أين على عثمان محمد طه؟

Quote: تضم دنيانا الممتدّة بالناس والأسماء والسير الذاتيّة شخصيات اٌقدارها أن يطاردها الترّصد والظنون... وقد يسمح ايقاع الحياة بتوضيحات لمراكز الترصّد, لكن ربما لا يسمح بذات التوضيحات لمراكز الظنون! شخصيات سياسيّة اذا نالت اجازتها المستحقة قفز على اجازتها سؤال شرعى: كيف يذهبون الى اجازة والدولة تحيطها الأحداث من الاتجاهات الأربع... واذا لم تنل اجازتها ومكثوا مشدودى الأعصاب والأوتار يقفز السؤال المشروع: لماذا لا ينالون اجازتهم وهم يؤمنون بأنّ لبدنهم عليهم حقّا! ما رأيت اجازة فى السياسة السودانيّة الجارية مثيرة للأقوال مثل اجازة السيّد نائب رئيس الحمهوريّة... فاجازته مصدر ظنون عن علاقات الحكم الداخليّة... مع انّ الجانب اللافت فى اجازة السيد نائب الرئيس هو طرحه على الملأ السياسى لثقافة الاجازة فى السياسة... ولو كنت فى مقعد مدير شئون العاملين فى السياسة لأوصيت رئاسة الجمهورية بعزل كل شخصية دستوريّة لم تنل اجازتها لعامين متتالين! ومع ذلك كله هناك بعض الحق فى المتابعة المتسائلة عن الاستاذ على عثمان فى وقت كان البناء الداخلى والبناء الخارجى يتوهّج فى المشهد السياسى ويغيب عنه السيّد نائب الرئيس الذى تشهد له ضفتا البحر الهائج الحاكمة والمعارضة بأنّه مهندس طرق وجسور سياسيّة وله طريقته فى التجديف التى تتقارب وتتباعد أحيانا مع الطرق الأخرى... وله طريقته فى ادارة السياسة وسياسة الادارة... مع انّ المشهور عن أهم ملامحه السياسيّة أنّ(بطنو غريق)! السيّد على عثمان يشتهر بأنّه أقل السياسيّين افصاحا منذ أن كان طالبا ثانويّا حتى صار نائبا رئاسيّا, فمن العسير الحصول منه على مبتدأ أو خبر فهو أمام الصحافة والاعلام كاتم سر الحركة السياسيّة والحركة الاسلاميّة والحركة الانقاذيّة... وحركة المبعوثين الزائرين والغائرين! على طاولة حكومة رئيسها المشير عمر البشير ونائبها الأوّل الفريق سلفاكير ميارديت, وحكومة جنوب يصرّح باسمها رياك مشار, وحالة سياسية متوازيّة الأضلاع تحتوى الصادق والميرغنى والترابى ونقد, لابدّ أن تكون الشخصية الثالثة هى على عثمان... فمع هكذا حكومة وهكذا معارضة, لا يعمل الموتور بدونه... مثلما لا يعمل هو بدون هذا الموتور!!