|
الفشل المقدس في علاقات مصر والسودان.. فهمي هويدي.. ( .:: مقال جدير بأن يقرأ ::.)
|
إيلاف>>جريدة الجرائد الفشل المقدس في علاقات مصر والسودان
GMT 23:00:00 2009 الإثنين 4 مايو الخليج الاماراتية
--------------------------------------------------------------------------------
الفشل المقدس في علاقات مصر والسودان
فهمي هويدي
05/05/2009
ملف العلاقات المصرية السودانية مرشح بقوة لأن يحتل موقعاً بارزاً في كتاب الدهشة، من حيث إنه محمل بأثقال الماضي بأكثر منه مستجيب لاستحقاقات الحاضر والمستقبل.
(1)
هل يمكن أن يكون هناك حضور الصين في السودان أقوى من الحضور المصري، بحيث تفتح معاهد لتعليم اللغة الصينية في حين يغلق فرع جامعة القاهرة في الخرطوم؟ ولماذا أصبح الماليزيون يديرون واحدا من أهم فنادق العاصمة السودانية بينما ينحصر أبرز وجود لمصر في الشمال في وفرة عمال البناء؟ وهل يعقل أن تستمر “إسرائيل” طوال الخمسين سنة الأخيرة في نصب شباكها حول السودان وتنجح في اختراق أطرافه، في حين تستمر مصر في الانسحاب منه والانصراف عنه؟ ولماذا فشل البلدان “الشقيقان” في إقامة علاقة ناجحة منذ استقلال السودان قبل أكثر من خمسين عاما وحتى الآن؟
لست في وارد الإجابة عن الأسئلة التي ظلت تلح عليّ أثناء زيارة الخرطوم وبعدها. وإن كنت لا أخفي أن فيها من الاستنكار أكثر مما فيها من الاستفهام. لكني أزعم أن استدعاء السياق التاريخي قد يكون عنصراً مساعداً على فهمها بصورة أفضل. ذلك أن خلفية علاقات البلدين مرت بأطوار عدة، لاتزال أصداؤها حاضرة في الإدراك المتبادل بين البلدين. ومما يجدر ذكره في هذا الصدد أن كثيرين من المثقفين المصريين والسودانيين لا يعرفون أن السودان الحديث هو في حقيقة الأمر أحد مشروعات النخبة التركية المتمصرة بقيادة محمد علي باشا. ذلك أنه لم توجد دولة باسم السودان قبل مجيء محمد علي وأحفاده إلى منابع النيل، حيث كانت الدولة التي تجاور مصر جنوبا هي سلطنة التويخ التي تمتد حدودها ما بين وادي حلفا وتخوم سنار. وإلى غربها كانت توجد سلطنة كردفان بقيادة المندوم مسلم، ثم سلطنة دارفور التي كانت تتواصل مع مصر عن طريق درب الأربعين أي درب الأربعين يوما وهي الفترة التي تستغرقها رحلة القوافل للوصول إلى الحدود المصرية في الفاشر. وجنوبا كانت القبائل الجنوبية تعيش كما خلقها الله سبحانه وتعالى كتجمعات لا تعرف الدولة أو السلطة المركزية، ولكل لهجته وعاداته وطرائقه في الحياة.
تمكنت مصر من لم هذه المكونات الجغرافية والبشرية على مراحل مختلفة، ابتداء من عام 1820 إلى عام ،1874 ثم أطلق عليها الخديو إسماعيل في أحد فرماناته اسم “السودان المصري”. واستمر الحال كذلك إلى أن اندلعت الثورة المهدية، التي لم يسع برنامجها الروحي والسياسي إلى قطيعة مع مصر، بل إلى زيادة التواصل معها عن طريق إقامة دولة إسلامية متحدة بين مصر والسودان.
حين سقط مشروع الثورة المهدية الذي عبر عن الشوق لإقامة دولة متحدة على وادي النيل، فإنه أفسح الطريق أمام دولة الحكم الثنائي ابتداء من عام ،1899 التي كانت في حقيقتها حكماً انجليزياً روحاً وإدارة، إذ لم يكن لمصر من نصيب في إدارة السودان إلا دفع تكاليف إدارة شؤون البلاد من الخزينة المصرية. لذلك فإن مشروع السودان الحديث الذي أقامه الإنجليز، وما فيه من سكك حديدية ومدارس ومشروعات زراعية وجيش نظامي، وغير ذلك من مطلوبات الدولة إنما تم سداد تكاليفه من الخزينة المصرية، باعتبار أن السودان كان يعد آنذاك إقليماً مصرياً. في حين أن الإدارة الإنجليزية كانت ترمي إلى هدف آخر هو أن يكون السودان للسودانيين، حتى لا يقوم مشروع دولة وادي النيل، التي تمتد من البحر الأبيض المتوسط إلى الأدغال السودانية.
(2)
الفقرات السابقة مهمة في ذاتها وفي مصدرها. فهي تسلط الضوء على خلفية الحضور المصري في السودان منذ قرنين من الزمان. وتفسر بالتالي لماذا اعتبرت النخبة الحاكمة في مصر طوال العهد الملكي أن السودان جزء من مصر، وأن وحدة وادي النيل هي الأصل، وهي المطلب الذي تمسكت به جنباً إلى جنب مع مطلبها جلاء الإنجليز عن البلاد. أما مصدر هذه الشهادة فهو واحد من أبرز المثقفين السودانيين. هو الدكتور حسن مكي مدير جامعة إفريقيا العالمية (نشرت بجريدة الأهرام في 2/12/2008).
هذه الصفحة طويت بعد قيام ثورة يوليو/تموز ،1952 التي اعترفت بحق السودان في تقرير مصيره. مما ترتب عليه انحياز ممثليه إلى الاستقلال، الذي أعلن رسمياً في أول شهر يناير/كانون الثاني عام ،1956 وهذا الاستقلال نقل علاقات الطرفين إلى طور آخر. فقد شغلت مصر في المرحلة الناصرية بمعاركها المشهودة. في الوقت الذي احتفظت فيه بعلاقة ود طيبة مع السودان المستقل، وقد تطور الأمر على نحو أكثر إيجابية في عهد الرئيس السادات الذي توصل إلى اتفاق مع الرئيس جعفر نميري “1978 1985” حول صيغة “التكامل” التي أقامت مؤسسات عدة للتعاون بين البلدين. ولكن حكومة الصادق المهدي التي جاءت بعد ذلك ألغت التكامل وتبنت ما سمي في حينه ب”ميثاق الإخاء”، الذي كان بمثابة نكوص أدى إلى تراجع العلاقات خطوات إلى الوراء. وفي عهد حكومة الإنقاذ التي تولى السلطة فيها الرئيس عمر البشير “عام 1989” حدثت محاولة اغتيال الرئيس مبارك “عام 1995”، التي شاركت فيها بعض أطراف الحكم في الخرطوم، ما ضاعف من تراجع علاقات البلدين وأدى إلى تدهورها.
هذا التاريخ، القديم منه والحديث، ظل حاكماً لمسار العلاقات طول الوقت. فقد تعددت قراءة الماضي البعيد على نحو أقام حاجزاً في الإدراك السوداني أمام التفاعل المنشود. أما الماضي القريب فقد أضاف حاجزاً في الإدراك السياسي المصري زاد الأمور تعقيداً. وما كان لهذا وذاك أن يحدث إلا في غياب رؤية استراتيجية مشتركة تحدد الأهداف العليا، وتفرق بين ما هو مصيري وعارض أو بين التناقص الرئيسي والتناقصات الثانوية. وهذا منطوق يحتاج إلى بعض التفصيل.
(3)
فقد أشاعت الخلفيات التاريخية حساسية مفرطة لدى شريحة واسعة من المثقفين السودانيين إزاء التعامل مع مصر. فمنهم من اعتبر الوجود المصري منذ أيام محمد علي باشا “احتلالا”، الأمر الذي أثار جدلاً طويلاً لم يتوقف بين المثقفين السودانيين والمصريين (الأخيرون اعتبروه فتحا). ومنهم من اعتبر أن مصر ظلت عازفة عن الاعتراف باستقلال السودان والتعامل معه باعتباره شقيقاً ونداً، وتصرفت في مواقف عدة كما لو أن السودان لا يزال تابعا لها. ومنهم من ذهب إلى أن النخبة المصرية تستعلي على السودانيين وتنظر إليهم نظرة دونية (أحدهم قال لي لماذا يظهر السوداني “بوابا” في الأفلام السينمائية المصرية، في حين أن المصريين أصبحوا يؤدون هذه الوظيفة في أغلب دول الخليج؟)، إلى غير ذلك من الدعاوى والانطباعات التي سجلها كتاب “النداء في دفع الافتراء” (1952) للمؤلف السوداني محمد عبدالرحيم.
صحيح أن ثمة أجيالاً من المثقفين السودانيين تجاوزت تلك الحساسيات (أغلبهم ممن درسوا في مصر وخالطوا أهلها). لكن هذه الأجيال بسبيلها إلى الانقراض، فضلاً عن أنه في غياب الحضور المصري في السودان فإن الأجيال الجديدة باتت تستشعر غربة إزاء مصر، حتى أصبحت غير محصنة ضد فيروس الحساسيات باختلاف مصادره. وضاعف من سلبية الموقف أن مصر السياسية لم تبذل جهداً ملموساً لتصحيح تلك الانطباعات خلال العقود الثلاثة الأخيرة بوجه أخص، التي بدا فيها السودان مهمشاً في الاستراتيجية المصرية. حتى سمعت من أحد كبار السياسيين السودانيين أنهم في الخرطوم شعروا بعد محاولة اغتيال الرئيس مبارك أن السودان سقط من منظومة الأمن القومي المصري.
في هذا الصدد لا يستطيع المرء أن يكتم شعوره بالدهشة حين يجد أن بلداً كبيراً ومهماً للغاية بالنسبة لمصر يهمش هكذا أو يغيب في رؤيتها السياسية. إذ هو بالنسبة لنا ليس جاراً وشقيقاً فحسب، ولكن أيضاً سودان نهر النيل، وما أدراك ما نهر النيل. وسودان العمق الاستراتيجي، وسودان الموارد البشرية والاقتصادية الكبيرة. هذا إذا تجاهلنا دوره كباب للعرب والمسلمين إلى إفريقيا. يطل على ثماني دول منها (غير مصر). هو باختصار والمعيار النفعي البحت إحدى ضرورات الدفاع عن الأمن القومي المصري والعربي.
هذه الدهشة تتضاعف إذا علمنا أن “إسرائيل” أدركت منذ وقت مبكر أهمية السودان بالنسبة لمصر والعرب. وهو ما أشرت إليه في كتابات سابقة، عرضت فيها خلاصة لبحث عميد الموساد المتقاعد موشي فرجي حول علاقة “إسرائيل” بحركة تحرير جنوب السودان، الذي قدمه في عام 2003 إلى مركز ديان لأبحاث الشرق الأوسط وإفريقيا التابع لجامعة تل أبيب، وإلى محاضرة آفي ديختر وزير الأمن الداخلي “الإسرائيلي” السابق، حول الرؤية الاستراتيجية لدول المنطقة، التي ألقاها في معهد الأمن القومي بتل أبيب (عام 2008). وفي الوثيقتين كلام صريح عن سعي “إسرائيل” إلى إضعاف السودان وإنهاكه لكي لا يصبح قوة مضافة إلى العالم العربي، ولكي يتحول إلى عنصر ضغط على مصر. ولا يخفي البحث الأول أن ذلك المخطط “الإسرائيلي” دخل إلى حيز التنفيذ منذ أواخر الخمسينات وأوائل الستينات من القرن الماضي. حيث ظل تفتيت السودان وإثارة الاضطرابات فيه هدفاً استراتيجياً “إسرائيلياً”، ترجم على الأرض من خلال الدعم الكبير الذي قدم إلى حركة الانفصال في الجنوب، وهو الذي انتقل بعد ذلك إلى دارفور على النحو الذي ستفصل فيه لاحقاً.
(4)
بوسعنا أن نقول إن السودان أخطأ عدة مرات في حق مصر. فقد استبد الغضب بالبعض حين استقر بالقاهرة الرئيس السابق جعفر نميري بعد إسقاط نظامه في منتصف الثمانينات، وذهبوا في المطالبة به إلى حد حرق العلم المصري. وحين ألغى التكامل بين البلدين، وتم إغلاق فرع جامعة القاهرة في الخرطوم، كما تم الاستيلاء على استراحات الري التي أقامتها مصر على النيل. وتواصلت تلك الأخطاء حين تبين ضلوع بعض عناصر الحكم في محاولة الاغتيال الآثمة.
بالمقابل ينبغي أن نعترف بأن مصر الراهنة لم تتعامل مع السودان بما يستحقه من مودة. ولم تتصرف معه بمنطق الدولة الحريصة على تأمين حدودها الجنوبية. في الستينات وبداية السبعينات، أقيم حفل أضواء المدينة في الخرطوم، وقدمت الحفل الذي غنى فيه عبدالحليم حافظ الفنانتان سعاد حسني ونادية لطفي. كما زارت العاصمة السودانية فرقة رضا للفنون الشعبية وعرضت هناك مسرحية “مدرسة المشاغبين” التي كان عادل إمام وسهير البابلي أهم أبطالها. ولم تنس حتى الآن زيارة أم كلثوم في عام 56 التي نشرت جريدة “الصحافة” ترحيباً حميمياً بوصولها تحت عنوان: “أهلا سحابة المطر الواعد”.
هذه الصورة اختلفت خلال العقود الثلاثة الأخيرة. فهم يقولون مثلا إن وزير الثقافة المصري لم يزر السودان منذ تولى منصبه قبل أكثر من عشرين عاماً، وإن وزير الزراعة حين زارها مؤخراً فإن نظيره السوداني قال له وهو يرحب به في المطار: “أهلا بأول وزير زراعة مصري نراه في الخرطوم منذ 22 عاماً” ويعتبرون أن وزير الإعلام في حالة مقاطعة للسودان. يقول أيضاً إن مصر توقفت عن استكمال مشروع قناة جونجلي التي تم إنجاز ثلثيها، رغم أن الظرف أصبح مواتياً لإكمال الثلث الأخيرة. التي إذا استكملت ستضيف الكثير إلى السودان، من ذلك أنها ستختصر الطريق من بورسودان إلى ملكال من أسبوعين إلى يومين أو ثلاثة.
يقولون كذلك إن حالة النقل البحري بين البلدين تعبر بقوة عن بؤس الجسور الممتدة بينهما. فقد غرقت 4 مراكب بركابها خلال السنوات الأربع الأخيرة، علما بأن أحدث مركب عامل على الخط بني في عام 72 “عمره 37 عاما” وهناك مركب آخر يعمل منذ عام 59(!).
يضيفون أن الدولة خصصت لشركة التكامل الزراعي السوداني المصري 170 ألف فدان قبل أكثر من عشرين عاماً، ولكن مصر تقاعست عن استثمارها بحيث لم تزرع منها طوال تلك الفترة غير 5 آلاف فدان فقط.
لست في مقام تبرئة أو إدانة أي طرف. ولكن أهم ما يستخلصه المرء من هذه الشواهد والانطباعات أن البلدين رغم حاجة كل منهما للآخر فشلا في صياغة علاقة إيجابية تنبني على رؤية استراتيجية تستعلي فوق العوارض والصغائر، وتحقق مصالحهما العليا المشتركة. أردت أيضا أن أنبه إلى أن الذاكرة المسكونة بالرواسب والحساسيات ظلت عبئاً أثقل وتيرة التقدم إلى الأمام، وأن مصر إذا ما ظلت تعتبر نفسها في مقام الشقيق الأكبر فإن مسؤوليتها عن ذلك الفشل تغدو بدورها أكبر. المصدر http://www.elaph.com/Web/NewsPapers/2009/5/436820.htm
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفشل المقدس في علاقات مصر والسودان.. فهمي هويدي.. ( .:: مقال جدير بأن يقرأ ::.) (Re: عبد العظيم احمد)
|
فهمي هويدي من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة اذهب إلى: تصفح, ابحث فهمي هويدي كاتب ومفكر إسلامي مصري، ويعد من أبرز المفكرين الإسلاميين المعاصرين، من مواليد عام 1937.
محتويات [إخفاء] 1 بطاقة شخصية 2 حياته 3 من مؤلفاته 4 وصلات خارجية 5 مصادر 6 انظر أيضا
[عدل] بطاقة شخصية الاسم بالكامل: محمود فهمي عبد الرازق هويدي. تاريخ الميلاد :29/ 8 / 1937 م محل الميلاد: الصف – محافظة الجيزة. المؤهل: كلية الحقوق – جامعة القاهرة. المهنة: كاتب وصحفي.
[عدل] حياته تخرج من كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1960، والتحق بقسم الأبحاث في جريدة الأهرام القاهرية منذ عام 1958 حتى عام 1965 حيث قضى في فيها 18 عاما تدرج خلالها في مواقع العمل إلى أن صار سكرتيراً لتحرير الجريدة. انضم منذ 1976 إلى أسرة مجلة العربي الكويتية وأصبح مديرا لتحريرها. تخصص منذ سنوات في معالجة الشؤون الإسلامية حيث شارك في أكثر ندوات ومؤتمرات الحوار الإسلامي وقام بزيارات عمل ميدانية ﻟﻤﺨتلف بلدان العالم الإسلامي في آسيا وأفريقيا وتولى التعريف بها في سلسلة استطلاعات مجلة العربي.
تأثر كثيراً بفكر الشيخ "محمد الغزالي" رحمه الله، ويكثر الإستشهاد بفتاويه واجتهادته في كتبه، كما ينشط هويدي كعضو في الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، حيث تربطه علاقة وطيدة بالشيخ الدكتور "يوسف القرضاوي" والدكتور محمد سليم العوا.
يواظب منذ سنوات على كتابة مقالته الأسبوعية بالأهرام يوم الثلاثاء وصحيفة الشرق الأوسط يوم الأربعاء، ومؤخرا أصبحت له مقالة يومية في صحيفة الدستور المصرية، وتتعرض مقالته الأسبوعية في جريدة الأهرام إلى المنع كل عدة شهور بسبب تجاوزه للخطوط الحمراء التي تفرضها الأهواء السياسية على تلك الجريدة شبه الرسمية.استقال من العمل بالأهرام بعد أن تزايدت عمليات المنع التي يتعرض لها مقاله الأسبوعي ثم استقال من "صحيفةالدستور" أيضا بعد أن تلقى دعوة للمشاركة في "الشروق الجديد"
كرس معظم مجهوداته لمعالجة إشكاليات الفكر الإسلامي والعربي في واقعنا المعاصر، داعياً إلى ترشيد الخطاب الديني، ومواكبة أبجديات العصر، كما تناول كثيراً مسألة الصدام الإسلامي - العلماني، وتميزت تلك الكتابات بمحاولات جادة لتحرير الخلاف والدعوة لنبذ الغلو في الأفكار والأحكام المسبقة على الجانبين، هذا بالإضافة إلى امتلاكه مهارة لغوية قوية، وإنشاء فخيم، مما أهله بامتياز أن يكون واحداً من أبرز الكتاب العرب والمفكريين الإسلاميين المعاصرين.
ولم تمنعه غلبة الهموم الفكرية من الاهتمام بالقضايا المصرية الداخلية، حيث اعتنى كثيرا في مقالاته بقضايا الإصلاح السياسي والاجتماعي داخل مصر، بل وخصص لها عدد من كتبه، كما أولى عناية خاصة بالقضية الفلسطينية شأنه شأن معظم الكتاب العرب، وتقوم "دار الشروق" على طباعة ونشر معظم كتبه الحديثة.
يذكر أن الأستاذ هويدي ينتمي في الأصل لعائلة إخوانية، لكنه انفصل تنظيميا عن جماعة الإخوان منذ الصغر، وتم اعتقاله أيام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لمدة عامين، وكان يبلغ آن ذاك الخامسة عشر من العمر، ويقول أن تلك التجربة أثرت في حياته كثيراً.
[عدل] من مؤلفاته حدث في أفغانستان. القرآن والسلطان. الإسلام في الصين. إيران من الداخل - 1988. أزمة الوعي الديني - 1988. مواطنون لاذميون - 1990. حتى لاتكون فتنة - 1992. الإسلام والديمقراطية - 1993. التدين المنقوص - 1994. المفترون: خطاب التطرف العلماني في الميزان - 1996. إحقاق الحق - 1998. المقالات المحظورة - 1998. مصر تريد حلا - 1998. تزييف الوعي - 1999. طالبان: جند الله في المعركة الغلط - 2001. عن الفساد وسنينه - 2006. خيولنا التي لاتصهل - 2007.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفشل المقدس في علاقات مصر والسودان.. فهمي هويدي.. ( .:: مقال جدير بأن يقرأ ::.) (Re: عبد العظيم احمد)
|
في كقال الكاتب نفسه ، و رغم أنه يتحدث عن ( خلل ) في العلاقة ، إلا أنه يمكن فهم العلاقة الصحيحة التي يطالب بها ك:
يقدم الجانب السوداني :
Quote: الدفاع عن الأمن القومي المصري والعربي |
و
و
Quote: الموارد البشرية والاقتصادية الكبيرة |
و
Quote: كباب للعرب والمسلمين إلى إفريقيا |
و يقدم الجانب المصري بالمقابل
بعض الزيارات الفنية ، و بعض الزيارات الوزارية للعلاقات العامة و كأن الناس هنا مستعدون للتنازل عن كل شيئ مقابل رؤية الفنان أو الوزير المصري
هذا لا يخلو من إفتراض السذاجة في السودانيين ... و ربما الكاتب معذور في ذلك .. فالسذاجة و قصر النظر و السطحية كانت و لا زالت سلوكاً مميزاً للنخب السودانية .. و سلوكها في التعامل مع مصر لم يكن إستثناء من ذلك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفشل المقدس في علاقات مصر والسودان.. فهمي هويدي.. ( .:: مقال جدير بأن يقرأ ::.) (Re: عبد العظيم احمد)
|
Quote: و يقدم الجانب المصري بالمقابل
بعض الزيارات الفنية ، و بعض الزيارات الوزارية للعلاقات العامة و كأن الناس هنا مستعدون للتنازل عن كل شيئ مقابل رؤية الفنان أو الوزير المصري
هذا لا يخلو من إفتراض السذاجة في السودانيين ... و ربما الكاتب معذور في ذلك .. فالسذاجة و قصر النظر و السطحية كانت و لا زالت سلوكاً مميزاً للنخب السودانية .. و سلوكها في التعامل مع مصر لم يكن إستثناء من ذلك |
صح لسانك ياأمين! مع تحياتي للأخ عبد العظيم وزوار الخيط.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفشل المقدس في علاقات مصر والسودان.. فهمي هويدي.. ( .:: مقال جدير بأن يقرأ ::.) (Re: عبد العظيم احمد)
|
هذه الدهشة تتضاعف إذا علمنا أن “إسرائيل” أدركت منذ وقت مبكر أهمية السودان بالنسبة لمصر والعرب. وهو ما أشرت إليه في كتابات سابقة، عرضت فيها خلاصة لبحث عميد الموساد المتقاعد موشي فرجي حول علاقة “إسرائيل” بحركة تحرير جنوب السودان، الذي قدمه في عام 2003 إلى مركز ديان لأبحاث الشرق الأوسط وإفريقيا التابع لجامعة تل أبيب، وإلى محاضرة آفي ديختر وزير الأمن الداخلي “الإسرائيلي” السابق، حول الرؤية الاستراتيجية لدول المنطقة، التي ألقاها في معهد الأمن القومي بتل أبيب (عام 2008). وفي الوثيقتين كلام صريح عن سعي “إسرائيل” لكي لا يصبإلى إضعاف السودان وإنهاكه ح قوة مضافة إلى العالم العربي، ولكي يتحول إلى عنصر ضغط على مصر. ولا يخفي البحث الأول أن ذلك المخطط “الإسرائيلي” دخل إلى حيز التنفيذ منذ أواخر الخمسينات وأوائل الستينات من القرن الماضي. حيث ظل تفتيت السودان وإثارة الاضطرابات فيه هدفاً استراتيجياً “إسرائيلياً”، ترجم على الأرض من خلال الدعم الكبير الذي قدم إلى حركة الانفصال في الجنوب، وهو الذي انتقل بعد ذلك إلى دارفور على النحو الذي ستفصل فيه لاحقاً............ صاحب الدار نستأذنك الدخول............ فهمي هويدى............... ومابه وماعليه... كتب عدة مقالات بصحيفة الانتباهه.. وبعدما سخر صاحب الانتباهه من الدور المصري وكال السباب والشتائم لعمر موسي وتحدث بلغة الهمز واللمز (إنسحب فهمي في هدوء) ما تحته خط مدخل: عند وصول اول وفد للحركة الشعبية لتحرير السودان الي مصر بهر د. جون قرنق دى مابيور بحصافته وسرعة بداهته كل من إلتقاه فعرفوه بانه سوداني من الطراز الرفيع وكان واضح فى إجابته بان مايربط السودان بمصر(كل السودان) هو النيل (وكوز موية فى نمولي كوز موية فى إسكندرية) تلك اللمحة مالخص به د. جون قرنق سؤالا............. ثم علاقة.. بعدها تحدث عن حبوباتنا الملكات بالمتحف المصري واجداننا بناة الاهرامات وذكر لمرافقه عندما صعد قمة الهرم انه يشعر بالقوة والنشاط فنحن في ارض الاجداد.. الاستاذ هويدى... يستعمل ذات الخطاب وذات اللهجة (التخويف من إسرائيل)التي طالما سمعناها بمركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية ونقابة الصحفيين وفى محافل كثيرة وعلي الرغم من وجود سفارة لها فى مصر اهي انانية العلاقة مع إسرائيل ام شطارة المصريين فى التعامل معهم.... الكاتب افرغ السودان من محيطه الافريقي(حتي قوة مضافة إلى العالم العربي) بل ذهب الي ابعد من ذلك وجعل البعد الافريقي مهددا خطرا علي السودان وذكر بان اسرائيل تدعم حركة إنفصال جنوبالسودان ثم ألحقها بدارفور فالسودان العربي فى خطر(علي حد قوله) ويذهب الي ان مصر عربية والبعد الاستراتيجي للسودان هو بعد عربي ايضا........ خارج النص......... بطولة الاندية الافريقية تجري قرعتها بالقاهرة مدينة 6 اكتوبر يوجد مقر لإتحاد الصحفيين الافارقة بالقاهرة (لا تعليق) سأعود بالحديث
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفشل المقدس في علاقات مصر والسودان.. فهمي هويدي.. ( .:: مقال جدير بأن يقرأ ::.) (Re: omar alhag)
|
الأخوة الكرامQuote: يقدم الجانب السوداني :
Quote: الدفاع عن الأمن القومي المصري والعربي
و
Quote: نهر النيل
و
Quote: الموارد البشرية والاقتصادية الكبيرة
و
Quote: كباب للعرب والمسلمين إلى إفريقيا
و يقدم الجانب المصري بالمقابل
بعض الزيارات الفنية ، و بعض الزيارات الوزارية للعلاقات العامة و كأن الناس هنا مستعدون للتنازل عن كل شيئ مقابل رؤية الفنان أو الوزير المصري
هذا لا يخلو من إفتراض السذاجة في السودانيين ... و ربما الكاتب معذور في ذلك .. فالسذاجة و قصر النظر و السطحية كانت و لا زالت سلوكاً مميزاً للنخب السودانية .. و سلوكها في التعامل مع مصر لم يكن إستثناء من ذلك |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : أويد ما أورده الأخ الفاضل في مداخلته ، واعتبره حصيفاً في إجابته على فهمي هويدي :\ كقال الكاتب نفسه ، و رغم أنه يتحدث عن ( خلل ) في العلاقة ، إلا أنه يمكن فهم العلاقة الصحيحة التي يطالب بها ك:
يقدم الجانب السوداني :
Quote: الدفاع عن الأمن القومي المصري والعربي
و
Quote: نهر النيل
و
Quote: الموارد البشرية والاقتصادية الكبيرة
و
Quote: كباب للعرب والمسلمين إلى إفريقيا
و يقدم الجانب المصري بالمقابل
بعض الزيارات الفنية ، و بعض الزيارات الوزارية للعلاقات العامة و كأن الناس هنا مستعدون للتنازل عن كل شيئ مقابل رؤية الفنان أو الوزير المصري
هذا لا يخلو من إفتراض السذاجة في السودانيين ... و ربما الكاتب معذور في ذلك .. فالسذاجة و قصر النظر و السطحية كانت و لا زالت سلوكاً مميزاً للنخب السودانية .. و سلوكها في التعامل مع مصر لم يكن إستثناء من ذلك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفشل المقدس في علاقات مصر والسودان.. فهمي هويدي.. ( .:: مقال جدير بأن يقرأ ::.) (Re: عبد العظيم احمد)
|
Quote: بالمقابل ينبغى أن نعترف بأن مصر الراهنة لم تتعامل مع السودان بما يستحقه من مودة. ولم تتصرف معه بمنطق الدولة الحريصة على تأمين حدودها الجنوبية. في الستينيات وبداية السبعينيات، أقيم حفل أضواء المدينة في الخرطوم، وقدمت الحفل الذي غنى فيه عبد الحليم حافظ الفنانتان سعاد حسني ونادية لطفي. كما زارت العاصمة السودانية فرقة رضا للفنون الشعبية وعرضت هناك مسرحية "مدرسة المشاغبين" التي كان عادل إمام وسهير البابلي أهم أبطالها. ولم تنس حتى الآن زيارة أم كلثوم في عام 1965 التي نشرت جريدة "الصحافة" ترحيبا حميما بوصولها تحت عنوان: "أهلا سحابة المطر الواعد".
هذه الصورة اختلفت خلال العقود الثلاثة الأخيرة. |
و هل من فشل مقدس أفشل من ذكر أضواء المدينة و عادل إمام كدليل على قوة العلاقة التي كانت.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفشل المقدس في علاقات مصر والسودان.. فهمي هويدي.. ( .:: مقال جدير بأن يقرأ ::.) (Re: عبد العظيم احمد)
|
عبدالعظيم أحمد سلام
المسألة كلها برمتها ، مردها إلى عدة أسباب :- - الاستقرار السياسي في السودان في ظل دولة المؤسسات . - التنمية المستدامة والتي تأتي في ظل نظام ثابت متفق عليه من قبل المكون السياسي الاجتماعي السوداني . - مصر السياسية ومصر الشعبية هما وجهان لعملة واحدة ، إذ أن الإعلام الموجه والوجدان المصري العام ليس بعيداً عن الحالة المصرية نحو السودان . - عندما نجتر المصطلحات الديلوماسية اجترارًاً دون الولوج في العمق ، فنحن نمارس الخداع النفسي ، وهو أسلوب متبع على اختلاف الحقب السياسية السودانية . - مصر أساس التكوين العروبي للسودان ومنها انطلقت الهجرات العربية إلى السودان ، وبالمثل أرادت أن تجعله مجرد بوابة خلفية لها في المستقبل البعيد . - مصر لا يعجبها وجود نظام ديموقراطي مستقر ، وهي دولة شمولية ، ولا يعجبها وجود نظام إسلامي شمولي لأنها دولة علمانية .!! وهذه واحدة من المفارقات !! وهذا على سبيل المثال لا الحصر ..دمتم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفشل المقدس في علاقات مصر والسودان.. فهمي هويدي.. ( .:: مقال جدير بأن يقرأ ::.) (Re: عبد العظيم احمد)
|
Quote: الفقرات السابقة مهمة في ذاتها وفي مصدرها. فهي تسلط الضوء على خلفية الحضور المصري في السودان منذ قرنين من الزمان. وتفسر بالتالي لماذا اعتبرت النخبة الحاكمة في مصر طوال العهد الملكي أن السودان جزء من مصر، وأن وحدة وادي النيل هي الأصل، وهي المطلب الذي تمسكت به جنباً إلى جنب مع مطلبها جلاء الإنجليز عن البلاد. أما مصدر هذه الشهادة فهو واحد من أبرز المثقفين السودانيين. هو الدكتور حسن مكي مدير جامعة إفريقيا العالمية (نشرت بجريدة الأهرام في 2/12/2008). |
حضور كلمة فضفاضة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفشل المقدس في علاقات مصر والسودان.. فهمي هويدي.. ( .:: مقال جدير بأن يقرأ ::.) (Re: Nasr)
|
هذا المقال هو اثبات لحالة "الفشل" في العلاقات المصريه السودانيه والملخص في " جهل تام" مصري عن السودان عموما...خلال التسعينات كان في مصر حوالي اربع مليون سوداني فاذا لم تستطع مصر ان تبدل حالة الفشل هذه من خلال ذلك التواجد العظيم لفئات تمثل كل السودان اثنيا وجغرافيا وثقافيا ووووو فلماذا البكاء علي اللبن المسكوب اليوم ....طلبت الاستانه والباب العالي من ولية امرها حينئذ بريطانيا ان تعينها علي الخلاص من دولة السودان المهدية وتعيدها الي دولة الباب العالي ففعلت بريطانيا وطلبت ثمنا لذلك شراكة "الحكم البريطاني المصري" علي السودان ...لم تدفع مصر الباب العالي ولا وريثتها مصر ما بعد ذلك ثمن "الرجال والعبيد والذهب " الذي من اجله استقطعت جزء من السودان الكبير الذي كان يمتد عرضا من البحر الي المحيط ( هذا هو الذي يشير اليه كاتب مصر الانقاذي هويدي بخلق مصر ل"السودان الحديث" ).. يااخ بلي نيلة كما تقولون ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفشل المقدس في علاقات مصر والسودان.. فهمي هويدي.. ( .:: مقال جدير بأن يقرأ ::.) (Re: Nasr)
|
هذا موضوع قديم متجدد... اشدد على يدى صاحب البوست فالامر بالغ الاهمية في هذا الوقت بالذات... ومن المؤكد ان كل مايكتب هنا منظور لدى دوائر البحث المصرية ـ وهذا هو الفرق بيننا وبينهم... البوست يسير بوتيرة عقلية شبابا المستنير ويضع كثيرا من النقاط الغائبة عن الحروف حول العلاقة الاستراتيجية بين البلدين. اكتبوا للتاريخ وللاجيال ياشباب فهناك امة لاتعلم عن السودان سوى انه الحديقة الخلفية لبلادهم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفشل المقدس في علاقات مصر والسودان.. فهمي هويدي.. ( .:: مقال جدير بأن يقرأ ::.) (Re: عبد العظيم احمد)
|
نواصل يتسآءل المفكر الإسلامي فهمي هويدي ببراءة الأطفال :"ولماذا فشل البلدان “الشقيقان” في إقامة علاقة ناجحة منذ استقلال السودان قبل أكثر من خمسين عاما وحتى الآن؟" والإجابة ببساطة أن مصر رفضت مطلقا علاقات الندية مع السودان وإستبدلتها (ولم تحتاج لأن تخفي ذلك) بعلاقات الإستعلاء ونهج الحديقة الخلفية والذي رفضه السودانيين من كل ألوان الطيف السياسي والفكري والإثني. أختارت مصر أن تختار للسودان حكامه ونهجه السياسي، وحولت جيشه الوطني إلي حصان طروادة المخابرات المصرية لتفعل به ما تشاء.... وما تشاء :سودان متخلف يعتمد في حياته ومماته علي الأخ الأكبر (مصر)
ويستغرب الكاتب الإسلامي أن "هل يمكن أن يكون هناك حضور الصين في السودان أقوى من الحضور المصري، بحيث تفتح معاهد لتعليم اللغة الصينية في حين يغلق فرع جامعة القاهرة في الخرطوم؟" وهنا طبعا محاولة ساذجة لمساواة دولة من العالم الثالث تعتمد أساسا علي منح القمح الأمريكي في غذا سكانها (أمريكا تدفع لمصر ما قدره 4 بلايين دولار سنويا ثمنا لسكوتها علي قهر الشعب الفلسطيني) مع دولة تسلف أمريكا ما قدره بليون دولار كل أسبوع. الصين تصير إلي دولة عظمي بسكانها وإقتصادها وقوتها العسكرية في حين تعجز مصر أن تفتح المعابر بينها وبين غزة لمرور الجرحي والمرضي الفلسطينين. معاهد اللغة تفتح حتي في أمريكا. واللغة الصينية صار يتعلمها ناس في مختلف دول العالم. وهب أن السودان قال لمصر تعالوا وحلوا محل الصينين!!!! هل سيقدرون علي ذلك؟؟؟
وعاين هذا الجهل بالجغرافيا للجارة الشقيقة "استكمال مشروع قناة جونجلي التي تم إنجاز ثلثيها، رغم أن الظرف أصبح مواتياً لإكمال الثلث الأخيرة. التي إذا استكملت ستضيف الكثير إلى السودان، من ذلك أنها ستختصر الطريق من بورسودان إلى ملكال من أسبوعين إلى يومين أو ثلاثة" قناة جونقلي تقع جنوب ملكال وجنوب بورتسودان فكيف ستسهم في حل مشكلة مواصلات لا تمر بها أصلا؟؟؟؟ وعينة أخري من الجهل: "يقولون كذلك إن حالة النقل البحري بين البلدين تعبر بقوة عن بؤس الجسور الممتدة بينهما. فقد غرقت 4 مراكب بركابها خلال السنوات الأربع الأخيرة، علما بأن أحدث مركب عامل على الخط بني في عام 72 “عمره 37 عاما” وهناك مركب آخر يعمل منذ عام 59 آخر وأول مركب غرقت في السكة بين البلدين هي العاشر من رمضان في ثمانيات القرن الماضي. وإذا كان يشير لمراكب غرقت في النيل الأبيض إلي الجنوب من ملكال فإنه لعمري جهل مركب. وأستغرب لاستغراب الكاتب الإسلامي "في هذا الصدد لا يستطيع المرء أن يكتم شعوره بالدهشة حين يجد أن بلداً كبيراً ومهماً للغاية بالنسبة لمصر يهمش هكذا أو يغيب في رؤيتها السياسية".
السودان لم يغب في رؤية مصر السياسية منذ أحلك العصور. وكلامه الفاضح هنا معناه أن لاعبا جديدا في إستعمار السودان (الإسلاميين المصريين) يستعرضون عضلاتهم: " إذ هو بالنسبة لنا ليس جاراً وشقيقاً فحسب، ولكن أيضاً سودان نهر النيل، وما أدراك ما نهر النيل. وسودان العمق الاستراتيجي، وسودان الموارد البشرية والاقتصادية الكبيرة." ما يريد هذا الكاتب أن يقول أن سودان وادي النيل و(العمق الإستراتيجي ) والموارد الإقتصادية الكبري سيكون كذلك حتي في حال وصول الإسلاميين للسلطة في مصر. وليس في ذلك أمر غريب فالمطامع هو ما يوحد الصفوة المالكة تلك التي تحكم وتلك التي تعج دورها بالخدم النوبيين وتتحين الفرص للحكم (بشرع الله وإستغلال السودان). وما قوله التالي إلا محاولة تسويق السودان للصفوات الإسلامية والعربية في دول المنطقة. إذا عجز السودان عن أن يكون سلة غذا الدولة العربية فلماذا لا يجربون له ذلك ؟؟؟؟: " هذا إذا تجاهلنا دوره كباب للعرب والمسلمين إلى إفريقيا"؟؟؟ وماذا سيفعل العرب والمسلمين في أفريقيا وباب الدعوة لم يقفل في بابهم يوما؟؟؟؟
will be back
| |
|
|
|
|
|
|
|