|
|
 عطبرة .. دفء المراسي ، و المطبخ السياسي
|
صور كثيرة كانت تعج بها عطبرة ، تصلح أن تكون بوسترات على شوارع الهاى ويي و كملصقات في قلب المدن الكبيرة ، و مانشيتات يومية للصحف و المجلات ، و بعض صورها الحياتية كان سينافس ( أجعص ) فيديو كليب لفناني الراي و البوب و كل هؤلاء الفتيات المتلولوات كالصارقيل المتخندق في جداول جناين السودنة تحت أشجار الزونيا و العوير و ورد الحمير.
كل منحى من مناحي الحياة في تلكم المدينة كان يذخر بإيقاع صاخب و ينبض بالحياة التي تغذي شرايين السودان بأريحية لا من فيها و لا أذى.
الساسة المحنكون ، ,و العمال بألوانهم السياسية ، و النقابيون المتمرسون ، و المعلمون من الرعيل الأول و الثاني ، و الأطباء الجهابذة ، و التجار ذوى الأريحية ، كل هؤلاء كانوا يزحمون المدينة بإيقاع متفرد ، لا تحس فيه بالبرجوازي أو السندكالي أو التكنوقراطي أو الأغبش.
الصورة الأولى : صورة سياسية في إطار شعبي عطبراوي
عندما ثار أهل السودان ضد حكومة عبود ( رحمه الله و أحسن إليه ) ، و خرجت المظاهرات بسبب تهجير أهالي وادي حلفا من ديارهم ( ترغيبا و ترهيبا ) هذا التهجير الذي ما زلنا نعاني من ظلمه إلى الآن ، فها هي كهرباء السد تمتد إلى الشام ، و تنير ظلمة كل النجوع و الكفور و القرى في مصر بأرخص تكلفة كهرباء في العالم العربي و الأفريقي و الآسيوي ، بينما أهلنا في حلفا و أرض الحجر و عكاشة و فركة و عبري حتى تخوم المحس الجنوبية جيران السد العالي ، لا تزال يضيء لياليهم اللمبة أم شريط و السراج أبو فتلة و أحيانا يكتفون بضوء القمر منكفئين بتوفير حق الجاز الأبيض. إتفاقية السد العالي ، الذين وقعوا عليها من الجانب السوداني ، لم يكلفوا أنفسهم حتى بذكر الإستفادة من كهرباء ذلك السد الذي سيغرق حضارة أمة عريقة، تهافتوا فقط على التعويضات و على تصنيف الناس إلى مهاجر أو نقدي و من له الحق في المتاجرة في الأنقاض. سبحان الله ، حلفا : البوابة التاريخية ، يبيعون و يشترون في أنقاضها. تحدث في السودان أحيانا أشياء تجبرك على المقولة ( بلد ما عندها سيد ولا وجيع ) ، و أحيانا تمتليء نفسك بالفخر و العزة لمواقف رجولية تجعلك تندم على مجرد تقليب المقولة هذه في ذهنك. سامح الله أولئك الساسة.
خرجت جماهير أتبرة تهتف ، و أهلنا الحلفاويين يهتفون و دموعهم تسيل و تجف في صيف عطبرة اللاهب ( حلفا دغيم و لا لبنان ) ، و أنا أقول الآن ، حلفا دغيم ولا شارع الشانزليزيه و شواطيء الريفيرا و أحياء لونس أنجلوس كلها مجتمعة. أقولها دون مكابرة ، فالجيل الذي لم يشاهد وادي حلفا ، حتى من أبناء الحلفاويين ، لم يعرف أن حلفا كانت مدينة عصرية بمعنى ما تحمل كلمة ( العصر ) من معنى.
شقت صفوف المتظاهرين في عطبرة جحافل البوليس الراكب على الخيول و المتسلحة بسيطان العنج ذوات اللسانين كلسان الكوبرا. كنت أحد الذين نالوا سوطا في ظهري جعلني طريح الفراش على بطنى أكثر من شهر بعد أن ناولني عسكري ( غتيت ) سوطا لم أره و لكنني سمعت له طرقعة مدوية كصوت طلق ناري قبل أن يلتصق قميصي الأبيض يالجرح النازف ، ( إيدو تقيلة بالحيل ). طاردني العسكري من دون الناس ، أو هكذا خيل إلي ، فقد كنت أمسك بلافتة رغم ضآلة حجمي آنذاك ، و رغم أنني كنت مميزا في الجري ، إلا أن الحصان كانت أنفاسه الحارة تلهب عنقي بإستمرار إلى نلت حظي من تلك الضربة التي أرتني النجوم في عز نهار عطبرة.
لن أنسى ما حييت أول قطار أتى بأول فوج من وادي حلفا. كنت قد سافرت في ذلك الصيف مع أسرة البلابل إلى وادي حلفا لحضور زواج عمهم الأستاذ ، و رجعت معهم بأول قطار يحمل أول فوج من دغيم ، لن أنسى منظر أهلنا الطيبين في حلفا دغيم و هم ينتزعون شواهد القبور و يقطعون سعف النخيل و يكسرون أجزاءا من بوابات منازلهم التي تزينها صحون الصيني ، يحملونها معهم للقطار ، يدخلونه ، ثم يخرجون باكين و منتحبين، كان يوما مهيبا لا أول له و لا آخر ، و المرحوم والد البلابل ، يأتي بهذا ، و يجرجر ذاك للقطار و يشجع هذه و يمسح دمعات تلك ، و خلف وجهه الصارم يكمن بركان تمنعه مسئوليته تجاه أهله من إطلاقه ، من الصباح الباكر إلى أن آذنت الشمس بالمغيب . و عملا بنصيحة الدكتور طه بعشر ، تحرك القطار ليلا ، قالوا أنها نظرية سايكلوجية ، و لكنها كانت جريمة تتحرك ليلا ، ، تحرك القطار بعد أن جفت حلوق الناس من البكاء ، و تقرحت المآقي من الدموع الساخنة. لا أدري لماذا لم تتم كتابة تاريخ هذه الأيام ؟ يصلح لعمل فيلم متكامل.
بعد أن تحرك القطار ، جلس الأستاذ طلسم ، مرهقا و نظر حوله و الناس في إستكانة و تعب و الهدوء يسيطر على القطار الذي كان ضجيج عجلاته و كأنه يدندن بمناحة و بكائية لم يكتبها التاريخ ، و القطار يطلق صفارات حزينة ، فإنفجر الرجل طلسم في البكاء ، بكاء إهتزت له الكنبة التي يجلس عليها ، بكى كالأطفال ، و عندها لم يجد أحدا يسكته ، و كأنهم تركوه يكمل بكاؤهم الذي توقف من التعب ، بكاء كانت أصداؤه تنساب عبر كل عربات القطار ، فيسمعها الركاب المهاجرين و هم يبحلقون في لا شيء ، فها هو المواسي يحتاج إلى من يواسيه.
و عندما وصل القطار إلى محطة عطبرة ، إنقلبت المحطة إلى بيت بكاء كبير ، الكل يعزي و يتقبل العزاء ، فالميت مدينة منزوعة من رحم التاريخ. بكى كل سكان عطبرة ، نساؤها و شيوخها و رجالها ، شيبها و شبابها . أمر الحاكم العسكري بإعلان حالة التأهب القصوى ، فهو يعرف معنى أن يهيج عمال عطبرة ، إنه الطوفان ، حتى أنه إستعان بقوات من شندي خوفا من إتساع التذمر و الهيجان. توقف القطار طويلا في عطبرة. تركوا الناس على سجيتهم يعزون أهلنا في الوطن الضائع لرفاهية بلد آخر. شقت النساء الجيوب و لطمن الخدود ، و لم يفكر أحد حينذاك أن ما يفعلنه هو من فعل الجاهلية ، فقد إمتدت الأيدي تحثو التراب دون وعى ، و تشق الثياب من منظر أهلنا القابعين في القطار لم يذوقوا طعم النوم منذ أن تحرك القطار.
تحرك القطار من عطبرة تشيعه العبرات و الحسرات. و واصل أهل حلفا رحلتهم لأرض البطانة ، و تلك قصة أخرى.
الصورة الثانية : صورة شعبية في إطار سياسي :
السياسي العنيد ( الحاج عبد الرحمن رحمه الله رحمة واسعة بقدر ما قدم لعطبرة ) إبن عطبرة البار ، صديق والدي يرحمه الله ، الشيوعي القديم ، و المنسلخ من الشيوعية في آخر أيامه ، و المهاجر للخرطوم بعد أن تكالب الزمن على أتبرا و تكسرت نصالها على النصال.
الحاج عبد الرحمن له صولات و جولات ، و رغم شيوعيته ، فقد كان صالونه عامرا بكل ألوان الطيف السياسي الأتبراوي ، حتى الصوفية و أصحاب الطرق ، فالكل يعرف أن مسئوليته الإجتماعية فوق حساباته الحزبية. و عندما فاز عن دائرة عطبرة في برلمان ما بعد أكتوبر ، دخل الحاج عبد الرحمن ( و هو يلبس الأبرول ) في مبنى البرلمان ، يتبختر بفخر مرده ثقة أهل عطبرة فيه و تفويضه تفويضا كاملا ، أبروله وقتها كان يضاهي أرقى ماركات بيير كاردان و أنجلو و بقية بيوتات الموضة الأوروبية ، وقف كل البرلمانيون تحت القبة ، و صفقوا لهذا الشايقي العنيد طويلا حتى تعبت أياديهم ، و هو يقف بقامته القصيرة و شلوخه المميزة يحي ممثلي السودان و كأنه يقول لهم : أتيتكم بأبرولي الرخيص المعطون بزيوت ورش عطبرة ، و لكنني مشحون بآمال و آلام أهل عطبرة.
رحمه الله و التحية لأهله الكرام و كل من ناضل معه من نقابيين و سياسيين.
و نواصل في الجزء الثالث.
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عطبرة .. دفء المراسي ، و المطبخ السياسي (Re: ود الياس)
|
الأخ أبو جهينة
أحييك و أحي فيك جميع العطبراوين الحنان أهل الطيبه
و لا أدري كيف استطعت ان تكتب هذه المذكرات الرائعة التي تهيج الوجدان و تذكرنا بتلك البقعه النادرة من الارض و الناس
فأنا عطبراوي من جهة والدتي بيت جدي بالداخلة و قد نشأت خارجها الا انها لا تفارق الوجدان حبذا انها موطن الجدود و الخلان
واصل هذه المذكرات فهي تنفس لتلك الرئا العطشى
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عطبرة .. دفء المراسي ، و المطبخ السياسي (Re: ابو جهينة)
|
الاستاذ ابوجهينة
يا ليتك تواصل الحديث عن ذلك التاريخ البعيد لحلفا العزيزة واهالي حلفا الذين تم تشريدهم وللاسف الشديد لا نجد من يذكر ذلك من غير اهلنا الكرام
والرحمة والمغفرة للاستاذ الجليل طلسم
يا ترى هل صادفتم في عطبرة الاستاذ الفاضل / محمد عبدالرحيم مكي
ناظر عطبرة الثانوية بنات
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عطبرة .. دفء المراسي ، و المطبخ السياسي (Re: maia)
|
مايا : تحياتي و تقديري
كما لاحظت أنت في البوست ، فقد تساءلت أنا لماذا لم يكتب أحد عن حلفا ؟ هل هو الحزن الذي يجعل الإنسان لا يلتفت إلى سبب أحزانه أم هو مجرد رغبة في عدم نبش الماضي و الضغط على الجروح حتى لا تنكأ ؟
لي محاولات أرجو أن أنجح فيها في لملمة تاريخ هذه المدينة التي إنطمرت جورا و ظلما.
أما محمد عبد الرحيم مكي ( إبن عمتي ) فهو في خير صحة و عافية و يقيم بالخرطوم ، و لا زال ذلك الرجل المرح الساخر.
تسلمي مايا.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عطبرة .. دفء المراسي ، و المطبخ السياسي (Re: ابو جهينة)
|
العزيز ابو جهينة
من مناضلي عطبرة الافذاذ
والشخصيات التي تركت يصمات في تاريخها؛
وتاريخ السودان
الطيب حسن ؛
احد القيدات الاتحادية ؛ ومن مؤسسي اتحاد العمال
محمد السيد سلام ؛
من الرعيل الاول لليساريين؛ ومن مؤسسي اتحاد العمال
الشفيع احمد الشيخ
من الرعيل لليساريين ؛ ومن مؤسسي اتحاد العمال
حسن خليفة العطيراوي
مغني مبدع ؛ ومن الاصوات الوطنية التي حاربت الاستعمار
العمدة سرور السافلاوي
من القيادات الادارية ؛ ومن داعمي التعليم الاهلي
قاسم امين
من الرعيل الاول لليساريين ؛ ومن مؤسسي اتحاد العمال
صلاح بشري
اول شهيد للحركةالطلابية السودانية 1948
جاد الله جبارة
من مؤسسي فن السينما السودانية؛
هاشم محمد احمد
من قادة الحركة النقابية السودانية
عبدالله علي ابراهيم
كاتب ومسرحي ومؤرخ
محمد الحسن سالم حميد
شاعر وطني - اقام بعطبرة وتفتحت موهبته فيها
الاستاذ محمود محمد طه
اقام بعطيرة وعمل فيها وظل يخفظ جميلها
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عطبرة .. دفء المراسي ، و المطبخ السياسي (Re: ابو جهينة)
|
لك الشكر عزيزي في الكتابة عن هذه المدينة الرائعة (عطبرة) التي لا استطيع ان اعطيها حقها واني مدين لها بما لاحد خيال به،، حفظ الله عطبرة وحفظ اهلها اينما حلو.. فهل لنا (أبنا عطبرة) نكتب عنها؟ ونكتب عن حلفا؟ فما زالت الاشياء بكره في وطني، جعل الله الميلاد
قريبا قريبا ..)
عابدين (عاصم) شاهين
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عطبرة .. دفء المراسي ، و المطبخ السياسي (Re: المسافر)
|
ولقد ذكرتك وعمنى الدجى
وذكراك يسوقنى
الى ليالى المربد
وايام شباب فى قطار الصعيد
ولحظة لقاء فى عبارة السد
وحلفا الرجالى وشمالنا الغالى
ونخيلنا الدانى فى لفة اب حمد
وعطبرى النار وشندى اخوالى
والمتمة اعمامى فى ذاكراك يابلد
والجزيرة قومى وسودانى همومى
وامى نعيم ونفسى تصعد
وهذه الابيات وانا قادم من مصر فى احدى رحلاتى القصيرة وكنت بنزل فى فندق البحيرة ,وفعلا شفت صورا جميلة جدا لحلفا قبل الفيضان والطائرات تهبط فى مطار حلفا ما مصدق تلك الصور لو لا عمنا سرى صاحب قهوة الشاى الذى يحكى لينا وهو يبكى ويجتر الذكريات, والله ياستاذ جلال تركت الدموع تنزل من مقلى لاننى احن لتلك الديار لحلفا والنمر واب حمد والشريك
وندى ودار مالى وبربر وعطبرة ودامر المجذوب..وتابع سكلة القطر
ثم يمر بشندى وتحية عندى
وخير اذكره لاولئك الرجال
والدامر تدمر عند الدميرة
فى ذكرى مجذوب الشاعر الفحل
وصوت القطار فى عطبرة النار
وعدن الحديد ودار العمل
وخضرة مروى فى وجه كريمة
وبانت قرير تحضن النخل
خلفت دنقلا جنة النيل
وعبرت على عبرى وكرمةالنزل
دى ايبات من قصيدتى اسمه ذكرى النيل ولقد انزلتها فى بوست من قبل
وتشكر ياوطنى على تلك الكتابات التى تحكى عن تاريخ امة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عطبرة .. دفء المراسي ، و المطبخ السياسي (Re: abuguta)
|
سلام مربع
عايلة ابوي عبد الرحيم
من حلفا جات
متهجره
عارف وانا بسمع في الاغنيه دي من عقد الجلاد
كنت بحس بنوع غريب من الحزن
انا بطبيعتي اكره الوداع
وكل الناس كذلك ، لكني احس العشره
له سطوة دامغة على الذاكره ..كلما فرغ مكان فيها
هرعت تملا بالاشجان وتبلل مكان اخر فيها
من رائحة تلك الايام
وفجأة لاحظت ان فرقة عقد الجلاد بدخلو
كنوع من التناص اللحني
ماعارفه المصطلح دا صاح ،
على العموم اصلي كده دائما مابقطع حاجات من راسي المزعمط دا
وكنت عايزه اسال الاستاذ الموسيقار الموصلي
والموسيقار حمـزه سليمان
رغم اني ما بفهم في الرطانه لكن
بعد هذه الجمله
عايلة ابوي عبد الرحمن من حلفا جات
متهجــره
بدخل التناص اللحني بالرطانه
وهي : ايلي هووي ويي كجلي
الله الله ..
رغم جهلي ومعرفتي التي تفتقد لعلم الاكاديمي المؤسس
لكن بشوف انو التناص دا ماليهو داعي
لانو احدهم فسر لي بعض من كلمات هذه الرطانه
اديلا هي ..
وتعني العديل والزين ..
فان كان ماقيل لي صحيحا من ترجمه
فكيف يكون الشاعر يتكلم بحزن عن حالات من التهجير القسري
التي مورست عليه وعلى عائلته لتخرجه من ارضه
ونحن نقوم نضحك مبتهجين بينما هو يبكي
رجاء اذا كنت بتفهم رطانه
يا استاذي العزيز ان تترجم لي هذه الاغنيه بالرطانه
وانا احيلك الى شريطها
لست ادري ما الذي جعلني اتكلم عن هذه النقطه ، وانا اصلا لم تكن لدي نية بالتعويل عليها ..
يا لي من مهترشه ..
على العموم كنت بصدد قول كلام محرقني جدا على كل
من حمل امر ولايتنا منذ فجر الاستقلال
فانهم خانوها .
باخطاء فظيعة لن يغفرها التاريخ لهم
عن نفسي وحتى لا اكون متطاولة على زعماؤنا
احاول قول شيء يحرقني جدا
لقد ظلم شعب حلفـا
كثيرا وهم يكتون باخطاء الزعماء
هذا البلد القاره وعلى امتداده وتنوع ثقافاته
لم يسعفنا الحظ ولو بلحظة بقائد
او زعيــم
قــدم له او لشعبه
ما يجعلنا نحتفي به
فعلا ماساة تهجيــر وادي حلفا
تهجـير الارض
وتهجير التاريخ
وتهجير الناس
فظاعة مثلها مثل ما ارتكبه
الهولاكيين في بغداد
من مجازر
رحم الله زعماؤنا وعفا عنهم ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عطبرة .. دفء المراسي ، و المطبخ السياسي (Re: rummana)
|
الأخت رمانة : تحياتي و تقديري
فيلم عن قصة تهجير حلفا ، حلم يلراودني ، و أعتقد أن الرعيل الأول هم أحسن من يملون علينا وقائع الجريمة و فصولها ، و ياليتنا نبادر قبل أن يرحلوا عنا. و هاهي قرية كجبار تسير في نفس الدرب.
لله درك يا وطن
تسلمي رمانة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عطبرة .. دفء المراسي ، و المطبخ السياسي (Re: shiry)
|
شيري : لك تقديري حتى تستجيري و تطلبي المساندة اللوجستية من أهل البورد. قولي آمين.
التناص اللحني ، بالرغم أنها من عيال أفكارك ، إلا أنها كلمة ( لابقة جدا ) و يا ريت ناس الموسيكا يدونا رأيهم .
الأغنية الحلفاوية بتاعة ( عديلة ووو ) هي أغنية لو لاحظت مفعمة بالحزن ، فهي تودع المحبوب و تتمنى له طيب الإقامة و السفر الميمون و تطلب منه تذكر الماضي . و لأن الإيقاع إيقاع ذو موسيقى تفاعلية ، فإن الذي لا يفهم معانيها يطرب لها. و لكنها في حقيقتها مغلفة بالحزن الممزوج بالدعاء و الأمنيات.
تسلمي شيري و ربنا يحفظك.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عطبرة .. دفء المراسي ، و المطبخ السياسي (Re: ابو جهينة)
|
عطبرة الحنينة
وذكريات تعلقت بالذاكرة فى أحياء السودنة والثورة والسكة حديد, ذكريات عطرة فى نادى الأمل الندية وشبابها الألق, ذكريات فى سينماتها وفى دار رياضتها الهائلة ومقاعد الخشب الصلدة
عطبرة و"ملايين" العجلات عند إنتهاء ساعات العمل اليومى بالسكة الحديد
عطبرة البحر, والسواقى, والجمال
عطبرة الحب والبهجة والعشق والغرام
من لم يحضر عرساً فى عطبرة فلم يحضر أى عرس
والشكر لإنتزاع هذه الذكريات من مكامنها فى دواخل الروح
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عطبرة .. دفء المراسي ، و المطبخ السياسي (Re: رقية وراق)
|
محطة عطبرة
خرجت عطبرة عن بكرة ابيها
رجالا ونساء و شيبا وشباب
لتودع ارملة الشهيد حسن حسين
الذى اعدم فى وادى الحمار
وعلى ما اذكر كانت حامل
بكت النساء
وهتف الرجال
محطة عطبرة مرة اخرى
يوم لا ينسى
عند الخروج الفلسطينى
امتزجت دموع ابطال الخروج وعمال السكة حديد
وكان بكاء جماعيا لم ارى مثله قط
مؤخرا التقيت
ببعض من الفلسطنين
و عندما قلت لهم
اننى من عطبرة و شرعت فى تبيان موقعها
قال لى أحدهم نعرفها
وكان ذلك اللقاء مع مواطنيها
من اكثر الاشياء التى هزتنا
عطبرة الصمود
عندما اتى نميرى
رفض المواطنين
مقابلته
بل ذهب بعضهم ودلق
فتريتا على طول الطريق المحدد لموكب السيد الرئيس
و عندما اتى الصباح خرجت غنم عطبرة
عن بكرة ابيها لاستقبال الرئيس
وكان ذلك الغضب
وتشليع السكة حديد
عطبرة الجميلة
ليتنى ارجع طفلة
لاتقافز على نيمك
و اسقف منازلك
واعابث مكلية
وانطرح بين قضيبى السكة حديد
حتى يمر القطار
فوقها
ويضربك ذلك الهواء
اخى جهينة
لقد فتقت جرحا كبيرا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عطبرة .. دفء المراسي ، و المطبخ السياسي (Re: bayan)
|
الدكتورة بيان : بنت زميلي و بنت عطبرتنا الجميلة : لك تحياتي و تقديري
بعض الجروح ، في فتحها دواء. فأرجو أن تساهمي بطلاتك المقدرة حتى نجلو صدأ الغربة عن أذهاننا التي صارت كتلة من المعدن.
تسلمي دكتورة بيان و تحياتي للأسرة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عطبرة .. دفء المراسي ، و المطبخ السياسي (Re: رقية وراق)
|
الأخت العزيزة الأستاذة رقية وراق : لك التحايا و التقدير
أسعدتني طلتك على هذه الذكريات. و أشكر لك مقارنة تلك اللحظة الدرامية للمرحوم طلسم برواية القامة غسان كنفاني.
عندما كتبت تلك اللحظات ، كنت أستحضرها أمامي ،فبالرغم من أنني كنت وقتها صبيا يافعا وقتها ، و لكنها ظلت محفورة في وجداني تؤرقني و تنتح كالدمل حتى أخرجتها كلماتا ، و فإنني أصدقك القول بأنني شعرت بعدها براحة تشبه لحظة المخاض و الخلاص.
أشكرك أستاذتنا و دمت.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عطبرة .. دفء المراسي ، و المطبخ السياسي (Re: bamseka)
|
الأخ العزيز بامسيكا : لك كل التقدير و التحية و لك الشكر على الإطلالة.
يقول الراوي نقلا عن العارفين ببواطن عطبرة : أن أتبرا هي كلمتين. : أتى برا ( يعني أتى لوحده ) ثم حرفت الكلمة إلى عطبرة.
و يقال أنها كلمة بجاوية تعني الغدار أو الهجام.
و الله أعلم.
تسلم أخي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
ابو جهينه (Re: ابو جهينة)
|
ابو جهينه
سلامات
اولا دايره اقول ليك شكرا كتير شديد علي المتعه البترسلها من خلال كتاباتك الجميله
تانيا سلام شديد جدا مليان محنه للخاله ام عطيه..وقول ليها كان ما خايفين عليك من السفره الطويله وانك تلاقي يدالفندق في الطياره كان عزمناك ..لكن ان شاء الله نتلاقي
مع الاسنيكرز عند اهلنا وبدون ملاريا ..
جميله فكره توثيقك ليها والاجمل توثيقك لعطبره..
عطبره ما شفتها.الا درسونا ليها مع المعاني الثابت >>الحب..الوطن..الحق..الخير..النضال
والمحنه..
بتعجبني اضافات الاخرين لسردك جدا..واسرتني حكايه بيان عن امنا الشالت الولد ودتو لابوه في السجن منحازه للجانب العميق في شوفه الاب لمولوده ومشت ولا هماها شئ واتمنيت نكونك يا هميمه..
اشكركم للاضافات الجميله..
شكرا كتير ابوجهينه وكتر خيرك..
وبنتلاقا..
توما
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ابو جهينه (Re: توما)
|
تحياتي للجميع..
أخذني عرضك ..الراقي..الذي يمس نياط القلب ..فقد هاجت ذكري ..اتبرا ..في نفسي ..الحنين الي بلدي الصغير الحبيب...مدخل اتبرا ..سوق السبت ...السعف ..الشيخ المجدوب ..موسى العزب..والضريح .."الأنسية" العكد ..الكبري الضيق..والأتبراوي العكران...المدارس علي اليمين ..والسكة حديد علي الشمال ...الحصاية..ودبورة المكتبة و..جدو ..وهو يركب "العجلة" من الفجر .. عشان يصل السكة حديد باكراً ..تلك الشامخة..آنذاك..و..الصفارة العجيبة..يالها من ذكريات ..تحملنا لي بلدا حنان اهلها ..
ولناس ..شداد .. شعارهم ديمة
"الزارعنا غير الله خليه اليقلعنا !!"
سلمت..أخي وسلمت اتبرا..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ابو جهينه (Re: انا بنت النيل)
|
إنت بنت النيل : لك التحايا و التقدير
من مداخلتك يبدو أنك من بنات مدينتي الحبيبة عطبرة. فلك التحية.
و تسلمي على الطلة ، و طلاتكم لها وقع الأتبراوي المقترن بالنيل.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ابو جهينه (Re: انا بنت النيل)
|
أخي العزيز أبو حهينة
اتسائل لماذا الشخصية العطبراوية بالذات من دون العالمين لها مميزات معينة و بامكاني في اى مجتمع ان اميز العطبراوي من غيره مثلاً تجد العطبراوي هادىء الطبع دون الآخرين حتى جلسته متأدبة دون استعلاء أو تفسح في المجلس و يتكلم بهدوء دون ثرثرة حتى مشيته رصينة كأنه في مدرسة و يحترموا كل كبير مهما كان تجده ساعيا في خدمته و حريص على ذلك و أجمل ما يعجبني في مظهرهم هو هندامهم فتجدهم مهندمون اجمل هندام حتى لو انها قديمه الا انها مكويه و موزونه و اشيك ما يكون
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ابو جهينه (Re: الزومـــــــه)
|
و أكثر ما يحيرني العطبراويين حتى في جلسات السكر حمانا الله و اياكم هادئون و يتكلمون بهمهمه و يختبئون في ابعد ركن عكس ما تفعل الخمر في غيرهم و تجد عطبرة رغم الضنك الذي يعيشه اهلها لا يستطيعون البعد عنها و الاحظ ذلك في اخوالي فهم يرجعون باسرع مايمكن بمجرد انقضاء حاجتهم من العاصمه
ما اجملكم يا هؤلاء و ما اجمل أدبكم
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ابو جهينه (Re: الزومـــــــه)
|
الأخ العزيز الزومة. تحياتي
أسئلتك في محلها و واقعية.
كما تحدثت في الجزء الأول ، فإن عطبرة قامت على أعمدة وطنية ، و قام بتغذيتها الوافدين إليها من القرى من كل أنحاء السودان ، فتشربت بأدب القرى و مفهوم العائلة القديمة و موروثات أجدادنا ، فكانت هي مدينة بثوب قرية ، و قرية في لبوس مدينة.
تسلم الزومة.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ابو جهينه (Re: توما)
|
توما : كل التحايا و التقدير
تقبل من هنا سلام أم عطية ألوف و كيمان كيمان. و هي منتظرة الطرد المليان إسنكرز على عنواننا.
تشكر أخي العزيز على هذه الإطلالة و بكم نواصل.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
ابو جهينة
Abdel Aati
المسافر
abuguta
shiry
rummana
قصدي ذكريات عطبرة
WadalBalad
bamseka
bayan
توما
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست