حرب النهر--لتشرشل---الخط الفاصل بين الحضارة والهمجية يقع عند حلفا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-20-2024, 01:17 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة فيصل محمد خليل(فيصل محمد خليل)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-08-2006, 04:11 AM

فيصل محمد خليل
<aفيصل محمد خليل
تاريخ التسجيل: 12-15-2005
مجموع المشاركات: 26041

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حرب النهر--لتشرشل---الخط الفاصل بين الحضارة والهمجية يقع عند حلفا

    وقفات مع "حرب النهر في السودان " لتشرشل" و الذي ادعي أن الخط الفاصل بين الحضارة والهمجية يقع عند مدينة وادي حلفا بقلم أزهري عيسى مختار - جدة
    سودانيزاونلاين.كوم
    sudaneseonline.com
    6/2/2006 3:46 م
    "حرب النهر في السودان " لتشرشل" و الذي ادعي أن الخط الفاصل بين الحضارة والهمجية يقع عند مدينة وادي حلفا بقلم أزهري عيسى مختار - جدة
    ينساب النهر عبر الصحراء مثل خيط رفيع من الحرير الأزرق منسوج على صفحة سجادة بنية اللون ضخمة واسعة عريضة.حتى هذا الخيط الأزرق يغلب عليه اللون البني طوال ستة أشهر من العام حيث يختلط الطمي بالماء ويترسب على امتداد ضفتي النهر ليرف عليهما شريط من الزرع الأخضر."
    بهذه العبارات الشاعرية الرقيقة استهل تشرشل كتابه " حرب النهر في السودان " وهو يسترسل من داخل نفسه ويصف شعوره هو لا النيل ذاته . وان كان منظر النيل في عينيه شئا يختلف تماما عن النيل في أعيننا نحن سكانه المترعرعين في أحضانه ، إلا أن الاسترسال بصدق مع النفس شئ مثير للشجن في حد ذاته فهو لا يرى النيل جميلا كما نراه نحن سكانه المتربين في أحضانه . بل يراه كما يقول ( ضفتا النهر وان بدتا أحسن حالا بالمقارنة مع الصحراء التي تحفهما من كل جانب يظل الخواء هو السمة الغالبة لهاتين الضفتين حيث يمتد الطرف ولا شئ غير الرتابة والملل ولا يشئ يحرك المشاعر هنا غير الحزن الآسر . بيد أن هنالك لحظة واحدة يتغير فيها كل شئ . تلك اللحظة التي تأتي قبيل غروب الشمس خلف الجبال الغربية حيث يلف الأرض فجأة توهج محبب إلى النفس يضفي على الكون بهجة وحيوية. وكأنها يد فنان ساحر تناغم بين ألوان ريشته وتعيد لمساتها و حناتها في لحظة من لحظات التجلي" .
    والكتاب كله عبارة عن لون من ألوان الكتابة الرفيعة الراقية سواء اتفقنا أم اختلفنا مع أفكاره . والكاتب متقن لصناعته وفنه . وهو الكتاب الثاني للكاتب في هذا الفن والمجال حيث سبقه كتاب " قصة القوات الميدانية في ملاكاند " والذي يسرد وقائع الحرب التي دارت رحاها على أعتبات جبال الهملايا وبالتحديد جنوبي جبال هندوكوش . وإضافة إلى خبرات المؤلف في سرد المواقع الحربية وتخصصه كمراسل لمؤسسات صحافية مرموقة ، وكأديب متمكن قد حاز على جائزة نوبل في الآداب عام 1953، يجب أن لا ننسى أيضا دوره كرجل دولة ورئاسته للحكومة البريطانية في أحلك الظروف خلال الحرب العالمية الثانية وهو يعتبر بحق من أعظم الساسة البارزين في التاريخ البريطاني
    ولا ادري هل هنالك ترجمة عربية لهذا الكتاب لا سيما وأنه قد صدر قبل قرن تام من الزمان . وإذا كانت هنالك ترجمة عربية فهل روعي في ترجمته نقل نفس اللوحات الجمالية التي تخللت الكتاب أم أنها مجرد ترجمة خاطفة عاجلة لا تقف طويلا عند الحرف وجماله وظلاله. وان لم يكن الغرض هنا تتبع هذه اللمحات أو الوقوف عندها طويلا فقد تسنح الفرصة مرة أخرى وفي مناسبة أخرى غير هذا الوقت الذي تحتفي البلاد فيه بذكرى استقلالها . هذا الاستقلال الذي جاء بعد سلسلة طويلة من الأحداث والإرهاصات التي كان " حرب النهر " أو حملة إعادة فتح السودان مفتاحا لحقبة من الاستعمار الذي عانت منه البلاد زهاء خمسين عاما. ولن نتتبع " حرب النهر " على مسار وادي النيل العظيم كما فعل مؤلف الكتاب من شلال لشلال ومن مدينة لمدينة مبتدئا بعكاشة في أقصى الشمال وصولا إلى فاشودة في أقصى الجنوب ، بل سنمضي على عجل مكتفين بالمحطات التالية :
    1- هوية السودان في أعين الغزاة
    على الرغم من توحد السودان برمته وانصهار الدماء العربية والنوبية والزنجية في بوتقة واحدة حتى جاء الإنسان السوداني نسيجا فريدا من هذه الأعراق ، وكانت الثورة المهدية ترجمة لهذا التلاحم ؛ فجيش الإمام محمد أحمد المهدي ابن دنقلا تضم صفوفه المتماسكة رجالا أشاوس من أقصى غرب البلاد وشرقها وجنوبها وشمالها ، إلا أن مؤلف الكتاب يرى أن السودان كان يتألف من مجتمعين متفارقين : العرب الدخلاء والسكان الأصليين ذوي العرق الزنجي ولذا " يمكن " على حد قوله " تلخيص الوضع الذي ظل لقرون في السودان على أساس أن العرق العربي الطاغي كان ناشطا بدون توقف في توسيع دائرة الانتشار لدمه ودينه وحضارته ولغته بين السكان الأصليين السود كما وقد سعوا في نفس الوقت إلى استرقاقهم واستعبادهم " ولا شك أن في ذلك تجنيا كبيرا على ذلك المجتمع المسالم الوادع
    2- أرضنا المكشوفة
    يرى تشرشل " أن الخط الفاصل بين الحضارة والهمجية يقع عند مدينة وادي حلفا ، وانطلاقا من ذلك الخط حتى أعالي النيل وعن طريق التسلل إلى سور امدرمان العظيم أو التسلل إلى مخازن الأسلحة والى خزانة الدولة والمسجد وبيت الخليفة نفسه نفذ الجواسيس وعملاء الدولة السريون وهم يتخفون في هيئة تجار أو جنود مساندين أو حتى في هيئة نساء ........ تنامت سجلات الاستخبارات حجما و وزنا ....... وكانت تتم مراقبة كل أمير من الأمراء المهمين وتحديد موقعه وكذلك كان يتم تحديد حجم كل قلعة من القلاع الحصينة ، حتى المكايدات التي لم تنقطع أبدا في أمدرمان والمشاحنات كان يتم تسجيلها بعناية "
    كان ذلك قبل ما يزيد على مائة عام . فكيف حالنا اليوم بعد التطورات التقنية والعلمية الاستخباراتية الهائلة وبعد تعاظم رجال الطابور الخامس باسم التحرر مرة وباسم المعارضة مرة وباسم الديمقراطية ألف مرة
    3- بأموالنا
    كان لا بد لتلك الحملة من تكاليف باهظة حيث قدرت في تلك الأيام بمبلغ نصف مليون جنيه إسترليني. من الذي تكفل بهذا المبلغ ؟ من الطبيعي أن تدفعه بريطانيا صاحبة المصلحة الكبرى في تلك العملية . أو على الأقل كان يجب أن يتم دفعه مناصفة بين خديوي مصر وبريطانيا طالما سيرفرف العلمان في ذلك البلد وسيطلق عليه اسم السودان الانجليزي المصري . إلا أن الانجليز قد حاكوا مكيدة كبرى لتدبير هذا المبلغ .كانت معاهدة عام 1885 قد نصت على أن تستخدم مصر نصف إيراداتها في الصرف على التنمية بينما يذهب النصف الآخر على الفوائد المترتبة على الديون الخارجية الواقعة على كاهل الدولة المصرية. وبما أن مبلغ النصف مليون ريال كان فوق طاقة إيرادات القطر المصري فقد توجهت إلى الدائنين ( بريطانيا وفرنسا وروسيا وألمانيا والنمسا وايطاليا ) لتسليفها ذلك المبلغ واجتمع مفوضو هذه الدول وصدر قرار بالأغلبية لمنح مصر ذلك المبلغ لكي تقوم بصرفة في العملية الحربية لاستعادة فتح السودان . ونظرا لأن فرنسا وروسيا كانتا قد صوتتا ضد هذا القرار فقد أعادا فتح ملف الموضوع من جديد بدعوى تضررهما من القرار وعدم ضمان قدرة مصر على سداد المبلغ وهنا تدخلت بريطانيا وأعلنت بأنها ستدفع المبلغ عن مصر كدين أولا ليتحول إلى هدية في وقت لاحق وذلك حتى تبدو بمظهر القوي أمام منافستها فرنسا . يقول تشرشل " كانت بريطانيا العظمى قد أصبحت في موقع محك أمام الموازنات الأوربية واتضح أن كفتها ليست بالكفة الراجحة ، علما بأن قطاعا كبيرا من المواطنين في جميع الدول الشرقية تتأرجح مواقفهم ويميلون دائما إلى الجهة المنتصرة "
    " أنا أختلف مع الرأي العام وأعتقد بأنه متى ما عم الرخاء في صعيد الوادي وذاق أهله طعم السعادة وشاع التعليم في السودان فان أول مؤرخ عربي لحقبة السودان الأولى لن ينسى أن يضع اسم المهدي على رأس القائمة التي تضم أبطال أمته " تشرشل
    وبرجالنا أيضا
    اشترك في حملة كتشنر سودانيون من أهل هذا الوطن . وربما وصلوا إلى مصر كمعارضين للحكومة المهدية أو ربما جاؤوا إلى هناك لأي سبب آخر ، إلا أن العبرة هنا أن نتطلع إلى اليوم الذي لا يكون فيه معارضون يحملون السلاح جنبا إلى جنب مع عدو خارجي مهما كانت البواعث والأهداف . وعلى الرغم من بعض النقائص التي ألحقها تشرشل بأولئك المحاربين من السودانيين إلا أنه يعترف صراحة بما يتميز به المقاتل السوداني في ساحة الحرب والوغى " فهو يحمل بين جنبيه قلب أسد ، انه يحب قائده ولا يخشى أي شئ في هذا العالم ....... لقد شاءت الصدفة أو الخطة الحربية أن تضع السود في مقدمة المعركة ومن ثم فان الخسائر في الأرواح التي تعرضت لها الفيالق السودانية الستة في حرب النيل التي قادها كتشنر قد فاقت جميع الخسائر التي تعرض لها كامل الجيش من الأجناس الأخرى "
    رجالنا أيضا على النقيض الآخر
    تغلب الحديد والنار على البسالة والجسارة والنخوة والبطولة مستفيدا كذلك من المحظوظ المواتية كما جاء على لسان تشرشل " لقد كان حظ السردار كبيرا في السودان ..... فمن حسن الحظ أن الدراويش لم يقوموا بالإخلال بخط الاتصالات ومن حسن الحظ أنهم لم يغيروا على عكاشة قبل أن يتم تحصينها... "
    نعم تغلب السلاح الحديث على العزل وتحرك الخليفة بعد أن تضعضعت جيوشه بلا حراسة وبلا سلاح لكي يلملم أطراف الجيش الذي تناثر عقده ويقف في وجه الزحف الغاشم بكل ما أوتي من عتاد ورجال . لقد استغرب كتشنر وفكر مليا في أمر هذا الرجل . لقد كانت هنالك فرصة مواتيه لكي يتحرش به الناس في تلك اللحظة ويقولوا هذا هو الرجل الذي تسبب في إزهاق أرواحنا وتدمير بلادنا . ولكن على العكس من ذلك كان هنالك علي ود حلو وقد فقد رجله في الحرب وكان هنالك شيخ الدين وعثمان دقنة وبشارة ويعقوب وعثمان ازرق وعثمان دقنة وغيرهم من الذين استقبلوه بكل حفاوة وأصروا على مواصلة الدرب مهما كانت العقبات . لقد كانوا بحق كما قال عنهم تشرشل " رجال حرب عظماء "
    قبـل الختـام
    قبل أن نختتم هذه الوقفات القصيرة لا بد من التأني قليلا عند كلمات حكيمة صادرة عن مجرب وسياسي محنك ورجل قد حمل السيف والقلم معا وترقى إلى أعلى قمم السلطة ومراكز القرار في الدولة. يقول تشرشل " ولا يمكن أن نتجاهل هنا أن أي المعركة القتالية والالتحام الحقيقي مع العدو – وهي بيت القصيد الذي ترصد له جميع العمليات العسكرية – هي في حد ذاتها حدث لا يمكن التحكم فيه عن طريق الاستراتيجيات والتنظيم الحربي فحسب . فقد تكون الخطة بالغة الإحكام وقد تحظى الحشود المقاتلة بأفضل المؤن والعتاد في الوقت الذي يكون فيه العدو متخبطا جائعا أو أقل عددا من خصمه ، إلا أن تقلبات الميدان الحاسمة قد تقلب كل شئ رأسا على عقب . فالعنصر البشري ، الذي يتحدى الخبرة والاحتمالات قد يحقق نتائج باهرة تفوق كل التصورات العقلية ومن ثم يتثنى للجيش الجائع الذي لا يملك خطة ولا مناورة أن يستولى على المؤونة ويحقق السلامة لنفسه ويرتقي إلى قمة الشرف بما يمتاز به من شجاعة وبسالة . إلا أن ذلك ينطبق بدرجة كبيرة على الحروب التي يكون فيها الجيشان المتحاربان متساويين من حيث التنظيم والعتاد الحربي."
    وان كان هذا القول يحتاج إلى مزيد من الإيضاح والنقاش إلا أن العنصر البشري يبقى على الرغم من التطور التقني الهائل وعلى الرغم من الهول والفجائع ورعود الخوف التي قد تبثها آلات الحرب الحديثة ، يبقى هو العنصر الأهم في المعارك ويبقى هو الجانب الوحيد الذي يقف بصلابة ضد دعوات العولمة وهجمات الغطرسة التي تحاول الاستبداد بالشعوب والنيل من شرفها وعزتها وكرامتها .
    كان يطيب لنا أن نتوغل أكثر في تتبع هذه الحملة الشهيرة ولكن حسبنا هذه السطور لأن الغرض منها أن تكون مجرد وقفات مع حرب النهر في السودان.
    أزهري عيسى مختار [email protected]
    جدة المملكة العربية السعودية



    فيصل محمد خليل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de