الكهنوت يختطف نعش البطل حاج مضوي...وهذه شهادتي لله والوطن والتاريخ

Quote: الشقيق د. فخرالدين عوض تحية النضال والصمود أولاً تجدنى من المتابعين لكتاباتك عبر سودانيز أون لاين وسودانايل وقد عملنا سوياً أيام الهيئه العامه الأولى وبعدها تركت السودان وظل قلبى معلقاً بحزب الحركه الوطنيه ووحدته القائمه على المؤسسيه والديمقراطيه ومن خلال متابعتى للشأن الإتحادى حزنت كثيراً لتساقط بعض الرجال وعودتهم لعباءة الميرغنى بوعى أو بدونه مع إن أسباب الخلاف مازالت قائمه بل ذادت فى إعتقادى. وقد سررت جداً بتسجيل الوطنى الإتحادى وأملى كبير فى عودة حزب الوسط مارداً كما كان ومعارضاً لكل ماهو شمولى. مع يقينى بأن ذلك سيحتاج للكثير من الجهد والوقت والصبر وحزنت أكثر على وفاة عمنا الحاج مضوى محمد أحمد الرجل المبدئ والمناضل الشرس فقد عرفته عن قرب عن طريق الأستاذ الطاهر البعشى المحامى وتوثقت علاقتى به وكلفنى بعدها بإدارة بعض شئونه القانونيه وقد تعلمت منه فيما تعلمت الوفاء لرواد الحركه الوطنيه الأزهرى ورفاقه الميامين وأشد ما ألمنى هو نعى الحزب الإتحادى الأصل (إن جازت التسميه) للحاج مضوى ووصفه بأنه كان رئيساً للمجلس الإستشارى مع علمى التام بعدم قبول الحاج لهذه المهزله فى حياته ووقوفه ضد حزب الفرد الواحد. ومناداته بالوحده مع حزب الميرغنى كانت مشروطه بخروج الحزب من مخلاية الأخير. والحاج مضوى رحمه الله كان يسعى للوحده بكل السبل ويعبر عن ذلك بطريقته الشعبيه (نمشطا بى قملا) لكن الوحده إستعصت على المشاط واسمح لى أخى فخرى أن أختلف معك فى الطريقه التى كتبت بها مقالك الأخير وإستخدامك لتعابير ما كان ينبغى لك أن تستخدمها مثل الكهنوت وغيره لأن الموقف لايسمح بذلك . فكان حرى بك أن تستنكر ماورد فى النعى فقط وتحمد للميرغنى حضوره وتشيعه للفقيد العزيز وفى النهايه كلنا أخوه وما يجمع بيننا أكثر مما يفرق لوأغيلت العثرات ولك أن تعلم بأننى لاأفرض عليك رأياً لكنى أخشى أن نكون منفرين بهذه الطريقه ونهدم مانسعى إليه. وهذا لاينفى تأييدى لما كتبته سابقاً وفضحك للإسلوب الذى يدير به الميرغنى حزبه أوجنينته فهذا واجب علينا جميعاً للحيلوله دون تغبيش وعى الجماهير ولا تسمع للأصوات المناديه بغير ذلك -طالما سجلتو الوطنى الإتحادى- فهولاء سرقوا حزبنا وباعو التجمع ويشاركون الان فى الإنقاذ بإسمنا ، فهل كانت مبادى الحزب الإتحادى ومبادئ الحاج مضوى المشاركه فى نظام شمولى مهما كانت الأسباب؟ أبداً فطوال تاريخنا كأتحاديين لم نفعل ذلك اللهم إلا فئة منا شاركت النميرى بينما كان الشريف حسين يناضل بالصحارى الليبيه وقبلها نفس الفئه أيدت نظام عبود والذى يرأسها الان هو من حمل مذكرة التأييد بإسم والده وبدأ بها حياته الساسيه للأسف وأنظر أين نهايته الان وخطؤنا نحن أخى فخرى أننا فى كل مره وعند نهاية كل شموليه نحملهم على أكتافنا لإعتبارات كثيره ونصنع الأزمه ونجرى وراء حلها وهذا لن يتكرر مره أخرى ولن نسمح به ومما لاشك فيه أن الكثير من الذين إستفادوا من الفراغ الذى خلفه رحيل القيادات الإتحاديه وأصبحوا فى غفله من الزمان قيادات هم سبب الأزمه والوهن الذى نعانى منه الان فأنظر إلى أغلب من يشاركون بإسمنا فى الوزارات والبرلمان ماذا كانوا يعملون قبل ذلك وماهى مهنهم؟ صحيح السياسى العاطل من السهل أن يباع ويشترى لقد كنا مع الميرغنى ضد الإنقاذ وتناسينا المسائل التنظيميه وإشكالاتها مع علمنا بها لأجل الوطن فقط ولكن بعد إتفاق جده بين الميرغنى وطه قلنا لا وألف لا للتصالح مع النظام ونحن ليس لنا إعتقاد فى الميرغنى أوخلافه ولسنا بحيران عنده مع إحترامنا له وللطريقه الختميه طريق الصلاح وسجادة الأهل والتى لن نختلف معها مطلقاً. فقد إتفقنا مع الميرغنى حول الوطن والان نختلف معه حول نفس الوطن لأن الهم الوطنى إختلف والخط السياسى إختلف وأنا على يقين بأن الوحده الإتحاديه لن تتم ما لم يتوحد الخط السياسى ونحن خطنا ضد الإنقاذ بلا مواربه أوتناقض وهم كما نرى ليسو كذلك ويعيشون تناقضاً مخجلاً ومضحكاً فواحد ينادى من القاهره بإسقاط النظام لإنتهاء شرعيته والاخر يكرم الحاج عطا المنان فى الدبه لمساهمته فى تقريبهم من نفس النظام.والشعب السودانى يعلم من هو الجلاد عطاالمنان ونحن ننحاز بكل فخر لشعب السودان وإن فاتنا شرف التغيير فيكفينا شرف الموقف مع تمسكنا بمبدأ المحاسبه لكل من حاد عن الطريق. وأعتقد جازماً أنه لولا تفريطنا فى هذا المبدأ لما وصل بنا الحال لما نحن فيه اليوم .بل التفريط فى مبدأ المحاسبه هو السبب فى كل المصائب والمحن التى أحاقت بالوطن العزيز السودان المهم .. لدى إقتراح بتكريم بعض الرموز الإتحاديه والتوثيق لهم لإحساسى بتقصيرنا مع الحاج مضوى فى حياته . وارجو أن تجد الفكره من يلتقط قفازها للبحث عن الحزب الإتحادى فى صدور الرجال العارفين أمثال عمنا محمد مراد والبرلمانى العريق السر عوض يوسف والدكتور أحمد السيد حمد والأستاذ فتح الرحمن البدوى وغيرهم ختاماً نأسف للإطاله وألف رحمه ونور على قبرك الطاهر ياوالدى المضوى وسنبكيك بالدمع والدم والعرق والجهد لنواصل ما بدأته فنم هنيئاً ياشقيق وشكراً أحمد عوض الكريم على مسقط/ سلطنة عمان