تعتبر فرصة انعقاد المؤتمر العام العاشر للاتحاد العام للطلاب السودانيين التي تبدأ اليوم 9/9 الى 10/9/2003م، تعتبر سانحة مناسبة لنقاش اوضاع الحركة الطالبية في بلادنا، وباعتبار انقضاء عشر دورات من عمر اتحادهم ليس بالعمر الهيّن، اذ وبحسب الإعلانات الصادرة عن الاتحاد في بعض الصحف اليومية فإن دورة التأسيس كانت في العام 1983م، اي قبل عشرين سنة من الآن، وبكل تأكيد فإن من كانوا طلاباً حينها قد اصبحوا الآن رجالاً ونساءً في مواقع قيادية في الاسر او العمل او السياسة او غيرها من اوجه النشاط البشري، فهل كبر الاتحاد بما يوازي «سنواته»؟، يبقى السؤال، هل انتقل الى خانة «قيادية» أم أنه ظل ومنذ تأسيسه يتبع «للحكومة» بإعتباره احد روافدها؟ ما هي المحطات الحاسمة في تاريخه وما هي أهم إنجازاته علي صعيد العمل الوطني، وعندما نتحدث عن العمل الوطني لا نقصد به «الشعارات التي ترددها الحكومات الشمولية عن العمل الوطني» بل نعني به العمل من أجل سودان موحد ديمقراطي قائم على ركائز المساواة والعدالة بين تعددياته، وطن تسوده قيم إحترام حقوق الانسان، واحترام التعدد الديني والثقافي وإثراء تجربة العيش المشترك في هذا الوطن الشتات فهل اسهم الاتحاد العام للطلاب السودانيين في عملية البناء الوطني من منظور قومي يعلي من شأن الوطن بتعدده واختلافه أم اشتغل لدورات طويلة على ذات «الوتر» الذي اشتغلت به السلطات الشمولية في عهدي الديكتاتورية المايوية والانقاذية.
لقد وُلِد الاتحاد كما هو معلوم في ظل حكومة مايو، ووقتها كان النظام المايوي قد بدأ يدخل في طوق العزلة عن تطلعات معظم الشعب السوداني، وأخذت سطوة جماعة الاخوان المسلمين بقيادة الترابي تظهر حتى كللت بإعلان قوانين سبتمبر 1983م والتي تسربلت بغطاء الاسلام والشريعة ، وقد قال عنها السيد الصادق المهدي: إنها لا تساوي قيمة الحبر الذي كتبت به، وتم فرض حالة الطوارىء ، واعمال قوانين «أمن الدولة» لقمع الخصوم السياسيين والفكريين، وقد تباهى الرئيس المخلوع نميري ذات يوم بسطوة قوانينه وأكد أنهم سيتجسسون على الناس ويقبضونهم ويجلدونهم ويحكمونهم بالقوانين «البطالة دي». في هذه الاجواء وُلِد الاتحاد العام للطلاب السودانيين فما هو إسهامه العملي في الوقوف مع شعبه ضد «هجمة الغوغاء» التي طالت رموزه السياسيين والفكريين، ثم، وعلى عهد الانقاذ، عاد الاتحاد العام للطلاب السودانيين، هذه المرة بعد أن تم تخصيص دار فخمة له في قلب الخرطوم، وهي الدار التي كان يشغلها «إتحاد الكتاب السودانيين» على أيام الديمقراطية «85 ـــ 1989م» وشهدت الدار حركة ثقافية وفكرية نشطة ابرز عناوينها تلك الليالي الشعرية التي أحياها «مظفر النواب» الشاعر العراقي الكبير، اضافة الى العديد من الانشطة الفكرية والثقافية والندوات والسمنارات والحوارات والقراءات التي كانت تمثل فجراً وكوة ضوء في وسط لجة العتمة ، وعلى أنقاض اتحاد الكتاب وفي عقر داره قام اتحاد الطلاب السودانيين كرافد اساسي «للسُلطة».. فهل كان الاتحاد يعبر عن جماهير الطلاب، واذا اجاب مجيب بأنه كذلك فأنني اسأل كيف؟
فهل طالبَ يوماً ما، بعودة اتحادات الجامعات المجمدة لسنين عدداً، هل وقف مع الطلاب للدفاع عن حقوقهم في السكن والإعاشة والترحيل والقاعة والمعمل والاستاذ الكفء المؤهل.. هل وهل.. وهل.. يظل السؤال : هل يمثل الاتحاد الطُلاب ام السلطة؟
09-11-2003, 10:16 AM
lana mahdi
lana mahdi
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 16049
قطعا سيكون اتحاد طلاب جامعة الخرطوم جزء من الاتحاد العام و فى ذلك بذرة تفاؤل بتغيير للخط العام له نحو اتجاه منحاز لقضايا الوطن و اعتقد ان المؤتمر بدا من يومين و حبذا لو تحصلنا على اوراق العمل خاصته لنقاشها هناعبر اعضاء المنبر من طلاب جامعة الخرطوم تحياتى
09-11-2003, 06:43 PM
Raja
Raja
تاريخ التسجيل: 05-19-2002
مجموع المشاركات: 16054
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة