|
|
 لو
|
كتب باسكال فى كتابه "أفكار" أن وجه العالم بأسره كان سيكون مختلفا لو أن أنف كليوباترا كان أقصر قليلا
ومنذ أطلق باسكال هذه العبارة الشهيرة والمثيرة والرومانسية فى آن معا، والناس يتحدثون عن الأنف الخطير الذى كانت بضع مليمترات منه ستغير وجه العالم
نحن لا نعرف كيف كان أنف كليوباترا طولا وعرضا، ولا نعرف هل شاهد باسكال صورة حقيقة لكليوباترا، تسمح له بهذا الحكم الدقيق والخطير معا
الذى نعرفه أن تقييم باسكال للأحداث التاريخية ولتاريخ العالم عموما، على أساس الأمور الصغيرة التافهة والتفاصيل الهامشية، أطلق العنان للخيال وأقحم على التاريخ كثيرا من الطفيليين والمتفيقهين والحواة أيضا، وبعض المؤرخين والمهندسين الإجتماعيين الذين يحاولون اعادة كتابة التاريخ أو تصنيعه بإستخدام حرف "لو" الشهير
ونحن فى الزمن الكافتيرى الجامعى، كان معنا زميل مولع بالتاريخ وتفسير أحداثه إستنادا على حرف "لو" الشهير هذا، وكنا نجتمع اليه يوميا لمعرفة آخر ما تولد لديه من "لوأناييات" عجيبة
من أشهر ما قاله لنا، أنه "لو" أن جيش الخليفة عبد الله كان قد قام بهجومه فى كررى أثناء الليل، لكان قد انتصر فى تلك المعركة التى ستغير لاحقا وجه السودان والمنطقة كلها، وطبعا كان لديه الكثير من التبريرات والتحليلات، منها المنطقى ومنها الخيالى، ولحظتها نتحول جميعنا الى أخطر المحللين والإستراتيجيين العسكريين، وينتهى الأمر بضحكات، ولكن معها أيضا الكثير من الأسئلة
من ضمن من أثاره صديقنا ال "لو أنيى" ذلك، أنه "لو" لم يقم القذافى بإجبار الطائرة التى كانت تقل الشهداء هاشم العطا وبابكر النور وفاروق حمد الله، لما كنا اكتوينا لمدة اربعة عشر عاما تالية بذلك العذاب والذى لا يزال متواصلا حتى يومنا هذا
ثم ماذا "لو" أن المخبول النميرى كان قد قضى تماما على شيوخه ودجاليه فى العام خمسة وثمانين قبل ذهابه الى الولايات المتحدة فى رحلته الشهيرة، ولم يكتف بحبسهم فقط، كيف كان سيكون المشهد السودانى الآن
و
لو أنى أعرف ان البحر عميقا جدا ما أبحرت
لو انى اعرف أن الحب خطير جدا ما احببت
لو أنى أعرف خاتمتى ما كنت بدأت
لخص نزار قبانى ال "لو" شعريا ومفاهيميا لحد ما، وإن كانت لا تخلو أيضا من بعد فلسفى غير مباشر
ولو أنى أعرف أن هذا الموضوع بهذه السخافة ما كنت كتبت
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: لو (Re: الجندرية)
|
الجندرية
تحية وسلام
وفرح بهذه ال "لو" لأنها تتيح لنا التبرك والفرح بمقدمك المقدر الكريم
أدامك المولى واسعدك
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: لو (Re: THE RAIN)
|
الأخ المطر
The Rain
تحياتي
كل ما أود قوله ـ في هذه العجالة ـ أنني من محبي المطر، ومن قرائه المداومين
ولا يفتى وجندرية في المدينة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: لو (Re: THE RAIN)
|
اخي
Mr. The Rain,
هل تتفق معي ان "لو كلمة جامعة لكل الاحن والمحن في الدنيا
هاهي لو
لو كان في الارض عدل *** ما شب فيها قتال
اي لما احترق جنوبنا الحبيب ، ولما طار النعاس من عيون القطا في ديار الفور ولما تعكر صفو جبل المرة الهادي المخملي الاصايل
ولما ولما ولما ولما..
ودمتم
ابوساره
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: لو (Re: THE RAIN)
|
أخى دكتور أبكر
يا "إبن آدم" فى أعلى معانيه، يزدهى المطر إذ يهطل حبكم عليه، ويزورنا الفرح، مستصحبا نشوة عارمة بمقدمك الجميل
حتما سوف أغزل من هذه النشوة، قلادة اباهى بها وأقول، أن أبكر يا أهلى، يقرأنى، بل ويدوام، وبذلك يحط الفرح الزائر ذاك، رحله ويقيم
تحية وتقدير لك يا هامة القول
والقلوب شواهد والله العظيم
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: لو (Re: THE RAIN)
|
إنه لمن تواضعك يا أخي "الغيث" ـ كما كنّاك أخونا الملا عمر مرة
فـ"ابن آدم" هو الذي يجب أن يكون ممتنا لكم
أمنياتي الطيبات
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: لو (Re: THE RAIN)
|
أخى العزيز
أبوساره
دوما تأتى "لو" وهى متشحة بثياب الأمنيات، ودوما تترائى بعيدة وقصية وعصية عن الإمساك بجسدها، وغالبا ما نراها بعد أن يحتدم مسير المنى، مخلفا غبارا على جدران الماضى، لذلك لا نراها إلا وهى من خلفنا، تلوح لنا باسمة، ربما إبتسام سخرية منا وعلينا
فعلا وكما قلت، "لو" سادت المحبة أولا، وعم إحكام العقول ولو قليلا، ما كنا كما نحن الآن، فقط قليل من المحبة يكفى، ومعها نظرة الى الأمام من أنوفنا ببضع ثوان من التفكير، لكان الأمر غير ما هو
لندعو الخالق يا أبا ساره أن ينزل رحمته بأهلنا فى جنوبنا الغالى، وأن يتلطف بهم فى غربنا الأغلى
لا أود الغوص كثيرا فى هذا الجرح المدوى المؤلم، وكنت قد كتبت كل بكائى من قبل فى بوست أسمه
ولكن أكثر الناس لا يعشقون
ففيه ربما تجد أننا نتفق فعلا
ولك التحية
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: لو (Re: THE RAIN)
|
الاخ / مطر
هذه وتلك تدخل فى حكم الامنيات .. والامنيات حق مشروع للسائل والمحروم , حتى ان حرف ( لو) نفسه تمت معالجته بصور شتى , ولكنها تصب فى نفس الوجهة , فقد حكى عنه الروائى نجيب محفوظ فى روايته السمان والخريف قائلا :-( لو) حرف لوعة يطمح بحماقة الى توهم القدرة على تغيير التاريخ ! , وقال عنه الاستاذ محمد ابراهيم نقد فى حوار له مع مجلة النهج : لايمكن مناقشة التاريخ ب ( لو ) , والا لكنا اعدنا صياغة تاريخ العالم بما هو احسن وعشنا فى بحبوحة ! , واما د. منصور خالد فقد تحدث عن صنو آخر للحرف , فقال عن ( ليت ) انه حرف تمن يتعلق بالمستحيل ! , فتأمل
ولكن رغم كل ذلك فسوف نظل نحلم بكل المستحيلات ونتوهم القدرة على صياغات جديده لحياتنا , وكما قال الروائى محمد شكرى فأنه( لو لا الخيال لانفجرت) , فتأمل ايضا
مع تحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: لو (Re: THE RAIN)
|
أخى الأستاذ/ حسن الجزولى
تماما مثلما قال شكرى، كنا سننفجر لولا فسحة هذا الخيال، والخيال دائما رفيق المستحيل، وهل أمنياتنا إلا المستحيل؟
الأقرب منا قليلا الى الواقعية، يميلون الى إسقاط ال "لو" على أحداث التاريخ، وللشعراء أيضا "لو" خاصتهم، فأنظر الى المتفرد درويش، حين يقول
لكِ، لو تركت الباب مفتوحا على ماضىّ
لى ماض أراه الآن يولد فى غيابك
من صرير الوقت فى مفتاح هذا الباب
لى ماض أراه الآن يجلس قربنا كالطاولة
فهو يستجير بماض يولد للحظة فى غيابها، ليتولد حاضر آخر، هو فى المحصلة إستجداء ومشروع أمنية أيضا
وقد ظل "بروميثيوس" يردد وهو المحكوم بعقاب أبدى، وحتى اللحظة، أنه فقط "لو" لم يسرق تلك النار اللعينة، لكان مسترخيا الآن على حديقة صغيرة على سفح الأولمب
ليتنا لم نفكر أصلا فى سرقتها يا جزولى
تحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: لو (Re: THE RAIN)
|
الجندرية
التحايا والسلام بلا حد
ليتنا "لو" تنكبنا هذه ال "لو" من قبل، ولو كنا فعلا نعرف أنها ستأتينا بهذا الإبن آدم الجميل، للولونا كل ملولو
والأمنيات فى سعدها الكبير، توسع مداخلها لنلج الى أبعد أكوان فيها، وتلامس أشواقنا مدارات الرؤية علنا يوما نصل فردوسنا المفقود
تحياتى يا جندرية
| |
|
|
|
|
|
|
| |
THE RAIN
الجندرية
أبكر آدم إسماعيل
حسن الجزولي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست