|
|
خفق يتردد بين أضلعه نشيداً ... يغني للحياة الأجمل
|
كاليتيمة : كانت معانيه ... تحمل رأسه المتعب ، وتحتمل قلبه المضنى بالآه ، وتنطفئ بعد ذلك في برودة الحزن ! في الإنتظار المستمر لها ... كانت هي تأتيه في الرؤى : عروس خرافة ، وتبقى المشاهد اللانهائية : سرمدية .
ومع إستمرار النبض ... يبقى الإنتظار لطلوعها في بصره كأنه سطح الميناء عند الفجر ، يتحول الأنتظار للامتزاج بها : تعاقب أيام ، وصدى كلمات لا تخون !
هي اذن كل الدنيا المضيئة بالنجوم ، والغاضبة بالرمال ، والحنان بالمطر ، والجفاف بالعطش ... هي : المد والجزر في حياته ، الفياضة باللذة ، والصاعقة بالقرار الحاد !
هي التى فرضت معنى الإنسانة على وجدانها، ولسعة الجمر على أنوثتها ... وتتوهج امرأة حافلة بعطاء الإنسان : عقلا" ، وجدانا" ، قدرة ، حركة .
حين كان صوتها ينغل في وريده ... كان يكفكف دمعة هي مزيج وحشة ويأس في غياب وجهها وصوتها عنه ، وهي الإشتياق لدفء قربها منه ... للاختباء في سر عينيها الخائنتين !
أراد أن يصرخ في المسافات ... تسمعه هي يقول لها في شهقة الأشواق : دعيني أراك الآن ، الآن ... دعي دمعة التوق التي أحبسها تفر إليك لتحظى بلمسة عينيك ! لكنه حجر مع الدمعة : أمنية رؤيته لها هي وأطبق جفنيه على الحلم بها ... فقط !!
وعندما سمع صوتها ... قام من داخل صدره ، ونفى أحزانه بعيدا" بعيدا" الى جزر النسيان ، حتى تبدى له وجهها القادم من خارج الزمان ... وعندما رأها : في حدود الموت ، وبقي صمت صوتها ينقر في حدقتي عينيه ...
وكأن الزمان كله وعمره هما : وجهها الذي طفق يتأمله بلا حدود في ذلك المساء المحدود بالمكان ! تحول كله هو الى : خفق يتردد بين أضلعه نشيدا" ... يغني للحياة الأجمل
|
|

|
|
|
|