|
غداً سأعود .. ولكن ؟ الحلقة الثانية
|
تمطي وخرجت منه آهة بددت سكون ليله المظلم ، إلى متى سيظل هكذا ؟إلى متى يكون وحيدا ؟ إلى متى يرجع وطنه ؟ ومتى يرى صغيرته رواح والتي تركها في بطن أمها ولا يعرف عنها شيئا سوى تلك الصورة التي بعثت بها سلمى كبرى بناته ، وماذا عن سامي وعماد وكيف حال زوجته ميادة مرت سنة وثلاثة أشهر ولم يرى منهم أحدا إنها المرة الأولى التي يترك فيها وطنه ، كان لا يؤمن بمبدأ الاغتراب وهو شاب والآن اغترب وهو ابن الخمسين انه المهندس محمود - مهندس كهربائي وهب عشرون عاما لخدمت الوطن آخرها كان بمصنع الشفاء للأدوية كان مثالاً للرجل الوطني الغيور المحب لوطنه وعمله وكان كثيرا ما يقطع اجازتة والعودة للعمل لإصلاح عطب ما وكان شعلة تضي ، إلى أن أتى ذلك اليوم عندما أشار مؤشر الماوس على السودان وما هي إلا لحظات ودمر المصنع بالكامل انه أحقر ماوس على الوجود انه نفس الماوس الذي أشار يوما للعراق ولأفغانستان ومرة أخرى للعراق ، بربك قل لي أيها الماوس ما ذنب آلاف الأطفال الذين حرمت منهم الدواء ؟ بربك قل أيها الماوس ما ذنب الاسر التي حطمت منازلها ؟ ما ذنب الرجال الذين شردتهم عن ديارهم ؟ إلى أين تسير أيها الماوس ؟ هل سيعاودك الحنين للسودان أم ستسير نحو الشام ؟ وتأوه محمود مرة أخرى عندما تذكر ذلك اليوم الذي غادر فيه السودان بعد أن أوصى رفيقه دربه ميادة على أبنائه وان تسهر على راحتهم وان تكون لهم أما وأبا ودعها وقال لها غداً سأعود وعاد محمود تسبقه أشواقه لمعانقة أرض الوطن ولرؤية الأهل والأحباب وقضي يومين في سرور ونعيم ثم اصطدم بالواقع المرير بنته سلمى ذلك الملاك الطاهر التي كانت تستحي من ظلها قد تغيرت تماما ويدل على ذلك ما تلبسه الآن وهي تقف أمامه وتريد الذهاب إلى الجامعة ، تلك الألفاظ الدخيلة التي يتفوه بها سامي واصحابه أترى ماذا جرى لتلك الأسرة من المسؤول عن تفكك فلاف الاسر من المسؤول عن ذهاب الدين بلا رجعة ، هل يمكننا بالمال أن نشتري كل شي؟ والآن محمود لا بد له من شراء أخلاق وقيم لاسرتة التي تفككت ولكن هيهات ما ضاع في عامين لن يرجع أبد ابدا سار محمود ببط نحو غرفته وأغلق الباب خلفة وأخرج جواز سفره وقرر عدم استعماله وعدم العودة للغربة وسيبدا من الصفر عله يصلح ما أفسده في هذين العامين وان كان يؤمن انه سيفشل مع بنته سلمى وسامي ولكن يبقى الأمل في محمود وصغيرته رواح .
|
|
|
|
|
|