ألم النفس

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-22-2024, 11:36 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-30-2003, 04:07 PM

OmDur
<aOmDur
تاريخ التسجيل: 05-03-2002
مجموع المشاركات: 785

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ألم النفس

    دخلت سيدة إلى عيادتي لإجراء فحص «تخطيط جذع الدماغ» وذلك لشك بوجود ورم في رأسها على مستوى العصب السمعي
    إن هذا الفحص يكشف وجود مثل هذا الورم، وبالتالي يضع الاستطباب لإجراء عمل جراحي كبير لاستئصال الورم
    حاولت بكلام لطيف أن أمتص شيئاً من قلقها الكبير، ولكن كان من الطبيعي أن يتشبث الشحوب بوجهها، والخفقان بقلبها، والتشنج بمعدتها، أمام شك لوجود ورم في الرأس
    وبعد أن استقرت السيدة على طاولة الفحص، وقمت بإيصال أشرطة الجهاز إلى محيط رأسها، بدأت الفحص مستعيناً بالله وراجياً منه أن لا يجعل خاتمة الاختبار حزناً وبكاءً وبأساً
    وكلما مضى الوقت كانت نتائج الاختبار توحي أن الأمور طبيعية تماماً، حتى انتهى زمن الفحص وتأكدت النتيجة الطبيعية
    أسرعت أزف البشرى إليها فلم أر فرحة تعلو وجهها، بل انقباضاً يشابه ذاك الذي كان في بداية الزيارة
    فوجئت بهذا الارتكاس وكنت أظن أنها ستحمد الله مع ضحكة واسعة، وإذا بها عبوس متشنجة
    حاولت أن أستفسر سبب هذا الارتكاس فكان الجواب التالي كما جاء على لسانها: «كنت أعمل موظفة في إحدى الدوائر الحكومية وكنت راضية بحياتي نسبياً
    وفي أحد الأيام صدر قرار بفرزي لأعمل كمشرفة على روضة أطفال الأمهات الموظفات في هذه الدائرة، ومنذ ذلك اليوم انقلبت حياتي رأساً على عقب
    فأنا أكره هذا العمل الجديد، وأمقته
    أكره إطعامهم وتبديل ملابسهم
    لا أحتمل الحياة في غرفة يبكي فيها عشرة أطفال في وقت واحد
    وحاولت أن أنتقل من عملي هذا، ولكن لا جدوى فليست لدي واسطة
    وبعد أسابيع قليلة بدأت أعاني من الكآبة والأرق من جراء العمل في هذا الجو الذي لا أطيقه، وعندما أصبت بصداع شديد مع طنين في الأذن اليمنى راجعت طبيب الشركة الذي حولني إلى طبيب اختصاصي في أمراض الأذن، وهذا الأخير أخبرني أنه يشك بوجود ورم صغير على مستوى العصب السمعي الأيمن ويحتاج إلى تخطيط جذع دماغ لإثبات أو نفي ذلك، وهكذا حولني إليك ووصلت عندك
    ولا أكتمك أنني كنت في لا شعوري أتمنى أن تكون نتيجة تخطيطك ورماً في رأسي لعلهم بذلك يستجيبون لنداءاتي فينقلونني من مكان عملي الحالي أو يقيلوني وأستريح
    أنا لا أملك واسطة، وكنت أظن أن الورم سيكون واسطتي لتبديل وضعي، فإذا بك تغتال أحلامي وتعيدني إلى نقطة الصفر
    إذاً إن هذه السيدة ترى أن وجود الورم وما يستدعيه من فتح للرأس لاستئصاله أهون ألف مرة من معاناتها وكآبتها اليومية الناجمة عن عدم رضاها عن عملها وبالتالي عدم رضاها عن حياتها وذاتها

    آنسة لطيفة خفيفة الظل أصيبت منذ أربع سنوات بسرطان في الدم، وعانت ما عانت من تحمل جرعات العلاج الكيميائي وما يصاحبها من إقياءات وتساقط أشعار وآلام نفسية
    وجهت وجهها لله وصبرت، فلم يخيب الله رجاءها فشفاها بعد سنتين من العلاج
    تزوجت منذ سنة تقريباً، وكان زواجها مثقلاً بالمتاعب منذ بدايته حتى انتهى بالطلاق بعد عشرة أشهر
    هذه السيدة تقسم الأيمان المغلظة أن معاناتها مع زوجها وأهله أصعب آلاف المرات من سرطان الدم ومعالجته
    إنه مثال آخر على أن الألم النفسي قد يكون أشد وطأة من آلام الجسد

    أعرفها منذ أن كانت في المرحلة الابتدائية، وهي اليوم في الصف الثالث الثانوي، إنها طالبة، مجدة، اعتادت أن تكون الأولى في ترتيب صفها كل عام
    إنها الآن ـ ومنذ بداية العام الدراسي ـ خائفة من امتحانات الثانوية العامة بما تحمله من تحديات تفوق طاقة معظم الطلاب، وتجعلهم يتيهون في أفكارهم يائسين منذ بداية السنة الدراسيةلقد سيطر الخوف عليها إلى درجة أنه منعها عن الدراسة والتركيز على الرغم من مرور شهرين على بداية الفصل الأول، ولا يزال القلق يكبّلها ويمنعها من إثبات ذاتها كطالبة مجدة خاضت تجارب عديدة مع الامتحانات وخرجت بنتائج مشرفة
    ألا ترى معي أنه يمكن للخوف والقلق أن يمنعا الإنسان الاستفادة من مواهبه التي أنعم الله بها عليه

    عائلة مستورة سافر أحد أبنائها إلى استراليا لعله يجد مصدراً للرزق يستر به عائلته وأهلهالحزن لم يفارق قلب الأم منذ سفره، وكذلك فعل القلق مع قلب الأب، وكان الوالدان عندما يشتد الشوق بهما يوفران من طعامهما ليدخرا ثمن اتصال هاتفي مع ابنهما، وكانا يريان السعادة تبتسم لهما عندما يسمعان ولدهما يقول على الهاتف (حبيبتي ماما) وأقبل يديك يا أبي
    حقاً إن النوم ليلتين أو ثلاثاً دون عشاء هو ثمن ضئيل مقابل جمل الحب تلك
    ولا شك أن قصة كهذه تدل على أن الحاجة العاطفية والإشباع الروحي يطغيان على الحاجات المادية في أحوال كثيرة

    بعد أن أنفق ثلاثين سنة من عمره في التدريس في المدارس الإعدادية، وادخر بشق الأنفس مبلغا يسيراً من المال، أراد الذهاب إلى عمرة إلى بيت الله الحرامقال له أصحابه معاتبين: أتنفق ادخار عمرك في العمرة، فأنت لا تكاد تسد رمقك؟
    نظر إليهم بعينين دامعتين وقال
    «إنني احتملت الوقوف ساعات طوالاً في التدريس، وادخرت الليرة فوق الليرة حتى وصلت إلى مبلغ الادخار المتواضع هذا، وكنت طوال حياتي أصبر نفسي عن زيارة البيت الحرام ومسجد رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام، ولكن الآن وقد بدأت أخطو نحو أرذل العمر فإنني أخشى أن يمنعني مرض أو موت عن زيارة تلك البقاع
    وها قد أكرمني الله بهذا المبلغ، فسأنفقه في سبيل الوصول إلى كعبة الله المشرفة والوقوف بين يدي الله لأشكره وأسأله الصبر والثبات والمغفرة
    ثم سأنتقل ـ بإذن الله ـ إلى حبيبي المصطفى عليه الصلاة والسلام، فقد اشتد بي الشوق إلى لقائه، وسأقف أمام مقامه أناجيه لعله يذكرني بشفاعة يوم الدين
    إنها قصة أخرى تثبت أن الحاجة الروحية والعاطفية تهزم الحاجة المادية في كثير من الأحوال

    وخلاصة هذه القصص أن لا نحصر تفكيرنا في حوائج جسدنا المادية فقط، وأن لا نعتبر أن الألم هو ألم الجسد فقط، فقد تتعذب الروح وتتألم النفس أعظم من عذاب الجسد، وقد تشتد الحاجة الروحية والعاطفية إلى أن تطغى على حوائج الجسد المادية
    وكم نتمنى أن يعتني الناسُ بعضهم ببعض روحياً وعاطفياً ونفسياً كما يعتنون في الملبس والمأكل والمشرب

    يا خادم الجسم كم تشقى بخدمته

    أتطلب الربح مما فيه خسران

    انهض إلى النفس واستكمل فضائلها

    فأنت بالنفس قبل الجسم إنسان

    * * *
    للدكتور/ سامى سقا امينى
    أخصائي في علم السمعيات
                  

05-30-2003, 05:54 PM

KOSTA
<aKOSTA
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 3138

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألم النفس (Re: OmDur)

    الاخت ام در

    شكرآ لك على طرق موضوع هام و حساس
    الراحة النفسية و الروحية هى التى تمدنا بهذا الدفع و الزخم للحياة و لا تستقيم الحياة بدونهما و لو توفرت كل سبلها و متعها
    اعظم انواع تلك الراحة هى الايمان بالله و الاطمئنان بطاعته و اتباع اوامره و اجتناب نواهيه .. فعندئذ يعيش الانسان فى متعه و راحة لا يعلم بهما الا الخالق الوهاب

    الحاقآ لقصص الراحة النفسيةاحكى قصة واقعية حدثت لى : كنت اعمل و لمدة اربعة سنوات فى شركة بوضع مادى و ادبى مريح " مديراقليمى للشركة " و بعد فترة اكتشفت ان هنالك مشاكل لا حصر لها بهذه الشركة .. اما ان تساير اصحاب الشركة فى رؤاهم العجيبة و المتخلفة للعديد من الامور الادارية و تلك المتعلقة بصميم عملك ، او تواجه بتحديات و مشاكل مع نفس اصحاب الشركة ان اختلفت معهم فى الرأى و ان كان رأيك صائبآ و راجحآ
    و تلك المشاكل كانت بمعدل مشكله على رأس كل يوم عملى و مرات على رأس كل ساعة
    كان لى خط صارم معهم منذ البداية و لكن اصحاب الشركات و اصحاب المال دائمآ جبناء لا يواجهونك و لكنهم يحفرون لك و يطعنونك من الخلف و نتيجة لتلك الصراعات و المشاكل العجيبة انقلبت حياتى رأسآ على عقب و اصبحت كئيبآ و لا استطيع النوم ليلآ او نهارآ ..، لا استطيع الاكل او الشرب و لا استطيع حتى التفاعل مع من حوالىّ .... و استخرت الله سبحانه و تعالى و اخترت راحة النفس عن ألمها ... و تقدمت باستقالتى عن العمل بين دهشة الجميع و أولهم اصحاب العمل و الزملاء بالشركة و الاهل ..... رفض اصحاب العمل الاستقالة و اصريت عليها و فى النهاية تحت اصرارى قبلوها .... ، و بعد الاستقالة بأسبوع دخلت المستشفى
    بقرحة نازفة
    " MALINA "
    و استمريت بالعناية المركزة لمدة اسبوع منّ الله تعالى بعدها علىّ بالشفاء الكامل .... و بعد خروجى من المستشفى و انتهاء علاجى الذى استمر بالبيت لمدة شهر بحثت عن عمل آخر و وفقنى الله سبحانه و تعالى بعمل افضل ماديآ و ادبيآ ، و منذ ذلك الحين تبدل وضعى من جميع المناحى : نفسيآ حيث استطعت بعد طول عناء ان افارق القلق النفسى الرهيب و بالتالى عدت لحياتى الطبيعية و اصبحت انام ملء جفونى و اتفاعل مع محيطى بكل الالفة و المحبة و التناغم .... و الأهم من كل ذلك اننى عدت لنفسى التى فقدتها منذ اربعة سنوات


    ألم النفس لا يعلمه و يحسه الا من عاناه و كابده ... نسأل الله للجميع اللطف و السلامة

    شكرآ ام در على الموضوع الحيوى و الهام
                  

05-31-2003, 10:42 AM

قرشـــو
<aقرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألم النفس (Re: KOSTA)


    العزيزة الدكتورة ام در

    الحمد لله على سلامة العودة

    والشكر لك على المواضيع الهامة والتى كثيرا ما يسكت عنها لاسباب كثيرة حتى لا تكادين تجدى من هو مرتاح فى عمله فالكل يسخط ويتذمر وايضا الاسباب اكثر من ان تحصى ولكل شركة ولكل مجتمع منقصاته التى تجعل الكل فى حالة رفض تام لما هم فيه..

    حقيقة ان راحة البال لا تعال بثمن ولكن من اين لنا براحة البال فى مجتمع يعج بالمتغيرات ولا تكاد تدرك ماذا يريد الاخرون منك؟؟

    الاخ العزيز كوستا

    لك الشكر على تزويدنا بتجربة حقيقية اخرى ولعل هذا ما يحدث فى معظم الشركات ولكن كثيرا ما يكون المخرج صعبا ولكنه يحتاج لمثل شجاعتك فان اعتمدنا على الله وان رزقنا منذ الازل مكتوب فلن نجبن ابدا وسنخلص انفسنا من عذاب الضمير ..

    لكم التحية والاحترام
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de