|
|
 انتبهوا للمهراجات الجدد في الجبهة الاسلامية وقولوا لهم
|
ليس باسـمنا
في إطار الترتيبات الاستباقية لاتفاق مشاكوس والمفاوضات الجارية حاليا يقوم ما تبقي من الحركة الاسلامية بمساع محمومة لتكريس شرعية الطغمة الظالمة خلال الفترة الانتقالية بأي ثمن، فلا غرابة إذن أن تنازل سدنة التوجه الحضاري عن شعارات الانقاذ واحداً تلو الآخر.. وقد علمتنا تجاربنا معهم خلال الأربعة عشر عاماً العجاف أن الهدف الحقيقي من وراء تلك التنازلات، المفروضة عليهم، هو ألا يكون استمرار تحكمهم محل مساومة سواء من موقعهم في السلطة في القصر الجمهوري أو في أصغر محلية في أركان السودان الأربعة. وهكذا يمم جوادهم المثخن بطعنات الرماح النويرية صوب الشمال، ربما بحثاً عن وصفة في تعاليم الحكيم بيانخي تعيد العافية للجواد المهزوم، أو ربما أملاً في العثور علي بنود سرية في اتفاقية البقط تبرر إلحاق وادي حلفا والسكوت لمحلية أبوحمد وضم المحس )دلقو وفريق والترعة) إلي محلية دنقلة انتقاماً من الدائرة(5 التي خرقت المألوف فيها إمرأة نوبية بالتصويت ضد بعلها مرشح الجبهة الاسلامية الذي تذيل القائمة في آخر انتخابات ديمقراطية.
فبالتزامن مع زهو الشعب بالاكتشافات الأثرية الحديثة في كرمة، فوجئنا مثل غيرنا، بهؤلاء الأبطال الذين طلعوا علينا من "زهرة اللوبيا" ومن قناديل "المريق" بشرون النوبيين بالتنمية التي ستهطل عليهم مدراراً، وتحيل بلادهم الي "مصانع كبري وملاعب خضراء وتماثيل رخام علي الترعة وأوبرا في كل قرية نوبية بفضل عبقرية أولئك الأشاوس، ونفحات أيادي أبناء المنطقة في السلطة، متناسين أنّ أول طفل نوبي يواجههم سينطق بالسؤال: أين كانت همتكم وضميركم طيلة عهد الانقاذ حينما انبرت معاول الهدم وبواسطة سدنة الجبهة في المنطقة تحطيماً للبنى التحتية لدفع أهلنا علي ترك مراتع صباهم قسراً؟؟ وأين كنتم يا أيها الأشباح حينما تنكب الشرفاء من النوبيين المقتدرين كل الطرائق المستحيلة لمساعدة أهلهم بالمنطقة بمشروعات صغيرة تقيهم من المسغبة؟
في هذا المنعطف الهام الذي يمر به شعبنا الباسل ووطننا المناضل أبت الأيدي الباطشة إلا أن تعبث وفق هواها كالعادة، وأن تسن ما يحلو لها من تشريعات في غيبة الشعب وآخرها تشريعات الحكم الاتحادي، بل وأجرت أول انتخابات في الشمالية، رغم الاعتراضات حتى من المتوالين معها. ثم سلطت الجبهة الإسلامية النوبيين من وزراء وحكام وأفراد موالين وجمعتهم مع الغافلين لسرقة لسان الشعب بمحاولتها الحالية لإنشاء مظلة تنضوي تحت لواءها الجمعيات النوبية الأهلية بمندوبين معينين انتقائيا. هدف المخطط هو المتاجرة بتطلعات ظلت مشرعة نحو تنمية مستدامة تبقي علي الانسان النوبي فوق أرضه في مناخ معيشي وتعليمي وصحي وزراعي وصناعي وحرفي مبتكر، حاملا لثقافة عريقة قدّمت للدنيا نظاما حضاريا للحياة، باعتراف كافة مؤرخي العالم.
يا جماهيرنا اليقظة
لقد عودكم التجمع النوبي علي الاستبسال في مواجهة سياسات الجبهة الاسلامية طوال سني عهدها المشؤوم دون من.. وها نحن نفضح اليوم مخططات الطغمة لاحتواء جمعياتنا، ونرفع صوتنا عالياً رفضاً لمسوخ الجبهة الذين يرفعون زيفا شعارات التنمية البراقة.. ليس رفضاً للتنمية إذ يعلم القاصي والداني أننا أول من بشر بالتنمية بالجهود الشعبية جنباً الي جنب مع المقاومة الظافرة أثناء ملحمة كجبار. نحن دعاة التنمية وصناعها وزراعها وصمودة سواقيها.. لن ننخدع بمخططات الجبهة الاسلامية، وبهلوانية مهراجاتها من المستلبين الذين يروجون باسمنا لتنمية مزعومة لأنها خداع من أجل أهداف تستبطن التمكين للجبهة لكى تستمر فوق رقابنا تدنيسا لأرضنا وهدما لقيمنا..
شعبنا يعرفهم جيدا، ويعرف أكثر أن الاستقواء بأبناء المنطقة في السلطة ماهو إلا نوعا رخيصا من التدليس والكذب لأن هذه السلطة أثبتت بسياساتها العملية أنها لا تكن غير العداء للنوبيين وثقافتهم أمس واليوم وغدا.. فبئس الاستقواء. وما دام أذناب الجبهة الاسلامية لا يتعظون من العبر والورطات التي حاقت بهم في منطقتنا فلنهمس في أذن تنابلة السلطان ليبلغوا أولياء نعمتهم: يمكنكم ان تبدلوا الابيض أسودا، وأن تقلبوا البحر طحينة، وأن تدهنوا السماء بلون برتقالي، غير أن الاستظفار بالوجدان النوبى المعتق من المحال.. وليبحثوا عن أطواق نجاة اخرى وليتركوا التنمية لفرسانها القادمين حراس الفكر والتقدم.
/سعاد أحمد ابراهيم /المركز العام للتجمع النوبي
|
|
 
|
|
|
|
اساسي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست