|
«أنا شخصياً مستعد أعمل أي حاجة». عن العطالة والإنحراف
|
لقطات العطالة: السبب الرئيسي لإنحراف الشباب أحمد حسن محمد صالح
? استمعت وأنا أستقل حافلة قبل اسبوعين إلى جدل يدور بين ثلاثة من الركاب بدا لي أنهم خريجو جامعات - حول العطالة التي بلغت نسبتها بين شباب السودان «49%» حسب منظمة العمل الدولية. ? كان الجدل عادياً الى أن سمعت احدهم يقول لزميليه «أنا شخصياً مستعد أعمل أي حاجة». وعندما استفسره أحدهم «أي حاجة زي شنو مثلاً؟» لم أتمكن من إلتقاط الإجابة لأنه همس في أذن زميله الذي انتفض مستنكراً «يا زول كلام شنو ده. أكيد حتقع في مشكلة». حينئذ أيقنت أن ذلك الشاب العاطل أصبح مهيئاً للإنحراف عن السلوك القويم. ? دار ذلك الجدل بذهني عندما نسبت صحيفة «الرأي العام» يوم الجمعة الى العقيد د. حسن التجاني مدير مركز الشريف للدراسات الاستراتيجية والأمنية قوله: (إن «65%» من الشباب في سجن كوبر ارتكبوا جرائم بسبب العطالة). ? حتى القلة المحظوظون الذين كابدوا وتحصلوا على عمل يشتكون من ظلم أصحاب العمل الذين ينتهكون شروط الخدمة إنتهاكاً صارخاً في غياب رقابة وزارة العمل في القطاع الخاص - الشركات الصناعية، والتجارية، والخدمية- لا يمنحون مستخدميهم إلا مرتبات بائسة لا تغني من جوع وحسب، ولكنهم أيضاً يستغنون عن خدمات العاملين قبل نهاية الفترة التي يستحق عنها العامل أو الموظف استحقاقات نهاية الخدمة التي تشمل مرتب شهر أو نصف شهر عن كل سنة، غالبية الشركات تستخدم آخرين بدلاً عن القدامى، وهكذا تدور الدائرة الخبيثة على العاملين، هكذا الشركات تفعل ما دام العاطلون يقفون صفوفاً طويلة صباح كل يوم أمام مؤسساتها بحثاً عن العمل. ? وفي الاستقطاعات الشهرية من مرتبات المستخدمين كتأمين إجتماعي- فإن غالبية الشركات و حتى المؤسسات الحكومية لا تقوم بإيراد هذه الاستقطاعات الى وزارة المالية التي بدورها تحولها في العادة الى هيئة التأمينات الاجتماعية توطئة لسدادها الى مستحقيها من المعاشيين. ? وفي هذا السياق ترفض بعض المدارس الخاصة إن لم يكن غالبيتها صرف مرتبات لأساتذتها خلال العطلة الصيفية - يعني ان المعلمين الأجلاء يعيشون أو بالأحرى يموتون - دون مرتبات خلال الأشهر الثلاثة. ? ومن المحزن أكثر ان بعض تلك المدارس تستغني عن خدمات الأساتذة بجرة قلم متجاهلة الإجراءات القانونية كالمثول أمام لجنة تحقيق - وهكذا تفعل غالبية الشركات. ? وفي نفس السياق حث عمال الجنوب بمناسبة أول مايو - عيد العمال - حكومتهم على التدخل لحمايتهم من أصحاب العمل. فبيتر لول الذي رفض في إفادته لصحيفة «سيتزين» ذكر اسم المؤسسة التي يعمل فيها على ما يبدو خوفاً من الانتقام - دعا حكومة الجنوب والمجتمع الدولي التحقيق في تقارير حول «إساءة معاملة» العاملين من قبل المستخدمين. ? حسب علمي فإن قوانين العمل الحالية -على الورق- كفيلة بحماية المستخدمين ولكننا نتساءل: لماذا تعجز وزارة العمل عن تطبيقها؟!
http://www.rayaam.info/Raay_view.aspx?pid=511&id=38085
|
|
|
|
|
|