ممثلات السودان..ومغنياته ..ان بعد اليتم ..زهرا

Quote: الممثلات فى كل العالم غير عالمنا ..ينمن على فرش من حريروالمشاعر النبيلة ..الا انتن تلتحفن ظنون العابرين وتطاردكن العيون اللئيمة ..

Quote: } الاستاذة تحية زروق: عندما زارت السودان لآخر مرة وجهت اليها هذا السؤال عن الغربة ومدى امكانية الابداع فيها رغم مراراتها فقالت: تعلمت في البداية من غربتي انه مهما كانت معاناة الفرد داخل وطنة فان ذلك لا يمكن ان يكون سبباً لهروبه بالهجرة او الغربة فهي قاسية ومرة بمعنى الكلمة، وفي الوطن مهما كانت الاحوال فانك تجد نفسك بصورة اسهل منها في بلاد الغربة استفدت من ذلك بان اعمل بجد واجتهاد واهتمام حتى اذا رجعت الى وطني ارجع اليه بصورة احسن واقدم له الافضل مما قدمت في الماضي واي شخص سوداني اذا فعلاً بذل جهده الذي يبذله خارج السودان هنا في العمل في وطنه فأكيد كنا سنكون الآن في مرحلة اخرى من مراحل التطور. فالغربة لا يمكن معها ان تكون مرتاحاً نفسياً وأنا حزينة حقيقة فثلاثة عشر عاماً من عمري ضاعت في الغربة كان يمكن ان اقدم فيها شيئاً للسودان ومن هنا اطالب كل سوداني قبل ان يفكر في السفر والهجرة ان يفكر في هذا السودان ماذا سيفقد بعد سفره وما هي الاشياء التي سوف يتحصل عليها هو في غربته. } وتواصل حديثها: وحزينة أيضاً لانني قدمت هناك اكثر مما قدمت لهذا الوطن والمواطن السوداني واطلب من الله الا امكث كثيراً في كندا بل اعود للسودان لابدأ حياتي هنا ـ فقد سافرت في لحظة غضب وإستمرأت البقاء هناك ـ العطاء قد يكون اكثر رغبة في احركة والعمل وقد يكون اقل عندما يعمل الفنان في مجال آخر بعيداً عن عمله الاصلي.

Quote: دمعة تحشد الآن سطوتها في الدواخل ، قافزا بحزني المخبأ في نسيج هذا الليل الكئيب ، قافزا علي الباب الخلفي للأوتوبيس " 14 " ناويا أن الوذ بحزني ذاك الكثيف ألوذ بالصديق صلاح الزين هاربا من هاجس هذا الفقد العظيم ، أنحشر داخل الأتوبيس ، كنت قد نسيت تماما أن هذا المشوار الذي بيني وبين صلاح الذين وبحرص مفلس حذر من مغبة اهدار القليل من النقود التي أملك ، كنت قد نسيت أن رقم هذا الأتوبيس " 14 " يكلف خمسين قرشا هو مبلغ في مقام الخسارة تجاه هذا المشوار ، من حيث أسكن في منطقة تسمي " عبد الرسول " لا أعرف من هو عبد الرسول ؟ إلي " رابعة العدوية " حيث يكن صلاح الآن مؤقتا ها نحن كلنا قد دخلنا الآن في معية ما يسمي بالكائنات المؤقتة في عالم لا يخصنا في شي كان من الممكن أن أحمل حزني هذا المتعب علي الأقدام ولكنها قد أصابها نوع من ذلك التعب المتحالف مع الحزن ، نسيت أن أختار رقما آخر من تلك الأتوبيسات المرقمة يكلفني نصف المبلغ ، لكن يبدو أن الحزن ينسي هذه الاستراتيجية الحاذقة في الصرف وهي حساسية جديدة تعلمتها في هذه المدينة القاهرة . المشوار بين " عبد الرسول " و " رابعة العدوية " قصير جدا يمكنني جدا أن اقطعه بالأرجل ولكنني كنت أخاف من خطواتي التي تعلمت دائما أن تجادل وتكثف أحزاني وأفراحي أدخل الأتوبيس ، أنتمي لدمعتي المحتشدة في الدواخل وأراها نعمات هارون في صفاء دمعتي تمنح شارع " 57 " في العمارات تمنحه دفقه من الجمال وهي آتية من دكان أحمد اليماني متجهة إلي قسم المسرح بالمعهد العالي للموسيقي والمسرح ، أراها بثوب مورد وبريق في العيون وبسمة لها من بياض الحليب علائق ، أراها وهي توزع ضحكتها العذبة مستميلة الشاعر خالد عبد الله كي يتخلى عن بخله المعتاد تجاه قراءة قصائده ونحن جلوس علي تلك الكراسي المتناثرة علي خشبة مسرح تاجوج بالمعهد دائما ما تنتمي نعمات هارون إلي عذوبة القصيدة فهاهي تعلن بشفافية عن طربها وخالد عبد الله يدخل مجبرا عوالم قصيدته تلك التي تتباهي بهذا المدخل العذب : " من براءتها تاخد الفراشات طرحته " أراها تكثف نشاطها المكتسب من مهنة التدريس في تفاصيل تجمع الفنانين التقدميين أراها علي خشبة المسرح تتلمس توهجها كممثلة في مسرحية " اللوحة " للكاتب الأنجليزي " هارولد بنتر " التي أخرجها الصديق حاتم محمد صالح من ضمن عروض الأسبوع الثالث لجماعة السديم المسرحية ، هاهي تقف أمام المخرج المميز والشاعر قاسم ابوزيد كشريك حميم في هذا العرض أراها تحلل رؤيتها الإخراجية لمسرحية " فاندوليز " للكاتب الأسباني الذي يكتب بالفرنسية وأهم دعامات مسرح اللامعقول " فرناندو اربال " وهذه المسرحية هي مشروع تخرجها في قسم المسرح ، اراها وهي تحاول فك الاشتباك الحميم بين الممثلين في دفعتها تجاه خلاف عبثي عميق في حوار هذه المسرحية ، تقول أحدي شخصيات المسرحية " المهم معرفة من أين تأتي الرياح " وتقول شخصية أخري " " لا " المهم معرفة إلي أين تذهب الرياح ويحتدم الصراع تجاه هاتين الجملتين العميقتين ونعمات هارون لا تملك إلا أن تمنح حيويتها المؤكدة لتفعيل هذا النقاش الحميم ، اراها تسرب إلي اركان النقاش وللنداوة جرأة في الرأي من خلال وضوح عباراتها المنتقاة بحذر أليف تعلمته من مهنة التدريس ، تلك المهنة التي لها علائق وثيقة بفن الكلام كما فن التمثيل أراها تهمس في أذن المخرجة والممثلة الاستاذة " تماضر شيخ الدين " للاقتراب من شخصية " هند " التي تؤديها في مسرحية " حفلة علي الخازوق " للكاتب المصري عبد الرحمن محفوظ وهي مشروع تخرج الأستاذة " تماضر شيخ الدين " اراها تهمس في أذنها وحين أحتج أنا كمساعد مخرج علي هذا الهمس ، تواجهني نعمات بوجه يعلن عن كرنفال من المداعبة وتقول لي " مالك بتتكلم عن سر النوع " كانت نعمات تبحث وبهمة عالية عن تفاصيل الأنوثة الصاخبة في شخصية " هند " كانت تبحث عن مفاتيح الشخصية التعبيرية أراها وهي تشاكس " مصطفي سيد أحمد " محرضه اياه علي الغناء والكل يهرب من ملل الظهيرة في كافتيريا المعهد فإذا بذلك الملل يعلن انتحاره أمام عذوبة الغناء الذي أمتد حتى غروب الشمس ، نعمات دائما ما تمنح الرونق للأشياء كما يقول الشاعر أمل دنقل – أراها تقف أمامي علي خشبة المسرح في دور السيدة العجوز في مسرحية الشهاب للكاتب " فردريش دورنمات " ترجمة الكاتب أنيس منصوركمشروع تخرج للأستاذ الطيب ابراهيم بانقا وأحس بتلك الألفة تجتاحني ألفة الشريك الحميم في عرض مسرحي هي الفة تذهب نحو المطلق في المتعة أراها جالسة علي احدي نوافذ بص المعهد الأزرق اللون ساهمة وراء موجتها الخصوصية ، تحدق في البعيد ووجهها يعلن عن حب عميق للحياة أراها وهي تجادل الشاعر الصديق الأستاذ " محمد محي الدين " حول أهمية الاحتفال باليوم العالمي للمرأة ومحمد محي الدين يتفادى جديتها حول الموضوع مقترحا أن يخص يوما عالمي أيضا للرجل فتقذفه بصندوق برنجى فارغ وتمضي تاركة ألفتها في المكان أراها ..وأراها .. نعمات هارون منتمية للحياة أراها .... وها نذا أحفر عميقا في ذاكرتي لاجدنى وقد تخطي الأتوبيس " 14 " المحطة التي يجب أن أتركه فيها – رابعة العدوية – وأنزل منه في شارع " خضر التوني " مكتوب علي أن امشي بحزني الكثيف راجعا راجلا إلي رابعة العدوية لا مناص من أن تجادل خطواتي حزني حتى أصل إي الشقة التي يقيم فيها صديقي " صلاح الزين " في طريقي إلي هناك مستقلا خلو الشارع وأتحالف مع نسيج عميق وقد طفرت دموعي من داخلي إلي وجهي . الأستاذة نعمات هارون ترحل هكذا فجأة عن هذه الدنيا ، هكذا فجأة كانت قد وصلت إلي مطار الخرطوم أتية من بورتسودان تحمل طموحها العلمي بتحضير دبلوم عال في كلية الدراسات الانسانية بجامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا ولكن تفيض روحها المتوثبة دائما نحو الحياة ، أن نعمات هارون لا تشبه الموت في شي. حين وصلت شقة صلاح الزين وجدت معه الأخ يوسف السوس الذي جاء من أفغانستان حيث يعمل في مكاتب الأمم المتحدة بدمشق وبكل ذلك الحزن أعلنت نبأ رحيل نعمات هارون ، هرب من أمامي صلاح الزين نحو البلكونة ودخل يوسف الحمام ولكنه حين عاد كان يمسح دموعه بطرف جلبابه وكان يبكي بصوت مكتوم وعميق الحزن وعرفت أنه تربطه بنعمات صلات قربي وصداقه وحاولنا أن نلملم تفاصيل تلك الليلة بمشقة لأن يوسف كان يكرر دائما ومن بين دموعه وصوت بكائه العميق هذه المقولة " الرباطاب فقدت امرأة نادرة " وداعا نعمات هارون ولأستاذي هاشم صديق عميق التعازي لغياب هذا الحضور الجميل .

Quote: حوار مع الفنانة الراحلة عائشة الفلاتية.. عمره أكثر من ربع قرن !! شقيت وتعبت ووهبت عمري كله لوطني أول سودانية تتمرد على تقاليد الحجاب وتقتحم الحياة العامة في شجاعة وجرأة قبل أكثر من ربع قرن من الزمان لتصبح مطربة مبدعة تردد الآفاق شهرتها وذلك في مجتمع متخلف ومتزمت.. ثم تنجح نجاحاً منقطع النظير رغم منافسة أساطين الفن من الرجال الذين عاصرتهم.. عائشة الفلاتية.. سيدة ظلت الى آخر رمق من حياتها تحتفظ في حرص بالغ على بعض معالم الربيع في قسمات وجهها الوضيئة.. وهي بعد خفيفة الدم.. حلوة الحديث.. رقيقة الأحاسيس.. لا تغيب الابتسامة الودودة من شفتيها الا لماماً .. ولا تتعثر في اطلاق الدعابة الطلية المرحة في سرعة بديهة حاضرة دائماً.. قلت لها وأنا أتأمل الـ «تي» الأخضر الموسوم على خدها: * ايه اللي رماك في حكاية الفن دي.. ياعائشة؟ * واسرعت تقول بصوت تشوبه رنة أسف: تقول شنو؟! وصمتت وكأنها أرادت أن تتجنب الحديث في هذا الصدد.. فمضيت أقول: ما هو لابد أن تكون في عوامل وظروف دفعتك في الطريق ده.. وانتي أساساً عندك المؤهلات والموهبة اللي بتجعل منك مطربة؟.. وسرحت عائشة بنظراتها بعيداً من خلال النافذة.. ثم قالت فجأة: أصله يا سيدي.. لما كان عمري زي سبعة سنين وكده كنت بندمج مع البنات في بيوت الأعراس واللعبات.. وعشان صوتي كان جميل وانا كنت معتزه بيهو جداً.. كنت دائماً بسيطر على الموقف واقوم بالهلولة كلها.. * وكنتو بتغنو شنو؟ * غنا النسوان الكبار.. ما ياهو.. أغاني السيرة والدلوكة.. ومرات غنا سرور وكرومه.. واوعى بالك.. في بيوت الأعراس ما بقعد في السباته عشان أرقص.. كنت مهتمة بس بأني اسمع واسرق الغنا.. * وبعدين؟ * بعدين شنو؟! ما اهلي زوجوني وانا صغيرة.. عمري 11 سنة.. واقول ليك الحق.. الحياة الزوجية ما عجبتني كله كله.. لاني بحب امرق اروح الأفراح.. والزوج من الزمن داك ما بدور زوجته تمرق من البيت.. قول الراجل زهج وطلقني! * جننتيهو يعني؟ * واطلقت عائشة ضحكة مزغردة ومضت تقول: بعدين يا سيدي.. قعدت فوق البيت.. مع أهلي يعني. * طيب .. برضه ما عرفنا.. الفن ده .. دخل في حياتك كيف؟ * اصلو ياود امي.. في واحد راجل صعيدي مولد هنا اسمه محمد زقالي بيعرفونا.. يقوم يجي من مصر واحد خواجه اسمه ميشيان .. ميشيان بتاع الاسطوانات.. ميشيان ده كان جاي يسوق غنايين يسجل ليهم اسطوانات في مصر.. طلب من زقالي يفتش ليهو عن واحدة بتعرف تغني.. قامو جوني فوق البيت وطلبو مني أغني.. وغنيت ليهم غنا الزمن داك البعرفو.. الخواجة انبسط جداً وكنت بتمنى يقول لي قومي تسافري معانا كنت عاوزة ابقى مشهورة.. قول ياسيدي.. الخواجة قال البنت صوتها جميل جداً وتقوم معانا.. أبويا حلف بي جدودو انه ما ممكن.. قال ياجماعة مصر دي انا ماشفتها.. كيف بتي الصغيرة دي تمشيها؟.. وبكيت وزعلت.. والخواجه قعد يترجى أبوي وقال انه مسئول عن أي حاجة تحصل لي.. وما أطول عليك ياود أمي.. في النهاية الخواجة عمل معانا كنتراتو بعشرين غنوة بي ستين جنيه.. مش معقول؟ ما الجنيه الزمن داك كان جنيه.. والدنيا مازي حسه..! الكلام ده كان زي سنة كم؟ سنة 1936م.. قول يازول سافرت مصر.. وسقت معاي الشيال بتاعي «أبوحراز» والخواجه في مصر سكنت معاهو في بيته مع زوجته واخته ووليداتو.. وسجلتي شنو؟ أغاني كثيرة ما بتذكرها كلها.. لاكين أول غنوة سجلتها اسطوانة يا حنوني عليك بزيد في جنوني ومن زمن بنادي لاكين لطشا عبدالعزيز داؤود وحسع قاعد يغنيها !! وكانت أغانيا ناجحة جداً.. وكان الزمن داك الفوتوغرافات راقدة.. واللي ماعنده فوتوغراف اشترى ليهو واحد عشان يسمع عائشة الفلاتية وكان بيوزع الاسطوانات «البازار السوداني» الخواجه كاتيفانيدس وولده ديمتري ومحلهم في المحطة الوسطى.. ولما كنت في مصر كان بيزوروني ناس عظيمين جداً.. الاستاذ بشير عبدالرحمن وهو سوداني بيشتغل في وزارة الزراعة في مصر.. والف لي غنوه بتقول «البنيه ست العربية». * ومنو مؤلفين أغنياتك التانيه؟ * أغلبهم عبدالرحمن الريح.. * وكنتي مرتاحة في مصر؟ * الزمن داك لبس التوب ما كان عند المصريين.. فكانوا الاولاد بيزفوني ويقولوا .. تعالوا شوفو الوليه الله لابسه كفن.. زهجت وغيرت ملابسي..

Quote: تكن يا بيان بينهن طالبة نقد غير فاتن على بشارة