|
|
 المواطن السوداني (كومبارس) في الانتخابات القادمة !!
|
لاشك أن البلاد تمر الآن بمرحلة جديدة من مراحلها التاريخية في تاريخها السياسي الذي تقلب مابين ديمقراطيات لم تتاح لها فرص كافية لمعرفة وتقييم تجربتها السياسية تقييما صحيحا ، وأنظمة عسكرية ديكتاتورية خصمت من رصيد الأمة السودانية وتطلعاتها نحو التنمية والاستقرار الكثير .. لذلك أصبح واضحا عجز النخب السياسية السودانية طوال نصف قرن من الزمان من استقلال السودان في 1956م عن ابتداع حلول متكاملة وشاملة ودائمة.. وكأن قدرنا سطر لنا أن ننتظر عشرات السنين حتى تجود قريحة وخلاصة الفكر السوداني حتى تحل مشكلة جنوب السودان.
ونخشى ان يستمر عجز النخب السياسية عن ابتداع أساس تصالحي وطني لحل مشكلة دارفور التي لا تنفصل في نظري عن الأزمة السياسية السودانية لارتباطاتها بقضايا التنمية ومركزية ولا مركزية نظام الحكم السوداني .!
اتفاقية السلام المسمية (شاملة) الموقعة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان في 2005م يحسب لها أنها بدايةًً وضعت حدا للصراع المسلح الذي استمر عقودا من الزمن على حساب التنمية والاستقرار ورفاهية الشعب وسلامته. ووضعت جدول زمني وترتيبات تصب في النهاية لصالح عملية التحول الديمقراطي المنشود ، بالرغم من البطء والعقبات التي اعترضت مسيرة تنفيذ الاتفاقية ، لكن كان الجميع ينظر إلي ما قد تفضي إليه في النهاية من انتخابات تؤدي إلي تحول لمرحلة جديدة ترسي نظام ديمقراطي تعددي فيه مساحة للآخر ليس في مجال الحريات فحسب بل في مجال التداول السلمي للسلطة السياسية كحق من حقوق المواطنة.
الانتخابات القادمة ينظر إليها البعض الآن بأنها (طوق نجاة) ومعبر لمرحلة سياسية جديدة، في حين ينظر إليها البعض بأنها مصممة مسبقا لان يلعب فيها المواطن السوداني صفة (كومبارس) لان رغبة الشريكين منذ لحظة التوقيع هي الاستمرار في شراكة شمولية يتم فيها إقصاء الآخر بشكل متعمد ومؤسس دون الالتفات إلي رغبات الشعب في التطلع للمستقبل بعيون جديدة . ولا يغرنكم المشاكسات والتمثيليات المفبركة بين الشريكين في اللحظات الأخيرة والرسائل التي تبعثها من حين إلى آخر الحركة بنيتها في تحالفات مع تنظيمات سياسية ، هذه مجرد تمويه وتعمية لتمرير إستراتيجيتها وهذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة .
وهذا يعبر عنه سياسة الحركة نفسها طوال فترة الشراكة مع المؤتمر الوطني وعدم جديتها وضغطها من اجل تعديل القوانين المقيدة للحريات لتلاءم الدستور الانتقالي لسنة 2005م ، واستمرارها على هذه الشاكلة بالرغم من قناعاتها الداخلية بان عملية التحول الديمقراطي تتطلب هذه الأشياء وبصورة عاجلة ، لأنه لا يتصور قيام انتخابات في ظل ظروف وأجواء اقل ما توصف به أنها غير ملائمة لإجراء تحولات جذرية في العملية السياسية في السودان.
من قبل كانت نظرتنا لهذه الاتفاقيات ( اتفاقية السلام الشامل – اتفاقية ابوجا) بأنها تمثل في ذاتها حجر عثرة أمام التحول الديمقراطي وأمام التسوية الشاملة لأنها قامت علي الحل الثنائي ودون النظرة الجامعة للمشكلة السودانية في عموميتها . وصدق حدثنا في ذلك ، لأنه إلي كتابة هذه السطور ان الحل والتسوية السياسية الشاملة ضرب من ضروب التفاؤل ، لذلك بالرغم من تفاؤلنا فان الانتخابات القادمة لن تكون حل للازمة السودانية مادامت النخب السياسية تنتظر (الصدفة) في تسيير الأمور السياسية واستمرت في العجز المتواصل.
منشور : سودانايل
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المواطن السوداني (كومبارس) في الانتخابات القادمة !! (Re: اسعد الريفى)
|
Quote: الانتخابات القادمة ينظر إليها البعض الآن بأنها (طوق نجاة) ومعبر لمرحلة سياسية
جديدة، في حين ينظر إليها البعض بأنها مصممة مسبقا لان يلعب فيها المواطن السوداني صفة
(كومبارس) لان رغبة الشريكين منذ لحظة التوقيع هي الاستمرار في شراكة شمولية يتم فيها إقصاء
الآخر بشكل متعمد ومؤسس دون الالتفات إلي رغبات الشعب في التطلع للمستقبل بعيون جديدة .
ولا يغرنكم المشاكسات والتمثيليات المفبركة بين الشريكين في اللحظات الأخيرة والرسائل التي
تبعثها من حين إلى آخر الحركة بنيتها في تحالفات مع تنظيمات سياسية ، هذه مجرد تمويه وتعمية لتمرير إستراتيجيتها وهذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة .
وهذا يعبر عنه سياسة الحركة نفسها طوال فترة الشراكة مع المؤتمر الوطني وعدم جديتها وضغطها
من اجل تعديل القوانين المقيدة للحريات لتلاءم الدستور الانتقالي لسنة 2005م ، واستمرارها
على هذه الشاكلة بالرغم من قناعاتها الداخلية بان عملية التحول الديمقراطي تتطلب هذه الأشياء وبصورة عاجلة ، لأنه لا يتصور قيام انتخابات في ظل ظروف وأجواء اقل ما توصف به أنها غير ملائمة
لإجراء تحولات جذرية في العملية السياسية في السودان. |
| |
|
|
|
|
|
|
| |
ismeil abbas
اسعد الريفى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست