|
كيف ردت سنبلات القمح على اوكامبو؟
|
نبض الأشياء أخبار التلفزيون القومي!
صلاح الدين مصطفي كُتب في: 2009-03-31 كلما أقرر الابتعاد عن التعليق على ما يدور في تلفزيون السودان القومي، تجبرني بعض المواقف على التعليق!! ويعود امتناعي لاسباب عديدة على رأسها (المناخ العام) الذي يعمل فيه هذا الجهاز وهو مناخ لا يتيح اية فرصة للابداع، ناهيك عن التقيد بالمعايير المهنية، وهنالك أشياء يمكن احتمالها، لكن الذي لا نستطيع احتماله هو اللعب على الذقون، أو (استحمار) المتلقي واستغفاله واستجداده، بل استغنامه واستنعاجه!! على سبيل المثال، جعلتني الصدفة -وحدها- اتابع نشرة الأخبار عشية مباراة المنتخب الوطني ومنتخب مالي وكنت حريصاً على متابعة النشرة لأشاهد الأهداف، لأن المباراة لم تكن منقولة على التلفزيون لكن نشرة الاخبار، او ما شاهدته منها، جعلني اتحول سريعاً عن (القناة الطاهرة)، ولم أعد لها حتى هذه اللحظة. كانت هنالك عدة تقارير (مقصودة)، تريد ان تؤكد للعالم ان بلادنا قادرة على رد كيد الأعداء والمغرضين بالانتاج، وتركزت التقارير على عمليات انتاج القمح بالجزيرة والولاية الشمالية، وقد عرض التلفزيون سنابل القمح البهية.. وحتى هنا فالأمر جيد والموضوع يفرح كل سوداني يجب أن يُحترم عقله. لكن المفارقة المدهشة والاستخفاف بالعقول كانت ضمن المقابلات التي اجريت وسط الحقول، خاصة في الولاية الشمالية، حيث (شالت الهاشمية) البعض، وأدى الانفعال الزائد الى الخروج عن النص العلمي، فقد ارغى احد المتحدثين وازبد واكد ان حبات سنبلة القمح قد زادت هذا العام من (كم وثلاين حبة) إلى (كم وخمسين حبة) ولم يقل إن ذلك تم بفضل اتباع السبل العلمية والأحزمة التقنية، بل قال إن هذه الزيادة تمت رداً على أو كامبو!!
مراسل آخر اطل من وسط (تفاتيش) مشروع الجزيرة وقدم تقريراً من طرف واحد، ومثل هذا النوع من التقارير يعرف في الصحف بالمادة التسجيلية وهو عبارة عن (حب من طرف واحد)...! المذيع الموجود في الاستديو استضاف ضيفاً ووجه إليه حزمة من الاسئلة، وتبرع المذيع (نفسه) بالاجابات على طريقة (حبيبي قشر لي وانا آكل ليك)، وفي تقديري ان الضيف نفسه قد تضايق من هذه العملية، حيث تم التعامل معه بطريقة (حضرنا ولم نجدكم).. يحدث هذا في الوقت الذي تنقل فيه الفضائيات احداث السودان بمهنية عالية واحترام تام لعقول المشاهدين مع مزيد من الابهار والتشويق والإثارة الحميدة. وفي ذات اليوم، عجزتُ عن متابعة أحداث واخبار تتعلق بالسودان في ثلاث فضائيات هي الجزيرة، العربية والبي بي سي، حيث كانت كل قناة تقتلعني من الأخرى! إن الاخوة في ادارة الاخبار بالتلفزيون القومي في اشد الحاجة لاعادة النظر في طريقة اعداد وتقديم نشرات الاخبار، خاصة، اخبار العاشرة، وهذا لا يعني اننا نطلب منهم محاكاة القنوات الخارجية واستضافة المتمردين وإلقاء اللوم على الحكومة.. نحن نريدهم فقط أن يحترموا عقولنا.. فهل هذا مستحيل؟
|
|
|
|
|
|