مسؤولية النقـد بين (الجـبهة) وخصـومها

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 04:58 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-21-2003, 02:07 PM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مسؤولية النقـد بين (الجـبهة) وخصـومها

    مسؤولية النقـد بين (الجـبهة) وخصـومها
    مزيد من الهوامش على طرح د. عبد الله علي إبراهـيم

    د. النور حمد
    E-mail: [email protected]

    القضاة الشرعيون والتسييس الديني:

    نشرت قبل أسابيع، مقالا، نقديا لطرح الدكتور، الفاضل، عبد الله على إبراهيم، حول ما أسماه التقليد الشرعي، والحداثة. وقد ركزت في ذلك المقال على إنحاء الدكتور الفاضل، باللائمة على الجمهوريين في تغليظ القول، على القضاة الشرعيين، في حقبتي الستينات، والسبعينات، من القرن الماضي. وقد أوضحت، في مقالي السابق، أن العراك مع القضاة الشرعيين ليس مما كان ممكنا تجنبه، أصلا. فالقضاة الشرعيون لم يتجهوا إلى الحوار، بداية، وإنما جنحوا منذ الوهلة الأولى، إلى إستخدام سيف القانون، لإسكات صوت الإجتهاد الإسلامي، الذي رأوا مغايرا، لما درسوه في مؤسسات التعليم الديني التقليدية، كالأزهر والمعهد العلمي بأم درمان، الذي أصبح فيما بعد جامعة أمدرمان الإسلامية، وكلية الشريعة بجامعة الخرطوم. كان القضاة الشرعيون، هم البادئين بالحرب، وبالتجني على الأستاذ محمود محمد طه، والإخوان الجمهوريين. ولقد قادتهم خصومتهم، المبيتة، لفكر الأستاذ محمود محمد طه، إلى درجة خرجوا فيها بالمحكمة الشرعية العليا بالخرطوم، جملة واحدة، عن قانون تأسيسها، الذي أنشئت بموجبه، وأعطوها، فجأة، وبلا مقدمات، وبلا أي مسوغ قانوني، حق النظر في قضية ردة! ومما ورد ذكره أيضا، في المقال السابق، أن تلك القضية قد رفعت من جانب بعض المشائخ، وأن بعضهم محسوب على جماعة جبهة الميثاق الإسلامي، كالشيخين، على طالب الله، وعطية محمد سعيد.

    وفي تحريات الجمهوريين اللاحقة، اتضح أن الذين تقدموا بتلك الدعوى، لم يروا بأسا في أن يزوروا القاضي، الذي تخيروه لنظر الدعوى! نعم! ذهبوا إلى القاضي، توفيق أحمد الصديق، في عقر داره، وقبل التقدم بالدعوى، ليستشيروه في رفعها!! أكثر من ذلك!! فهم من فرط غفلتهم، عما ينبغي أن يكون عليه حال القاضي، من النزاهة، والحياد، لم يجدوا بأسا في إذاعة خبر ذلك اللقاء، الذي تم بينهم وبين القاضي، في بيته، على الملأ!! بل، وذهبوا ليشيدوا بذلك القاضي، قائلين إنهم حين تحدثوا إليه، بشأن نيتهم في رفع الدعوى، لمسوا فيه غيرة على الحق، واستعدادا لنصرته!

    أردت إيراد ما تقدم، لأنني جد متعجب من إسباغ الدكتور، عبد الله علي إبراهيم، صفات حسن الذوق، وحسن التدريب، على القضاة الشرعيين، في سلسلة مقالاته الأخيرة. كما أنني متعجب أكثر، في تعويل الدكتور الفاضل، على هذا القبيل من (القانونيين) السودانيين، لكي يتولوا رسم مستقبل بلادنا القانوني، وما يتبع ذلك من مهام أخرى كثيرة، تتعلق بربطنا، بفضاءات التحديث، ومن منطلق فهم عصري للدين! ويقيني أنني لا أعمم تعميما غير منضبط هنا. فمن وصل منهم إلى درجة قاضي محكمة عليا، يمثل قطعا البقية منهم، خير تمثيل.

    بعد أن أصدرت المحكمة الشرعية العليا، بالخرطوم، حكمها بالردة، ضد الأستاذ محمود محمد طه، في نوفمبر 1968، دعت أيضا، في تذييلها لحيثيات ذلك الحكم، إلى إغلاق دور الحزب الجمهوري، ووقف نشاطه، ومصادرة كتبه، ولم تنس أن تطلب المحكمة أيضا، تطليق زوجة الأستاذ محمود منه، على زعم أنه قد أصبح (كافرا). ويترتب على ذلك تلقائيا، حسب فهم هؤلاء القضاة، ألا تبقى زوجته، في عصمته، لأنه لا يجوز للمسلمة، وفقا للشريعة الإسلامية، أن تكون في عصمة (كافر)! كما نادت المحكمة أيضا، بـ (مؤآخذة) كل من يردد آراءه! الشاهد أن المحكمة الشرعية العليا، في الخرطوم، قد دللت عمليا على قصور القضاة الشرعيين عن فهم أبجديات قضايا العصر، وأبجديات ما تعنيه الدولة الحديثة، وما يعنيه أمر صيانة حقوق المواطنين الدستورية فيها. وكل هذه الأمور كافية جدا، لسلب القضاة الشرعيين أي مزية تتعلق بالتأهيل، لرسم صورة المستقبل في بلادنا، وأي بلد إسلامي آخر.


    ثم قضية بورتسودان!

    هذا ما كان من شأن القضاة الشرعيين، ومحكمة الردة التي أقاموها للأستاذ محمود محمد طه، في الستينات. أما في منتصف السبعينات، فقد أقام الإخوان الجمهوريون معرضا لفكرتهم في مدينة بورتسودان. وكان ضمن المعروضات لوحة تتحدث عن ماضي القضاء الشرعيين، في ممالأة المستعمر، وتسلم ما سمي (كساوي الشرف) من قبل السلطات البريطانية. فأوعز كبار القضاة الشرعيين، بالخرطوم، للقاضي إبراهيم جاد الله، الذي كان، حينها، يعمل بمدينة بورتسودان، بأن يرفع دعوى قذف، ضد الأستاذ محمود محمد طه، وعددا من الإخوان الجمهوريين. أذكر منهم، المرحوم، بكري الحاج عبد الله، وبدر الدين يوسف السيمت، وأحمد المصطفى دالي. وذلك بحكم كونهم القائمين الفعليين، على أمر ذلك المعرض. فبعد أن فشلت مهزلة محكمة الردة، عام 1968، حاول القضاة الشرعيون أن ينالوا من الأستاذ محمود، بطريق آخر، وذلك بإدانته قضائيا، بتهمة القذف. وليتصور معي القارئ الكريم فداحة، أن يدان شخص، في قامة الأستاذ محمود محمد طه، الفكرية، والخلقية، في جريمة قذف. والقذف، كما هو معروف، جرم متعلق برمي الغير بتهمة باطلة. وليس للمتهم في تهمة القذف، سوى خيارين فيما يتعلق بخط الدفاع، وهما: إما أن ينكر كليا، ما صدر منه، قولا، أو كتابة، أو أن يتقدم إلى إثبات ما قاله، أو ما كتبه، بالدليل الذي لا يقبل الشك. وقد كان خط الجمهوريين الدفاعي، بطبيعة الحال، هو أن يثبتوا صحة ما قالوه في القضاة الشرعيين. وقد استمرت المحكمة لمدة من الوقت، أثبت فيها الجمهوريون بالوثائق، والوقائع، أمام المحكمة، صحة كل ما قالوه في شأن القضاة الشرعيين. الأمر الذي أضطر القضاة الشرعيين، نهاية الأمر، إلى توجيه الشيخ إبراهيم جاد الله، لكي يتنازل عن الدعوى، قبل أن تصل المحاكمة إلى نهايتها. وقد استطاع الأستاذ محمود محمد طه، أن يحول القضاة الشرعيين، من متظلمين، إلى متهمين. وتحولت القضية، من ثم، إلى محاكمة مفتوحة، لتاريخ القضاء الشرعي. ولم يجد الشاكي، القاضي، إبراهيم جاد الله، نهاية ألمر بدا من الإنسحاب، نزولا عند رأي رؤسائه. فانسحب عن الدعوى، وجرى من ثم، شطب القضية.

    الترابي وزعامة ألوان الطيف السلفي:

    أردت من إعادة سرد تلك الأحداث، التذكير بضرورة ألا نقفز فوق الوقائع التاريخية، ونرسم صورا وردية لتاريخ مؤسساتنا، لا تسندها حقائق، جلية، ولا تقوم على واقع الممارسات العملية، لهذه المؤسسات. وأود أن أضيف إلى ذلك، أن موقف القضاة الشرعيين، من الأستاذ محمود محمد طه، والجمهوريين، في حقبتي الستينات، والسبعينات، من القرن الماضي، لم يكونا موقفين معزولين عن السياق السياسي العام، والجو السياسي الذي خلقته جبهة الميثاق الإسلامي، بقيادة الدكتور حسن الترابي، وعبأته بكل ملتهب، من شعارات الهوس الديني. خاصة ما كان من أمر المزايدات بورقة الدستور الإسلامي. فقد استهدف الخط السياسي التعبوي، الذي انتهجته جبهة الميثاق الإسلامي، تصفية الدستور القائم وقتها، ومن ثم تصفية أساس الديمقراطية السودانية. وقد تجلى ذلك، أبلغ التجلي، في انمحاء الخطوط الفاصلة بين السلطات الثلاث، التشريعية، والتنفيذية، والقضائية، الذي تجسد في قضية حل الحزب الشيوعي الشهيرة. فحين حكمت المحكمة الدستورية، ببطلان حل الحزب الشيوعي، سار رئيس الوزراء وقتها، السيد، الصادق المهدي، على خطى الدكتور الترابي، وقال: إن حكم المحكمة العليا، مجرد حكم تقريري. وجرى من ثم وضع السلطة التشريعة، والسلطة التنفيذية، فوق السلطة القضائية. ومنذ تلك اللحظة بدأ مسلسل البلايا الذي حول القضاء السوداني إلى أضحوكة، وإلى تابع ذليل للسلطة التنفيذية، تحركه كيف شاءت، مما وسم معظم عهود الحكم، التي تلت.

    بعد عام واحد فقط، من ثورة أكتوبر 1964، بدأت جبهة الميثاق في تعبئة الشارع بالشعارات الإسلامية، متعمدة إرباك المشهد السياسي السوداني، وديمقراطيته المتعثرة. فجرى حينها، الكثير من خلط الأوراق. وقد كان هدف جبهة الميثاق، منذ البداية، هو تقصير الحقبة الديمقراطية، ما أمكن، عن طريق سحب البساط من تحت أقدام الحزبين الكبيرين. وذلك، عن طريق جرهما للمزايدة على الشعار الإسلامي. وقد ظهر نجاح جبهة الميثاق، في جرجرة الحزبين الكبيرين، إلى خندقها، أوضح ما يكون، في قضية حل الحزب الشيوعي السوداني، كما تقدم شرحه. وقد بدأت تلك الجرجرة تأخذ تجسيدها العملي، عقب حادثة طالب معهد المعلمين العالي، الشهيرة، مباشرة. وقد اعترف قادة (الإخوان) أنفسهم، مؤخرا، باستغلال تلك الحادثة، أبشع إستغلال. في تلك القضية، وقف الحزبان، الكبيران بالفعل، ضد جوهر المباديء الديمقراطية، التي أتت بهما إلى الحكم. ويمكننا أن نؤرخ لبداية الممارسات المنحرفة، في أسلوب المعارضة،السياسية، بتذكر تلكم الأيام المظلمات.

    المعارضة في الوضع الديمقراطي، المعافى، هي الوجه الآخر للسلطة التنفيذية. المعارضة الراشدة لا تعمى عن رؤية المشروع الوطني، وثوابته. وهي بهذا المعنى تمثل الوجه الآخر للسلطة التنفيذية. كما تمثل المؤسسة التي ينبغي أن تعين السلطة التنفيذية، على السير فوق الجادة، دون تلاعب بالثوابت الوطنية. غير أن المعارضة أصبحت منذ تلكم الأيام، لا هم لها، البتة، سوى الوصول إلى الكرسي، وبأي سبيل، وأي ثمن. وبما أننا مقبلون، في المستقبل القريب، على ممارسة جديدة للديمقراطية، فينبغي أن نراجع ممارستنا لمفهوم المعارضة عبر حقب الحكم الوطني، ودراسة التأثيرات السالبة لأسلوب المعارضة المنحرف، على جملة المشروع الوطني، وعلى عملية بناء الثوابت فيه. والحق أن كل ألوان الطيف السياسي، يمينا، ويسارا، ووسطا، قد أسهمت بقدر،يقل هنا، ويكثر هناك، في تلك الممارسة، المدمرة، القصيرة النظر. ولابد من التأكيد، في نهاية هذه الفقرة، على أن أساليب المعارضة، غير البناءة، قد ابتدرها، أصلا، الحزبان الكبيران، الأمة، والإتحادي، بُعَيْد فجر الإستقلال، وقد تعلمتها منهما الأحزاب العقائدية، كالإخوان المسلمين، والشيوعيين.

    فكر الإخوان المسلمين هو المسؤول الأول:

    لقد أسهم الشيوعيون السودانيون، دون شك، في تحويل العمل النقابي، إلى أداة ضغط سياسي، وإلى وسيلة لاحراج للحكومات، وأرباك خططها، وإفقادها توازنها. وقد تم كل ذلك، تحت غطاء المطالب النقابية المشروعة. وهذا نمط من أنماط المعارضة المضرة بالمشروع الوطني. واليسار مطالب، بتقفي هذه التجربة، ودراسة آثارها السلبية، على مجمل حركة التنمية الإقتصادية، والسياسية، في التنمية في البلاد. ولتكن السكك الحديدية، الحق الأول لمثل هذه الدراسة النقدية. أما في في مجال تخريب الممارسة الديمقراطية، فإني أميل من حيث الوقائع التاريخية، إلى الإنحاء الأكبر باللائمة على (الحركة الإسلامية السودانية) في ما يتعلق بإرباك تطورنا الديمقراطي. وعل هذه الحركة إعادة قراءة، ممارساتها السياسية، التي لم تقف وراءها أية فكرة، أو اي مشروع واضح المعالم. ينبغي في تقديري، على (الحركة الإسلامية) أن تعود إلى جذور أزمتها، في المرتكزات الفكرية، الضحلة. وما من شك أن جبهة الميثاق الإسلامي، التي ملت الساحة السياسية ضجيجا، في الستينات، لم تكن لها فكرة. وكل ما قامت عليه، لم يكن، في حقيقة الأمر، أكثر، من تلك الشذرات، غير المتماسكة، التي جاء بها الرواد الأوائل من السودانيين، الذين تتلمذوا على حركة الإخوان المسلمين المصرية. وكل حصيلة أولئك الرواد السودانيين الأوائل، لم تكن أكثر من ردود فعل عاطفية، لما استقوه، وتشربوه، من (مانفستوهات) محمد قطب، وسيد قطب، التحريضية، الغاضبة، ومعمياتها الشعارية، المراوغة، وخطابها المنغلق العنيف. يضاف إلى ذلك، فإن تلك الطلائع (الإخوانية)، قد تأثرت أيضا، بالرافد الإخواني القادم من شبه القارة الهندية. وهو رافد موغل في الإنغلاق، والسلفية، والتعنت. (راجع أراء أبو الأعلى المودودي، في (الحجاب)، و(حقوق أهل الذمة). ولذلك، لم تكن عقول من تصدوا لرفع الشعار الإسلامي، وتحكيم الإسلام في حياة الناس، مغايرة في شيء، لعقول سائر المشايخ، من السلفيين. وهذا هو ما جعل القضاة الشرعيين، ومدرسي التربية الإسلامية، وغيرهم ممن تلقوا دراسات إسلامية (وظيفية) امتدادا طبيعيا لرأس الحربة، الذي مثله فكر الإخوان المسلمين السياسي، الراديكالي.

    كانت بدايات الحركة الإخوانية الإسلامية، في السودان، غارقة في العاطفة، والعموميات، والتبسيط. وقد وضح من كثير من مواقف هذه الحركة، ونهجها، وطرحها، أن أفق قياداتها، المعرفي، والسياسي، لا يمتاز كثيرا، على أفق مجنديها من طلبة الثانويات. وما من شك، ان كثيرا من التطور قد لحق بفكر بعض تلك القيادات، فيما بعد، وبخاصة الدكتور حسن الترابي. غير أن ذلك التطور، لم ينعكس إيجابا على الممارسة السياسية في الدولة الأنموذج التي أقاموها عن طريق إنقلاب الإنقاذ 1989 في السودان. فرغم كل ما قام به الدكتور الترابي، مؤسس (دولة الإخوان) في السودان، من مغازلات ثرة لآفاق التحديث، ومن مناورات لتجاوز التركة السلفية المثقلة، المشرجة أصلا، في جسد حركته، إلا أن دولته، بقيت مشدودة إلى الجذور النابتة أصلا في تربة التبسيطية، الشعارية، الهتافية، الأولى، التي انطلقت منها قبل نحو خمس عقود. كما أن التطور الذي أصاب الترابي، لم يكن تطورا أصيلا، بقدر ما كان جملة من الإلتواءات، و(البهلوانيات) التي أودت، نهاية الأمر، بمصداقيته، حتى وسط قومه أنفسهم. فقد درَّب الدكتور الترابي تلاميذه، على كل الأساليب (البراغماتية/الميكافيلية)، فأراه تلامذته، نهاية الأمر، صنفا منها، لم يخطر له على بال. ولسوف أفرد مقالا عن التطور السياسي، للدكتور الترابي، في وقت لاحق. أركز فيه على تناقضاته، ووجوه الثرة، المتقلبة، وكيف أنه جنى الشوك الذي زرع.


    ظل سيد قطب الباقي:

    استماتت قيادات الحركة الإخوانية، بطريقة وأخرى، في التمسك بما دعا إليه سيد قطب، منذ البداية. وأساس ذلك ألا يناقشوا القضايا، وإنما يرفعوا الشعار، حتى يصلوا إلى السلطة. وقد أشار الدكتور الطيب زين العابدين مؤخرا، إلى هذه العلة القاتلة. لقد شدد سيد قطب، أكثر ما شدد، على الإستعلاء بالإيمان، بزعم أن المجتمع في مجمله، لا يعدو كونه قبيلا من (الجاهليين). وشدد على ألا يجيب المتحمسون على دربه، لفكرة إقامة الدولة الإسلامية، على الأسئلة المتعلقة، بتفاصيل الدعوة، وإنما يكتفوا، فقط، بالدعوة إلى العقيدة. ومن ذلك المنحى، المستسخف للفكر الإنساني، والمستخف به، جاءت العزلة، وجاء كثير من الإستعلاء الجاهل على منجزات العقل البشري، وجملة معارف الحضارة الإنسانية. ولذلك فقد أصبحت أميز مميزات هذا التنظيم، هي التبسيط، والغوغائية. فهم أكبر من مارس الغوغائية، ضد كل الخصوم السياسيين، وضد كل طرح فكري يستدعي إعمالا للعقل. وقد عانى الطلاب الجمهوريون، على وجه الخصوص، في كل الجامعات، والمعاهد العليا السودانية، الأمرين من غوغائية الإتجاه الإسلامي. واستمر ذلك الحال بهم حتى، منتصف الثمانينات، حيث جرى إغتيال الأستاذ محمود محمد طه، وبدأت مطاردة الجمهوريين، ومضايقتهم. وخلاصة القول، أن هذه الحركة الإخوانية، التي تولت إدارة الدولة، في السودان، قد انطلقت من تبسيط ساذج. لقد اتبعت، في مجمل خطها السياسي، أسلوب ما يسمى عند الغربيين، بـ (self-fulfilled prophecy). ويعني ذلك، أن يطلق المرء نبوءة، ثم يعمل من جانبه، بكل الوسائل، لكي تتحقق تلك النبوءة. فقد تنبأ (الإخوانيون) بقيام الدولة الإسلامية على أنقاض الممارسة الديمقراطية، وعلى أنقاض الدستور العلماني، في السودان. ولكن دون أية تفاصيل. مستندين في كل ذلك، في الخمسينات، والستينات، من القرن الماضي، على أدبيات (جاهلية القرن العشرين). ولذلك فقد عملوا بكل الوسائل الممكنة، لكي تفشل الديمقراطية، ويفشل الدستور العلماني. ولهذا فإنني أعزي ارتباك المشهد السياسي في السودان، منذ أكتوبر 1964، وحتى يومنا هذا، إلى عمل (الإخوان) المنظم، والدءوب، لتحقيق تلك النبوءة الأولى.

    الترابي، وحقبة نميري:

    ولأن الجبهة لم تحدث في مسارها أي نقد، ذي بال، فقد سارت على نفس منهجها القديم، أثناء حكم جعفر نميري، وعقب سقوطه أيضا. ففي أثناء حكم نميري، حول الترابي، وقبيله نميري، يبن يوم وليلة، (من سامر ليل مسكين) إلى خليفة للمسلمين! أركبوه مركبا صعبا، و(كلفتوه)، حتى بلغوا في تلك (الكلفتة) أن بايعوه جهارا، نهارا، في قرية أبو قرون، شرقي النيل الأزرق. وقال يس عمر الإمام، الذي كان وقتها، أحد كبار قياديي التنظيم الإخواني، وأحد كبار المسؤولين المايويين، في الإتحاد الإشتراكي، وصحافته، عن بيعة نميري، بقرية أبو قرون، ما يجعل المرء يحار. جاء فيما أوردته عنه صحيفة الأيام السودانية، الصادرة في 23/8/1984 قوله:

    ((انهمرت الدموع في أبي قرون وهي تستعيد ذكرى السيرة العطرة ومواقف الصحابة في بيعة الرضوان) ..... (وتحرك رئيس الجمهورية وسط الناس لا يحيط به الحراس) ..... (البيعة عهد سياسي يقوم على ركائز الدين وفعل ديني ينظم أمر المؤمنين في السياسة) .... (وأمر البيعة لا يستوي إيمان المرء إلا به) ...... (نحن نبايع اليوم على سلطة متقدمة نحو الدين) ..... (واليوم تعود إمامة الصلاة إلى إمام المسلمين) ..... (حسمت البيعة الصراع الذي يظل يدور السنين المائة الماضية) ...... (ولأول مرة في تاريخ المسلمين تأتي الشورى واضحة وملزمة في صيغة البيعة للراعي)).. إنتهى .. ويستمر السيد، يس عمر الإمام قائلا:

    ((يسري التجديد في المسلمين كل مائة عام أو يبعث الله من يجدد لها أمر دينها) ..... (وتأتي هذه البيعة مظهرا وجوهرا ورمزا وعنى تزيل الحرج من النفوس وتقطع الطريق على النكوص والردة)).. إنتهى .. (راجع كتاب محمد سعيد القدال، (1992) (الإسلام والسياسة في السودان). دار الجيل: بيروت، ص ص 221-222)

    لقد سعت حركة الترابي إلى السلطة، بكل سبيل. وقبل أن يبلغ الأمر، درجة احتواء نظان نميري، من الداخل، والتغلغل في مؤسساته، وصياغة قوانين سبتمبر، ومبايعة نميري، خليفة للمسلمين، بدأت فكرة البنوك الإسلامية، التي مثلت ضربة البداية لسيطرة جماعة الترابي على الأسواق. وقد اتسعت نتيجة للإزدهار التجاري، للتنظيم، عضوية الجماعة، اتساعا أفقيا، خرافيا. وقد أصبح المال، والوظيفة، والتسهيلات التجارية، والقروض، والمنح، والبعثات إلى الخارج، وكثير من صور الإغراءات، عناصر جديدة، شديدة الفعالية، في توسيع العضوية. وهذه مرحلة نحتاج فيها إلى دراسات تفصيلية تكشف كل مخبوئها. ففي تلك المرحلة، بدأ أيضا، التغلغل في الجيش، وفي الشرطة، وفي كل أجهزة الدولة. وما أن سقط نظام نميري، حتى ظهرت حركة الترابي، في قامة غير مسبوقة، من حيث الثراء، والماكينة الإعلامية، والإرتباطات الدولية الواسعة، والتحكم في مفاصل إقتصاد الدولة السودانية. في هذه المرحلة، غير الدكتور حسن الترابي، إسم حركته، إلى (الجبهة القومية الإسلامية)، وما أن جاءت الإنتخابات، حتى أصبح، حزب الجبهة، ثالث أكبر حزب في البلاد، كما أصبح رقما لا يمكن تجاوزه، في حسابات السياسة السودانية، مما إضطر السيد الصادق المهدي إلى التحالف معه، وابتلاع كل الشعارات البراقة التي أطلقها عقب الإنتفاضة في أبريل 1985.

    وما أن وصلت جماعة الترابي، إلى البرلمان، في 1986، حتى بدأ العمل ضد حقبة الديمقراطية الثالثة، بهدف تقصير عمرها، أيضا. وقد نجح ذلك المخطط، نجاحا باهرا. فقد استغلت الجبهة القومية الإسلامية كوادرها الإعلامية، وصحفها الكثيرة، في توجيه الضربات للنظام الديمقراطي، حتى جعلت منه هيكلا فارغا، وشبحا بلا روح. كما أظهرت انحيازا كبيرا للجيش الذي كان يحارب في الجنوب، في ظروف بالغة السوء. كما بدأ المعهد الإسلامي الإفريق، (جامعة إفريقيا العالمية، لاحقا) في استدراج ضباط الجيش والشرطة للكورسات، والدورات، مما وسع الجسد السلفي، وسط الجيش. وانقلب الميزان الذي كان مائلا داخل الجيش، نحو اليسار (الضباط الأحرار) وصار أميل إلى جانب الفكر السياسي (الإخواني). وتمكنت الجبهة، من خلال الضرب المتوالي علي النظام الديمقراطي المرتبك، من عزله عن الجماهير، مهيأة بذلك الجمهور، لقبول أي انقلاب يحدث. وقام الإنقلاب المدبر أصلا، ولم يذرف أحد من العالمين دمعة على حكومة السيد، الصادق المهدي الباهتة، الواهنة. وسقط ميثاق الدفاع عن الديمقراطية، سقوطا مدويا، في أول تجربة أعقبت التوقيع عليه. وهكذا، جاء الفكر (الإخواني) منفردا، إلى السلطة، ولأول مرة، في تاريخ السودان، في صبيحة الثلاثين من يونيو 1989. وهنا تحقق للإخوان هدفهم الأساس، الذي عملوا له منذ منتصف الستينات، وأستخدموا في سبيل الوصول إليه، كل وسيلة ممكنة، أخلاقية، كانت أم غير أخلاقية.

    من (يا أمريكا لمي جدادك) إلى التعاون في مكافحة الإرهاب!

    الشاهد أن الجبهة لم تؤمن أصلا بشراكة القوى الأخرى لها. ظانة أنها حين تتسلم مقاليد الأمور في البلاد، بمفردها، سوف تتمكن من إدارة شؤون البلاد، بلا شراكة من أحد. كما ظنت أنها سوف تعيد صياغة كل شيء في السودان. وقد بادرت بالفعل، منذ الثمانينات، إلى إطلاق شعارات، (أسلمة المعرفة)، وهو شعار وضح تنطعه، وغموضه، وفراغه من المحتوى، منذ البداية. فالتيار (الإخواني) قد كانت منذ البدء، عملا (حركيا)، ولم يعط جانب الفكر كبير اهتمام، في يوم من الأيام. بل هو قد انبنى أساسا، على تسفيه الفكر، والحط من قدر العقل، والإعلاء من شأن العاطفة الدينية الفجة. ولذلك، ما لبثت أن شرعت الإنقاذ، فور تسلمها للسلطة، في تصدير (الثورة) إلى خارج البلاد. متجاهلة ما يمكن أن يجلبه هذا الإتجاه، من مخاطر ماحقة، على نظام وليد. وما لبثت، أن فتحت البلاد لكل التنظيمات المهووسة، وكل الأفراد المهووسين، جاعلة من نفسها رأس الرمح، في حركة اسلامية أممية، تطمح إلى تغيير الإقليم، وإعادة صياغة معادلات توازن القوى على وجه الكوكب، برمته. كما تعالت أيضا، على الصراع الداخلي، فيما يتعلق بمشكلة الجنوب، وانتهجت أسلوب الحسم العسكري. وظلت على حالها ذاك، حتى جاءتها الضغوط من كل حدب، وصوب، فأحست لذعات الخطر، فأخذت تكفكف بساط مطامحها، وأخذت شعاراتها تنحو نحوا متواضعا، شيئا فشيئا. وما لبثت أن أصبحت الخاطب الأول لود أمريكا في الإقليم، بعد أن كانت تردد، بملء الفم: (يا أمريكا لمي جدادك). وحين خرج المارد الأمريكي من قمقمه، عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، قدمت الإنقاذ كل ما حوته جعبتها عن الإرهابيين الذي سبق أن دعتهم، وآوتهم.

    وفي الداخل خفتت مصادمات الإنقاذ الأولي لواقع السودانيين الثقافي، ونمط حياتهم، وتقاليدهم المتوارثة، المنبعثة من منطلق الإستعلاء الديني. مات مشروع تهميش النساء في الحياة العامة. وماتت محاولات فصل الرجال والنساء في وسائل المواصلات في مهدها، بعد أن تعثرت في فضاء الواقع العملي، وأصبحت مثار تندر، ومجالا لتأليف النكات. وقلت المضايقات لحفلات الأعراس، ولتقاليد السودانيين، في هذه الأعراس. ومؤخرا جدا، إنهزمت حملة محافظ الخرطوم، المتشدد، مجذوب الخليفة، حين حاول أن يحارب النساء في تحصيل أرزاقهن، بإسم الدين. ثم ما لبث النظام الإخواني الوهابي النزعة، فيما يتعلق بالنظرة إلى الطرق الصوفية، أن فتح الباب للطرق الصوفية، على مصراعيه. فلم تشهد الطرق الصوفية، في عمرها المديد، احتفاء من جانب الدولة كالذي تشهده الآن، على عهد الإنقاذ. وعموما أوشكت الحياة في السودان، بشكل عام، أن تعود إلى طبيعتها القديمة. ولله الحمد من قبل ومن بعد.

    الشاهد أن هذه الحركة الميكافيلية، التي جاءت لتهد الواقع، وتبنيه من جديد، فشلت في مشروعها هذا الذي رعته منذ الخمسينات، من القرن الماضي. وهذا من فضل ربي، على أهل السودان، وعلى أهل هذه الحركة المستعجلة، أنفسهم. والفكر (الإخواني) الذي امتصت ثوريته، ودغمائيته، عناصر كثيرة، في الواقع السوداني، ومنها طول بال السودانيين، وصبرهم، والتحولات العديدة المتتابعة في الساحة الدولية، مطالب الآن، بنقد نفسه، نقدا شفافا، شافيا. وعلامة النقد الشفاف، الشافي، وعلامة صدقه، أن يصل إلى تفكيك، موروث الحركة مما سمي (الإستعلاء بالإيمان)، الإخواني، الذي تحدرت سيوله من منابع، حسن البنا، وسيد قطب. وأن ينعكس كل ذلك في واقع ممارستنا السياسية، فنصبح جميعا، كسودانيين، على قدم المساواة، من حيث أهمية كل منا، للمشروع الوطني، الشامل. وهي فيما أرى، لم تفعل ذلك بعد. ومن بدأوا هذا النقد، من أنصارها، كالدكتور الطيب زين العابدين، والدكتور حسن مكي، والدكتور عبد الوهاب الأفندي، والصحفي، محمد طه محمد أحمد، والصحفي، عثمان ميرغني، وغيرهم، مارسوا، حقيقة الأمر، نقدا خجولا، لا يسمن، ولا يغني من جوع. فكلما قرأت لهم، كلما أحسست أن هناك (تابو) يعجزون عن مقاربته، فيما يتعلق، بجذور الحركة، ورؤيتها التبسيطية الأولى. وكأني بهم يزورون من إدانة كثير من المحرج في تاريخ حركتهم. غير أنه لا مناص من نقد شاف، شفاف، يقفل باب الوصاية على الخلق بإسم السماء، مرة واحدة، وإلى أن يرث الله الأرض، ومن عليها.

    النقد الذي نتطلع إليه:

    نحن اليوم، أكثر ما نكون حاجة إلى أدبيات نقدية ثرة، في هذا المنحى. أدبيات تتقصى صعود فكر سيد قطب التعبوي العاطفي، المستعلي بالإيمان، وتمدده (الحركي) في الفضاء السوداني. وليتأمل معنا كل الذين رعوا هذا المشروع المتهوس، ظاهرة الخمود البالغ السرعة، للصورة الطهرانية للدولة، التي رسمها (الإخوان) منذ الخمسينات. ثم اضمحلال(الأشواق) الإيمانية، العاطفية، وذهاب زخمها، وبريقها، بعد تجربة للحكم لم تبلغ بعد، العقد والنصف، من الزمان!

    والنقد الذي نتوقعه، ونتتطلع إليه، لا تفي بالغرض فيه، المقالات الصحفية، التي تظهر، هنا، وهناك، في المناسبات، من ذلك النوع الذي غالبا ما تدفع بها إلى الواجهة، الأحداث السياسية. نحن بحاجة إلى خبرة، وقلم الدكتور عبد الله علي إبراهيم، لكي نعمل جميعا في وجهة النقد الصارم المحايد، لعوارتنا الفكرية والسياسية لا دمدمتها. بالقفز على الإختلافات الجوهرية، خاصة، ما يتعلق بدستورية القوانين، وحقوق المواطنة، وابتعاد الدولة عن لعب دور الحارس للفضيلة وللقيم، وللأخلاق. فالسلطة، بطبيعتها، مظنة فساد، وإفساد، أكثر من كونها مظنة رشد، وهداية. ودونكم تاريخ الدول، دينية، وغير دينية. ودونكم سلطة الإنقاذ الحالية، التي وعدتنا بمجتمع العدل والفضيلة، أول ما أتت. حتى أن السؤال اليوم، ليس: أين نحن من حيث الفضيلة، مما وعدتنا به الإنقاذ؟ وإنما، السؤال هو: أين نحن مما كنا عليه حالنا، حين جاءتنا الإنقاذ!!

    نحن بحاجة إلى تثبيت الثوابت، التي لا تكون الدولة متمدينة بغيرها، وهي الحقوق الأساسية. والدول الغربية التي تحكمها دساتير علمانية، ليست دولا ملحدة. ولكنها دول تركت أمر الدين لمنظمات المجتمع المدني. فأي حديث عن تطبيق للشريعة الإسلامية، مهما تحايلنا عليه، يعني بالضرورة تقويضا للدستور، ومصادرة للحقوق الأساسية. كما يعني وصاية للحاكم على المحكوم، ووصاية للرجال على على النساء، وعزلا للرجال عن النساء. ثم هذه هي نماذج الدول الدينية، حية امام ناظرينا: كانت الدولة دينية في أفغانستان، على أيام طالبان، وهاهي اليوم قائمة في السعودية، وفي إيران. فهل هذه نماذج يمكن أن تغري أحدا بالإقتداء؟ لماذ نريد أن ندخل أنفسنا في مثل هذه المطبات المحرجة، وننصرف عن قضايانا الرئيسة، في التنمية، والتطوير، والتحديث؟

    في تقديري، أن الكتابات الأخيرة، للدكتور عبد الله علي إبراهيم، لا تعين كثيرا، في وجهة. النقد الذي نحتاجه، ونتطلع إليه، وننتظره. فمقالاته مالت إلى تلميع، مناهج، ومقاربات، هي من العتاقة، بحيث يستحيل تلميعها. وهي قد بدت، أقرب ما تكون، إلى (عمل الشربات من الفسيخ). نحن بحاجة إلى حفر كثير في بنية العقل السلفي. وذلك لا يكون بتملقه، وإنما بمواجهته، دون مواربة. وكون الجبهة قد بنت لنفسها صرحا في حلبة السياسية السودانية، وأنشأت لنفسها دولة، وأحرزت ثروة، وأصبحت رقما لا يمكن تخطيه، في حقل السياسة في السودان لا يعني أن نزايد على نهجها، وأسلوبها، ونقبلهما على علاتهما، فقد كانا خاطئين. لست أدعو إلى رمي كل جسد الجبهة من النافذة، فذلك غير ممكن، إضافة إلى كونه غير مطلوب. ما أرمي إليه هو تفكيك فكر الجبهة الإستعلائي، الإنتهازي، الميكافيلي، وتجريده من أي خرقة دينية تدثر بها في الماضي. هذا منعطف تاريخي، يجب أن نقبر فيه جثة العقل السلفي، وتخلقاته السياسية، في واقعنا الساسي. بنية العقل السلفي هذه، هي التي قد قضت على محاولات التنوير في بلادنا، و قادت إلى قتل رواد التنوير، على أعواد المشانق. نعم على القوى المستنيرة، والطليعية، في كل فضاءات المعرفة، أن تمارس نقدا. غير أن على المؤسسة السلفية، وجسدها السلطوي المتمثل، في الإنقاذ، أن تمارس نقدا أكثر، حتى تذيب نفسها في الفكر السوداني، وتقطع عنها هذه الجذور الأجنبية المنبتة. وعلى المفكرين أن يعينوها على ذلك، ولا يمدوا لها في باطلها.

    في المقال القادم، أكتب هوامش حول كتاب الدكتور عبد الله علي إبراهيم، (الإرهاق الخلاق)، وكتاب الأستاذ عبد الخالق محجوب، (آراء وأفكار حول فلسفة الإخوان المسلمين).
                  

05-22-2003, 05:34 AM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسؤولية النقـد بين (الجـبهة) وخصـومها (Re: Dr.Elnour Hamad)


    الأخ العزيز النور
    لقد تابعت بشغف مقالك الجيد في تأسيس فلسفة للنقد الموضوعي والمسئول الذي يقوم على الحقائق والبينات .. والمتتبع لحركة الإسلام السياسي بشقيه الإخواني والطائفي سيجد مادة وفيرة من التناقضات والكذب المتكرر بل الغدر والخيانة وما إلى ذلك من ذميم الصفات التي جاء الإسلام أصلا لتخليص الناس منها.. ويبدو أن ذلك هو عين المقت الذي ورد في الآية الكريمة "يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون" .. فحينما رفعت تنظيمات الإسلام السياسي شعارات تحكيم شرع الله وأسلمة الحياة العامة في حين أن أتباعها لم يعيشوا دعواتهم في أنفسهم ولم يلزموها بها أصبحت وبالا عليهم وصابهم المقت الذي أنذر به وعيد الآية .. فنتجت عن تجربة هذه الحركات شخصيات سياسية وقيادية درجت على الكذب والمراوغة وأساليب الخداع واللعب على الحبلين للدرجة التي لا يملك المرء إلا أن يفقد الأمل في صلاحها في هذه الدورة الوجودية الراهنة لطالما أدمنت ذلك وقد قال النبي الكريم: "لا يزال المرء يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا" ولكن العزاء أن دائرة وعي القاعدة في اتساع وكتابة مثل هذا النقد الموضوعي الذي افترعته قمين بأن يعضد من ذلك ويحدث الثورة الفكرية المرتقبة في عصر ثورة المعلومات هذا الذي نعيشه الآن ولعلك تذكر إهداء الأستاذ في كتابه عن الترابي والذي اختار له اسم:زعيم جبهة الميثاق الإسلامي في ميزان :- (1) الثقافة الغربية (2) الإسلام .. فقد جاء في ذلك الإهداء:

    ((إلى الشعب السوداني:
    الذي لا تنقصه الأصالة ، وإنما تنقصه المعلومات الوافية.. وقد تضافرت شتى العوامل لتحجبه عنها.))

    وإني لأرجو مخلصا أن نسعى جميعا لتمليك الشعب السوداني المعلومات الوافية وقد تضافرت العوامل الآن لتمليكه لها ..
    لقد كتب الجمهوريون كتبا كثيرة عن تنظيم الجبهة وكذبه ومفارقاته الأخلاقية والدينية ولكن ما حدث من هذا التنظيم بعد أن آلت إليه السلطة (أو قل اغتصبها) في يونيو 1989 لأمر يتضاءل أمامه كل نقد وكل تقييم .. وهو فوق أنه أثبت أن تلك الجعجعة والتنادي بدولة الإسلام وبمجتمع العدل والشريعة وما إلي ذلك من شعارات جوفاء التحفت قداسة الدين ، لم تعد تخدع أحدا وقد انكشف الخباء وبان المدسوس .. لكن ، يظل أمر توثيق التجربة وابراز تناقضاتها واجب على كل حادب على مصلحة هذا البلد المنكوب ومستقبله ، بالرغم من مقدار الألم الذي يثيره اجترارها ، حتى تكون شاخصة وحاضرة في ذاكرة الشعب ، إذا ماأتيحت له فرصة أخرى للأختيار ، ليحسنه هذه المرة ..
    أنا بدورى سأسعى لنشر بعض ما عندى وقبل أن أبدأ عن تجربة ما بعد يونيو 1989 سأنشر بعض ماكتبه الجمهوريون عن تجربة الدعاة السلفيين قبل ذلك إذ أن الصورة كانت واضحة للجمهوريين منذ ذلك العهد البعيد عما سيؤول إليه حال البلاد إذا قدر لقوى التخلف والهوس الديني أن تستأثر بالسلطة الزمنية والدينية كما حدث بالفعل .. وستكون بدايتي بنشر وقائع محكمة بورتسودان التي لخصتها أنت هنا تلخيصا جيدا وأنا واثق من أن المتابعين لها سيستمتعون ويستفيدون من نشرها فائدة عظيمة
    هذا وعلى الله قصد السبيل
    عمر

    (عدل بواسطة Omer Abdalla on 05-22-2003, 05:42 AM)

                  

05-22-2003, 06:42 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسؤولية النقـد بين (الجـبهة) وخصـومها (Re: Omer Abdalla)

    الأخ العزيز الدكتور النور
    لك التحية أولا على هذا المقال المعمّق فى تفكيك قضايا كثيرة ، انما الاساس فيها المنهج الفكري الرئيس للحركة الاسلامية فى السودان ، ، فضلا عن اللغة الباذخة العالية التكنيك ، والممتعة التى تجعل من القراءة سياحة أدبية
    ما طرحته فى هذا المقال يستحق وقفات كثيرة ، الا انني أخلص الى الجزء الرئيس فيه وهو ما يتعلق بالبنية الفكرية للاخوان / جبهة الميثاق/ ثم الجبهة الاسلامية / واخيرا الانقاذ ..!!! والحيقية انك وقعت على أصل المشكلة ، التى يتجاوزها بالفعل معظم الكتّاب الاسلاميين وان تفاوتوا فى ذلك _ فالافندي مثلا أكثر عمقا ، فى تحليله ، ومحمد طه فى المقابل يميل الى طابع تهريجي غير مفيد _ وأعني بها ضرورة مراجعتهم للأصول الفكرية التى استقوا منها مرجعياتهم الايدلوجية ، واذا ما تفحصنا تلك المرجعيات بمثابرة سيصار الى ملاحظات بدهية ، هى "اولا" ان الاسلاميين السودانيين لم يسعوا ابدا الى "سودنة" الافكار وجعلها اكثر مقاربة للواقع السوداني ما يدعها اقرب الى الاستلاف الذى لا يتأسس فعلا على فضاء ثقافي يستوعبه ، و"ثانيا" فى أنها كافحت لتطوير اجتهاداتها فى مجالات حركية كثيرة لعل ابرزها الاقتصاد ، لكنها أبقت على الانغلاق فى ما يختص العلاقة مع "الآخر" وأطر الدولة الحديثة عموما ، و"ثالثا" أنها استنهضت تراثا احتجاجيا صرفا ، بل وعمدت الى عصرنة الاحتجاج الاسلامي ليصاغ فى شكل هتافي لم يتجذر فى اطار المعرفة ليفكك مصطلحاته ، فبدت مسائل "الشريعة" و"الدولة الاسلامية" و"الحاكمية الالهية" وغيرها مفردات تلوكها السنة الاسلاميين من دون مقاربات عصرية وكأنما الشعارات وحدها ستعالج المشكلات القائمة من دون ادني اعمال للعقل فيها وشرحها بشكل جلي لا لبس فيه ، و"رابعا" ديناميتها الحركية السياسية التى تقابلها هشاشة فكرية ورخاوة ثقافية لا تسمح للاسلاميين بسوي "فقه المرشد /الزعيم الروحي " واعتمادهم فى الجدل الفكري استبطانا لاستعلاء ايماني ميّال لتكفير الآخرين ووصفهم بالعلمانية _ مع ما للمصطلح فى السودان من مقاربات سطحية تربطه بالالحاد _ وميلهم لترويض "الآخر" باشهار العامل الاسلامي _ فى اطارالتأويل _ على أساس انه الحق الكامل
    هذه مداخلة سريعة على أمل العودة لاحقا
                  

05-22-2003, 04:21 PM

baballa
<ababalla
تاريخ التسجيل: 05-13-2002
مجموع المشاركات: 151

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسؤولية النقـد بين (الجـبهة) وخصـومها (Re: Dr.Elnour Hamad)




    A part from an article by eltayeb zeinalabdain rayaam.net
    May 21st, 2003
    والسؤال الصعب الذى ينبغى الاجابة عليه هو: كيف للعالمين العربى والاسلامى الخروج من حالة الضعف الى القوة، ومن حالة الفرقة والتمزق الى التوحد والتضامن، ومن حالة الاستبداد الى الحرية والديمقراطية؟ وكيف تكون مواجهة الولايات المتحدة المنتفشة بقوتها العسكرية والاقتصادية وسيطرتها القطبية على العالم ونحن فى حالة من الضعف المزرى؟ هل تسأل التنظيمات الاسلامية التى تقف من وراء تلك الهجمات نفسها هذا السؤال الصعب أم أن لها أسئلة أخرى؟ وأياً كانت أسئلتها فيبدو أنها تجد الاجابة عليها فى هذه الهجمات الانتحارية التى تستهدف بها المنشآت والمواطنين الأمريكيين والغربيين والتى تكلفها عددا من أرواح عناصرها وملاحقة قياداتها فى كل مكان، ولعلها تظن أن تلك الهجمات ستغير معادلة القوى غير المتوازنة بين أمريكا والعالم الاسلامى.

    ولا أشك فى أن معظم الشباب الذى ينضوى تحت لواء تلك الجماعات يؤمن بقضية يشاركه فيها سواد المسلمين وهى عدم العدالة فى النظام العالمى الجديد الذى تهيمن عليه أمريكا والذى يستهدف المسلمين فى المقام الأول تحت مسمى صدام الحضارات، وأن هؤلاء الشباب يتمتعون بحس دينى ووطنى مرهف جعلهم يضحون بأرواحهم وحرياتهم ورفاهيتهم من أجل التصدى لهذه الهيمنة الأمريكية الظالمة ولتلك العدالة المختلة فى الشرعية الدولية. ولكن موافقتهم فى أصل القضية وحسن الظن باخلاصهم وتضحيتهم لا يعفيهم من العواقب الوخيمة التى ترتبت على أعمالهم وكانت فى جملتها فى مصلحة العدو الذى يحاربونه رغم ما ألحقوه به من ضربات موجعة لم تحقق شيئا سوى تحطيم بعض المنشآت المعمارية وقتل عدد من المدنيين الأبرياء. ولو تجاوزنا الحكم الدينى فى ترويع وقتل الأبرياء من المدنيين لننظر فى حصيلة تلك الهجمات الانتحارية ونتائجها السياسية الواقعية لوجدنا أن العواقب الوخيمة التى ترتبت عليها كانت مزيدا من الاضعاف للمسلمين، والملاحقة للحركات الاسلامية ومناشطها السياسية والخيرية، والابتزاز للدول الاسلامية لتسير فى ركاب السياسة الأمريكية، والتجاهل للقضايا الاسلامية الحيوية فى فلسطين وكشمير والفلبين والشيشان وغيرها.. لقد استطاعت أمريكا فى السنتين الماضيتين بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر أن تغزو أفغانستان وتقيم فيه حكومة طائعة لها، وأن تغزو العراق وتسيطر على موارده وادارته، وأن تؤسس وجودا عسكريا فى كل دول الخليج، وأن تهدد كلاً من سوريا وايران بضربات عسكرية ان لم تنصاعا للتوجيهات الأمريكية، وأن تبتز كل الدول العربية والاسلامية بمشاركتها فى حرب الارهاب كما تعرّفه هى وتحدد كيفية التصدى له فى المناهج التعليمية والمناشط الخيرية والمعاملات المالية ونشاط حركات المقاومة ضد الاحتلال، وأن تطالب هذه الدول باصلاحات سياسية حسب رؤيتها، وتسعى لتحقيق تسوية غير عادلة فى نزاع الشرق الأوسط وفقا للرؤية الاسرائيلية... الخ. هل يمكن أن تكون هذه النتائج الخطيرة فى مصلحة المسلمين؟ أو فى مصلحة التنظيمات الاسلامية التى تقوم بتلك الهجمات الانتحارية؟ أو فى مصلحة تغيير الأنظمة المستبدة الخائرة فى المنطقة؟ لقد بدأت الهرولة المتسارعة لارضاء الولايات المتحدة حتى على حساب الثوابت المتفق عليها فى القدس وفلسطين وعودة اللاجئين وتحرير الأراضى المحتلة! لقد دفعت هذه النتائج الوخيمة بعض المراقبين للقول بأن هذه الهجمات الانتحارية هى من فعل عملاء للأمريكان لأنها حققت لهم كل تلك المكاسب التى كانوا يتطلعون لها! لا أجد دليلا ملموسا يؤيد هذا الظن الشاطح، ولا أتهم هؤلاء الشباب فى نياتهم أو اخلاصهم، ولكنى أتهمهم بالتطرف فى حماستهم وأفعالهم دون حساب للنتائج الواقعية المترتبة عليها مما يدخل فى باب الغباء السياسى غالى الثمن

    the news in English

    Arrival of first US military plane since 1993

    --------------------------------------------------------------------------------


    [ Latest News From Sudan At Sudan.Net ]

    --------------------------------------------------------------------------------

    News Article by IRIN posted on May 21, 2003 at 09:59:19: EST (-5 GMT)

    Arrival of first US military plane since 1993

    NAIROBI, May 21, 2003 (IRIN) -- A US military aircraft has landed in Sudan for the first time in 10 years, according to the US anti-terror task force operating in the Horn of Africa.

    In a statement, received by IRIN on Wednesday, the Combined Joint Task Force-Horn of Africa (CJTF-HOA) said the C130 Hercules plane, on a logistics support mission, landed in Khartoum on 17 May.

    It was met by Sudanese military officers and a US defence liaison officer in Khartoum, Colonel Dennis Giddens.

    "The opportunity for CJTF-HOA personnel to visit Sudan highlights progress toward improving the overall relationship between the US and Sudan," the statement said.

    It quoted Giddens as saying there had been "important changes" in ties between the two countries. He recalled that a year ago, Sudan had invited the US to open its military liaison office in Khartoum.

    "Lately, Sudan has also been proactive in the war against terrorism, working to deny terrorists safe havens and means to operate," Giddens said.

    "I am very proud of our accomplishments with the government here," he added. "Landing here today is symbolic because what pushed our two countries apart 10 years ago is now pulling us together, and that is the war against terrorism."

    Sudanese Army Captain Hidar Mohammed Ahmed Mokhtar, of the ministry of defence protocol, described the event as "an important part of history".
                  

05-22-2003, 04:54 PM

altahir_2
<aaltahir_2
تاريخ التسجيل: 11-17-2002
مجموع المشاركات: 3949

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسؤولية النقـد بين (الجـبهة) وخصـومها (Re: Dr.Elnour Hamad)

    بالله يا د. اعطينا ايضا إضاءة حول هذا الخبر
    جنود امريكيين الي مطار الخرطوم
    2003/05/22

    الخرطوم ـ القدس العربي :
    في خطوة تعتبر الاولي من نوعها منذ عشر سنوات هبطت طائرة عسكرية امريكية من طراز (هيركلز) في مطار الخرطوم الدولي تقل جنوداً امريكيين ضمن القوات المشتركة الامريكية والبريطانية الخاصة بمكافحة الارهاب في منطقة القرن الافريقي.
    والتقت القوة بمطار الخرطوم بالعقيد دينس قيدنس ضابط الاتصال المقيم بالخرطوم المكلف بقيادة القوات الخاصة بتلك المهمة فضلاً عن التشاور مع مسؤولين عسكريين في الجيش السوداني.
    واعتبر دينس ان وصول أول طائرة امريكية الي مطار الخرطوم يعد فرصة لتوطيد العلاقات الســـودانية الامريكية.
    من ناحية أخري نفي الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني البروفيسور ابراهيم احمد عمر خضوع الحكومة لضغوط امريكية، مؤكداً فشل واشنطن في إسقاط النظام القائم.
    وفند في حوار اجرته قناة (دريم) المصرية أمس الإدعاءات التي تشير الي وجود معسكرات بالخرطوم لتدريب الإرهابيين إلا أنه أقر بوجود مجموعات من الإسلاميين في وقت سابق، معلناً أن الحكومة كشفت حسابات اسامة بن لادن بالبنوك، ونفي علمه أن تكون هناك قوات اسرائيلية دخلت عن طريق اريتريا الي رساي وهمشكوريب في شرق السودان


                  

05-23-2003, 05:35 PM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسؤولية النقـد بين (الجـبهة) وخصـومها (Re: altahir_2)

    الأعزاء عمر عبدالله، وباب الله، وخالد عويس والطاهر.
    أشكركم على المشاركة، وآسف للتـاخير فقد كنت بعيدا عن الجهاز لقرابة اليومين.
    شكرا لكم مرة أخرى. وسنلتقي قريبا في مزيد من التشعبات حول هذاالموضوع.
    النور حمد

    (عدل بواسطة Dr.Elnour Hamad on 05-23-2003, 05:36 PM)

                  

05-24-2003, 08:34 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسؤولية النقـد بين (الجـبهة) وخصـومها (Re: Dr.Elnour Hamad)

    اخى واستاذى النور حمد
    من المفهوم، والممكن ان يوجد له تفسير ،ان يدافع الدكتور عبدالله على ابراهيم عن الفهم السلفى للشريعة الاسلامية،وان يطالب بان تكون من مصادر التشريع بذات الفهم.ولكن الشى غير المفهوم ،دفاعه عن القضاة الشرعيين؟ فهؤلاء قوم يفتقرون،بحكم تعليمهم وافقهم المعرفى المحدود ،الى ما يسمىthe legal sense of natural justice والذى لا يكتسبه الا من نال تعليما منفتحا متشربا بروح العصر،ونظريات فلسفة القانون وتاريخ النظم القانونية،ومبادى سيادة حكم القانون والدستور وكل معارف العصر التى تنمى الملكة القانونية للقاضى.من ظن ان القانون نصوص جامدة جاهزة ما على القاضى الا ان يطبقها على الحالة الماثلة امامه فقد اخطا.ان فهم النصوص القانونبة سواء كانت شريعة سماوية او وضعية يحتاج الى ملكة لا تتوفر الا للقليلين،فما بالك بمن لا حظ له من الفهم سوى اجترار الحواشى
    الامر الثانى هنالك وهم كبير،لا يفطن له الناس فى فورة حماسهم لتطبيق الشريعة ، وهوان الشريعة التى ينادون بها لا تمثل سوى خمس او ستة مواد من قانون واحد مكون من مئات من المواد،هو القانون الجنائى.اما القوانين الاخرى التى لا حصر لها؛مثل قانون العمل وحركة المرور الشركات والايجارات والضرائب والجمارك والجوازات والجنسية والمخدرات وحتى قانون الاجراءات المدنية والجنائية (المرافعات) كلها قوانين وضعية تطبق فى الدولة الدينية مثلما تطبق فى اى نظام يدعى انه لا يحكم الا بما انزل الله .لذلك فان الحديث عن التحرر من قوانين المستعمر والقوانين الوضعية ينبغى الا يجوز على احد،دعك من من هو فى قامة الدكتور عبدالله .فقوانين المستعمر الوضعية ما زلت تحكمنا رغم التشدق بتطبيق الشريعة وسوف تظل تحكمنا الى ما شاءالله لانها خلاصة التجر بة الانسانية المشتركة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de