.. عقب الانتهاء من الحرب العالمية الثانية وجلوس العمالقة الثلاثة الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي وبريطانيا على طاولة واحدة لتقسيم غنائم ألمانيا المهزومة عليها، استولى الأمريكيون على «غربها» الغني بالصناعة، وأخذ السوفيات «الشرق» الغني بالزراعة، فهمس «ستالين» في أذن الرئيس الأمريكي قائلا.. «وماذا سنترك.. للبريطانيين»؟ فرد عليه قائلا.. «الاستمتاع بالطقس الألماني.. العليل»! لقد كنا ـ في الكويت ـ طرفا رئيسيا في الحرب على نظام صدام حسين، وكانت مشاركتنا فعلية فيها، دع عنك كلام عدد من المسؤولين الكويتيين حين يرددون مقولة.. «لم نشارك في هذه الحرب ولم نرسل جنديا واحدا ولا علاقة لنا.. بها» لأن هذه الأحاديث «موضوعة ومأخوذ.. خيرها» فقد قدمنا «الدعم اللوجستي» لهذه القوات المتحالفة من فتح الموانىء والمطارات والمياه الإقليمية لقوات عسكرية أجنبية تنطلق منها وهو «إعلان حرب» منا على النظام العراقي مهما حاولنا نكران.. ذلك! ليس هذا موضوعنا فقد دخلنا الحرب وانتصرنا وانتهى الأمر، لكن.. يبدو اننا لم نستفد شيئا على الاطلاق باستثناء الحصول على.. «الدعوات الصالحات» من كل عراقي وعراقية، ومن كل محب لشعب العراق أسعده حدوث التحرير وسقوط.. الديكتاتور! السعوديون افتتحوا فروعا لمصانعهم في العراق المحرر، والأردنيون باعوا كل سياراتهم الجديدة والمستعملة للعراقيين، الأكراد أخذوا حصتهم وأغرقوا المحافظات العراقية ببضائهم التلفزيونية والكهربائية والهواتف الخلوية! حتى سوريا استفادت ووجدتها فرصة «لتشجيع» عشرات الآلاف من العراقيين ليعودوا إلى وطنهم وتنخفض إيجارات المساكن.. لديها، والإيرانيون، والأمريكيون، والبريطانيون والاستراليون والدنماركيون وغيرهم، باستثنائنا نحن في الكويت إذ اكتفينا بسماع جمل.. «الله يخليلنا الكويتيين، ونشكر أهل الكويت، و.. هلمجرا» و..اقبض من.. دبش»! بل، حتى قناة الجزيرة وقناة أبوظبي وغيرهما افتتحت محطات لها تبث من بغداد وباقي المحافظات، بالإضافة إلى رؤوس الأموال الخليجية التي تقف خلف العشرات من الصحف والجرائد والإذاعات هناك.. ليس لنا فيها.. مرقد عنزة ولا حتى «مصفط سيارة»! لقد استفدنا من «نصف ليمونة العراق المعصورة» بسقوط صدام حسين، فلماذا لا نستفيد من «عصير نصف القطعة الثاني» تجاريا وإعلاميا وسياسيا حتى لا يقال لنا إنكم عرضتم بلدكم للخطر وللقصف الصاروخي ولشتائم الأشقاء العرب والتشكيك في نواياكم لتحصلوا بعدها على جملة.. «عساكم على القوة وأكرمكم.. الله»!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة