|
|
 الخرطوم عاصمة للثقافة لعام 2005م أم عاصمة للبؤس والفقر0000
|
نقلا عن صحيفه الحياة السودانية
وعجبنى هذا المقال وحبيت ان تشاركوا صاحبت المقال الراى بالنقد او الثناء
بقلم: وفاق عثمان
فئتين صارتا تموج وتعج بهم ازقة وطرقات العاصمة:
المجانين والمتسولين كم هائل من مختلف الاعمار والاعراق.
لن نستطيع حصرهم ولا عدهم لانه وببساطة صعب حاليا
التمييز بين العاقل والمجنون بين المحتاج ومستور الحال.
اصبحت الشريحة الوسيطة فى مجتمعنا تتقلص شيئا فشيئا
واخشى ان ياتىعلينا يوم ينقسم فيه شعبنا لفئتين فقط
مجانين ومتسولين، وفئة القناطير المقنطرة والعمارات
السوامق.
انتشر التسول بكل انواعه بل صار مهنة حقيقية لكثير من
القادرين على الكسب، فاقدى الهوية يجنون منه مايجنون من
الاموال بدون كد او تعب ليس الا مجرد حيلة وذكاء وبعض
التراجيديا. صعب التفريق بين من يستحق العطاء ومد يد
العون وبين من هو يكذب فكثير من الناس خدعوا وانطلت
عليهم اللعبة، فما ان يقف امامهم رجل او امراة ويبداون
سرد روايتهم المكررة بانهم عابرى سبيل او ان لهم مريض
لايملكون ثمن دواءه وكثير من القصص الوهمية التى يبدعون
في تمثيلها، الا وتاخذهم الشفقة وتدفع بهم الكثير من
القيم لاعطائهم بل واقتسام ما يملكون من بضع دنانير
قليلة يحملونها معهم ولاعجب ان مر عام او عدة اشهر
ووجدوا امامهم نفس الشخص ونفس القصة فلا عزاء لهم اكرم
من انها كانت صدقة لوجة الله ولهم اجرها وثوبها باذن
الله.
نزح المواطن السودانى من كل حدب وصوب اتجاه العاصمة التى
ظن ان تحقيق احلامه فيها مباح، فمعظم قرى ولايات البلاد
اصبحت مناطق طاردة للسكان اما بسبب الحرب او عدم توفر
فرص العمل والتعليم بصورة مرضية لطموحهم واحلامهم.
وبعضهم جاء اصلا للتسول وطلب يد العون من سكان العاصمة
الاغنياء، وجميعهم اصطدم بالواقع المرير الذى خالف كل
توقعاتهم فصار حالهم اكثر سوء ولم يكن الناتج سوى عدد
كبير من العاطلين عن العمل والاسر المتشردة التى تتضور
جوعا وتتجرع ذلا وجهلا ومرضا. ما تعانيه هذه الفئة شئ
صعب، اما الفقر والجهل لايخفى على احد ما يعنيان، واما
المشكلة الاعظم والاشد خطورة هى تفشى الامراض المعدية
والخطيرة كالجزام ومختلف الامراض الجلدية وامراض الجهاز
التنفسى فتواجد المتسولين في تجمعات كبيرة اثنا النهار
او اخره يزيد من حدة العدوى ولللاسف الشديد لايسلم بقية
المواطنين منها فالزحام والطقس الحار يساعد كثيراً في
نقل هذه الامراض.
جميع هذه المشاكل والضغوط الاجتماعية والاقتصادية طرحت
مشكلة اكبر واصعب حلاً فان استفحلت لن تجدى فيها مفاوضات
او وسائط. هى المشاكل النفسية التى تمثلت فى فقد
الكثيرون لعقولهم ليحمل الواحد منهم لقب مجنون طيلة
حياته؟! حقيقة مؤسفة ونحن نرى شبابا غضا تضيع ايامهم وهم
يتجولون حفاة تحت الشمس الحارقة بلا هدى يبحثون عن املا
ضاع منهم فاضاعهم. هو شىء يدعو للقلق وقد ازداد العدد
بصورة مخيفة واصبح ليس من المستغرب ان يكون زميلك فى
المركبة العامة او فى المسجد او قاعات الدراسة مختل
عقليا، هذا غير المناظر المالوفة قرب اشارات المرور بل
فى كل مكان قد يخطر بالبال. هذاحال مواطن فى بلد يسعى
للحاق بركب التقدم والحضارة فى عالم رقمى متطور. والبلاد
يبنيها بنوها فكيف وهم جياع وجاهلون؟ هى مسؤلية الجميع
والدولة قبل كل شىء فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
والجهود التى قامت بها وزارة الرعاية الاجتماعية مقدرة
لكنها غير كافية ولم تغطى معظم هذه الشريحة. فالمزيد من
المشاريع المنتجة مطلوبة، فالمتسولون بشر يدركون ولهم
عقولهم رغم ان الجوع والفقر والمرض قد انساهم اياها لكن
توعيتهم وتوجيههم لمساعدة انفسهم وخدمة بلادهم شى ضرورى،
وليس من الصعب تجميعهم في معسكرات والقيام بدراسة جدوى
كاملة لظروفهم ومعرفة مقدراتهم ومهاراتهم وتوجيهها
والاستفادة منها. كذلك المجانين لهم الحق في الرعاية
فبلادنا لا تخلو من مستشفيات ومصحات نفسية يجب ان تكون
قادرة على استيعاب هؤلاء وتوفير العلاج لهم.
بلادنا غنية وبها كنوز وثروات لاتقدر بثمن وهكذا انسانها
يموت جوعا وفقرا، ونعلم تماماً وندرك ان هناك اموالا
كثيره تذهب هباء في مظاهر الترف والبذخ التى يعيشها
الكثيروا بلا احساس بمن حولهم واموالا اخرى لايعلم سوى
الله اين تذهب. اشياء كثيرة يجب ان يعاد النظر والتفكير
فيها. اشياء نتجاوزها ونغض الطرف عنها عجزا وخوفا وحياء
ولاندرك انها تستفحل وتكبر وسياتى يوما نكون جزء منها
ويجب ان يكون وكما للسلطة توزيع عادل، ان تكون كذلك
الثروة والصحة والتعليم فهذا وطن للجميع وليس ملك لاحد
بذاته.
يقال ان الخرطوم عاصمة للثقافة لعام 2005م، لكنها في
الحقيقة عاصمة للبؤس والفقر والجهل والشقاء لكل الاعوام!
فلماذا إذن لا نعمل لأن تكون الخرطوم حقا وجها مشرقا
يضيئ بابتسامة مواطن راضٍ وسعيد. فالزمن الفلاني لا ياتي
للذين يترنمون به
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
Modic
shiry
degna
نصار
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست