بالغة، ثم قلب صفحاته واحدة واحدة وكل شيء في ملامحه يشير الي انه قد قابل شيئا غريبا!!
ثم قام من مقعده وذهب الي ضابط اخر اعلي رتبة، والسيدة مندهشة تماما، تحاورا قليلا ثم عاد الضابط للسيدة وقال لها بكل تهذيب: تفضلي معي للداخل، وعندما ذهبت معه، سألها الضابط الاعلى رتبة إن كانت تعلم ان جوزها منتهي الصلاحية؟!!!!
نعم لا يوجد خلط هنا، جواز السيدة الذي خرجت به من مطار الخرطوم منتهي الصلاحية ومنذ عام ونصف!!!
ليس يوم او يومين او حتي شهر، بل عام ونصف!!
الجواز مر علي تأشيرة الخروج، وعلي الخطوط السودانية، وعلي جوازات المطار مرتين علي الاقل، ولم ينتبه احد ان الجواز منتهي الصلاحية!!
بعد ان تحري الامن المصري مع السيدة، اتضح انها سيدة بسيطة ومحترمة تريد فقط اللحاق بأسرتها في الاسكندرية لقضاء الاجازة الصيفية، وهي لم تنتبه الي ان جوزها منتهي الصلاحية. ربما كان هذا خطأ فادح منها، ولكنه قطعا ليس بفداحة خطأ المسؤولين بالسودان.
الذي حدث بعد هذا هو الاكثر إثارة للغيظ، حيث اتصلت السيدة بأحد اقاربها الذي كان متواجد بالاسكندرية، فقام بدوره بالاتصال بمندوب السفارة ليقوم علي حل الاشكال، وكانت المفاجأة إن قريب السيدة وصل الي المطار من الاسكندرية - بعد ثلاث ساعات- ولم يصل مندوب السفارة!!
طبعا اعيدت السيدة الي السودان، وقد كان تعامل الامن المصري معها راقيا لابعد حد، حيث عادت ومعها ضابطان برتبة عالية، وفي مقاعد درجة رجال الاعمال علي حساب الحكومة المصرية!!
لقد صار السودانين موضع تندر في ذلك اليوم عند العاملين بمطار القاهرة، وعبر اجهزة الاتصال...
.
.
- شفت ايه حصل النهار دة؟
-حصل ايه
- سودانية عدت علي ضابط الجوازات في مطار الخرطوم، لئتو نايم فأخدت الختم وخنمت لنفسها.
...
- بعد الي حصل النهار دا انا عندي اقتراح، نبعت كم ملازم من عندنا مع شوية صولات وكام عسكري يعلمو السودانيين الشغل!!!
ضيعتم البلد ومرغتم انفها بالتراب.
هذه هي اخرة سياساتكم الرعناء التي اوصلت اهل الولاء وابعدت الكفاءات وكانت هذه هي نتائجها، ان يسخر منا كل من هب ودب، وان تضيع هيبة الوطن.
كيف يثق المواطن في من يحمونه وهم لا يستطيعون التمييز بين الجواز المنتهي الصلاحية والصالح؟
ماذا تبقي؟
أظن لافتة مضيئة عملاقة تحمل عبارة واحدة: (كان هنا وطن)
|
|
 
|
|
|
|
Shihab Karrar
BAKTASH
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست