عودة للذات .. قبل غيابها (صِفْ وصِفْ هذا الوجود المستخفْ) بجميع آيات الجمال

سلام يا أخ علاءالدين
التهاني على ما كتبت و كفى

ولكن اسمح لي بنصيحة أدبيه أو ربما هي شكوى
طبعا للأدباء عدة وسائل للتأثير في القارئ أو السامع
فوسائل الالتقاط أو التلقي في الأدب هي السمع والبصر
يتجلى لي الآن عظمة دعاء : اللهم متعنا بأسماعنا و أبصارنا أبدا ما أحييتنا
وما دمت أنك لست هنا بقارئ حتى تستخدم أساليب اعلاء الصوت و خفضه ، أو التباكي صوتا والهمس و المد واعلاء الصوت والتقسيم الخ
فأنت تجبرنا على التلقي يالنظر
فاذا كتبت كلمة في سطر وانتقلت الى ما يليه ، فنحن مجبرون على التوقف ثم الانتقال ، وأحيانا هذا يخل ليس بالمعنى ، ولكن بالجرس الموسيقي ، وهو أساسي في بناء القصيدة واعطائنا احساسا داخليا باختلافها عن النثر ، فتتراقص دواخل نفسي للكلمات المقروءات
البعض يستخدم أسلوب البياض أو وضع النقاط في مواضع معينه ، ليترك لك السباحة في هذا المعنى قليلا أو لاظهار خوف من أن الكلمات اذا كتبت فستؤدي الى منع صدور كتابه مثلا ، أو لاعطاء معنى أنه لو كان يقرأ ، لوقف برهة قبل اكمال السطر الذي يلي
هناك أيضا أساليب أحدث باستخدام تشكيلات هندسيه للتأثير البصري ولامجال هنا لذكر أمثله ، ولكن لايجب اغفال أثر العامل النفسي لهذه الأساليب في توفير الجو الملائم للقصيده ، فاذا انتهت أحسست أنني فعلا خرجت من عالم الى عالم ، وليس من قصيدة الى عالم
يذكر الأستاذ حازم القرطاجني في كتاب منهاج البلغاء مثلا : ... فمن نحا هذا النحو وسلك في الطرق والأساليب المسالك المؤثره وذهب بها المذاهب الملائمة للأغراض وآنس بعض المعاني ببعض وراوح بينها على النحو المشار اليه ، كان جديرا أن ترتاح له النفس لأسلوبه ...
خذ أمثلة على الجميل أعلاه مما كتبت لنا ، ولاحظ الموسيقى

صف
وصف
ذاك الوجود المستخف
بجميع آيات الجمال
قف
أو لا تقف
فالليل ينذر بالهموم
الضوء أخضر لا يزال

وقارن أخي علاءالدين بالطريقة الأخرى التي كتبت بها
ولاحظ حتى في طريقة شهيقك وزفيرك وأيهما أكثر راحة لك ، في الأولى أم الثانيه
وتذكر أننا مجبرون على التوقف مع نهاية كل سطر ، فهذا اختيار الكاتب للقارئ أو قل السامع ان أردت

صف
وصف
ذاك الوجود
المستخف
بجميع
آيات الجمال
قف
لا تقف
فالليل ينذر
بالهموم
الضوء أخضر
لايزال

لاحظ كم مرة توقفت أنفاسك وتقطعت بالقراءة الثانية
عموماان أخطأت فقوموني ولا تأخذ كلامي مأخذ الناقد ، ولكنني مجرد قارئ متلقي أشكو للكاتب عن بعض معاناتي - تحياتي مرة أخرى لك و لجميل ما كتبت لنا

العزيز علاء
والله لك حق أنو الشكل الابتدائي لم يعجبك ، وكمان وين و وين لما ناخد نفس

ولكن ربما التوسط ، ولأنها أعجبتني فاذا لم تقسمها أنا راجع بالليل ان شاء الله أصنقر معاك

والسلام

كلمات ودشاموق ، مع تغيير طفيف جدا في كلمتين ، وتغيير مواضع الوقفات ، قد تروقك أو لا ولكنها نظرة مستمع يريد أن ترتاح أنفاسه شيئا ما مع هذه القراءه

خُذْ
من دمِ الأشياء حبراً أزرقاً
وصِفْ الجمالْ
جُدْ بالقوافي
واشتعل شعراً
فهذا الشعر بعض الاشتعالْ
الشعر يسكن في النفوس
على دروب الانفعالْ
تمتد من
أعلى هضاب القلب
صوب الوجد
في أقسى ظروف الاحتمالْ
صِفْ
وصِفْ
ذاكَ الوجودالمستخفْ
بجميع آياتِ الجمالْ
قِفْ
أو لا تَقِفْ
فالليلُ ينذر بالهمومْ
الضوء أخضر لا يزالْ
قمْ واحترفْ
كسرَ المتاريس التي بالحب قدْ
لا تعترفْ
هذا محالْ
في القلب دوماً
انتصفْ
قرب النجومْ
هذا زمانٌ مختلفْ
لكنه قد لا يدومْ
احرق وجودكَ كي تجفْ
حتى يقالَ
دعِ الوجومْ
أسكن بذاتي واعترفْ
بالصمت في درب النضالْ
هذا مكانك
للقلب ائتلف
ما تخفيه عنّي يكتشفْ
صوت الضلالْ
العشقُ في عينيك شيءٌ
شئ مختلفْ
سافر وحلّقْ في الخيالْ
خُضْ
في لهيبِ النارِ وحدكَ
واغترفْ
منها مواقيت الزوالْ
ما بين وهج الحُلم والخبز الرديء
وبين أشباه الرجالْ

ود شاموق
تحياتي

أخي زوربا
أراك تحدثت عن القراءة النقدية بشئ من اجحاف ، وذلك لأن الأخ علاء الدين قد قام بتغيير شكل القصيدة عدة مرات وعدلها وتلاحظ ذلك ، ولذا لم يستبين لك معنى ما كتبته له ، عموما المتلقي نفسه هو ناقد ولكن من نوع آخر
قد لا يملك أدوات النقد ، ولكنه يملك الاحساس الذي يجعله يبدي رأيه
ولكني قرنت رأيي ببعض المعلومات لصالح أخي علاء
حتى تزداد المتعه
لكما التحايا