|
الأرأيتيون ! مصباح الغفري / باريس !!!!!!!!!!!!
|
Quote: الأرأيتيون !
مصباح الغفري / باريس
أرأيت لو أن قرداً ضاجع امرأة فحملت منه وولدت غلاماً، ثم مات الغلام، فهل يرثه القرد ؟
هذه مسألة فقهية من مسائل عديدة تشابهها ، شغلت بال فريق من السلف، وسُمي أصحابُها " الأرأيتيون " لأنهم كانوا يفترضون وقوع ما يستحيل وقوعه ،وكانوا يبدؤون فرضياتهم بعبارة :
ـ أرأيت لو أن ..
وتمسكاً منا بالتراث، وبالتقاليد الفكرية التي أرساها الأرأيتيون، افترضنا هذه المقولات في المسـألة الأرأيتية :
رئيس عربي وراثي:
ـ أرأيت لو أنني ألغيت حالة الأحكام العرفية ، وأفرجت عن المعتقلين السياسيين ، وسَـمحت بعودة المُعارضين المنفيين ، وأطلقت الحريات، وأجريت انتخابات حُرة فيها منافسة وتعددية ، هل أبقى في الحكم بضع ساعات ؟
الجــواب :
عندها فقط تفوز في الإستفتاء بالنسبة الطبيعية ، أي نسبة الواحد والخمسين بالمئة ، لا بالنسبة الكاريكاتورية التي ورثتها مع التركة!
مدير مخابرات :
ـ أرأيت لو أننا أطلقنا حرية السفر للمواطنين، هل يبقى في البلاد أحد ؟
الجواب :
لا وحق الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد !
نائب في مجلس الشعب :
ـ أرأيت لو أنني تجرأت وسألت عن حسابات صادرات النفط ، فما الذي سَيحدث ؟
الجــواب : إذا كُنت صاحب أسرة وعيال ، فالأفضل أن " تخرس" حتى لا تصبح زميلاً لمأمون الحمصي ورياض سيف ، ومن رأى العبرة بغيره فليعتبر !
أمين عام لحزب في الجبهة الوطنية التقدمية :
ـ أرأيت لو أن أجهزة الأمن والمخابرات ألغيت ، أو حُددت صلاحياتها ، هل أبقى على قيد الحياة أسبوعاً واحداً ؟
الجواب : سَــتبقى حيةًً تسعى ، بدليل قول الشاعر :
إن الكــلابَ طويــلة الأعمــار !
كاتب مخابراتي :
ـ أرأيت لو أنني تبوّلت بدل أن أقترف الكتابة في الفلسفة، هل يشعر القارىء بالفارق ؟
أستاذ جامعي :
ـ أرأيت لو أنني ألقيت محاضرة عن الفساد ، وسَمّيت كبار المُفسدين ، وانتقدت تأجير أرض معرض دمشق الدولي لمسؤولي التهريب ، هل أبقى في الوظيفة ؟
الجواب : هذه أفضل وسيلة لتوفير نفقات الإقامة والطعام ، لأن الدولة ستستضيفك في منتجعاتها السياحية ، مع الدكتور عارف دليلة ، إلى أقرب الأجلين : الوفاة أو الموت !
شاعر القائد الرمز:
ـ أرأيت لو أن شعري تحول إلى علف للمواشي، هل تستحسنه الدواب أم أنها تصاب بعسر الهضم ؟
فقير عربي :
ـ أرأيت لو أن الأمراء والشيوخ والرفاق التقدميين في البلاد العربية ، وأقارب المسؤولين وفلذات أكبادهم ، ومتعهدي التليفونات الخليوية والأسواق الحرة ، ودافني النفايات النووية ، تبرعوا بنفقاتهم في أوروبة وكازينوهاتها وكاباريهاتها لمدة أسبوع، هل يبقى جائع في بنغلادش أو في السودان ؟
الجواب : لا ... والله أعلم !
صحفي عربي :
أرأيت لو أن أنظمة الحكم العربية المعادية للديموقراطية زالت من الوجود بقدرة قادر، لا سمح الله، فمن أين أعيش ؟
وزير عربي :
أرأيت لو أن الإنسان المناسب وضع في المكان المناسب، فأين يكون مكاني ؟
الجواب : في المسألة قولان، إما في المحكمة أو في السجن !
ويقول كاتب هذه السطور غفر الله له :
ـ أرأيت لو أنني كنت أعيش في بلد عربي، هل أستطيع أن أفتح فمي حتى عند طبيب الأسنان؟ "ما ينشر يعبر عن رأي صاحبه |
|
|
|
|
|
|