|
أعاين فيهو و إتملا .. متشاءل ليس إلا
|
لا أنا بالمتشاءم و لا أنا بالمتفاءل بقادم الأيام. و لكل حالة تفسيرها ، التشاؤم و التفاؤل. فلنمسك التشاؤم و نقطعه إربا إربا لنرى حيثياته. لا يمكن بل و من المستحيلات أن تتنازل حكومة الإنقاذ عن السلطة ، و هي تدري تماما أن مجرد تجربة تعددية عن طريق صناديق الإقتراع ، سيجعل منها على الأقل تتقاسم حكومة إئتلافية ، هذا إن لم تخرج من المولد بكم كرسي نيابي ، ليست لأن الأحزاب لها ثقل ، و لكن لأن كل الأحزاب ستفش غبينتها في الإنقاذ ، كل الأحزاب بلا إستثناء ، و الطوائف ، لأن لكل منها حديث ذو ( سنون و مخالب ) مع الإنقاذ ، و سيتكاتف الكل عملا بمبدأ أنا و أخويا على إبن عمي و أنا و إبن عمي على الإنقاذ. أما الإنقاذ ، فلو تركت له صناديق الإقتراع ( حبلا على الغارب ) دون رقيب أو حسيب ، فسنكون كتلك الحكومات الشمولية بصبغة تعددية ( يعني أحزاب بريموت كونترول و برلمان عليه بردعة و لجام ) و صحافة ( بمانشيتات جاهزة موقعة من وزير الإعلام أو رئيس المجلس للصحافة). لذا ، أتوقع ، أن يجيء السلام كما جاء في الإتفاقية ، و لكن بطريقة دراماتيكية نوعا ما ، فالذي سوته كريت الإنقاذ في قرض السودان ، لن يؤثر في جون قرنق ، بل سيلعب نفس اللعبة ، فخلال الستة سنوات التي ستسبق الإستفتاء على تقرير المصير ، سيكون جون قرنق قد أعد قرضا كافيا لكريت الجنوب ، فيكون قد أتى على أخضر كل جنوبي حر ، و يابس كل المفاهيم الإنقاذية في الجنوب ، فسيرتع و يمرح و يضع كل المؤسسات في جيبه و يشتري الذمم و ذلك بمساعدات ظاهرة و باطنة من منظمة ( إيباك ) و هي أخطر لوبي صهيوني ، و بمساعدة مجلس الكنائس العالمي و بعض أعضاء من مجلسي الشيوخ و الكونغرس في أمريكا ، و من بعض الذين ( كجنونا ) بفعل عمايل إنقاذنا ، مثال أسياس و موسوفيني. ثم بعد أن يكون عشر ناس قرنق قد نما له الشوك الغليد ، فسيحدث واحد من أمرين : إما الإستفتاء حيكون في صالح الإنفصال ، و هي كارثة القرن بعد شرنوبيل ، أو سيضع شروطا من موقف قوة لتعددية و علمانية. كدة ووووب و كدة ووووبين يا ناس الإنقاذ. طبعا دة كلو في مركب التشاؤم. أها لو حدث الإنفصال ، عندي إحساس بأن ناس مصر ، الضحك شرطم عديل ، فلن يأمنوا دخول قرنق في تحالف إستراتيجي مع المجنزرة البشرية شارون أو من سيخلفه ، و هذا التحالف سيكون الأولوية فيه مياه النيل و ما أدراك ما مياه النيل. فبعض الناس لا يصدق أن خارطة كبيرة معلقة في الكنيست مكتوب عليها ( من الفرات للنيل ) و فوق الكلام دة خارطة تضم السودان و مصر و الأردن و سوريا و العراق بالإضافة لفلسطين عرفات الزعلان من قلة البوس اليومين ديل. مصر تعرف هذا جيدا ، و ما تسليحها لجيشها بعد الصلح مع إسرائيل إلا لحماية ( الموية الزرقا دي ) ، فلو إنفصل جون قرنق و أسس دولته الجديدة بأي مساحة كانت ، فإن في إعتقادي بأن مصر ( مهما كان الرئيس ) ، سيتحالف مع قرنق لإضعاف حكومة باقي السودان ، ثم عمل خلخلة و أزمات طاحنة ، ثم ينتهي الأمر بإنقلاب دموي ، تكون فيه الغلبة لجناح التعددية و العلمانية ، و الذي يأبى الإنقاذ الآن من الإقتناع به و ( يتزاوغ ) منه بأكثر من طريقة. و الله يكضب الشينة ، فإن هناك إحتمال تشاؤمي آخر يدغدغ توقعاتي ، و هو أن تكون نهاية الخلخلة إياها ، مصدر إنفصال الغرب و إنفصال الشرق ، و يبقى الفاضل من السودان حاجة كدة زى رجل البنطلون يحكمها سلالة الإنقاذ. الله يكضب الشينة. هذا كان من أمر التشاؤم. أما لو تفاءلنا ، فإنني بعد الست سنوات ( إن شاء الله ما عجاف ) أشوف الجنوب صوت للوحدة ، و تقوم إنتخابات حرة و نزيهة ، و يجي رئيس عينو قوية لإنو منتخب ، لا يعجبو العجب و لا الصيام في رجب ، فيعمل عدة عواصم للولايات السودانية المتحدة ، الخرطوم العاصمة السياسية ، توريت العاصمة الشتوية ، أركويت العاصمة الصيفية ( و حينها ممنوع دخول العرسان على زوجاتهم في أركويت حتى لا تنزعج الحكومة ) ، ثم وادي حلفا عاصمة شتوية أخرى و مؤاخاتها مع توريت ، و الفاشر و الأبيض عاصمتان تجاريتان ( لأن خيراتهما جوة و برة ). و ننعم بوحدة تامة ، و يا ميري كلمينا و يا عشة لا تبهدلينا. و يصير الدخول للسودان بتأشيرة إسمها ( توكلرز كارد ) يعني البطاقة ذات اللونين ، و يزينها النيلان الأبيض و الأزرق رمز الإندماج بين البيض و السمر، و كل سنة اللوتري السوداني يستقدم بضعة آلاف من شرق آسيا و الدول العربية التعبانة شوية ( و ممكن نعمل تحسين نسل لزوم الترف الآتي على صهوة برميل نفط من آبار الوحدة ). و الأمل كبير أن يصير السودان قوة تعادل قوة إسرائيل ، فنسترجع حلايب ( حمرة عين ساكت ) ، و كان الحمرة ما نفعت نكون مجهزين سد عالي متحرك مصنوع في مصنع جياد و نهدد أولاد بمبة بقطع الماء و نخلي ليهم الكهرباء لزوم الإضاءة لو حاولنا قصف القاهرة بأسلحتنا الليزرية. و بهذه القوة العسكرية ، نفرض على موسوفيني إتاحة الفرصة لجيش الرب في إقتسام السلطة و الثروة ، و نقبل على الزول داك الإسمو أفورقي ، و نضعه أمام أمرين ، إما الإتحاد مع ملس زيناوي أو عمل إنتخابات حرة و ديمقراطية شاملة. أما حبيبنا قريب شيخ زبير ، أقصد شكسبير ( القذافي ) ، فسنعامله نفس المعاملة ، و نرسل له مرتزقة و صيده سيكون سهلا لأنه ساكن في بيت من الشعر يقرض الشعر و ما لذ و طاب من الأكل المستورد. و يصير سودانا فوووووووووووووووووق هامات السحب. و الله يحقق الأمل دة. و لكن بالجد ، أنا متشاءل.
|
|
|
|
|
|