|
|
 سيناريوهات : الجماعة طلعو منو؟ (لم ينشر)
|
الجمعة 17 يوليو 2009م
موقع الكاتب : www.alfatihgabra.net
كان حاج منصور يقوم بتسخين عربته الفارهه أمام عمارته (الفاخرة) فى ذلك الصباح متوجهاً فى طريقة إلى الشركة التى يمتلكها حينما راى جاره سليمان يقف أمامه وهو يتفوه بعدد من الكلمات وعلى وجهه علامات فرح عارم ، قام حاج منصور بإلضغط على زر إنزال زجاج العربة الأتوماتيكى ليستمع إلى ما يتفوه به سليمان :
- سمعت الحصل ياحاج منصور..
إتسعت حدقتا حاج منصور وهو يستمع إلى هذه العبارة التى أخذ يرددها جاره سليمان بصورة متتابعة وبقدر من التوتر والانفعال في تلك الساعة المبكرة من الصباح فسأله فى قلق :
- فى شنو ؟ خير
- (وهو يلوح بيديه) : إنقلاب يا حاج .. إنقلاب !
ما أن إستمع حاج منصور إلى كلمة إنقلاب حتى أصبح يرتجف، من قمة رأسه وحتي أخمص قدميه، وأصاب صوته توتراً جعله مبحوحاً علي نحو مضحك، وهو يسأله في ذعر:
- نقلاب ؟ إنقلاب شنو؟
- بقول ليك يا حاج فى إنقلاب والنظام إتغير !..
- نظام شنو؟
- يعنى يا حاج ح يكون النظام الشمسى؟ ما نظامكم
- لوهلة، بدا وكأن حاج منصور يعاني بلاهة متأخرة ، وهو ينظر إلى سليمان بعينين بلغتا قمة اتساعهما، قبل أن يتساءل في لهجة لا تقل عن ملامحه بلاهة:
- كيفن يعنى النظام إتغير؟
لوّح سليمان بيديه علي نفس النحو الهستيري، وهو يجيب
- إنتا يا حاج قاعد وين؟ خلاص النظام القديم إنتهى وجا نظام جديد يا حاج
ازدادت نظرة حاج منصور بلاهة، وهو يحدق فى وجهه سليمان طويلاً في صمت وهو جالس خلف الدركسون الذى غطاه كرشه الضخم وكأن عقله قد عجز عن استيعاب الفكرة من أساسها، ثم لم يلبث أن غمغم بصوت خافت قائلاً :
- لا اا ... لا ده ما ممكن ...
- أنا برضو كنت مفتكر إنو ما ممكن .. لكن ده الحصل يا حاج
مرة أخري، بدت كلمات حاج منصور حائرة بلهاء، وهو يكرر :
- لا ما ممكن .. قول ليك حاجة تانية
هتف سليمان ووجه تعلوه علامات التأكيد :
-أهو يا حاج حصل
وعلي الرغم من رهبة وقوة الموقف، فإن السؤال الوحيد، الذي جال بخاطر الحاج منصور، وانتقل إلي لسانه في تلك اللحظة هو :
- طيب الناس الجو ديل من وين؟
هز سليمان كتفيه، وهو يجيب:
- والله يا حاج علمى علمك مافى زول عارف .. قالو ناس مافى زول سمع بيهم قبل كده .
ردد حاج منصور، وكأنه يحدث نفسه :
- معقولة ؟ بس معقولة
قام حاج منصور بالخروج من العربة متجها إلى داخل العمارة وهو يتمتم بصوت مسموع :
- غايتو ربنا يستر.. غايتو ربنا يستر
وما أن دلف إلى الداخل ورأت زوجته (نعمات) وجهه الشاحب وعينيه الزائغتين حتى بادرته :
- مالك يا حاج قاعد تتحوقل من الصباح .. الدولار نزل وإلا شنو؟
- دولار شنو يا حاجه؟ دى مصيبة ... مصيبة
- شنو؟ السفينة الجايب فيها الأسمنت الفاسد غرقت؟
- أسمنتى شنو يا حاجه .. القصة كووولها غرقت
- (فى إستغراب) : شنووو؟
جلس حاج منصور علي طرف الفراش صامتاً لحظات، قبل أن يجيبها، في حالة شرود كامل:
- قالوا النظام إتغير
ضربت صدرها براحة يدها ، وهي تهتف مذعورة:
- سجمى يا حاج والغيرو شنو؟
لم يسمع حتي ما قالته، وهو يتابع فى إندهاش :
- والمشكلة زول عارف الناس الجو ديل منو مافى
- (وهى مرعوبة) : طيب ما تفتح الدش ده كان يكونو جابوهم فى (السين بى إن) وإلا (الأم بين سين)
انتبه لقولها فصاح بها قائلاًا:
- طيب أفتحى لينا التليفزيون.. خلينا نشوف الحاصل !
جلس كلاهما أمام التليفزيون صامتين يقلبان المحطات الفضائية الإخبارية، عل وعسى أن يجدوا أحدى القنوات وهى تؤكد ما حدث وهو ما لم يتوقعه أحد حتى عثرا على أحدى القنوات وهى تبث تقريرا تؤكد فيه عبر مراسلها بأن النظام قد تغير وأن من قاموا بالتغيير لم تحدد هوية إنتماءآتهم بعد
- يعنى شنو لم تحدد هوية إنتماءآتهم بعد ؟ هسه يعنى الواحد يشوت على وين؟
- كدى أصبر يا حاج .. بعد شويه يا طلعتا ليك من الدولاب البدلة الإشتراكية وإلا (جناح أم جكو) وإلا كمان الجلابية والعصاية والملفحة (الإسلامية) .
محترف أنظمة :
لم يكن حاج منصوركمحترف (حكومات) مهتماً لتغير النظام ولا بأى شئ آخر فقد كان كل ما يهمه هو معرفة هوية النظام الجديد حتى يكون فى طلائع المبادرين لدعمه وتأييده فالجميع يعلم بأن الحاج منصور محترف أنظمة ومع كل حكومة فهو يجيد التلون مع كل نظام ففى بداية عهد نميرى الذى بدأ شيوعياً كان حاج منصور فى بداية فى ريعان شبابه ولا زال كثير من أصدقائه آنذاك يتذكرون كيف أنه كان ينافح عن النظام ويهتف بإسم الاشتراكية ويؤيد عمليات (التأميم) التى طالت معظم الرأسمالية الوطنية ويهاجم الرأسمالية المستغلة كما كان يصفها ثم انضم إلي الاتحاد الاشتراكي، وكان أصغر عضواً فيه بل يقال أنه أول من أطلق الهتاف المشهور حينها :
- أبوكم مين؟ نميرررى ... قائدكم مين نميرررى
ولا زال حاج منصور يتذكر تلك الورطة التى كان من الممكن أن تؤدى بحياته يوم أن إستلم (هاشم العطاء) السلطة فى يوليو 1971م وبرقية التهنئنة تلك التى بعثها له والتى تقول :
- نحن معكم أضرب بيد من حديد على الخونة المايويين ووجميع المارقين قف نؤيدكم ونشد من أذركم !
وقد إختفى (حاج منصور) أياما عديده بعد سقوط المحاولة الإنقلابية وعودة نميرى وتوعده لكل من ساندها ولكن لحسن حظ حاج منصور فإن البرقية لسبب أو لآخر لم تصل !
وعاد حاج منصور للواجهه من جديد منافحاً عن مايو مترقياً لأعلى المناصب فى حزبها الحاكم (الإتحاد الإشتراكى) حتى إذا ما جاءت الإنتفاضة فوجئ الجميع بأن حاج منصور يقول فى مايو ما لم يقله مالك فى الخمر ويصفها بالإنغلاق والشمولية ويصف قائدها الذى هتف بإسمه حتى بح صوته بأنه أكبر دكتاتور عرفه التأريخ وراح يعلن مواقفه المؤيده للديمقراطية وحكم الشعب لنفسه بل وقام بكتابة كتاب أسماiو (مذكراتى مع مايو) سرد فيه فترة عمله عمله مع النظام السابق (كما قال) ، ولم ينس بالطبع أن يؤكد في كل صفحة من المذكرات التي طبعها طبعة فاخرة علي نفقته الخاصة أن يروي قصصاً وهمية عن المواقف التي اتخذها، عندما كان مسئولاً فى الإتحاد الإشتراكى ومعارضته لكثير من القرارات التى إتخذها (أب عاج)
كان على حاج منصور ان يتحرك سريعا بعد أصداره لتلك المذكرات وينضم لأحد الأحزاب فأختار أحد الأحزاب الطائفية الكبرى على الرغم من أنه قضي سنوات طوال يهاجم الأحزاب جميع (وبالذات الأحزاب الطائفية) التى كان يصفها بالرجعية وعدم مقدرتها على مواكبة التغير التأريخى الإنسانى ، وبدأ حاج منصور يشاهد بكثرة فى (وزارة التجارة) و(الصناعة) وهو يحمل أوراق التصديقات بعد أن قام بتأسيس (مجموعة شركات الحاج منصور) !
تغيرت أحوال حاج منصور تماما بعد أن صار واحداً من المقربين لرئيس ذلك الحزب الطائفى وأحد الممولين له (من دقنو وفتلو) وأصبحت الإعلانات التى تخص مجموعة شركاته تملأ الشوارع والصحف وقام ببناء هذه الفيلا بأحد الأحياء الراقية .
مارشات :
فى صبيحة أحد أيام الجمع وبعد إستيقاظه من النوم فاجأته زوجته قائلة :
- الليلة والله يا حاج البلد دى فوقا حاجة ؟
- حاجة ذى شنو يعنى؟
- من الصباح والإذاعة شغالة مارشات
- يكون ده برناكج القوات المسلحة
- برنامج شنو يا حاج ؟ المذيع كل دقيقة والتانية يقول : بعد قليل سوف نذيع عليكم بيانا هاما فترقبوهو
- إنتى متأكده؟
- ما متأكده شنو سمع أضانى دى وكان مغالتنى هسه أجيب ليكا الراديو من المطبخ عشان تسمع بى أضانك
إتجهت (نعمات) نحو المطبخ لإحضار الراديو من المطبخ وسط حالة من الذهول وعدم التصديق إنتابت حاج منصور سرعان ما تحولت إلى حالة من الخوف والتوجس وصوت المارش العسكرى ينطلق من الراديو الذى جاءت تحمله نعمات والتى خاطبته متسائلة :
- هسه الناس العملو الإنقلاب ديل يكونو منو؟
- والعارف منو؟
- ما إحتمال يكونو ناس حزبكم؟
- إنتى خرفتى حزبنا شنو البعمل إنقلاب .. حزبنا ده بتاع كلام سااااكت
كان هم حاج منصور الأوحد فى تلك اللحظات معرفة إتجاه من قامو بذلك الإنقلاب حتى يستعد (من بدرى) للركوب على الموجه ويبعث كعادتة برقية تأييد يدعوهم فيها (للضرب بيد من حديد) غير أنه فشل تماما فى ذلك حتى بعد أن شاهد قائد الإنقلاب وهو يقوم بإذاعة البيان الأول .
بعد إتصالات عديدة مع بعض أعضاء حزبه وبعض المسئولين فى (حكومة ما قبل الإنقلاب) رجح حاج منصور بان الإنقلاب قد نفذه إسلاميون وقد قام بقطع الشك باليقين بعد أن شاهد زميله أيام الجامعه (حسن طحنية) – إتجاه إسلامى- وهو يقف بالقرب من منصة أحد اللقاءآت الجماهيرية التى تم بثها على الهواء فشرع على الفور فى إرسال برقية نصها كالآتى :
نؤيدكم ونشد من أذركم من أجل أيقاف العبث بمقدرات البلاد والعمل بما أنزل الله .. قف .. أضربو بيد من حديد على كل عميل .. قف.. الله أكبر ولا نامت أعين الجبناء !
لم تمض أيام فلائل حتى شوهد حاج منصور وقد قام بإطلاق لحيته، وهو يحمل سبحة (طوال الوقت) مع بقية الأكسسوارات الأخرى من (ملفحة) وعصاة وخلافه بعد أن قام بإدخال (جلابية الحزب وطاقيته المميزة) جوار شقيقاتها في دولاب الملابس.
مع الحكومة :
لم يشا حاج منصور إضاعة الوقت فهو بخبرته الطويله مع (الحكومات) يعلم بأن الأنظمة الجديده تحتاج بل تحتوى كل من يبادر إلى إعلان تأييدها لذا فقد قام بنشر عدد من الإعلانات فى الصحف اليومية التى تؤيد النظام الجديد وتباركه ولم يكتف بذلك بل قام بتقديم شيك بملايين الجنيهات دعما للقوات المسلحة ولم يكتف بذلك إذ قام بطباعة كتاب بعنوان (مواقف فى الديمقراطية الثانية) عدد فيه مجموعة من مواقفه إثناء الديمقراطية الثانية أبرزها موقفه المؤيد بشده لضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية والرافض للإنصياع للغرب ممثلاً فى دول البغى والإستكبار ومؤكداً أنه أول من أطلق شعار : أمريكا روسيا قد دنا عذابهما !
قام حاج منصور بإطلاق لحيته والإلتزام بالزى (المعروف) مستخدما فى ذلك جميع الإكسسوارات من (مسبحة) و(ملفحة) وعصا و(نقطة سوداء قاتمة) تتوسط وجهه المستدير بعد أن قام بتغيير إسم مجموعة شركاته ليصبح (مجموعة شركات الحاج منصور الإسلامية) !
لم يمض وقت طويل حتى أصبح الحاج منصور عضوا فى الحزب الحاكم ووجهاً مالوفاً فى جميع مؤتمرات (الإستراتيجية الشاملة) و(غرف رجال الأعمال) و(جمعيات المصدرين والموردين) وحماية المستهلك كما أنه قد شارك فى كثير من المتحركات بل أن هنالك إشاعة قوية بأن حاج منصور هو شاعر وملحن أغنية (النار ولعت) !
تصور الحاج منصور أنه قد استقر أخيراً (فى حكومة) حتى نسي تماماً تلك البدل الأخري والجلاليب التى في دولاب الملابس حتي علاها الغبار، و….وفجأة جاءه جاره سليمان بخبر تغير النظام !
إنما حوسة :
حاول الحاج منصور بشتى الطرق وهو يجلس أمام زوجته وبينهما الراديو أن يعرف هوية القائمين بأمر النظام الجديد ، حاول الإتصال بعدد من أعضاء حزبه إلا أن جميع الهواتف كانت معطلة ، أخذ يذرع الصالة جيئة وذهابا وهو يغمغم بكلمات غير مفهومة تارة ويضرب بيديه فى غضب تارة أخرى
- معقولة بس ؟ طيب ديل يكونو منو؟
(وهى تتابعه قلق ) : يا حاج استهدي بالله بكره تعرف كلو حاجه .
- (فى إستنكار) : بكره!.. عاوزانى إستنى لحدت بكرة؟ عشان أى حاجه تكون باظت ؟ أنا يا أعرف ديل منو وأرسل ليهم برقيت تأييد هسه الليله دى يا خلاص أكون ضعتا شمار فى مرقه !
- وهى تضع يدها فى تمحن) : طيب هسه ح تعرفهم كيف؟!
- فى إنفعال وضاح) : ما هو لازم أعرف قبل ما الفرصة تضيع
- وهى تواسيه) : بكرة ح تعرف يا حاج
- فى تشنج) : برضو تاااانى ح تقولى ليا بكرة !
جلس حاج منصور وزوجته نعمات أمام جهاز التليفزيون صامتين، أدارا القناة المحلية حيث كانت تبث أخباراً عن النظام الجديد حيث كان هنالك خبراً يقول :
- ستقبل مسئولو النظام الجديد السياسي القديم (عثمان أب فرار)
وهنا قفز حاج منصور من مقعده هاتفا ً:
- بس خلاص ... بس خلاص .. كده المسائل ظهرت !
- نعمات فى إستغراب) : مسائل شنو يا حاج ؟ ..
- خلاص كده أنا عرفت ليكى النظام ده إتجاهو شنو؟
- إتجاهو شنو ؟
- عثمان أب فرار ده اشتراكي قديم، وطالما قابلوه يبقوا جايين يرجعوا الاشتراكية.. قومي ياولية.. قومي.
- (وهو تحاول النهوض في حيرة وارتباك) : أقوم أمشى وين؟
(فى حماس متزايد) : أول حاجه قومي جيبى ليا (موس أحلق الدقن دى) وبعدين طلعى ليا البدلة الاشتراكية من الدولاب .. أيوه كده.. الواحد يلبسا ويمشى عليهم ويبارك ليهم
أحضرت نعمات البدلة الإشتراكية التى علاها الغبار وأخذت تنفضها :
- البدلة دى من أيام (الإتحاد الإشتراكى) تانى ما لبستها ... اغسلا ليكا
- إنتى جنيتى تغسليها شنو؟ عاوزانى أتأخر ؟ نفضيها وجيبيها ساااكت كده
بينما كانت نعمات تقوم بتنفيض وإعداد البدلة الإشتراكية وملحقاتها جلس الحاج منصور أمام التليفزيون وهو يقوم بحلاقة (ذقنه) ، وقد استعادت أساريره بهجتها القديمة، وأخذ يكلم نفسه:
- المسألة بقت واااضحة .. الناس دى زهجت من (إقتصاد السوق الحر) والإحتكار والكلام الزى ده وجو يرجعوا الاشتراكية ... (ثم فى خوف) بس أوعا يقومو يأممو لينا شركاتنا دى ... تكون مصيبة !
(وهى تناوله البدلة الإشتراكية) : أهى نضفتها ليكا لمن بقت ذى الجديده
فوجئت نعمات وهى تناول الحاج البدلة بأنه قد توقف عن الحلاقة وأخذ يحدق في شاشة التليفزيون بذهول وذعر، علي نحو جعلها تضرب صدرها براحتها مرة أخري، وهي تهتف: مالك تااانى ياحاج؟!
- (فى ذعر) : مصيبة ياحاجة.. مصيبة..
كادت تسقط من طولها، وهي تسأله بصوت، تجاوز حلقها بالكاد: سجم أمى مصيبة شنو تااانى كمان؟!..
- (وهو يشير إلي شاشة التليفزيون بيد مرتجفة) : شايفة بيقابلوا فى منو؟!.. ده حسين دولار .. ده (كوز) قديم.. لا حولتن ولا قوتن إلا بالله .. الحمد لله إنو ربنا قدر ولطف
- (فى بلاهة) : والكلام ده معناتو شنو؟
- معناتو إنو برضو ده نظام إسلامي.. شفتى المصيبه الأنا كنت عاوز أقع فيها؟ أنا كنت ح أمشى ليهم بالبدلة الاشتراكية.. وحالق دقنى كمان !
- (فى إرتباك) يعني هسه أرجع البدلة دى؟!
- امشى رجعيها بى سرعة وجيبى ليا (اللبسة الإسلامية).. وشوفى ليا (السبحة) والمركوب النمر وين ونزلى ليا العصاية من راس الدولاب .
- (فى حيرة) : طيب والدقن دى تعمل فيها شنو ؟
- (ينظر فى المراية) : الله ينعل أبو التسرع فعلن والله جنبه محلوقه وجنبه ما محلوقه !
- أقول ليك يا حاج أمشى بيها كده ! ممكن يقولو موضة !
- موضت شنو؟ إنتى جنيتى يا وليه ؟
عاد حاج منصور يذرع الصالة جيئة وذهابا من جديد متشنج الأعصاب وهو يخاطب نفسه :
- يعنى كان لازم أحلق ؟ ما هو ماركس ولينين وأنجلز ديل كووولهم عندهم دقون !
وقف حاج منصور ذاهلاً مشدوهاً علي نحو لم يفق منه إلا علي صوت زوجته وهي تخاطبه:
- أهو دى (اللبسة الإسلامية) ياحاج ومعاها حاجاتا !
لم ينتبه لها فقد كان يركز على شاشة التلفزيون يتابع المذيع وهو يستعرض الشخصيات التى إستقبلها أعضاء النظام الجديد وكاد مخ الحاج منصور يذوب داخل جمجمته عندما أعلن المذيع أن النظام الجديد قد استقبل (عوض منشورات) القيادى المعروف بالحزب الشيوعى !
تهاوى الحاج منصور على كرسيه منهارا وأخذ يقهقه على نحو هيستيرى وهو يلطم خديه بينما نعمات تسأله فى ذهول :
- يا حاج مالك؟ حصل ليك شنو؟
لم يجبها، وهو يواصل ضحكاته الهستيرية، وينطلق مغادراً شقته ليعود نازلاً السلم، وهي تحاول اللحاق به صارخة: ياحاج مالك .. ارجع ياحاج..
لكن الحاج منصور لم يعد لقد أصبح أشهر مما كان عليه في ظل أي نظام مضي ، كل سائقي السيارات الذين يمرون بصينية (سانت جيمس) يعرفونه وهو يقف ببدلته القديمة القذرة الممزقة، ولحيته الشعثاء (جنبه محلوقه وجنبه لا) وضحكاته المجنونة وهو يشير إليهم متسائلا :
- الجماعة طلعو منو؟
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: سيناريوهات : الجماعة طلعو منو؟ (لم ينشر) (Re: اسعد الريفى)
|
الأسـتاذ الفاتح، تحية طيبة..
دا هـو بالظظظظظبط الحاصل في السـودان، فقد شخصته بدقة شديدة. دائما ما أقول لأصدقائي، وأضرب لهم مثلاً بما نراه ونقرأه هنا في سودانيسأونلاين؛ أن كل، أو أكثر من تسعين في المية من الذين يدافعون عن النظام والإنقاذ والمؤتمر الوطني والبشير باستماتة، وبحدة، وبإستخدام الشتائم والألفاظ المقذعة في حق معارضيهم، إنما يفعلون كل ذلك دفاعا عن مصالحم الشخصية جدا جدا جدا جدا، وليس لإيمانهم بما يفعله (النظام)، ولا لإعجابهم بفكره وإنجازاته، وليس رفضا (للتدخل الدولي) الخ.. فهم، وأكرر في هذا المنبر مثالا، قد وجدوا أنفسهم فجأة، ومن حيث لا يحتسبون، أنهم قد أصبحوا صحفيين مشهورين، ورجال أعمال كبار، وشخصيات بارزة تخرج وتدخل للبلاد من صالة كبار الزوار، وتفتح لهم جميع الأبواب،، ومنهم من أصبحوا (صبيان) في الأمن ومنظماته الوهمية وشركاته الكثيرة التي استولت على تجارة كل شي، فصاروا يركبون العربات الفارهة، ويسكنون الفلل الفخيمة، ولهم ميزانيات مفتوحة يصرفون منها بلا حسيب أو رقيب.. باقيلك لو الدنيا أصبحت ووجدوا أنفسهم قد عادوا (للمحل الأنقذوهم منّو) مش ح يحصلوا حاج منصور؟..ديل ح يفوتوه بي غادي لأنو صواني الخرطوم كلها ما بتشيلهم..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: سيناريوهات : الجماعة طلعو منو؟ (لم ينشر) (Re: Isa)
|
الفاتح، تحية طيبة..
دا هـو بالظظظظظبط الحاصل في السـودان، فقد شخصته بدقة شديدة. دائما ما أقول لأصدقائي، وأضرب لهم مثلاً بما نراه ونقرأه هنا في سودانيسأونلاين؛ أن كل، أو أكثر من تسعين في المية من الذين يدافعون عن النظام والإنقاذ والمؤتمر الوطني والبشير باستماتة، وبحدة، وبإستخدام الشتائم والألفاظ المقذعة في حق معارضيهم، إنما يفعلون كل ذلك دفاعا عن مصالحم الشخصية جدا جدا جدا جدا، وليس لإيمانهم بما يفعله (النظام)، ولا لإعجابهم بفكره وإنجازاته، وليس رفضا (للتدخل الدولي) الخ.. فهم، وأكرر في هذا المنبر مثالا، قد وجدوا أنفسهم فجأة، ومن حيث لا يحتسبون، أنهم قد أصبحوا صحفيين مشهورين، ورجال أعمال كبار، وشخصيات بارزة تخرج وتدخل للبلاد من صالة كبار الزوار، وتفتح لهم جميع الأبواب،، ومنهم من أصبحوا (صبيان) في الأمن ومنظماته الوهمية وشركاته الكثيرة التي استولت على تجارة كل شي، فصاروا يركبون العربات الفارهة، ويسكنون الفلل الفخيمة، ولهم ميزانيات مفتوحة يصرفون منها بلا حسيب أو رقيب.. باقيلك لو الدنيا أصبحت ووجدوا أنفسهم قد عادوا (للمحل الأنقذوهم منّو) مش ح يحصلوا حاج منصور؟..ديل ح يفوتوه بي غادي لأنو صواني الخرطوم كلها ما بتشيلهم..
أبدع أستاذنا جبرا - كعادته - التشخيص
وأبدع عيسى التعليق
تحياتي واحتراماتي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: سيناريوهات : الجماعة طلعو منو؟ (لم ينشر) (Re: الفاتح يوسف جبرا)
|
اليروف ابو ناجى
** الواحد ماعارف يبكى ولا يضحك ولى يعمل بكضح واهو يكون لاعب على الحبلين لو الإنقلاب نجح يكون عودو راكب ولو مانجح يعمل خط رجعه , غايتو الكيزان محنو الشيطان ذاتو..
** غايتو لو حصل إنقلاب مع السوس ديل أنا حاجز مُحاكمة الوالى بسمتيار وحسن طحنيه..
(ودام الود بيننا)
(ابو محمد فؤاد)
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: سيناريوهات : الجماعة طلعو منو؟ (لم ينشر) (Re: جعفر خضر)
|
| Quote: لم يمض وقت طويل حتى أصبح الحاج منصور عضوا فى الحزب الحاكم ووجهاً مالوفاً فى جميع مؤتمرات (الإستراتيجية الشاملة) و(غرف رجال الأعمال) و(جمعيات المصدرين والموردين) وحماية المستهلك كما أنه قد شارك فى كثير من المتحركات بل أن هنالك إشاعة قوية بأن حاج منصور هو شاعر وملحن أغنية (النار ولعت) ! |
ان شخص الحاج منصور بهذا الوصف اكاد اراه يومياً وهو يتبرع للدفاع الشعبي وهو الذي ينتهرك امام
العامة عندما تدافع عن الديمقراطية مذكراً اياك يتاريخه القديم ومعرفته السابقة بالنظام الديمقراطية وعدم توفر الامن والركوع للغرب ... مستخدماً سنه وزيه وبعض تبرعاته لبناء المسجد او إستدانة قريبك لتكملة اجراءات الاقامة وهو بذلك قد بني لنفسه مجداً زايفاً ...
شكراً لك استاذي الفاتح .....
| |
|
|
|
|
|
|
| |
الفاتح يوسف جبرا
اسعد الريفى
Elbagir Osman
عبدالكريم أحمد الامين
مهيرة
ibrahim alnimma
Haydar Badawi Sadig
Faisal Al Zubeir
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست