|
ود مجوجي عارف قصتو البتمرقو !
|
ود مجوجي عارف قصتو البتمرقو! الكاتب/ عبد الله الشيخ Friday, 08 May 2009 الليلة الصعيد للقايلة يلمع برقو
وضيب أُم قُجة فوق عكداوي كرَّب سرجو
ود مجوجي عارف قصتو البتمرقو
كيفن!؟..
قصة الناس البكتلو، بحرقو!؟
وصار ما قاله ود مجوجي في الكركون مثلاً.. كان ود مجوجي فارساً في البادية، والحكومة (أُم إيداً قوية) ألقت القبض عليه زوراً وبهتاناً، بتهمة أنه سرق خروفاً.. عِزة نفس ود مجوجي دفعته إلى عدم الدفاع عن نفسه، لأنه يؤمن بأن (الصقُر وكت يقع، كترة البتابت عيب).. أقسم ود مجوجي أنه لم يسرق، لكن أيضاً لن يدافع عن نفسه حتى لا تقول الحكامات إنه يخاف الكركون.. وقال في قرارة نفسه (النشوف الكركون دا كيفنو.. وبعدين القاضى لما يجى ويحكم بديهو بدل الخروف خروفين، وإن جانى فى البيت بضبحلو)..
ودخل الكركون، و تقرفص عند الباب يسأل كل القادمين إلى ذلك المكان الفيدرالي!.. ويقول عبارته المعروفة (خباركم آ ناس.. خباركم بى جاي) فيحكي له زائر المكان الفيدرالي عن (شكلة بينو وبين المرا).. ويحكى آخر أن سبب دخوله الكركون (عركة وقعت في راكوبة أُم عزين).. وكان ود مجوجي يختصر نصائحه أمام هذا النوع من المشاكل قائلاً للأول: (أكان طبقت فوق مرتك دي ما كان جيت بى جاي)!.. ويقول للآخر الذي ألقي القبض عليه في راكوبة أُم عزين: (أكان شلت بضاعتك ومرقت الخلا، شربت وغنيت براك، ما كان البوليس طِراك)!.. وهكذا ظل ود مجوجي ليومين وهو يستجوب زائري الكركون ويقدم لهم نصائحه..
فسألوه أخيراً: (أنت آ ود مجوجى.. قصتك الجابتك هنا شنو؟).. فقال لهم: (اسكتوا، خلو خبري ساكت.. حرَّم أكان قالوا لي أدينا السعية كلها أكان أخير لي من انتظار القاضي)!.. وشغل نفسه مرة أخرى باستجواب القادمين إلى الكركون.. وواصل أيضاً تقديمه للإرشاد والنصح فقال لأحد القادمين الذي دخل للتو: (يا راجل عيب عليك تسرق جزلان؟.. أكان سرقت أسرق جمل، وأكان عشقت أعشق قمر)..
يحكى أن ود مجوجي قال الأبيات أعلاه حين دخل عليه نفر غزير، وقالوا إن سبب مجيئهم الى الكركون أنهم متهمون بقتل وحرق وقع في حلة المُفراكة.. وأن عساكر الحكومة قبضوا عليهم متلبسين بالجريمة..
يوم ، يومين وجاء القاضي باللاندروفر من أُم تبسة إلى الكركون، وبدأ يفصل في القضايا.. وقف أمامه ود مجوجي.. وقبل ان يبدأالقاضي فى استجوابه قالود مجوجي: (يا مولانا، حرّم ما تتكلم ..أنا بديك بدل الخروف عشرة، وأكان جيتني حرَّم أضبح ليك ناقة.. بس أعفينى من الكلام دا.. التهمة دي صعيبة خلاس وأنا ما سويتا.. حرّم أكان البلد زندية أنا كان سقت بهايم العالمين دي كلها)!..
رأى القاضي أن ود مجوجي تجاسر عليه في الكلام، وأنه قدم له الرشوة الحرام!.. لذا قرر حبسه شهوراً بتهمة التطاول والرشوة وعدم احترام المحكمة..
عاد ود مجوجي إلى الكركون، وعاد أيضاً إلى ممارسة هوايته في سؤال الداخلين إلى المكان الفيدرالي: (يا جماعة خباركم بى جاي؟)..
خرج من الكركون الناس (البكتلو وبحرقو) وود مجوجي قاعد!.. تصالح راجل المرا مع مرتو، وود مجوجي قاعد!.. اتخارج سارق الجزلان وود مجوجي قاعد!.. لكن الراوي لم ينقل إلينا ما قاله ود مجوجي بعد ذلك في رحلته لاكتشاف فنون المكان الفيدرالي!.. لأن الراوي نفسه خرج من الكركون وترك ود مجوجي يستهلك رصيده من النصائح للزول الذي يعرف، والذي لا يعرف (قصتو البتمرقو)!..
وأكدت الأيام بعد ذلك أن ود مجوجي لن يعرف تلك القصة ( البتمرقو)!..
|
|
|
|
|
|