تعودنا تجرع الهزائم بل ووصلنا مرحلة التطبيع معها، فانظر الى اللاعبين الذين يمثلون السودان في كافة الميادين الرياضية خاصة كرة القدم، فعندما ينهزم فريق الواحد منهم من فريق اجنبي يقبل بعضهم على بعض يتضاحكون وكأن شيئا لم يحدث علما بأن الجمهور يكون «فشفاشه قد تورم» خاصة المغتربين فهؤلاء يكون احساسهم بالهزيمة مضاعفا لان السودانيين في بلاد الغربة لسانهم طويل وسلوكهم نبيل عليه فأنني اناشد المغتربين السودانيين في السعودية وبقية دول الخليج بجمع توقيعات على عرائض لترفع للسفارات او جهاز العاملين في الخارج فحواه ان تمنع الفرق الرياضية من هلال ومريخ وفريق قومي من اللعب في تلك الدول «فكفاية بهدلة».
عن الكورة سيكون لنا حديث عن الفكرة التي طرحها الزميل طلحة عبد الله بهذه الصحيفة والتي اقترح فيها تكوين فريق بوليس سوداني عسى ولعل ان يخرج الكرة السودانية من وهدتها، ولنتحول الآن الى مجال الدراما حيث تواصلت الهزائم الاخلاقية فقيل لنا ان احدهم احتال على فرقة احمد بدير واتفق معها على ثلاثة عروض لمسرحية «شئ في صبري» ولكن الرجل اختفى قبل العرض الثالث فكان سلوكا غريبا من شاب سوداني لكن هنالك من نظر للأمر من زاوية اخرى وهي ان هذه أول مرة يحتال فيها سوداني على مصري، فالشعب السوداني عند اخواننا المصريين «شعب طيب» وطيب هنا تعني برئ Innocent يعني مثل الزين في رواية الطيب صالح ولكن فاجأنا شقيق الرجل المختفي قبل أيام وقال ان احمد بدير استلم 32 الف دولار من جملة 33 الف دولار المتعاقد عليها أي الفاقد الف دولار فقط ومن المؤكد ان احمد بدير قد عوضه بالحملة الاعلامية ومساندة الدولة، ففقد بذلك السودان الاثنين المال والسمعة «دا علي مين» على العموم ليت كل الذي بين السودان ومصر انحصر فيما بين احمد بدير واحمد خلف!
اما امر الهزائم فهي تلك التي حدثت للخراف السودانية وان شئت قل الكباش السودانية التي حرمت من تقديم اعناقها للهدى في موسم الحج بالاراضي المقدسة الامر الذي يعني ان السودان فقد عشرات الملايين من الدولارات، وليت الهزيمة التي حلت بالاكباش السودانية كانت من الاكباش الصومالية او التركية بل كانت من الخراف الاسترالية، فالمعلوم انه لا وجه للمقارنة بين الخراف السودانية والخراف الاسترالية فهذه الاخيرة شكلها قمئ «مدبدبة» وليس هذا هو المهم انما ذيلها قصير جدا الأمر الذي جعل بعض المسلمين يرون انها لا تصلح للهدى والمعلوم ان الحاج وهو محرم يكون دائما في غاية الحذر ويترك ما يريبه حتى لا يفسد حجه كما ان الخراف الاسترالية ومن جراء الرحلة الطويلة عبر المحيطات تكون مصابة بدوار البحر فتظهر ولايام طويلة وكأنها في حالة صرعة لذلك يقبل الحجاج بل وحتى الاهالي على الخراف السودانية طويلة الذيل ذات التغذية الطبيعية الضامرة البطن المعتدلة الظهر التي تتمختر في مشيتها ولكن للأسف تدخلت السياسة في الاقتصاد فحرمت كباشنا من عبور المالح فانتصرت الخراف الاسترالية بالانسحاب، لقد عادت خرافنا الى أم درمان منكسرة الخاطر وقدمت نفسها ذليلة رخيصة بتراب القروش السودانية بدلا من الدولار ابو صلعة.
وبمناسبة خراف السودان جاء في كتاب «طابت الشمس غابت» لمؤلفه الدكتور عبد اللطيف سعيد ان احدهم هجر حواشته في مشروع الجزيرة وكان يومها يسمي الباجور ولعلها من كلمة project واخذ يعمل جزارا للاضاحي والمناسبات بالخرطوم فقابله احد بلدياته وقال له ساجعا: «يا الهملت باجورك ويا التابعت ساطورك».. فرد عليه قائلاً:
ما دام الخروف طولك
والرأس والجلد هولك
شن بتدور بو باجورك
فالشاهد هنا في قوله «ما دام الخروف طولك» كيف يقارن هذا مع الخروف الاسترالي الملتصق بالارض «والله مسكينة المحبة تمشي لخراف ما بتقدر»..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست