|
علي عثمان مع المصحف والمسبحة، وقرنق يطالع (صراع الحضارات) ويتذكر أيام الحاج
|
وصل صباح امس، وفد رؤساء تحرير الصحف اليومية في السودان الى ارض المستنقعات (نيفاشا) المدينة الكينية التي تحتضن هذه الايام مباحثات تاريخية وحاسمة لجميع السودانيين. وقد قامت السفارة السودانية في نيروبي، بترتيب هذا اللقاء ليقف الصحافيون على مارثون مباحثات السلام في منعطفها الاخير.
نيفاشا .. الأجواء ساحرة ولهذا المباحثات متقدمة تبعد مدينة نيفاشا التي تسمى ايضا بأرض المستنقعات، حوالي 90 كيلو مترا من مدينة نيروبي العاصمة الكينية، وفور وصول وفد الصحافيين، كانت مساكن الوفود والوسطاء شيئا لافتا للانتباه، وحيث تدور المفاوضات، تسكن الوفود والوسطاء ايضا في فلل مفصولة عن بعضها البعض. ومعظم المنازل مصنوعة بعناية فائقة من الخشب، ومكونة من غرف داخلية. يسكن الدكتور قرنق في فيلا منفصلة ولكنها شبيهة بالفيلا التي يقيم فيها علي عثمان ، وبعد ذلك، تم تقسيم بقية اعضاء الوفود على منازل منفصلة. دعوة من قرنق وإفطار مع وفد الحكومة التقى الصحافيون بالاستاذ ياسر عرمان الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان، وابدى ياسر رغبة الدكتور قرنق في لقاء الصحافيين ان لم يكن لديهم مانع. وهو على استعداد لهذا اللقاء، بالطبع كانت فرصة وسانحة نادرا ما تتوفر، وفعلا ذهب الوفد لتلبية دعوة سابقة من وفد الحكومة لتناول وجبة الافطار ، وبعدها مباشرة توجه وفد رؤساء التحرير الى مكان اقامة الدكتور قرنق.
لقاء مكشوف مع قرنق بدأ اللقاء مع الدكتور قرنق وآلاف الاسئلة والاستفهامات في الخاطر، وهو يحاول ان يزيح كثيرا من علامات التعجب وربما الاستفهامات الصعبة. وهذا ما جعل اللقاء مكشوفا ومباشرا ومرحا الى الحد البعيد، حتى ظن البعض ان مرح الدكتور، هو نتيجة تفاؤل لسير المباحثات.
استفهامات ووضع النقاط فوق الحروف
الاستاذ / عادل الباز رئيس تحرير الصحافة ، قال لقرنق (إن الشعب السوداني كله ينظر الى لقاء قادته في نيفاشا، وهو متفائل بذلك الى الحد البعيد، ولا يقبل بشيء اقل من السلام. واستعرض له جزءاً من صورة المأساة . ولو حدث ان فشلت المفاوضات، فلن يغفر لكم شعبكم. الدكتور اخذ حديث الاستاذ عادل بمسؤولية وقال (اشاركك الشعور وهذا الاحساس، ولكن سؤال آخر يخرج سهلا من الصحافة لقرنق وربما لآخرينWhat you do قرنق يجيب. Not you. السلام لا يأتي به رجل واحد ، لابد ان نأتى بالسلام جميعا حتى نحافظ عليه سويا.
قرنق في شارع واحد بالحاج يوسف، وتحيات للأصدقاء سأل رئيس تحرير الصحافة الدكتور قرنق (انت كنت ساكن وين في الخرطوم)؟ اجاب قرنق : كنت ساكن في شارع (1) الحاج يوسف ،ولو جيت الخرطوم الآن حتسكن وين في الوابورات ولا في الحاج يوسف؟. - قرنق: انا بعرف الحاج يوسف وما بعرف غيرها وده طبعا ما تحيز، وايضا لدى اصدقاء في الحاج يوسف عندي صاحب حداد وواحد جزار، وبالله سلموا لي عليهم شديد. الاستاذ الكرنكي رئيس تحرير الانباء سأل الدكتور قرنق : انت تقرأ في شنو الايام دي.؟ اجابه قرنق: اقرأ هذه الايام كتاب صراع الحضارات لأن له علاقة بمشكلتنا. الاستاذ عادل الباز قال مداعبا الدكتور قرنق اتمنى ان اراك في السودان قريبا، فرد قرنق بمرح: انا اصلا موجود في السودان، لكن (عادل ) قال لا انا اقصد الخرطوم، وبالحاح رد عليه قرنق : ولماذا لا يكون في رمبيك؟، انتهز قرنق فرصة ان يقول عادل آعطوني دعوة الى رمبيك فيلتفت الى ياسر عرمان ويقول يا ياسر الزول ده رحب بيهو في رمبيك. واخيرا قال الدكتور قرنق ، الى احمد البلال والجميع يهم بالانصراف وبعد ان طلبوا صورة جماعية (انا ما حأتصور معك يا احمد لأنو انت قلت انو عندي علاقة مع اسرائيل، وانا خائف عليك من ا لجماعة ديل وضحك الجميع وانصرفوا). \ مكان إقامة علي عثمان مِسبحة وتفاؤل في حوالي الساعة الخامسة مساء امس ، رجع رؤساء تحرير الصحف من مكان اقامة الدكتور قرنق وهم اكثر تفاؤلا من قبل، وعلى العموم، فان الاحساس بشيء ايجابي كان باديا على الجميع. يقيم علي عثمان في غرفة بسيطة فيها مسبحة ومصحف وتفاؤل اخضر بالسلام. هذا ما لمسه الجميع ليخرجوا الي بحيرة بمنتجع نيفاشا ويلحق بهم النائب الاول، والصورة تعكس الامل الاخضر في السلام. نقلا عن صحيفة الصحافة
|
|
|
|
|
|