|
وقالت ست البنات :( الروب .. الروب )!
|
خط الاستواء عبد الله الشيخ وقد صدق قيقم مرة حين قال ( لا تحزن بي ما جرى يا ضال الطريق .. ميِّل على أهل القرى ).. قبل الميلان على أهل القرى لابد أن نحيطكم بخبرين ، أحدهما أعيشه ،هو خبر انقطاع المياه في الجريف شرق وضواحيها، والخبر الثاني سنعيشه سوا سوا في الأسبوع القادم ..هو خبر انقطاع خدمة الماسنجر عن السودان.. على( فرشة) هذين الخبرين يفترض ألا تسأل عن الإنجازات العظيمة، فهي برأي منجزيها تحدث عن نفسها !.. وكيف تسألهم وأنت تعلم أنهم سيحدثونك عن السدود والجسور ؟ .. وأنت تشوف الدنيا (بقت الدنيا سدود وجسور .. ونسكت وتتكلم عينينا .. ونعيش الكان)!.. و ( لا أحد يتهم أو يبهت أعضاء المؤتمر الوطني بأنهم ملائكة)! على حد عبارة شيخنا مرتضى الغالى !.. دعونا ندلف إلى أهل القرى .. لم يشك أحد في عقلانية ست البنات بت ود صالح ود علوب عندما جاءت إلى الخرطوم ممنية نفسها برؤية جمال الخرطوم بالليل .. ولن يلومها أحد وهي تقرر الرجوع إلى قراريصها حين وجدت أهلها ومعارفها في الخرطوم لا حيلة لهم إلا تعاطي البوش وملاح موية الفول في العشيّات و في ( الضحويات ).. كانت كثيراً ما تعبر عن امتعاضها من ذاك الحال ، الأمر الذي دعا العقلاء من أهلها وذويها في الخرطوم الجميلة إلى تدارك امتعاضها حتى لا يتطور وتقول (رجعوني البلد )!.. لأن بت ود صالح إذا رجعت إلى البلد متورمة الفشفاش من جمال الخرطوم بالليل، و(فتت) اللوم ووصفت لناس البلد البوش وموية ملاح الفول فإن ذاكرة الحلة لن تنسى أبداً ذلك ( الترحاب ) وستحتفظ ذاكرة القرية التي لا تنسى خرطوم الليل ، وجمالها !. اجتمع أهل ست البنات بت ود صالح ود علوب للبحث عن بدائل غذائية لها حتى لا تقرر الرجوع الى الحلة ويقعوا في (شيل الحس) وفي لوم ( البحر ما يغسلو).. وتفتقت عبقرياتهم على طريقة المؤتمر الوطني في حلحلة القضايا .. وبما سمعوا من إذاعات المؤتمر الوطني وقنواته التلفزيونية الكثيرة وقر في أذهانهم أن أي مشكلة من المشاكل لها حل آني عاجل ، هو تغيير موية الفول بالزبادي ، مع التخطيط لحل استراتيجي يتطلب جمع تبرعات في نهاية الشهر وضبح الضبيحة وشراء توب جديد ، وعروسة جديدة لست البنات.. لكن هذا الحل الاستراتيجي يرتبط بنهاية الشهر والليل مازال (في أولو ) ويتوقف على صرف الحكومة لمرتبات العاملين في موعدها .. ولهذا لجأ أهل ست البنات إلى الحل العاجل وقالوا لها إن العشاء اليوم سيكون بالزبادي .. فاستبشرت خيراً بالخرطوم وجمالها الليلي حتى حان موعد العشاء ..وانتظرت جمال الخرطوم بعد أن صلت العشاء على عجل!.. كان جمال الخرطوم بالليل عبارة عن كورية متوسطة الحجم مسكوب عليها زبادي مرشوش بالسكر، وحول الكورية في الصينية الكبيرة كيس عيش فئة الألف جنيه تم رصه دائرياً حول الكورية بعناية فائقة لتغطية الفراغات .. ومن حسن حظ أهل ست البنات أن الكهرباء في الخرطوم قاطعة ، مثل موية الجريف ، ومثل ماسنجر الأسبوع القادم ، ولهذا كان كل شيء في الخرطوم جميلاً حتى تلك اللحظة، وأدخلت ست البنات يدها في الكورية ، فإذا بها أمام ( الروب).. فقالت بتلقائية يحسدها عليها رئيس اتحاد العمال:ـ ( ده ياهو روب بلدنا ؟ والله شيتاً تاني ؟.. ده ياهو الزبادي البقولوهو .. والله أخير الواحد يسكت)!.. وما زال أهل ست البنات يحاولون تنفيذ الحل الاستراتيجي ، إذا صرفت الحكومة مرتبات العمال في موعدها ، وأهل ست البنات يقلدون الإنقاذ في كل شيء.. الإنقاذ نفسها مشغولة هذه الأيام بمعالجة قضية التوربينين في ذلك السد ، الذي افتتح خصيصاً ( للرد)!.. ومن المعتقد أن الخرطوم ستكون جميلة في هذا الليل إذا انقطع التيار الكهربائي .. وتزامن مع انقطاع الماء عن الجريف شرق وضواحيها ، والبلد كلها كما نرى في الخريطة تقع عند القيف ، قيف البحر ، والراجح أن أهل الخرطوم بالليل سيحلون الأزمة بالتعاون مع سيد الكارو والذي قيل على لسان منظمة العمل الدولية إنه تعرض للتهميش وللفصل التعسفي .. أما الخبر الثاني المتعلق بانقطاع خدمة الماسنجر غداً .. فمثل هذا الخبر غير مفيد عند استعراض ورطة ست البنات في زيارتها للخرطوم لاكتشاف جمال الخرطوم بالليل، لأن ست البنات أصبحت تقول:ـ(جمالاً ماتشوفو ، والعين تعاين العين يشوفوهو بالليل يا ناس ؟
|
|
|
|
|
|