|
المبعوث الأمريكي.. يشرب المحاية !
|
المبعوث الأمريكي.. يشرب المحاية ! عبد الله الشيخ خط الاستواء ما يؤكد أن مبعوث أوباما إلى السودان سكوت قريشين قد استطعم بعضاً من (العسلية) مقالة رفيقه في الرحلة ألبرتو فرنانديز الذي حدثنا بعد جولة في دارفور أنه معجب بتحليلات الوالي كبر للأوضاع في دارفور، والوالي كبر كما نرى هو أكبر متفائل في زمن الإنقاذ..
ما يؤكد أن مبعوث أوباما قد سرى فيه فعل (المحاية) أن فرنانديز حدثنا أيضاً وقال إن ادعاءات أوكامبو مكيدة سياسية وأن أمريكا لا علاقة لها بما جرى!. فكيف نفهم هذا الوضع الجديد إن لم يكن ما قيل هنا صادراً من تأثير (الرتينزة)؟..
وما يؤكد أكثر أن قريشين قد شرب (عسلية اللون) في منواشيه، أنه بعد عودته إلى الخرطوم عقد مؤتمراً صحفياً وقال من بين ما قال إنه وجد الحال في بعض مناطق دارفور أسوأ مما كان يتوقع (خاصة في مجال الطعام).. ووجد الحال في بعض المناطق أفضل مما كان يتوقع (خاصة في مجال الماء)!.. هكذا تحدث المبعوث، الذي لم نقرأ في تاريخه أنه قد درس النقد الأدبي.. ورغم ذلك فهو بارع كما ترون في تقسيمه لحروف النص وفق قاموس العروض الفراهيدي مبتدئاً بـ(فعولن، مفاعيلن)!.. إنها فنون (الموازنات والسرقات) المعروفة.. والراجح أن كل من استسقى من تلك التي تغلب الغلاب يتحول إلى عالم الإبداع الحقيقي!..
وما يؤكد أكثر أنه شرب (العسلية) التي لا شفاء بعدها أنه طلب بعضمة لسانه في المؤتمر الصحفي من كل الأطراف أن تتقدم بمزيد من المقترحات والمبادرات والحلول الخلاقة لتجاوز أزمة دارفور!..
مبعوث أوباما الذي جاء (متخمخم) و(متلملم) من آخر الدنيا.. يطلب مقترحات!.. (يعني نذاكر ليك أيها المبعوث؟), أن القائم بالأعمال الأمريكي الذي يلتصق بك كتفاً بكتف يعلم بأنه لا يوجد سوداني من خارج حزبنا الحاكم أو من داخله لم يشارك في تقديم مقترحات حل قضية دارفور.. والإدارة القديمة والجديدة تعلمان أن كثرة المقترحات وتوصيات المؤتمرات، وتعدد الحركات، والمبادرات والمفاوضات هي نفسها أحد أسباب استفحال المشكلة!.. يبدو أن المبعوث الأمريكي لم يسمع بأن المؤتمر الوطني الذي انقسمت أفئدة عشاقه إلى أقسام، بطريقة (الريد قِسم يا عيني)؟.. هذا المؤتمر الوطني عقد قبل مجيء أوباما وقبل الشروع في محادثات الدوحة ما سمي بملتقى أهل السودان في كنانة وأخرج المؤتمر الوطني التوصيات.. وقال (وجدتها، وجدتها)!..
فما الجديد الذي يرجوه من مقترحات حزبنا الحاكم؟.. ونحن أصحاب الجلد والرأس نعرف جديد المؤتمر (في إطار الثوابت).. فكيف ابتعثوك وأنت لا تعلم بالثوابت والمنطلقات؟.. أيها المبعوث.. يا أيها (المتخمخم) من وراء البحار ممن تطلب المزيد من المقترحات؟.. أمن بغاث الطير وما أكل سبع المسيرة القاصدة؟.. أم من هذه الأحزاب ذات (الجلحات) و(الكويمات) الصغيرة التي جربت مع الإنقاذ كل السبل.. وكل الأماني.. وضاعت كلماتها عبثاً؟..
حين ترجع إلى أوباما أيها المبعوث، دعه يشرح لنا بلغة الأستاذ الجامعي حكاية أنك وجدت الماء في (حتة)، ووجدت الطعام في (حتة)!.. فهذه (الوزنة)، في بيئة السياسة السودانية تسمى برقصة العصاية.. فكيف وصلت أنت من الزحام إلى هذه الحقيقة الجلية المذهلة وأنت تتذوق العسلية لأول مرة!؟.. ما المقصود بدعوتك الحركات والحكومة للتحاور مع أمريكا؟.. أمن وراء ظهر الدوحة أم أمام عيون الدول (المؤثرة) في المنطقة؟ أهو منبر مفاوضات ومبادرة جديدة؟.. أم أنها العسلية؟ هي وحدها التي تفعل هذا؟!..
حسناً قلت، وخيراً شربت.. فنحن أيضاً سئمنا الطريقة الأمريكية، التي تتعمد في كل مرحلة حشد القوى المعارضة في خندق مواجهة النظام، وحين يلتهب الوطيس تهب الإدارة للتفاوض مع حزبنا الحاكم لوضع معادلة تخفيف الضغط في مقابل تنازلات لا نعرفها!..
إذن, فلتشرب من (العسلية) كيف تشاء، خذ منها ما تشاء لتسافر مبتسماً، وعليك أن تعود مرة أخرى لـ(شحن الرصيد)!.. فإن لديهم (عسلية) تغلب الغلاب!
|
|
|
|
|
|
|
|
|