|
السودان يوافق على "مراجعة" مقترحات الامم المتحدة بشأن دارفور!!
|
الخرطوم (رويترز) - قال وزير الدولة بوزارة الخارجية السودانية علي كرتي يوم الجمعة إن بلاده وافقت على مراجعة الحزمة الكاملة التي اقترحتها الامم المتحدة لتهدئة العنف في دارفور.
واضاف أن اتفاقا أعلن خلال القمة العربية في السعودية اشار الى حدوث "تطور كبير" لان السودان مستعد الان لاجراء مناقشات بشأن قرار مجلس الامن التابع للامم المتحدة رقم 1706 الذي يسمح بنشر قوات تابعة للمنظمة الدولية باقليم دارفور المضطرب حيث لا يوجد تأثير يذكر للقوات التابعة للاتحاد الافريقي بخصوص تهدئة العنف.
وقال كرتي في مقابلة عبر الهاتف مع رويترز "هذا تطور كبير لاننا وافقنا على الجلوس ومناقشة تفويضات القرار 1706."
وأضاف "اننا مستعدون للجلوس ومناقشة الحزمة الكاملة بخصوص دارفور.. ليس فقط قوات الامم المتحدة وانما كل شيء." وقال ان المراجعة ستشمل "حزمة الدعم الثقيل" مثل الطائرات.
ويدعو قرار مجلس الامن لنشر 22500 من قوات وشرطة الامم المتحدة لدعم قوة الاتحاد الافريقي في السودان البالغ قوامها سبعة الاف فرد.
والقوات الافريقية عاجزة عن وقف العنف الذي خلف ما يقدر بنحو 200 ألف قتيل واضطر 2.5 مليون اخرين للنزوح عن منازلهم منذ حمل المتمردون السلاح ضد الحكومة في عام 2003.
ورفض الرئيس السوداني عمر حسن البشير قرار مجلس الامن واعتبره محاولة لاستعادة الحكم الاستعماري غير أنه رحب بدعم الامم المتحدة للقوات الافريقية التي تعاني من ضعف العتاد.
وقال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل خلال القمة العربية أمس الخميس بالرياض ان السودان وافق على السماح بدعم في مجال النقل والامداد من جانب الامم المتحدة لمساعدة مهمة الاتحاد الافريقي.
ووصف الفيصل ذلك بأنه تقدم كبير لم يحدث من قبل وأعرب عن أمله في أن يؤدي الى حل فوري للمأساة الانسانية في اقليم دارفور بغرب البلاد.
وجاء الاعلان في أعقاب اجتماع بين الرئيس السوداني والامين العام للامم المتحدة بان جي مون والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى والعاهل السعودي الملك عبد الله والرئيس الكيني مواي كيباكي الذي يرأس هيئة التنمية الحكومية لشرق افريقيا (ايجاد).
وعبر مسؤول كبير بادارة الرئيس الامريكي جورج بوش عن تشككه بخصوص اعلان الخميس وقال إن واشنطن ستنتظر وترى ما اذا كانت الخرطوم غيرت موقفها بالفعل.
وتقول واشنطن إن ابادة جماعية تحدث في دارفور من خلال دعم الحكومة لجماعات ميليشيا بدوية تقوم بأعمال نهب وهو ما تنفيه الخرطوم.
وقبل الاعلان السعودي قال مسؤولون أمريكيون من وزارات الخارجية والدفاع والخزانة ووزارات أخرى لرويترز إن واشنطن سوف "تشدد الضغوط" على السودان من خلال اجراءات جديدة يرجح أن تتخذ خلال أيام.
وقال مسؤولون تحدثوا شريطة عدم الكشف عن أسمائهم إن تلك الاجراءات ستشمل مزيدا من القيود على التعاملات بالدولار.
ورفض كرتي العضو بحزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي ينتمي اليه البشير الخطة الامريكية.
وقال "العقوبات ليست جديدة. يستخدمون العقوبات كسلاح منذ سنوات. لن يغيروا أي شيء وسنمضي نحن قدما. من المؤسف أنهم يتحدثون عن خطوات سلبية بدلا من التصرف بايجابية في وقت نحاول فيه التوصل الى سلام شامل."
وتابع يقول "من شأن ذلك فقط أن يضر بجهودنا."
ولم يوقع سوى فصيل واحد فقط من بين ثلاثة فصائل متمردة رئيسية في دارفور على اتفاق السلام مع الحكومة السودانية العام الماضي. ويقول مسؤولو الامم المتحدة إن وقف المعاناة في الاقليم لن يتم الا من خلال اتفاق سياسي شامل.
وتهدف الولايات المتحدة أيضا للضغط على البشير عسكريا من خلال المساعدة في اعادة بناء قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان المتمردة سابقا بالجنوب والتي خاضت حربا مع الخرطوم الى أن وقعا اتفاق سلام في عام 2005.
وقال كرتي إن الخطة أثارت حيرته وحذر الولايات المتحدة من أنها ستواجه معارضة عنيفة من جميع السودانيين.
وقال "هذا أمر غريب جدا. اذا نظرت الى الجنوب فستجد أنه لا يتم اطلاق رصاصة واحدة ويهدد الامريكيون الان باعادة بناء الجيش في الجنوب."
واضاف "هذا سيهدد بزعزعة استقرار البلاد وسيوحد السودان بأكمله ضد الامريكيين.. الحكومة وكل جماعات المتمردين في دارفور وفي الجنوب."
وقال سلفا كير زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان الذي أصبح بعد توقيع اتفاق السلام نائبا للرئيس السوداني إن الهجمات التي تشنها في الجنوب ميليشيات متحالفة مع الحزب الحاكم ستعرض اتفاق السلام الموقع بين الشمال والجنوب في 2005 للخطر.
|
|
|
|
|
|