|
إشتباهات..
|
خط الاستواء: اشتباهات! عبد الله الشيخ Friday, 22 May 2009
كَدعـواك..
كُـل يَـدَعي صِحـةَ العَقـلِ
ومَـن ذا الـذي يَـدري بِما فيهِ مِن جَهل؟.
هنالك حالة اشتباه واحدة، واحدة فقط حول وجود عدوى أنفلونزا الخنازير في هذه البلاد.. واشتباه في خلو العاصمة المثلثة من المخدرات، واشتباه في وقوع أخطاء طبية قاتلة أثناء إجراء عمليات جراحية، واشتباه في أن تكون السلطات المعنية قد أعدت العدة لفصل الخريف، واشتباه في أنها ستفاجأ بالخريف كما فوجئت في العام الماضي والعام الذي سبق والذي سبق السابق!..
هناك اشتباه في عقد جولة مفاوضات السلام في الدوحة، واشتباه في نجاحها، واشتباه في إمكانية جلوس الحكومة والعدل والمساواة بجانب الفصائل الأخرى على مائدة واحدة، واشتباه في أن تتبدل السياسة الأمريكية في عهد أوباما، واشتباه في زيارته للسودان، واشتباه في توجهات ورؤية الإدارة الجديدة لموضوع الجنائية.. هناك اشتباه في وعكة العلائق بين السودان ومصر، واشتباه تشادي في توغل المتمردين التشاديين نحو إنجمينا عبر الحدود، واشتباه سوداني في توغل عسكري تشادي داخل الأراضي السودانية..
اشتباه حول كل ما يحدث في ناحية الحدود الغربية، واشتباه في كل التقارير الواردة والتي تقول دائماً: (كل شيء هادئ في الجبهة الغربية)!.
وهذا الاشتباه, له اشتباه رديف, هو الاشتباه في أن يتمكن البلدان الشقيقان من تطبيع العلاقات!..
هناك اشتباه في نتائج التعداد السكاني، واشتباه في أن يكون الفريق سلفا كير (مبسوطاً) من نتائجه وخواتيم نتائجه!.. ولهذا الاشتباه, اشتباه مصاحب وملاصق, هو الاشتباه حول الانتخابات.. اشتباه في أن تجرى تحت إطار التعداد، واشتباه في أن تقام في موعدها، واشتباه في نتائجها، اشتباه مؤكد في أن تفكك دولة الحزب لصالح دولة الوطن.. وبين قوسين.. (الاشتباه في شفافيتها، وتزويرها، وسجلاتها ليس محل اشتباه)!..
هناك اشتباه في الإعلان عن تعديل وزاري جديد, واشتباه في الإطاحة برموز لامعة من بينها أقاليم (شمالية) ومستشارين..
هناك اشتباه في إمكانية تحقق وحدة الاتحاديين، واشتباه في الوصول إلى رقم نهائي حول عدد الأحزاب السودانية التي سجلت أسماءها عند مسجل الأحزاب.. واشتباه في تجاوز حزب الأمة لنتائج مؤتمره العام، واشتباه في الوصول إلى ثوابت وسطية بين المؤتمر الوطني والشعبي، ويضاف إلى هذا اشتباه ما زال سارياً في المفاصلة وما إذا كانت نوعاً من (التوسعة في الرزق)!..
هناك اشتباه في دخول بعض عمال في إضراب مفتوح، واشتباه في دخول معلمين في إضرابات غير مفتوحة، واشتباه في توقف عدد هائل من الصحف بسبب الأزمة المالية وأشياء أخرى، واشتباه في صدور عدد أكبر من الصحف في ظل الاسماح التعددي الكائن بيننا، واشتباه في عودة تنفيذيين من القصر إلى الميدان، واشتباه في إحلال وإبدال مكاتبهم بقوم آخرين قادمين من الميدان.
هناك اشتباه في الوصول إلى حل وفاقي حول أبيي، واشتباه في التوصل إلى صيغة اتفاق حول قوانين الجاذبية الأرضية، أو!..
وهناك اشتباهات في كل الاشتباهات.. واشتباه في الكيفية التي يسمح لك فيها بالاشتباه في نفسك!.
هناك اشتباه في مثول هذه الاشتباهات للطبع!..
هناك يقين واحد في الساحة السياسية الحالية هو أن المقترعين لن يقترعوا، وإن مارسوا حقهم في الاقتراع (الحر) كيفما عنّ لهم, فلن يصوتوا كما يشتهي كثيرون..
فلماذا تحول اليقين السياسي الوحيد لدينا ليكون اشتباهنا الأكبر؟!.
قال المتنبي:
كَدعـواك كُـل يَـدَعي صِحـةَ العَقـلِ
ومَـن ذا الـذي يَـدري بِما فيهِ مِن جَهل؟..
|
|
|
|
|
|