مساجلات أدب الحوار بين عبدالعزيز البطل ود.عبد الله علي براهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 09-02-2025, 02:30 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-22-2009, 12:05 PM

khalid abuahmed
<akhalid abuahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 3123

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مساجلات أدب الحوار بين عبدالعزيز البطل ود.عبد الله علي براهيم

    الاخوة الاعزاء في المنبر العام

    من أجل تريسخ أدب الحوار فيما بيننا أعيد نشر هذه السجالات الجميلة والرائعة بين الاساتذة د. عبدالله علي ابراهيم والكاتب المعروف عبدالعزيز البطل والتي نشرت بصحيفة (الاحداث) السودانية وأعيد نشرها بموقع (سودانايل) نحن أحوج ما نكون لأدب الحوارات التي تنشئ بيننا في هذا الوطن الكبير، والبعض منا لا يزال يستخدم اسلوب الشتيمة والإساءة بمجرد ان اختلف معه آخر في الرأي.


    باطل البطل ....

    بقلم: د. عبد الله علي إبراهيم الأحد, 19 يوليو

    [email protected]


    كتب الأستاذ عبدالعزيز البطل كلمة بحقنا ما ترك فيها وما أبقى (الأحداث 8 يوليو 2009). وقد أزهدني في الرد عليها أنها من رديد القول (إن لم يكن من سفاسفه) الذي مضغه اليسار الجزافي عنا في الشبكة العنكبوتية لعقود. مثل ذلك الذي تداعوا إليه بعد كلمة للمرحوم الخاتم عدلان أو دفاعاً عن الدكتور منصور خالد الذي أخذناه أخذاً وبيلا. لم "أٌعبر" لغوهم وأغاليطهم وهي طازجة عبيط. ولست أرغب في تداولها مع البطل وقد نفد عمرها الافتراضي أو كاد. وأقوى أسباب إضرابي عن مناقشتها مع البطل أنه كان ظاهرني بقوة على باطل اليسار الجزافي الحنبريت (أو من يسميهم هو بمناضلي الكيبورد) سنينا عددا. وقد عززني بمكالماته ورسائله في الحق وكنت ممنوناً لذلك. ثم وجدته تبني ما استنكره من قبل بضبانته. وقال بابكر بدري عن مثله: "ناس كبار كان يحبوننا صاروا يكرهوننا".

    ما رغبت تصويب البطل فيه هنا هو اجتهاده غير المسبوق لدافعي لكتاباتي عن منصور خالد. فمن رأيه أنني حاقن على الرجل. وما أكتبه عنه (وقد بلغ 42 فصلاً من كتاب أعده للنشر) هو من باب التشفي بالنظر إلى واقعة لم يشرحها البطل رأفة بالقاريء. وقدرت أن أهجم على هذه النسنسة وهي يرقة في طورها المائي حتى لا يتلقفها فاسدو الذوق وصانعو العاهات الفكرية.

    قال البطل عن الواقعة إن منصوراً كان رئيساً لي في عمل عام ما ولم يعجبه أدائي ولم يقبل رؤياي لإدارة العمل فألزمني بالاستقالة. وأستأجر بدلاً عني من من رآه قوياً أميناً وجديراً بالمسئولية. يرجع البطل هنا إلى حادثة استقالتي (والمرحوم الأستاذ الفاتح التجاني رئيس تحرير الرأي العام) من لجنة التحضير لملتقى الاشتراكيين العرب في 1969 الذي تولت التحضير له (أو كبره) وزارة الشباب والرياضة والقيم عليها منصور خالد. وودت لو كلف البطل نفسه فاستوثق من الحادثة في مظانها. وهذا مأخذه القوي على كتبة الأسافير. فقد بدا للقاريء من تفسيره للحادثة أن منصوراً كان رب العمل وكنا مستأجرين عنده له الحكم على أدائنا يسرحنا متى شاء. يحردوا يا البطل ويحردن. لقد جئت إلى اللجنة باستحقاقي استراكياً ذي سابقة قصر عنها "رب العمل" بالذات. وما زلت. ولم يكن منصور فينا سوى قيم بين أنداد. ولكننا لم نتواضع على طبع الاستبداد عنده نرضى بدنية أن نكون "أولاد منصور" يفعلون ما يؤمرون: له الخيال ولنا الرضا بقضاء منصور وقدره. ووقفنا عند ما رأيناه الحق. وحين ضاق بنا ذرعاً استقلنا استقالة لم يلزمنا بها بل أملاها علينا حق الرأي العام أن يعرف ما يدور في غرف الاشتراكيين الفشنك أبان لباسن بوجة.

    وأنشر هنا خطاب استقالتي والمرحوم الفاتح ليقف القاريء بنفسه على باطل البطل:

    بيان حول الملتقى الفكري العربي (الرأي العام 3 أبريل 1970)

    عبد الله علي إبراهيم والفاتح التجاني ينسحبان

    أصدر الأستاذان عبد الله علي إبراهيم والفاتح التيجاني البيان التالي انسحاباً من لجنة التحضير للملتقى الفكري العربي والتي تضم إلى جانبهما كلا من الدكتور منصور خالد وزير الشباب والأستاذ أحمد عبد الحليم وكيل الوزارة والسيد عبد الله الحسن وكيل وزارة الخارجية والسيد محي الدين عووضة المحامي:

    طوقتنا وزارة الشباب والرياضة والشئون الاجتماعية بشرف عضوية اللجنة المكول لها التخضير للملتقى العربي الفكري بالخرطوم. ولقد قبلنا عضوية اللجنة وانتظمنا في اجتماعاتها،السيئة الإعداد، باقتناع تام للأهمية الخاصة لإنعقاد هذا الملتقى في بلادنا الرامية ببصرها صوب الاشتراكية مصممة على شق مجرى لها نحوها. ورويداً رويدا أخذت تساورنا الشكوك في جدوى وجودنا في لجنة غير محكومة من داخلها وتأتيها الأشياء منزلة ومقدرة ومحسوبة. ندلي برأي أو آخر في قوائم المدعوين للملتقى، وقد أنزلوا علينا قائمتين، فلا نلمس صدى اقتراحاتنا.
    ويبدو تصميم وزارة الشباب على فعل شيء بعينه كاسحاً ومضيعاً لكل قواعد الإجراءات الديمقراطية داخل اللجنة. وبالتدريج أٌسدل الستار على اللجنة التحضيرية. وطالعتنا الصحف أن الملتقى قائم قائم في موعده وقد دعت الوزارة بعض الأشقاء العرب ليساعدوا في التحضير له.

    ويهمنا هنا نحن الذين نشرت الصحف اسماءنا ذات يوم كمحضرين لهذا المؤتمر أن نرفع أيدينا مرة بالاحتجاج على مسلك وزير الشباب ومرة ثانية على عملية الملتقى العربي بأسرها، غير متحملين مثقال ذرة من اللوم ولا مستقبلين مثقال ذرة من الشكر.

    هذا عن موقفنا كأعضاء اشتراكيين في اللجنة التحضيرية. وأما كاشتراكيين يهمهم هذا اللقاء فلا مناص من القول بأن هذا المؤتمر سيأتي منعزلاً تماماً عن الحوار الاشتراكي الذي تتنفسه بلادنا قمة وقاعدة، حضراً وريفاً. لقد خططنا على الورق أن يجري التحضير لهذا المؤتمر في قواعده الحقيقية بين الاشتراكيين في مختلف طبقات وفئات بلادنا الصميمة الاقتناع بالاشتراكية ليــأتي المؤتمر تتويجاً بالتنظير لحوار اشتراكي في القاعدة ملامساً وضع التنفيذ والأداء وسمات مشاكلنا الخاصة في ارتباطها بالمشكل الاشتراكي عامة. وما لم يتم هذا فالملتقى الاشتراكي العربي لن يتجاوز "كندشة" اشتراكية أخرى، ولغطاً مغلقاً يبدو أن الأذن العربية والسودانية قد ارتوت منه حتى السأم والملل.

    إننا إذ نرفع أيدينا عن هذا المؤتمر، وقد سبقتنا وزارة الشباب إلى ذلك بتجميدنا، فإننا نشير إلى الطريق غير القويم الذي تدفع وزارة الشباب هذا الملتقى نحوه. فلتتحمل وزارة الشباب وحدها مسئولية هذا المؤتمر إذا ما قام. ونؤكد أننا ما زلنا على استعداد، وتحت الخدمة، للتحضير لمؤتمر أكثر ديمقراطية في التحضير والتمثيل وأكثر صحة اشتراكية وعافية.

    عبد الله علي براهيم الفاتح التجاني

    شعبة ابحاث السودان_ جامعة الخرطوم رئيس تحرير جريدة الرأي العام
    ليس هذا بحديث من يحقن خشية الرؤساء فعل الأفندية. نحن بنفتو في بكانو ونمضى إلى شأن آخر.






    عودة الى النميرى ورجاله ...


    بقلم: مصطفى عبد العزيز البطل



    (1)

    تلقيت فى معرض التعقيب والتعليق على مقال الاسبوع قبل الماضى (رجال حول الرئيس) والذى خصصته لسيرة الرئيس الراحل جعفر نميرى عدة إتصالات من بعض الشخصيات التى شغلت مناصب متقدمة فى العهد المايوى، بالاضافة الى عدد مقدر من خاصة أصدقائى والأفاضل من عامة القراء. تمنى البعض لو أننى توسعت قليلا فى الامثلة التى قدمتها عن وزراء جعفر نميرى واعوانه ممن كان لبعض مواقفهم التى اتسمت بالتميز فى الموقف والصدق فى المناصحة صيت واسع فى اطار الدوائر الداخلية للنظام فى غالب الاحيان، وعلى مستوى رجل الشارع العادى فى احيان اخرى وفق مقتضى الحال. والواقع ان الامثلة التى عرضت لها فى المقال الاصل كنت قد قصدت منها الاشارة الى نماذج بعينها حسبت ان العلم بها ظل محدودا بحدود القاعات المغلقة التى دارت فى داخلها الحادثات والمواقف، ولم اقصد الى التذكير بالمواقف المعلنة التى نالت فى حينها نصيبا من الاشهار.

    من الصنف الأخير المعارضة الذائعة لاستاذ الاقتصاد الدكتور محمد هاشم عوض، وزير التجارة والتموين لقرار السلطة السياسية، ممثلة فى الرئيس جعفر نميرى، بزيادة أسعار السكر فى محاولة لتدارك الضائقة الاقتصادية التى كانت تحدق بالبلاد. وكان الوزير محمد هاشم عوض قد ابلغ الرئيس بأنه كوزير مختص لا يوافق على قرار رفع الاسعار وانه يشعر بأن مهمته كوزير هى توفير البدائل الممكنة لتدارك الازمة وليس التنفيذ التلقائى للقرارات السياسية. ولما لم يكن الرئيس مهيئاً للتراجع عن قراره فى مواجهة تصميم الوزير على عدم تنفيذه القرار السياسى الاعلى لم يكن امام الدكتور محمد هاشم عوض غير تقديم استقالته ومغادرة كرسيه.

    (2)

    غير أن هناك بالتأكيد نماذج اخرى كثيرة ذكرنى بها العارفون من معاصريها، لم تلق حظها من الاشهار. وقد تداولت حول هذه النماذج، وحول طبيعة العلاقة بين الرئيس الراحل ووزرائه اجمالا، تداولا مكثفا مع الصديق الصحافى المرموق السر سيد أحمد. وقد أبرز هذا التداول عدة نقاط تستقطب النظر المتأمل، أبرزها أن التقويم الموضوعى للأدوار التى نهض بها معاونو جعفر نميرى من المثقفين والتكنوقراط على أمتداد ستة عشر عاما من حكمه الشمولى، يقتضى بالضرورة النظر فى السيرة الكلية للمثقف او الكادر التكنوقراطى، بحيث لا تُؤسس الاحكام وتُعمم بشأن الشخصيات التى تناوبت مراكز القيادة التنفيذية على أرضيةٍ حصريةٍ من الاعجاب - أو ربما الانبهار - بوهج لحظات مضيئة عابرة، قد تبلغ فيها بعض النوازع الشخصية الموجبة ذروتها، وذلك فى غياب المدارسة المتفحصة للأدوار الشمولية لتلك القيادات وتأثيرها – إيجابا او سلبا- على المجرى العام للحقبة السياسية المعنية. ولا ريب فى ان مثل هذه السير الذاتية، فى صعودها وهبوطها، تعكس صورا متباينة ومتضادة للهيبات والخيبات والوثبات والانكفاءات، شأنها فى ذلك شأن البشر فى سننهم الماضية وكتبهم الباقية.

    ولكننى وقد وثقت بعضا مما ناقشته مع صديقى السر سيد أحمد، أمضى قدما فأذكر نماذجاً اخرى لافتة للنظر ارتبطت بأسماء بعينها من رجال الرئيس الراحل جعفر نميرى، رأى من كاتبونى من معاصريها انها تستحق ان تذكر وأن تشهر طالما أننا وقفنا بين يدى دفتر النميرية ومُعاهديها وأركان حكمها. ومن ذلك موقف الوزير ومحافظ الخرطوم السابق مهدى مصطفى الهادى الذى عارض معارضةً صريحة وحازمة اتجاه الرئيس نميرى الى ارسال قوات سودانية الى سلطنة عمان للمشاركة فى حربها ضد ثوار ظفار بناء على طلب السلطان قابوس. وهو طلب علم الجميع انه مسنود بضغوط دولية من دول غربية مؤثرة كالولايات المتحدة وبريطانيا. وقد جاهر الوزير برئاسة الجمهورية آنذاك مهدى مصطفى الهادى بقناعته من أن الاستجابة لمثل هذا الطلب تعنى تلقائيا إضعاف مكانة السودان وهيبته، وتجعل من القوات المسلحة السودانية فصائل مرتزقة تخدم الانظمة وتظاهرها فى مواجهة شعوبها. والمعروف ان الرئيس السابق كان قد تراجع فيما بعد عن ذلك القرار وخيرا فعل. وقد عادت ذات القوى الدولية بعد فترة قليلة من ذلك التاريخ الى فكرة توظيف الدول الحليفة لدعم دول المدار الغربى الاخرى عند تعرضها للضائقات السياسية والعسكرية، فأقنعت عاهل المغرب الراحل الملك الحسن الثانى بارسال كتائب من جيشه للتصدى لثوار اقليم شابا فى دولة الكونغو (زائير سابقا)، الذين كانوا قد ثاروا ضد طاغية البلاد موبوتو سيسى سيكو ففعل. وقد كان منظر هبوط القوات المغربية من الطائرات الى أرض زائير بقيادة الكولونيل عبد القادر لوباريز فى نهاية السبعينات للدفاع عن نظام موبوتو الفاسد عاراً استخزى له كل أبناء المغرب ولطخ سيرة الملك وجيشه تلطيخا.

    (3)

    ومن ذلك نموذج وزير الاعلام بونا ملوال الذى واجه النميرى فى اجتماع مفتوح بدار الاتحاد الاشتراكى حين انهى الرئيس للمجتمعين نبأ ترقيته لنفسه لرتبة المشير فنهض بونا الى المايكروفون ليقول كلمته المشهورة ( ان السودان ليس فى حاجة الى بوكاسا جديد مرصع بالنياشين وشارات الرتب). وتلك واقعة وثق لها الدكتور منصور خالد فأحسن توثيقها. وكان بونا ملوال قد قدم استقالته من منصبه الوزارى فى وقت لاحق وبادر باخلاء منزله الحكومى، وذلك احتجاجا على تصرف النائب الاول لرئيس الجمهورية ابو القاسم محمد ابراهيم الذى أغلق سماعة الهاتف فى وجهه أثناء محادثة هاتفيه بينهما. وقد بذل ابوالقاسم جهدا جهيدا، بمعاونة عدد من كبار السياسيين الشماليين والجنوبيين، فى مسعى استرضائه واقناعه بالعودة عن قراره.

    (4)

    وقد كان وزير المالية والتخطيط الاقتصادى ابرهيم منعم منصور ممن جربوا السدانة لنظام النميرى مرتين، الاولى فى فترة السبعينات لعدة اعوام فقد بعدها منصبه بالاقالة عبر المذياع. ثم اعاد الرئيس تعيينه فى ذات المنصب – عبر المذياع أيضا – بعد انقضاء فترة من الزمان. ويحار المرء فى ما عساه أن يكون الدافع وراء قبول شخصيات ذات وزن وطنى مثل ابراهيم بالعودة الى مناصب سبق ان صُرفوا منها صرفا غير رفيق. لم اكن حاضرا عند صرف ابراهيم فى المرة الاولى، ولكننى كنت حاضرا عند صرفه من منصبه للمرة الثانية فى منتصف الثمانينات. وقد ذكر الرئيس نميرى سبباً لعزله فى جلسة مجلس الوزراء التى رحب فيها بالوزير الجديد الذى خلف ابراهيم على مقعد الوزارة. قال النميرى وهو يخاطب الوزير الجديد على ملأ من الوزراء: (يخيل الىّ ان المباحثات مع صندوق النقد الدولى تراوح مكانها ولا تحقق تقدما لأن رجال الصندوق اعتادوا على ان يشاهدوا نفس الوجوه كل مرة، وأظن انهم لو شاهدوا الآن وجوها جديدة فربما يتغيرون قليلا وتتغير مواقفهم المتشددة وتسير امورنا معهم للامام). ومقولة النميرى تعبر ولا شك عن منهج فى التفكير واسلوب فى الحديث يعوزه التماسك المنطقى ويفتقر فى ذات الوقت الى الكياسة واللباقة. وللمغفور له باذن الله جعفر نميرى سجل حافل فى مجال الادلاء بأحاديث تسبب حرجا واسعا لمن حوله دون ان يحس هو بذلك الحرج. ومن أمثلة ذلك انه كان يجلس والى جانبه الراحل السياسى الكبير الرشيد الطاهر بكر، حين ادلى بحديث امام مايكروفونات مشرعة قال فيه: ( اننى جربت السياسيين والعسكريين فوجدت ان العسكريين أكثر نزاهة من السياسيين)! ولا جدال فى أن سقطات لسان نميرى العديدة فى آخر خطاب توجه به للشعب من فوق منصة مجلس الشعب فى مارس &#1633;&#1641;&#1640;&#1637; كانت فى صدارة الاسباب والعوامل المباشرة التى هيأت الساحة للانتفاضة المدنية، عقب اسابيع معدودة من ذلك الخطاب الكارثى، التى تهاوى على اثرها حكمه.

    ولكن القناعة الراكزة لدى الكثيرين من معاصرى تلك المرحلة هى أن السبب الحقيقى لازاحة الوزير ابراهيم منعم منصور انما يتمثل فى موقفه العدائى الصلب تجاه جماعة الدراويش التى كانت قد استولت على القصر الجمهورى واخذت تعبث بالتشريعات، حتى وقفت عند تلة القوانين الحاكمة للاقتصاد الوطنى. فقبل اسابيع من عزله كانت جماعة القصر (عوض الجيد محمد احمد، النيل ابوقرون، بدرية سليمان عباس) قد قامت من تلقاء نفسها بصياغة قانون جديد للزكاة والضرائب دون استشارة الوزارة الاساسية المخول لها تنفيذ القانون دستوريا، الا وهى وزارة المالية والتخطيط الاقتصادى، فغضب وزيرها غضبة مضرية وقام على عجل بكتابة مذكرة نارية من عشرة صفحات عنونها لرئيس الجمهوريه. وقد كتب ابراهيم مذكرته تلك بقلم حبر سائل ولم يطق صبرا حتى تتم طباعتها فحملها وأتى بها من فوره الى مكتب الرئيس الذى علق عليها بقلمه تعليقا سخيفا مستهترا. وما هى الا اسابيع وكان كاتب المذكرة خارج الوزارة للمرة الثانية والاخيرة. وقد اعجبتنى تلك المذكرة من حيث قوة سبكها ودقة تحليلها المستند الى احصائيات وارقام الخسائر المهولة التى يمكن ان يتسبب فيها القانون الجديد، الذى صاغته ثلة من الدراويش لا تعرف مثقال خردله عن الاقتصاد ومساراته ونظمه.

    (5)

    من بين الرسائل التى تلقيتها رسالة من شخصية شغلت موقعا قياديا فى مجال الثقافة والاعلام خلال سنوات حكم نميرى الاولى. وقد وجدت من ضمن موضوعاتها مادة طريفة قدّرت ان اعيد فض طياتها أمامك. كان المرحوم محمد سعيد سيداحمد مديرا لادارة الاعلام الخارجى إبان تولى الراحل عمر الحاج موسى وزارة الاعلام. وكان بين محمد سعيد وعمر الحاج موسى ما صنع الحداد فما يطيق الرجلان بعضهما. ودرج النميرى- خلال شهر رمضان المعظم - على حضور افلام سينمائية فى قاعة العرض برئاسة وزارة الاعلام. وعند قدومه للوزارة ذات يوم ناداه محمد سعيد سيداحمد امام الجميع وبصوت عال، وكانت له معرفة شخصية سابقة بالرئيس. ذهب النميرى الى الرجل وانتحى به جانبا ليسمع منه وهنا قال له محمد سعيد: ( والله يا ريّس انا ما عندى حاجة معينة اقولها ليك، لكن بس عايز عمرالحاج موسى يشوفنى معاك على جنب ويفتكرك صاحبى ويقوم يخاف منى)!

    السجالات والمناظرات

    أشرت ضمن مقال الاسبوع الماضى ( منصور خالد لا يرقص الكمبلا) الى العديد من المساجلات والحوارات التى عرفتها المنابر العامة السياسية والثقافية فى السودان خلال نصف القرن الماضى. وقد تلقيت فى صدد التعليق على ذلك الجزء من المقال مكاتيبا من بعض المهتمين بالرصد والتوثيق، كان من ضمنها رسالة من كاتب كبير ذى اسهام متميز فى مضامير الثقافة طلب عدم ذكر اسمه (خوفا من أن يظن الدكتور عبدالله على ابراهيم ان الكاتب الكبير يظاهرنى عليه) حسبما جاءت كلماته. أورد الاستاذ سجالات رأى ان من الضرورة بمكان الاشارة اليها حيث انها برأيه لا تقل اهمية وأثرا عن بعض النماذج التى وردت فى المقال. وانقل هنا من الرسالة: ( من بينها السجال الذى دار بين الشاعر التجانى سعيد، فى مرحلته الانصارية السنية، والاستاذ المرحوم الموسيقار جمعة جابر، حول مشروعية الغناء والموسيقى. نشر التجانى سعيد سلسلة مقالات تحت عنوان: "تجهيز المحابر فى الرد على جمعة جابر". بينما نشر جمعة جابر سلسلة مضادة تحت عنوان: " القول السديد فى الرد على التجانى سعيد". وربما انكر استاذنا الدكتور عبدالله على ابراهيم هذا السجع وحسبه ظلما فى خانة ما أسماه بالهرج الذى نسبه جزافا الى اللغة العربية من حيث هى وهذا قطعا من قبيل آراء المستشرقين التنميطية. وهناك أيضا مساجلات البروفيسور حسن احمد ابراهيم، استاذ التاريخ بجامعة الخرطوم، والدكتور عبدالعظيم رمضان المؤرخ المصرى المعروف والتى دارت رحاها فوق صفحات مجلة " الوادى " السودانية المصرية التى كان يرأس تحريرها الاستاذ انيس منصور وينوب عنه الراحل الاستاذ محمود ابوالعزائم. وقد كان موضوع المساجلات هو دور محمد على باشا فى السودان).

    الاختلاق والانتحال

    يزعجنى الى حد كبير تفاحش ظاهرة السير الذاتية المختلقة والالقاب العلمية المنتحلة والصفات الوهمية المدعاة فى السودان. وقد زاد انزعاجى حين وقعت بمحض الصدفة مؤخرا على سيرة ذاتية لشخصية سودانية فاعلة فى حقل العمل العام، سبق ان وزعتها ذات الشخصية على نطاق واسع فى وارد التعريف بالذات والخبرات والكسب العملى. تشير السيرة الذاتية الى ان صاحبها يحمل درجة الدكتوراه وعددا من درجات الماجستير من جامعة ذات اسم معين بولاية مينيسوتا. وقد استغربت لاننى لم اسمع قط باسم هذه الجامعة فى الولاية التى اقيم بها اقامة امتدت لخمسة عشر عاما. وقد نشط فى تحرى أمر هذه الجامعة بعض الاكاديميين فانتهوا، بعد ان أعياهم البحث، الى ان الولاية التى تضم عددا محدودا من الجامعات تعد على اصابع اليدين، ليست بها جامعة بذلك المسمى الوارد فى السيرة الذاتية للشخصية السودانية البارزة!

    د. سلمان م أ سلمان

    أعلنت بارنز آند نوبل، كبرى دور بيع الكتب واشهرها فى الولايات المتحدة وفى العالم بأسره، الاسبوع الماضى عن طرح الكتاب العاشر فى مجال سياسات وقوانين المياه للدكتور سلمان محمد أحمد سلمان، كبير الخبراء والمستشارين لشئون قوانين المياه بالبنك الدولى بواشنطن، والذى عمل فى الماضى استاذا للقانون بجامعة الخرطوم، ومستشارا قانونيا بالصندوق الدولى للتنمية الزراعية بروما. يحمل الكتاب عنوان: (سياسة البنك الدولى لمشاريع الممرات المائية الدولية: تحليل تاريخى وقانونى). يقدم الكتاب عصارة تجربة البنك الدولى فى مجال مشروعات المياه من خلال عرض تاريخى دقيق وتحليل قانونى متعمق لتطور ومحتوى سياسات البنك الدولى فى مجال ممرات المياه الدولية ومنظومة التشريعات الحاكمة فى هذا الشأن. كما يتطرق الكتاب الى الضوابط القانونية والآليات المعتمدة لمعالجة الاعتراضات والنزاعات التى تثيرها المجموعات المختلفة بشأن عمليات تخطيط وتنفيذ مشروعات المياه الممولة من قبل البنك الدولى، وطرق تقويم التأثيرات المحتملة لمشروعات المياه على البيئة. يستحق الدكتور سلمان تهنئة خاصة بصدور كتابه العاشر من سلسلة مؤلفاته التخصصية الرفيعة، ونستحق نحن معشرالسودانيين بالولايات المتحدة أن نفخر بعلمائنا من ذوى المراكز الدولية المتميزة والعطاء العلمى والمهنى الباذخ.

    يوسف الخليفة ابوبكر

    ضمن مقالى المعنون ( رجال حول الرئيس) ورد اسم الدكتور يوسف الخليفة ابوبكر وزير الشئون الدينية والاوقاف خلال العهد المايوى مسبوقا بصفة ( الراحل ). وكنت قد اضفت تلك الكلمة بناء على معلومات تبين لى مجافاتها للحقيقة. من فضل الله السابغ علينا ان الدكتور يوسف الخليفة ابوبكر حى يرزق يعيش بيننا مستبقا الى الخيرات ناهضا الى المكرمات، يرفد الناس بحكمته وعلمه وفضله، كما كان وسيظل دأبه طوال حياته الهادفة النافعة الخصيبة. أمد الله فى عمره وبارك فيه ونفعنا به. وافر اعتذارنا لفضيلة الشيخ الجليل ولاسرته الكريمة وللنخبة الطيبة من اصدقائه وعارفى فضله ممن بعثوا الى بمكاتيب التصحيح والتوضيح.



    سنواصل نشر المساجلات بين الطرفين
                  

08-07-2009, 02:38 PM

فتحي الصديق
<aفتحي الصديق
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 6072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مساجلات أدب الحوار بين عبدالعزيز البطل ود.عبد الله علي براهيم (Re: khalid abuahmed)

    .
                  

08-08-2009, 11:45 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مساجلات أدب الحوار بين عبدالعزيز البطل ود.عبد الله علي براهيم (Re: فتحي الصديق)

    up
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de