قالت مصادر سياسية لـ"إيلاف" انه لأول مرة في التاريخ ان يحل رئيس دولة ضيفا على آخر على ارض بلاده وذلك حين يستضيف الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش الذي يزور قوات بلاده في قاعدة العديد الجوية البحرية في الخامس من الشهر الجاري شاكرا اياها على جهد اطاحة صدام حسين، امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
وزيارة بوش التي ستلي قمتي شرم الشيخ التي لم يدع اليها امير قطر وقمة العقبة تأتي في اطار جولة الرئيس الاميركي وكان مقرر له ان يزور الكويت لكنه تراجع عن ذلك لأسباب امنية كما علمت "إيلاف".
واستهجنت المصادر في كلام امام "إيلاف" الدور الذي تحاول الدوحة اضفاءه على نفسها في مرحلة ترتيب اوضاع اقليم الشرق الاوسط بعد حرب العراق، قائلة ان الدوحة يبدو فرحة بدور تخيلته او هو من صنعها او انها سربته الى بعض محاسيبها في وسائل الاعلام او كالات الانباء.
والمفترض بروتوكوليا ان يزور الرئيس الاميركي دولة قطر من بوابتها الرئيسة وهو مطارها الدولي حيث من المفترض ان يجري له استقبال رسمي يشارك فيه امير ابلاد على رأس المستقبلين، ولكن بوش على ما يبدو سيحط بطائرته الرئاسية في قاعدة العديد التي هي الأكبر في الخليج لساعات وهناك سيستقبل امير قطر الذي اجره القاعدة لثلاثين عاما آتية.
وكانت احدى وكالات الانباء بثت تقريرا قالت فيه ان دولة قطر الصغيرة والغنية تقوم راهنا بدور مثير للجدل في مسيرة السلام في الشرق الاوسط، وربطت وكالة الصحافة الفرنسية سعى الدوحة الى تطوير الدور قائلة انها تستفيد من قنواتها مع اسرائيل مما قد يثير حفيظة "الاشقاء" العرب.
وتضيف الوكالة "وتسعى قطر رغم النقد والجدل الى الاضطلاع بهذا الدور، مستفيدة من علاقات متطورة جدا مع الادارة الاميركية ستتوج بزيارة يقوم بها الرئيس الاميركي الى الدوحة".
واعترف التقرير بانفراد الدوحة منذ خلع والده عن الحكم سنة 1995 بسياسة تغرد من خلالها خارج السرب العربي مخالفة بذلك ارادة الغالبية العربية وخصوصا عن المملكة العربية السعودية التي تتزعم دول الخليج العربية.
وتشير وكالة الانباء الفرنسية الى ان امارة قطر ومن اجل تعزيز دور اقليمي فانها عرضت وساطتها في العديد من النزاعات الاقليمية وبدأت تنفتح على اسرائيل التي تبادلت معها الممثليات التجارية
سنة 1996.
وكانت قطر اعلنت رسميا انها اغلقت مقر البعثة التجارية الاسرائيلية سنة 2000 قبيل استضافة قمة منظمة المؤتمر الاسلامي بعد ان اشترطت السعودية وايران اقفال البعثة لحضور البلدين اعمال القمة، غير انه تبين لاحقا ان دبلوماسيين اسرائيليين اثنين مكلفين بهذه البعثة ظلا في الدوحة.
وابقت قطر على اتصالاتها مع اسرائيل التي تميزت خاصة باجتماع عقد في تموز (يوليو) 2002 في باريس وضم وزير خارجية قطر حمد بن جاسم بن ال ثاني ووزير خارجية اسرائيل آنذاك شمعون بيريز بالرغم من قرار عربي كان قضى بتجميد الاتصالات السياسية مع اسرائيل.
والتقى حمد بن جاسم في 14 ايار (مايو) الماضي في باريس نظيره
الاسرائيلي سيلفان شالوم. واكد في اعقاب هذه المقابلة استعداد بلاده للنظر "بجدية في رفع مستوى العلاقات" مع اسرائيل للمساهمة في تنشيط عملية السلام مجددا.
وتقول وكالة الصحافة الفرنسية "كانت هذه التصريحات مفاجئة خصوصا ان العالم العربي كان لا يزال تحت وقع صدمة
الحرب على العراق التي كان من نتائجها ان اصبحت قطر اهم نقطة ارتكاز للقوات الاميركية في المنطقة بعد ان احتضنت مقر القيادة العسكرية الاميركية الوسطى اثناء الحرب". كما ان قطر ستأوي المقر العام الجوي للقوات الاميركية في الخليج.
ومن اجل تثبيت دور قطر الاقليمي، من بعد "زعلها" الواضح لعدم دعوتها لحضور قمة شرم الشيخ او قمة العقبة، فانه نقل عن ممثل السلطة الفلسطينية في الدوحة، ياسين الشريف، فان التحركات القطرية
في ملف السلام "رائدة".
وقال الشريف الذي امضى في المهمة لدى الدوحة ربع قرن من الزمن "ان قمة العقبة (الاردن) هي "ثمرة جهود عربية و دولية من بينها الجهد القطري". مشيرا الى رحلات امير قطر الاخيرة بين واشنطن وباريس ولندن، لكن كلام الشريف الذي امتدح دور قطر في شكل مثير وغير مسبوق من دبلوماسي لم يؤيد من اية مصادر ومنها اميركية، حيث بيانات الادارة الاميركية لم تشر الى دور قطري في دفع خريطة الطريق او صياغتها.
وختاما، فانه بدل كل ذلك، فإن كل المديح الذي كالته الادارة الاميركية للشيخ القطري خلال زيارته الأخيرة، كما لاحظ مراقبون، كان متركزا على الدعم الارضي والبحري الذي قدمته الدوحة للهجمات العسكرية ضد العراق.