الى حبيبتي جوليا ....وحدها

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-22-2024, 06:00 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-31-2003, 03:32 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الى حبيبتي جوليا ....وحدها

    جوليا ...


    كم أنا مشتاق للارتماء على شاطيء عينيك ، منهكا وخائر الدهشة .. !!
    أىّ غيمة وردية هطلت بك على أرضي اليباب ، واستزرعت حقلا من الورد على صحرائي ، لأقدم لعينيك وردة كل صباح ؟
    لا يكتمل صباحي ، وأشعر فعلا انني لا زلت حيا ، الا حين أتحسس نبضي ، لأطمئن الى أنك تكملين دورتي الدموية ، وتغسلين دواخلي بالشعر ..!!
    لعينيك ، روعة النعاس ، وخدر الصحو ، وجنون التوقع ... لعينيك ، فيزياء خاصة ، كم مرة قلت لك أن عينيك " أسلحة دمار شامل" ؟!
    وأنا ... هنا فوق جسري المهلهل ، أجاهد للعبور .. اليك ، مشتاق حد الجنون ، ومجنون حد الشوق ، وحدي أهذي ..بك ، أهلوس .. بجغرافية عينيك ، وموقعهما فى خارطة الكرة الأرضية ، قريبا من الأدغال ، قريبا من البحر ، قريبا من الصحراء ، قريبا من السماء ، وقريبا جدا من أوردتي .
    حين يحضنني صوتك عبر الأثير ، اجد نفسي متمرجحا بين التنفس والاكتئاب !!
    وما العلاقة بين "الاكتئاب" و"الكتابة" ؟!
    لماذا حين أكتب اليك _ وأنت بعيدة _ أكون مملوءا الى هذا الحد ، بالتعب ؟!!

    جوليا ..

    أحبك الى الحد الذى يمنعني تماما من الاحساس بالحياة وأنت هناك مشدودة الى الوطن ، وأنا مشدود عنه ، مرتبك فى ترتيب تفاصيلي ، وغائب عن ذهني ، أتجرع الشعر ، وأنظم "القهوة" .

    تفاصيلي هنا مملة جدا ، لا جديد قط ، الشمس تشرق كل صباح ، من دون أن تظفر بديك واحد يمشي باتجاهها ويكركر بأوجاع الليلة الماضية . ويخيّم المساء ، موحشا ضائعا عن ظلمته ، ومواقيته . متوحشة هذي المدينة الى أقصي حد ، ومفترسة . لماذا يا حبيبتي أنا خائف الى هذا الحد ، لماذا أنا مرتبك وقلق ومفجوع ؟ لماذا تقتلني هذي المدينة الصابئة عن الجمال . ليتني كنت أجد دربا الى مفازاتها لأهلك عند عتبات الصحراء . لا نسمة هواء ، ولا أغنية واحدة تهدهدني عند النوم .

    جوليا ..
    اليوم ، عرفت بنبأ رحيل صديقي ثائر سلوم !!
    كنت واياه نعمل فى الصحيفة سويا . كان هو مدير مكتبها فى دمشق . أقرأ اسمه يوميا ، لك أن تدركي بأن فى هذا الفعل اليومي الساحر يكمن بعض الحب الانساني تجاه أشخاص قد لا نلتقيهم أبدا . كنت أعرف كذلك مؤنس الرذاذ ، الأردني الحزين . حين مات ، طاوعني القلم تماما لأبكيه سرا !! ثائر ، التقيته فى بيروت ، كان يرابض فى المركز الاعلامي ، فى حين كنت أتسلل الى فندق فيسنيسيا انتركونتننتال المدجج بالحراسة المشددة . كنت أنقل اليه أخبار الساسة والسياسة ، ليقوم بكتابتها وارسالها الى لندن . ثم نلتقي بعد فراغنا من مهام النهار المهلكة ، لنسهر فى "بيتيه كافيه " على أنغام الموسيقي وندخن الشيشة معا ، يأخذني فى سيارته الى فندق " الاسكندر" فى بيروت الشرقية . كان ثائر انسانا مفعما بالحياة والأمل يا جوليا . حين عرّضت عليه الذهاب فى رحلة صحفية الى جنوب لبنان ، تحمّس تماما ، وكدنا نذهب لولا ظروف أمنية حالت دون اتمام المشروع . حدثني عن زوجته وطفليه . كم أنا حزين من أجلهما ، ذهب ثائر فى طريق مطار دمشق ، ولم يكن يعرف أنها آخر رحلاته !!
    لماذا يا جوليا الموت يحاصرنا هذه الأيام ؟
    مفجع أن تكتب عن رحيل كاتب زميل ، ومحزن جدا أن تتعرّض فى كتابتك الى سقوط "شاعر" مرهف كرامي سعد ... هو الآخر رحل فى مطلع الشهر !!
    لكن الشهيد رامي سعد ، لم يكن كاتبا وشاعرا فحسب ، انه سقط مدافعا عن غزة !!
    حين عاينت وجه الزميل "عادل أبوهاشم" مساء _ غرة مايو _ ولاحظت ملامح الاعياء والوجع المحتقن فى عينيه ، وهو يدلف الى المكتب ، ادركت أن الأمر ينطوي على رحيل مفجع . قبل أن يعلمني لاحقا باستشهاد الزميل "رامي سعد" ، رحت أفكّر فى "د. عبدالعزيز الرنتيسي" الذى يحمل كفنه على كتفيه ويمضي بعزيمة قوية وصلبة فى النضال ، كنّا مساء ذلك اليوم غير قادرين على التفوّه بكلمة ، والحقيقة أن الكلمات كانت تعوزنا فعلا ، وكنا نحاوّل ساعتئذ الاتصال برفيقة دربه الزميلة أميّة جحا غير أن محاولاتنا ذهبت أدراج الرياح ، لكن أىّ عزاء كان بمقدورنا توفيره لأميّة وهي التي تعايش يوميا الوجع الفلسطيني فى أقصي حالاته ، وتسير فى درب الراحل الكبير ... الكبير "ناجي العلي " ، بل لعلها الى الآن ، لا زالت تكابد وجعا لرحيله المرّ .
    جوليا ، لا اعرف ، لماذا وأنا احادث الفنانة أمية جحا لاحقا ، تذكرتك على الفور ، كان حزنها على رامي كبيرا كبيرا . هل سيكون مقدرا علينا أن نفترق فراقا أبديا وأنا أجوب هذه المنافي ، وأقتا الوجع !! ولماذا حين نبكي الآخرين ، نبكي أنفسنا ضمنا ؟!
    لا أريد أن أموت بعيدا عن حضنك ، جوليا !!
    ولكن أية دلالة رسمها فى دواخلي رحيل رامي ، ثم ثائر وهما فى ريعان الصبا ، لماذا تتكثّف صورة الموت فى نفسي لهذه الدرجة ؟
    هل لأنك تمنحيني أملا فى الحياة ، وأنا أضحيت لا أستشعرها ؟
    مؤسف يا جوليا أن يكون المنفي هو المقابل الموضوعي للموت . الوطن هو نحن . وحين يغيب الوطن ، نغيب عن أنفسنا !!
    ثائر
    ثائر
    كان متميزا فى كل شيء ، تري كيف حال زوجته الآن ، وهو المانح مشاعره الطيبة لكل المخلوقات ، فكيف تري كان حنانه وعطفه عليها وعلى صغيريه ؟!
    أية لذة فى الموت وجدتها ثائر ، والموت كان يترصدك فى كل الأنحاء ؟
    تجولنا طويلا فى شارع الحمراء ، وتعشينا فى مطعم "بربر" ، أكلنا الكبّة ، والحمص الشامي ، وقال لى هو أن ذهابي الى دمشق لبضعة أيام سيكون مفيدا .. كم أنا الآن أتأسي على اعتذاري له ، ووعدي بالذهاب فى اقرب فرصة ... تلك الفرصة الأخيرة التى خطفت ثائر !!
    ثائر ، أيها الدمشقي الجميل .... يا سادن الشعر ، وعاشق بحر بيروت ، كم أنا غائص فى الحزن لرحيلك !!

    جوليا ، تعالي الىّ فأنا هذه الليلة محتاج جدا للبكاء طويلا على كتفك !!


                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de