|
|
 بوح الصمت ...
|
حزين أنا هذا الصباح ... لا أدري سببا لهذا الحزن. لعل سببه استغراقي في ذكريات بعضها حزين ـ هي موضوع هذا البوست ـ ولعله سبب آخر، المهم النتيجة أنني حزين، ولتخفيف حزني ـ او لزيادته ربماـ سأبوح بأسرار خاصة صغتها شعرا في مواقف متعددة، هي مثل الأسرار العسكرية مضى زمان طويل عليها بدرجة تكفي أن يكون نشرها آمنا.... لا يقصف بلدا ... ولا يجرح أحدا... هل أنا مصيب في نشرها؟ لست أجزم بالصواب، لكن ظني أولا أنها ستوثق ولن تضيع كما ضاع غيرها، وثانياأنها إن لم تنفع فلن تضر، ولربما وجدت قلبا مشابها وحالةمقاربة فآنست ولاطفت..
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بوح الصمت ... (Re: نزار محمد عثمان)
|
(1)
في ذكرى صديق
كان أحب الناس إلى قلبي، تعارفنا قبل عقود من الزمن،وتآخينا في الله، مرت الأيام وتقلبت الظروف, وباعدت بيننا المسافات، وربطت بيننا الرسائل البريدية، والاتصالات الهاتفية، واللقاءات العابرة. وكانت كلها تعكس أخوة ندية، وعاطفة قوية، إلى أن اجتمعنا، عندها بدأت أردد "على أن بعد الدار خير من القرب"، فترت العلاقة وبردت العاطفة، وبقي الشكل والمظهر، نتقابل كل يوم لكن كل قلب في واد، ومضت الأيام، وصعد هو في سلم المجد والشهرة، وانزويت أنا، طلبني في مكتبه مرة، ولم أكن أستطيع التأخر عنه، أتيت يحدوني الشوق، وتحفزني الذكريات، بقيت في غرفة السكرتير أكثر من ساعة، والسكرتير يدخل ويخرج ويقول لي: إنه يتكلم على الهاتف الآن، ... إنه يرجوك أن تنتظر، إنه يوقع أوراقا، حتى جاءني يقول: إنه يعتذر ويرجوك أن تحضر له في الغد، وحضرت في الغد، وتكرر المشهد، عندها خنقتني العبرة، لم أقاوم أن أكتب له ارتجالا أبيات شعر. طلبت من السكرتير أن يسلمه أياها، ونزلت الدرج، ومررت بمعارف معددودين لم أستطع أن أسلم عليهم خشية أن تخونني دموعي، أسرعت في المشي، وخرجت من المبنى الفخيم، عندها رن جوالي وكان هو في الطرف الآخر: يا أخي مالك زعلت، أنت عارف مكانتك عندي، بس أخوك مشغول شوية، لم أتمالك نفسي خاطبته بصوت تخنقه العبرة: أنت من طلب مقابلتي، وأنت من حدد الموعد، فكيف تكون مشغولا، أنا لا ألومك لكني ألوم نفسي، ولعلي أزورك قريبا، لم أستطع أن أقول له: لم تعد أنت أنت، لقد افتقدك منذ وقت طويل ، و يحدوني أمل أن أجدك مرة أخرى أحيانا أخرى.
لا أدري هل لم يعد هو هو؟ أم لم أعد أنا أنا؟ لكن المؤكد أن تلك الرابطة اللطيفة، لم تعد سوى ذكرى أعتز بها ، أدللها وأرعاها.
كانت الأبيات التي كتبتها له في الرسالة تقول:
ألا يا نفس إن جهلوا حقوقا *** فصوني العهد لا تنسيه أنتِ
وقولي للحبيب إذا تناءى *** بحسن عبارةٍ وجهير صوتِ
"أحن إلى لقائك كل يومٍ *** وأسأل عن أيابك كل وقت"*
أعاتب فيكمو قلبي وعقلي***وأعلم أنني أهل لمقتِ
ولست أزيد آلامي مزيدا *** وحسبي فوت خلتكم بفوتِ
ــــــــــــــــــــــــــــ
*هذا البيت كان قد أرسله لي ذلك الأخ نفسه في إحدى خطاباته المكتوبة، وهو من جميل كلام الشريف الرضي:
احن الى لقائك كل يوم *** واسال عن ايابك كل وقت
واذكر ما مضى فيغيض صبري ***وتنفر عبرتي ويبوح صمتي
ولي قلب اذا ذكر التلاقي *** تظلم من يد البين المشت
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بوح الصمت ... (Re: مدثر محمد ادم)
|
العزيز مدثر
| Quote: جميل بوح الصمت كلام في السكات احساس |
وقديما قال شاعرنا محمود أبوبكر
عسـعـس اللــيل وناما*** واكتسى الوادى ظلاما
ان يك الصمت رهيبا*** ان فى الصمت كلاما
سلمت
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بوح الصمت ... (Re: ajaj)
|
العزيزة بنت عجاج
| Quote: خلقت مشاعرنا للبوح ...... فلا تدرك الصمت |
وأجمل البوح ما كان مشبعا برذاذ المشاعر ... متلفحا بوقار الصمت.
لك شكري وتقديري
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بوح الصمت ... (Re: نزار محمد عثمان)
|
(3)
كيمياء المشاعر
أحيانا تتداخل عندي الكيمياء مع الشعر والمشاعر، فأرى (بوح الصمت) بمثابة الـ (Carnot Cycle) في القانون الثاني للديناميكا الحرارية؛ بمعنى انه أفعل الوسائل الموجودة لتحويل حرارة المشاعر إلى فعل معبر.
ــ
وحتى يفهمني من ليس له علاقة بالكيمياء والفيزياء، فالقانون الثاني للديناميكا الحراريةيمكن أن يجمل بصورة مبسطة في العبارة التالية: الآلة التي تحول كل الحرارة إلى عمل، آلة تخيلية لا وجود لها، إذا لابد من ضياع جزء من الحرارة خلال عملية التحويل هذه.
والكارنوت سايكل هي أفعل طريقة لتحويل أكبر قدر من الحرارة إلى عمل.
عليه: الكاتب الذي يحول كل مشاعره إلى كلمات كاتب لا وحود له فلا بد أن تضيع بعض المشاعر أثناء عملية التحويل هذه، وبوح الصمت هو أفعل طريقة لتحويل حرارة المشاعر إلى تعبير.
ــــــــــــــــــــ
ظني أنني زودتها حبتين.... معليش.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
نزار محمد عثمان
ajaj
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست