|
الفـــــــــرج ... حين يتأخر
|
همـــوم امــــرأة
إلى متى يتعين عليها الصبر والإنتظار؟ وإن هي اثرت المزيد من الصبر واختارت انتظار الفرج فإلى متى سيصبر الآخرون الذين ينتظرون وينتظرون ويلحون في الانتظار واستغجال قدوم الفرج؟ لقذ سارت الأشياء وفق ما اقتضى المنطق الإجتماعي ونص عليه العرف: تم التعارف بينهما عن طريق الأهل. نالت إعجاب والدته بقامتها الفارعة وجسمها الممتلئ الريان وخديها اللذين يطفحان بحمرة خوخية مشعة. سمعتها تهمس في أذن ولدها, الذي كان يسترق النظر من تحت جفنيه شبه المنسدلين إلى بياضها الفاره قائلة: "هذا النوع من الفتيات "يشيل" (اي قادرة على الإيفاء بمسؤوليات الزواج الجسمية الجسام)إن عودها صلب"! واتفق أهل الطرفين بعيدا عن رأي الطرفين نفسيهما المعنيين بالامر على التفاصيل الجوهرية التى تعد لازمة لاي عقد قران نافذ: من مهر ومؤخر صداق وشروط اخرى لها علاقة باختيار السكن والأثاث. وتم الزواج واصبحت تحمل لقب عروس لشهر وأكثر. صباح الخير يا "عروس" كيف حالك يا "عروس" جاءت "العروس" وراحت "العروس" والعروس كمصطلح كما تعرفون لا يعنى امرأة جديثة الزواج فقط, وإنما هي لزاما امرأة جميلة ومدللة شابة متبرجة ومتأنقة على الدوام لا تجعل نهارا يمضي دون ان تستعرض جهازها (اي الملابس التى اشتراها لها عريسها ) من مصوغات العرس الذهبية التى تضئ في صدرها وتخشخش في ذراعيها امام الاهل والمعارف والجيران وقبيلة زوجها
وانقضى شهر العرس الاول وتبعه شهر ثان وثالث ثم شهور. ها قد انقضى عام و"العروس" لم تعد عروسا والزوج وقبيلة الزوج لم يعودا معنيين كثيرا بتدليلها وإرضائها والتباهي امام الناس بحسنها وبياضها وقامتها الطويلة كانوا ينتظرون الفرج بشوق تارة وقلق حذر تارة اخرى وخوف صريح من احتمالات انعدام الخصوبة تارة ثالثة .. بعضهم اعلن تململه من الترقب والانتظار. للآن وبعد مضي عام على الزواج الميمون لم تحبل العروس التى كلفت الكثير وأستنزفت مدخرات الزوج وعائلة الزوج؟؟ للآن لم تستقبل العروس التى فتشوا وقلبوا كثيرا قبل ان يستقر خيارهم عليها في أحشائها البذرة التى ستحمل اسم الاب وتمنحه الاستمرارية وتسهم في تغذية شريان الحياة في شجرة العائلة المورقة. اثنا عشر شهرا انقضت بكاملها ولم ينتفخ بطنها كاستحقاق بيولوجي واجتماعي طبيعي لهدف الزواج الأول والأخير : الإنجاب
و"العروس" .....التى لم تعد عروسا , لم تعد تستطيع ان تدير ظهرها لنوبات القلق والخوف التى تنهبها ولم تعد لتحتجب عن أعين كثيرة تحاصرها وتطعن في خصوبتها وتشكك في أهليتها للعطاء "عروسنا" الشابة الفتية التى تدرك بشهادتها الجامعية ان تأخير الاستحقاق العلمي البيولوجي امر طبيعي جدا تنكرت لهذا المنطق وانجرت وراء احكام الآخرين مهيئة نفسها يوما بعد يوم وساعة بعد اخرى لاحتمال مرعب وهوأنها قد تكون ارضا قفرا وأن أية بذرة تزرع في رحمها قد تجق وتموت قبل أن تشرش جذورها في جسمها وتقتات من دمها. فات عام و "عروسنا" لم ينتفخ بطنها بعد. لم تفتعل "إغماءة" لذيذة تسمع بعدها من الطبيب عبارة : "مبروك المدام حامل" على طريقة الافلام العربية. لم تشته أكلات غريبة على غرار تلك التى تطلبها الحوامل المدللات من أزواجهن. تراقب عرائس العائلة الأخريات اللاتي تزوجن بعدها , وقد انتفخت بطونهن بشئ من الحسد والغيرة وندب الحظ..... حظها هي. لماذا هي بالذات؟ تدعو الله سرا وعلانية أن يهبها "الفرج" قريبا. الطبيب يؤكد ان كل شئ طبيعي وأنه لا يوجد لديها عائق أمام الحمل وأن الأمر تأخير الفرج لا استعجاله. لكنها, وسط عيون "عائلية" كثيرة تحاصرها وتدينها وتتهمها وتهددها, لا تستطي إلا أن تقلق وتتوتر وتتساءل: متى يأتي "الفرج"؟
موضوع قرأته للكاتب حزامة حبايب منقول من مجلة زهرة الخليج
موضوع للنقاش اتمنى من الجميع المشاركه
سماح
|
|
|
|
|
|