|
لابنوسة بمناسبة العودة ولكل محبى هاشم صديق
|
ها قد استرد السادةُ
الخلفاءُ والأمراءُ
أملاكَهمُ وأسلابَهُم
قصورَ المدائن
حدائقَ بابل
((ايوان كسرى))
وبيتَ المزارة.
لكن متي يعيدون
لبيتك اشياءَه
فأنت تباعاً
لتُسكت جوعك
بعت الأثاثَ
بأرض (الدلالة)
وجُلّ اَلأوانى
وراديو الأغاني
صورِ الجدارِ.
لُعَبَ الصغار
وحتى الأماني
بثمنٍ خسارة.
(2)
ها قد استردوا جميعاً
أشياءَهم
فمتى يعيدون لحمَكَ
فوق العظامِ
بأمر النظام
وختم الأمارة؟!
وكيف يعود ابنك
طائراً
-بعد أن صار أجنبياً-
من جليد الاقاصى
لدفء الدَيارِ
((بفيزاَ)) السفارة؟
وكيف يعود لحقلكَ
بعد أن صادروه
ومزقوه
غناءُ البشارة؟
وكيف يعود
من سنين الهوان
لهذا المكانَ
وتلك الحوارى
_بأمر الطوارى_
غشاءُ البكارة؟!
(3)
يخرجون بإسمنا
سراً
من ظلامِ الحدودِ
ويعودونَ جهراً
بإسمنا
تحت ضوءِ المطارْ.
يسترِدونَ في كل مرةٍ
أشياءَهم
فمن يعيد ((لدولابك))
بعضَ الملابس
ومن يعيدُ لبيتكَ
ضحكَ الصغار؟!
ومن سيفتح منهم
باب صدرِكَ
ليشهدَ هذاَ الدمار؟
ومن سيعيُد ظلكَ
يافعاً
في عيون الجدارْ؟
ومن يملكُ منهم
بعضَ ((الشطارة))
لينزعَ من قلبِ
البيوت
نصلِ الَمرارة؟
(4)
جميعهم امطرونا
جواً وبحراً وبراً
بحمم الخطابة
كلما جاء منهم نبى’’
مزقَ أوراد السالفينَ
وحاكم آياتَهم
وأعلن في المذياع
عصرَ الغلابة
ثم رويداً رويداً
يخرج الزيف
من خُبئه
ويسوم الامنياتَ
صفع ((الحقارة))
ومن جاء منهم
ولم ينافح من أجل ((أمك))
وثأر ((عزة))
ثم أدَار للايتامِ ظَهْرَه
وأقام على الفَجرِ
حدَّ الحرابة؟!
من منهم لم يُبشّر
بعدل المصاحفِ
وسُنن الرسول
ثم صادَر من الشمسِ
زيتَها
وأسْمى الافولَ
((ازدواج الادارة))؟!
(5)
رضعنا الطفولةَ
لبن الكلامْ
أكلنا الخطابةَ
بعد الفطام.
سقتنا الرجولةُ
لهبَ الصدام
وعند الكهولةِ
ملوكاً دعاة
وكانوا جميعاً
ولاة حواة
يخرجون ويدخلون
يدخلون ويخرجون
((يقولون ما لا يفعلون))
يخاصمون ، يصالحون
يستردونَ في كل مرةٍ
أشياءهم وتيجانهم
فمن يعيد لحَمكَ
فوق العظام؟
ومن يجففُ
من ثقب أذنكَ
لغوَ الكَلام؟
ومن يعيدُ لصدرِكَ
بعض الهواء؟
وكيف يعودُ لجيبكَ
(حق الدواء)
ومن ينفض عن اسمِكَ
رملَ الحرابة
وينزعُ من حلقِ عمرِكَ
شوكَ الكآبة
ويقطع من حول عودِكَ
حبلَ الرتابة؟!
ومتى تستردُ أشياءكَ
بأمر الإله
وليس الإمارة؟!
ومن ينفخ
في جسد المقابر
روحَ الجَسارة؟!
(6)
جميعهم يتشابهون
مثل التوائمْ
بغتةً يتعاركون
مثل الصقور
فجاةً يتعانقون
مثل الحمائم
يعلنون باسمنا
الحروبَ على بعضهم
ثم يتلون باسمنا
بيان السلام.
تمزقنا بين إدبارهم
وإقبالهم
وأكلنا وشربنا
من حصادِ الكلام.
هل جاع منهم
يوماً نبى’’
وهل عَرفَ الخليفةُ
ذلَ الطعام.
كان رمضانُ شهراً
واحداً
ثم صار العامُ
شهراً للصيام
وهم يطيرون ويهبطون.
يُصرِّحون ويخطبون.
يستعيدون في كل مرةٍ
أشياءهُم وأحلامَهُم
فمن يعيد لحلمك
طيرَ البشارة
ويرفعُ عن ثوبِ صمِتِّك
أثرَ القذارة
ويغسلُ عزمَكَ
بماءِ الطهارة؟
(7)
هل رأيتَ؟!
تُنهبُ الآياتُ
من حلقِ المآذن.
تُوضعُ الثوراتُ
فى جُبُ المخازن
وكان أسدِّ الله
((حمزة))
ثم اصبح ((ابن لادن))
تبعث السننُ الجميلة
فوق ساحات الفداء
تشرب الغاباَتُ
من فيض الدماءْ
وخلف نار الحربِ
رَقَص الاغنياء
صاروا شحماً
من شقاء التعساء
((فكوا)) عَهد الله
في (عكس الهواء).
ليس عدلاً يا رسول اله
أبداً
ان يصير الدينُ
كلَّ الدينِ
في غُررِ الجباه
وأن يصَير السوقُ
((كعبة))
والمصارفُ ((كربلاء))
من لى بأفعالِ الصحابة؟
من لى بسيفَ
مثل ايمان الغَلابة؟!
من لى بقبسٍ
من منارة
يرسلُ الضوءَ
الى قلبِ المغارة!
(
عفواً
فهذى الارضُ أضحت
من بياتِ الحلمِ
جُرزاً
لم تزل تهفو
الى نيل ينافحْ
منذ ((هولاكو)) و ((كسرى))
تعزفُ الشُمس
على وترِ المذابح
بعد فجر((القادسية))
لم يقف نجم’’
على خشبِ المسارح.
كل زيد جاءَ ليلاً
اوبصبحٍ
كان مشروخ الملامح.
يدخلون ويخرجون
من ((اليمين))
وبالأواسط و((اليسار))
يحرقون الوعدَ
فى حمم التناحر والشجار
كل طاؤوس تطاول
كان فحلاً فى الخطابة.
ينحرُ الافعال جهراً
في التناقضِ والغرابة
من يصدق
_يا إلهى وأنت جاهى_
أنهم قد (خصخصوا)
الحبَ الإلهى؟!
من لى((بفيزا))
من سفارة
أو بعقد
تحت وضَع اليد
أو رهن الاشارة؟
(9)
((اتبكى وتضحك))
وانت تغادرُ كرسي
الوظيفة؟
يأتى الصغارُ
لكرسى الكبارِ
بأمر الوزيرِ
وختم الخليفة
كأنك تدفعُ
مهرَ الجدارة
قبض السرابِ
ولسعِ المرارةَ
وتجنى التزام
الايادى النظيفة.
واليوم تسأل
أين الغذاء
(وحق الدواء)
وتركَض لهثاً
لأرض ((الدلالة))
لتُسْكتَ جوعَك
بعتَ الاثاث
وجُلَّ الأواني
وراديو الأغاني
صورِ الجدارِ
لُعبَ الصغارِ
وحتى الأماني
بثمنٍ خسارة.
تمهل وأنظر
يغنى الملوكُ
لكرسى الإمامة
وينسوا اقتراب
صهيل القيامة
وأنت تصلى
لربِ السماء
وتدعو بصوتٍ
شفيفِ البكاء
وترنو صبوراً
ليومِ الحسابِ
وطيرِ البشارة
(10)
لا زال جُل القومِ
في شبقِ التناطح
والحَرابةَ.
كل طاؤوس تطاول
كان فحلاً
في الخطابة
كلهم يطأوون
أحلام ((الحوارى))
وكل ((كسرى)) يدِّعي
طهر الايادى
وكل ((قيصر)) يدِّعى
غسل الجنابة
وهل رأيتَ
تُنهْبُ الآياتُ
من حلقِ المآذنْ
تُوضعُ الثوراتُ
في جُبِ المخازن.
وكان اسدُ اللهِ
حمزة
ثم أصبحَ ((إبن لادن))
من لي بقبسٍ
من منارة
يرسلُ الضوءَ
الى قلبِ المغارة؟!
1/3/2000م
|
|
|
|
|
|