|
|
 المحادثات دخلت نفقا مظلما : الوفد الحكومي ينكص عن 4 اتفاقات
|
الوفد الحكومي ينكص عن 4 اتفاقات استهدفت طي الملف
محادثات السلام السودانية تغرق في الترتيبات الأمنية
دخلت محادثات السلام السودانية عشية يومها الثاني عشر نفقاً مظلماً لم يعد في الامكان ابصار ضوء في آخره رغم الاجتماعات المطولة الثنائية بين نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه وزعيم الحركة الشعبية الدكتور جون قرنق رغم ان المحادثات بلورت أربعة اتفاقات في غضون الأيام السابقة.
وكشفت مصادر دبلوماسية قريبة من المفاوضات الجارية في منتجع نيفاشا الكيني لـ «البيان» ان المحادثات تناولت جميع الملفات الرئيسية الخاصة بالحرب والسلام، غير ان الجانبين انكبا على معالجة قضية الترتيبات الأمنية باعتبارها المفتاح الأساسي لاطفاء نار الحرب وبدء مشوار السلام. وأوضحت المصادر في تصريحات عبر الهاتف ان الجانبين توصلا في هذا الصدد إلى أربعة اتفاقات متتالية إبان الأيام العشرة السابقة، غير ان الوفد الحكومي كان ينكص في كل مرة عن الاتفاق الذي يتم التوصل إليه.
وأشارت المصادر إلى أن محور اتفاق الترتيبات الأمنية يتمثل في تقليل حجم تواجد القوات الحكومية في المناطق المأهولة سكانياً في الجنوب، ومن ثم فإن المحادثات الصعبة كانت تدور مع كل اتفاق على بحث اعادة انتشار القوات الحكومية. وقالت ان هذا عصب الاتفاقات الاربعة التي تتباين بعض تفاصيلها.
وقالت المصادر ان المحادثات تعرضت إلى أزمة حقيقية أدخلتها نفقاً مظلماً مع هذا التراجع الحكومي بشكل نهائي عن فكرة إعادة الانتشار والتمسك بابقاء وحدات الجيش في مواقعها الحالية. وذكرت المصادر أن جهوداً مكثفة بذلها الوسطاء طوال يوم أمس لم تفلح في
دفع عملية المفاوضات خارج النفق، غير ان المصادر لا تزال تراهن على إرادة قالت انها متوفرة لدى طرفي الحوار على عدم إعادة العملية السلمية إلى المربع الأول.
وعزت المصادر مراوحة المفاوضات طوال الأيام الماضية عند ملف الترتيبات الأمنية دون تحقيق تقدم جوهري إلى تعدد الرؤى داخل معسكر المفاوضين الحكوميين في غياب موقف موحد، ما أدى إلى التأرجح بين صيغ الاتفاقات الأربعة دون الاجماع على تبني أحدها بصورة قاطعة.
وأشارت المصادر إلى انه برغم أن نائب الرئيس توجه الى نيفاشا مصحوباً بانطباع عام أنه ذاهب كرجل قرارات قادر على حسم القضايا العالقة، إلا ان التجربة أثبتت خطأ الانطباع وعزت المصادر ذلك إلى تعدد مراكز القوى داخل النظام.
لكن المصادر اعترفت في الوقت نفسه بقدرة الرجل على إدارة حوار عقلاني بصير دؤوب، وأشارت إلى ان طه وقرنق تركا انطباعاً بهذه العقلانية كل لدى الآخر.
ورداً على سؤال عما إذا كانت التصريحات الخاصة باتفاق وشيك كانت متفائلة أكثر من الواقع، قالت المصادر: لم تكن تلك التصريحات تجنح إلى المبالغة، إذ تم بالفعل الاقتراب من حل عقدة الترتيبات الأمنية أربع مرات، ولكن الأهم من ذلك ان التصريحات كانت تصدر عن قناعة بأن الجانبين يدركان أهمية هذه الجولة التي تعقد للمرة الأولى على هذا المستوى القيادي وتستنزف مثل هذا الجهد من الجدية وتستغرق مثل هذا الوقت وقالت ان هذا الادراك لا يزال يشكل مصدراً للرهاب على تحقيق تقدم جوهري.
وأضافت ان المفاوضات تجاوزت بالفعل عتبة الفشل ولكنها لم تبلغ درجة النجاح مرات عدة.
البيان الاماراتية
|
|
 
|
|
|
|
musadim
فتحي البحيري
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست