السودان والحلم الذي لن يتحقق

إضطرتني الظروف كغيري من أبناء الشعب السوداني المهجر للتغرب عن  الوطن حيث أقيم في إحدي الدول الغرب أوربية ، حيث النظام واحترام القانون حيث النظافة والانضباط .. حيث المؤسسية المسئولية والتخصصية .. سألت نفسي كثيرا  لماذا لا نكون مثلهم ، لديهم اشياء كثيرة حلوة وجميلة ، أحلم دائما ان تكون لنا وليس هنالك ما يمنع أن تكون لنا ، وأظن أنه ليس هناك ما يمنعني من الحلم ، فالحلم هو الشئ الوحيد الذي أمتلكه في هذا الزمن الأغبر ، هذا الحلم الذي اصبح مزعجا خاصة بعد عشت وسط هولاء القوم وعرفتهم ، سألت نفسي كثيرا لماذا لا نكون مثلهم ، ولما لا نكون مثلهم ، ما الفرق بيننا وبينهم ، إنهم إجتهدوا لكي يصلوا الي ما هم فيه الان ولنجتهد نحن أيضا ، حاربوا الجهل والمرض ، حاربوا الامية حتي إنتصروا عليها ، حتي الكنيسة حاربوها عندما أكتشفوا انها ستكون عقبة في طريق تقدمهم أحلم بأن يكون لنا ديمقراطية كديمقراطيتهم ديمقراطية لا يعكر صفوها عسكر ولا إنقلابات ، ديمقراطية يكون الشعب والقانون أساس لها ، ديمقراطية طويلة طول عمر حكوماتنا العسكرية ،أحلم بأن يكون لساستنا خطوط حمراء لا يحق لاي منهم أن يتخطاها ، خطوط الوطن وكرامتهأحلم بدولة كدولتهم ، دولة القانون وسيادته دولة تحترم سيادة حكم القانون وقانون يحترم الشعب وشعب يحترم القانون ،دولة ليس فيها كبير علي القانون ، أحلم بأن يكون لنا دستور دائم كدستورهم ، دستور لا يتغير بتغير الحكومات ،أحلم بأن يكون لنا برلمان منتخب كبرلمانهم برلمان يناقش قضايا البلاد الاساسية لا قضايا النواب والأحزاب ،
أحلم بأن يكون لنا أحزاب كأحزابهم احزاب تحترم برنامجها السياسي وتطبقه ، أحلم بأن يكون الوطن خالي من الأمية لكي تكون ديمقراطيتنا نزيهة ، أحلم بأن يكون الشعب السوداني هو صاحب الكلمة العليا ، أحلم بأن يكون لنا وزراء كوزرائهم يخافون من محاسبة أنفسهم قبل محاسبةالله والشعب لهم ، أحلم بحكومة سودانية تعمل من أجل السودانونهضته وأظل أحلم وأحلموأحلم ، أحلم بالسودان والحلم الذي لن يتحقق