|
(5)نواصل ماانقطع الحضارة المفقودة الاسلام والسودان
|
نواصل ماانقطع/ الحضارة المفقودة الاسلام والسودان ............. في البحث عن الحضارة، خرج المسلمون الي الغرب ، وانبهروا بالتقدم الحضاري الغربي ، ولا زالت صورة بغداد هارون الرشيد عالقة باذهانهم ، فالشعوب الاسلامية والعربية خاصة ، ذات تأريخ حى في أذهانهم ، هذا تجده في صور عديدة ، فاذا خرج رجل صالح هو المهدى المنتظر ، وتراهم يكثرون من زيارة قباب الصالحين ، او هم يحجون مثلا الي كربلاء كل عام ، وهم اكثر التصاق بالماضي منه الي الحاضر، وربما هو كذلك شوق الي عهد العدل والنبوة ، او هو نتاج مجتمعات تعيش اوقات فراغها غالبا في سرد القصص والاساطير والتأريخ والبطولات ، ساعد علي هذا سعة الوقت والتراخى العام في ايقاع الحياة فى عالمنا الاسلامى ، ومثال اخر علي التراخى لايقاع الزمن عقد مقارنة بسيطة بين موسيقي المسلمين التى تتميز بالبطأ وسعة الوقت للتفكير او الاستمخاخ والموسيقي الغربية التى تتميز بالسرعة والحركة. ........................... هؤلاء المهاجرون بحثوا وتساءلوا كيف حدث هذا ، ونحن ما نحن ، وهذه عزة تجدها عند كل مسلم ، بدأوا يبحثون عن سر الحضارة الغربية ، فقال قائل منهم ان سرها يكمن في الاقتصاد ، فانهمكوا يدرسون انواع الاقتصاد الرأسمالي والاشتراكى والعلوم والهندسة ومذاهب الشيوعية وكل الافكار الاقتصادية المتاحة ، وعاد هذا البعض الي بلادهم ليساهموا في النهضة في بلادهم ، وللاسف لم يجد معظمهم مخرجا لعلمه وطاقاته تلك لاسباب مختلفة ، اهمها عدم وجود ثقافة الحريات، وعدم سيادة القانون ،وتمركز وارتباط السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية.فلملم هذا البعض أوراقه وعاد الي الغرب ،وعاش متمركزا حول نفسه. ............................................ يجدر بالذكر ان هذا البعض نجد له أمثلة ممن هم لم يخرجوا اصلا خارج السودان ، هؤلاء بعض كان لهم من سعة الافق ما اغناهم عن الخروج للغرب ، مثال هؤلاء اجد من السودان ترجيحا السيد عبدالرحمن المهدى ، فالدارس لتأريخ هذا الرجل ، نجد انه قام بفعل التحويل للانصار من الحماس القتالي الذي ظهر بيانا عجزه عن تحقيق النصر في المعارك الاخيرة لخليفة المهدى ، الي قناة العمل والبناء الاقتصادى ، ولعله علم ان العلم والاقتصاد هما سبيل التحرير والجهاد، لذلك نجده اخذ يتعاون مع الانجليز في بناء المشاريع الزراعية ، في زمن لا توجد فيه عقلية سودانية تعمل في مجال ادارة الاموال والمشاريع ، فهو علم بسلاسل الامتحان لا دلائل الاحسان ان الجهاد بالسيف لن يفلح ، فعمل علي مبدأ التعمير والتحرير معا ، في زمن قال فيه الزعيم الخالد الازهري ...التحرير قبل التعمير....وهنا اجد السيد برغم ضالة علمه مقارنة بالزعيم قد فاقه في سعة الافق والموضوعية، لذلك ايضا نجد السيد عبدالرحمن قد شجع التعليم ولم يتوانى في ذلك لعلمه ان الجهاد الان للمسلم هو عمل واقتصاد وعلم ، هذا الرجل يحتاج المزيد من القاء الضوء علي ريادته في تحليل الحضارة . ........................ لعل هذا البحث يعيدنى الى اجواء قصص ابن بطوطة ، ذلك الرحالة الذي جاب عالم ذلك الزمان وعاد ناقلا لكل ماشاهده وزاد اساطيرا ، ونلمح ايضا ان هنالك اشواق محركة للامة الاسلامية تجعلهم يبحثون ويخطئون وغيرها، وكذلك بدأت كل الحضارات ، الانبهار والنقل والتجريب والمحاولةوالخطأ والتصحيح ...سنتحدث عن هذا لاحقا .............................
بعض اخر ، ظن ان سر الحضارة الغربيةالحديثة يكمن في تلك الصيغة الغريبة التى تضمن حقوق للانسان وحريات.. وفترة محددة للامساك بمقاليد الحكم ، وهى الديمقراطية بمعانيها ومفاهيمها ، فانكب علي دراسة عصر النهضة ، لعله يلمح شيئا من راهن امته فيحدث هو تسارعا للاحداث يفضي باستعادة الحضارة، وكانت العقبة ومفترق الطرق لهذا البعض علاقة الكنيسة بالدولة . ............. نواصل في قراءتنا عن الحضارة المفقودة الاسلام والسودان
................. شريف محمد شريف اوهايو / الولايات المتحدة .................
|
|
|
|
|
|