|
هل تاريخنا يسجل اللحظة باللحظة ؟!
|
ــــ
: الحق أبلج : [email protected]
هل تاريخنا يسجل اللحظة باللحظة ؟!
من ما لا شك فيه أن التاريخ ( علم ) كثائر العلوم الأخري , محصلته المعرفة عن طريق منهج وثيق للبحث في نوع واحد ومعين من الوقائع ,إذاً هو( علم الوقائع ) التي لها إرتباط بالأحياء من الناس في مجتمع , وأيضاً هو منبع الإشعاع الأساسي للتنوير , وإيضاح الحقيقة كاملةً بعيداً عن المغالطات .
إذا كان حدث اللحظة بعد لحظة يتحول إلي ماضي فبالتأكيد حدثت وقائع كثيرة في وطننا السودان منذ الإطاحة بأخر ديموقراطية , إلي تلك الثانية من الزمن ووصول الإنقاذ للسلطة و بالقوة لهو أكبر الوقائع ,فهل تاريخنا يسجل اللحظة باللحظة ؟! .
يستعصي جمع مواد المعرفة _ الوثائق _ في ظل الإنظمة الديكاتورية الشمولية كما في الإنقاذ , من أجل تزوير التاريخ لمصلحتها ,خاصة في الجرائم الوحشية التي إرتكبتها في حق الإنسان , مثل التي تتم في بيوت الإشباح سيئت الصيت , بقيادة جهاز الأمن , وأخيراً إعتراف رئيس الإنقلاب إثبات ونصر معنوي لكل الضايا فالوثائق تكون شفاهةً ومادية _ آي علي الجسد _ كإثبات دامغ , أو الإعلان من قبلهم .
والشيء المهم أن الإنسان لا يستطيع أن يدرك قياس الوقائع بالحواس فقط , فربط واقعة بواقعة , يساعد في الإدراك , والعلة بالمعلول ,فمثلاً , عند إلتحاق بشري نجل السيد الصادق المهدي بجهاز الامن سييء السمعة , هذا حدث لوحده واقعة , فقد كان سيد صادق خارج أرض الوطن , وما يحدث في تلك الأيام من نجله بشري والوليد مادبو كحدث هو واقعة بوحده , لكن الرابط بين تلك الحديثين/ الواقعتين , هو عدم حضور سيد صادق المهدي عن أرض الصراع في الحدييثن !!!! , وفهل هذا يزيد الامر غموض أم يزيد الأمر, وضوح ؟!, عندما نرجع إلي تعليق سيد صادق لجريدة الرأي القطرية بتاريخ 23/01/2008 (وعلل المهدي أنه باعتبار أن الأمة لا ينتهج سياسة حمل السلاح.. وأن ذلك يجب أن يأتي بمعادلة مع السلطة، فإن الحزب قبل أن يحمل أفراده السلاح بانضمامهم إلي جهاز الأمن.. باعتبار أن أفراد الحزب هم الأدعي بتوفير الحماية له وأشار المهدي بالتالي إلي أن انضمام الأفراد المذكورين إلي جهاز الأمن يتعلق بخدمة الحزب وأهله. وفيما يتلعق بنجل رئيس الوزراء السوداني السابق، بشري ، قال الصادق المهدي إن نجله يعمل علي حماية الحزب، وأنه كان من اللازم ضمه إلي صفوف القوات المسلحة، لكن جري ضمه إلي جهاز الأمن، مشيرا إلي أن هذا الوضع غير صحيح، وأنه من الواجب تعديله بضمه إلي القوات المسلحة بيد أن المهدي أصر في الوقت نفسه علي ضرورة إصلاح الأجهزة الأمنية السودانية بحيث تكون قومية، ولا تتناقض مع الديمقراطية .. وبين المهدي بأن الأمة يعمل علي مراقبة هذه الأجهزة عن كثب، ويحرص علي أن تخضع للقوانين وألا تتناقض مع حقوق الإنسان ) فكيف يكون التعليق في تلك الحادثة الجديدة , وهل لها دخل بالسياسة أم نكتفي بنفي بيان بشري الذي قال فيه (إن ما حدث ليست مشكلة سياسية ولا قبلية، فالسياسة ليست من شأني، ) ؟!! فليست كل السياسة قبيلة.
نعم التاريخ يعمل في وقائع أصعب ومتعقدة في الرصد , لكن المنهج الذي يتبع يجب أن يقتضي مقاومة السير التلقائي والعمل في إتجاه معاكس , وكل هذا بدقة وحذر , فهل تاريخنا يسجل لحظة بلحظة ؟!
|
|
|
|
|
|