كب يا دمعي لاتكون جاف...! صور

Quote: بشفافية «أكان طارت إنقاذ» حيدر المكاشفي الصحافه 12-07-09 الشيء بالشيء يُذْكر، وعندما ذكر البعض على طريقة المدح بما يشبه الذم أن الانقاذ قد طارت عشية إطلاقها لطائرة صافات زيرو ون، تذكرت طرفة «كان طارت غنماية» التي انتجها جدل بين شخصين لا يحلو لهما العيش إلا في الأجواء المفعمة بالغلاط دار حول «دُهمة» لم يتبينا اصلها وهي على مبعدة منهما فصارا كعادتهما يتغالطان حول هويتها وحقيقتها، أحدهم ظنها غنماية والآخر حسبها طيارة واحتدم بينهما الجدل أثناء مسيرهما ناحيتها للتحقق من أمرها، غنماية، طيارة، طيارة، غنماية، وعندما أصبحا على مرمى حجر منها وبينما هما منهمكان في الجدال اذا بذاك «الشيء» الذي كانا حوله يتغالطان يفرد جناحيه ويطير في الهواء... هو طيارة إذن بما لا يدع أي مجال لغلاط جديد، ولكن صاحب الغنماية كعادته في عدم الاستسلام لمغالطيه أصر على أنها غنماية وقال قولته التي جرت مثلاً «أكان طارت غنماية»... والشئ بالشئ أيضاً يُذكّر ـ أى يُذكّر بما له صلة به ـ وقد ذكّرنا طيران الصافات سواء الذي يطير بقائد واحد أو الذي يطير دون طيار بأمرٍ ذى صلة به نراه الأهم، ويبقى الأصح أن لا تتجاوز الأهم لتفعل المهم أو أن تبذل قصارى جهدك في عمل ماهو صحيح مهما كانت الصعوبات دونه وتهمل ما يفوقه صحة وفائدة ويليه في الصعوبات والعقبات، فإن تفعل المهم وتسفه الأهم فذاك أمرٌ لعمرك في القياس غريبُ وفي الاستراتيجيا عجيبُ وفي الاولويات مُعيبُ... ليس من أغراض هذا المقال إستهداف المهم ولكنه يهدف فقط إلى إعادة الاولويات إلى نصابها ووضعها الصحيح بالحديث عن الأهم وهو هنا النقل البري الذي يتقدم في الجدوى الاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية على ما عداه من وسائل النقل الأخرى اللهم إلا إذا كانت لهذه الجدوى تعريفات ومقاصد أخرى غير التي يعرفها العالم وينادي بها العلماء، ففي حالة بلد مثل السودان شاسع المساحة متمدد الاطراف تظل حاجته لوسائل نقل كبيرة سواء كانت شاحنات أو قاطرات أكثر بما لا يقارن بحاجته لطائرات كبيرة دع عنك الصغيرة، وحاجته كذلك لإقالة عثرات الصناعة السودانية وإعادة الحياة إلى ماكينات مصانعها التي نسج حولها العنكبوت خيوطه بدلاً من أن تنتج هى النسيج والغزول والخيوط وغيرها من مصانع عشعش فيها البوم بعد أن ضربها الخراب الذي يحبه ويعجبه فإحتل مكان العمالة التي تشردت، وصاحب العقل يميّز بين وسائل النقل كبيرة السعة رخيصة التكلفة والثمن عظيمة الجدوى والفائدة، وبين الطائرات محدودة السعة عالية التكلفة والثمن قليلة الجدوى والنفع حتى لو كانت «لاداء مهام» خاصة فلن تغني عن الاستيراد والشراء شيئاً لعقود قادمة بإعتبار أن ما احتفلنا به لا يعدو أن يكون مجرد محاولة لتحسس الخطى للسير على درب طويل حتى نبلغ مرحلة إنتاج طائرات ضخمة ومقاتلات صلدة يؤبه لها ... وهكذا بقيت الإنقاذ هي الإنقاذ في كل الاحوال «كان طارت أو بركت» ستظل هي هي إلى أن يقضى الله أمراً كان مفعولا ..