|
|
 تقرير :تفاصيل االخلافات داخل النظام بسبب المفاواضات
|
قرير إخباري... أجواء انقسام في حكومة البشير بسبب مفاوضات طه وقرنق
الخرطوم “الخليج”:
مع تقدم المحادثات بين نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه وزعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان العقيد جون قرنق نحو تفاهم على القضايا الخلافية المستعصية، وهي تدخل يومها الثاني عشر، قالت مصادر حزبية سودانية ل “الخليج” ان حكومة الرئيس عمر البشير تشهد هذه الأيام أجواء انقسام حقيقي حول الطريقة التي يدير بها طه المفاوضات مع المتمردين، وان كان الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الحاكم ابراهيم أحمد عمر قد نفى ذلك، وقال: “لا توجد أية خلافات في أوساط الحكومة والحزب”.
بيد ان مصادر حكومية طلبت عدم ذكر امسها قالت ل “الخليج” ان البشير غاضب جداً من الاتجاه الذي يسير فيه نائبه. وأشارت الى انه أبلغ غضبه هذا أمين الحزب في اجتماع جمعهما قبل يومين. وأوضحت ان غضب البشير يتمحور في ان طه لم يبلغه عند سفره الى كينيا بحقيقة هذه المفاوضات، كما انه غادر من دون إجراء مشاورات في هذا الصدد.
وأكدت المصادر ان هذا الوضع قاد قيادات الحزب الحاكم الى حالة تشبه الانقسام بين مؤيد لموقف البشير ومعارض لموقف نائبه. وأشارت الى ان من أبرز القيادات التي تساند البشير مستشاره السياسي قطبي المهدي، ووزير الزراعة الدكتور مجذوب الخليفة، ومستشار الرئيس لشؤون السلام الدكتور غازي صلاح الدين العتباني، في حين تساند طه المجموعة التي ترافقه في نيروبي حالياً. وكشف المصدر ان العتباني كان قد تقدم باستقالته غاضباً من تصرفات طه، لكنه تراجع بعد ان أقنعته المجموعة المساندة للرئيس البشير بالبقاء. وكانت معلومات قد رشحت مجدداً أمس بأن العتباني تقدم مرة أخرى باستقالته للبشير الذي قبلها. وأشارت المعلومات الى ان البشير سيكلف في غضون الأيام المقبلة حاكم الجنوب الدكتور رياك قاي بأن يحل محله.
غير ان الأمين العام لمستشارية السلام علي أحمد حمد نفى ذلك ل “الخليج” وقال: “ان أي حديث في هذا الاتجاه يعتبر غير دقيق”. وأكد ان العتباني يواصل عمله كالمعتاد ولم يتقدم باستقالته. وسعت “الخليج” الى التأكد بنفسها، وتوصلت بالفعل الى ان العتباني يمارس عمله من مكتبه بشكل عادي، إلا ان كل محاولات التحدث معه باءت بالفشل.
وقال مصدر قريب من مفاوضات طه قرنق ل “الخليج” ان طه يجد مساندة من الولايات المتحدة للاستمرار في خطه الراهن. وذهب الى ان امريكا هي التي أوعزت الى نائب الرئيس بالامساك بملف المفاوضات بنفسه والجلوس الى قرنق. واعتبر ان المفاوضات الحالية بينه وبين قرنق ستصل الى سلام مهما كانت حدة الخلافات داخل نظام “الانقاذ”.
وأكد ان دبلوماسيين أمريكيين أبلغوا مفاوضين في فريق طه ان بلادهم ترى ان نائب الرئيس مستعد للوصول الى سلام ولتنفيذ ما تتوصل إليه المفاوضات بما له من نفوذ وسند في أوساط الاسلاميين الذين يحكمون السودان، وانها أيضاً ما عادت تثق في البشير باعتبار انه يقطع وعوداً ولا ينفذها. وكشف المصدر ان الدبلوماسيين الأمريكيين أكدوا لمفاوضي الحركة الشعبية ان بلادهم ترى ان نائب البشير سيحارب الارهاب وسيحجم الأصولية الاسلامية في السودان، وسيعترف ب “اسرائيل” بعد وصوله الرئاسة باعتباره المرشح القادم الى هذا المنصب بعد انقضاء الفترة الرسمية المقررة للبشير.
وأوضح المصدر ل “الخليج” ان طه في مفاوضاته الراهنة مع زعيم المتمردين يبحث عن تقوية موقفه السياسي باتفاق مع المتمردين يضمن له أولاً موقعاً رسمياً مهماً بصفة شخصية، وتوقع ان طه سيكسب الجولة في نهاية المطاف باعتبار انه يحظى بمساندة واشنطن ممثلة في جيف ميلينجتون القائم بالأعمال السابق في سفارة الولايات المتحدة لدى السودان الذي عين أخيراً مندوباً لبلاده في مفاوضات السلام السودانية التي ترعاها منظمة “ايقاد” بدعم أمريكي نرويجي ايطالي.
ويتردد على نطاق واسع ان جولة مفاوضات قرنق طه الحالية مبادرة شخصية من ميلينجتون الذي أبلغ عدداً من المفاوضين بأنه كلما تعقدت المحادثات يستأذن كل من الطرفين للرجوع الى قيادته، والقيادتان المعنيتان هما طه وقرنق، وهو لذلك قرر جمعهما وجهاً لوجه للتعجيل بحل الاشكالات التي تصطدم بها المفاوضات منذ سنوات عدة. ويرى المراقبون ان ميلينجتون بحكم عمله في السودان ومعرفته لواقع نظام “الانقاذ” خلص الى ان حكومة رأسين تدير السودان، وان الرأس المتنفذ الحقيقي هو نائب البشير.
|
|
 
|
|
|
|
musadim
قلقو
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست