|
|
 السودانية توحيدة منسقة حربية خلف الكاميرا
|
توحيدة منسقة حربية خلف الكاميرا:
تجربتها في مركز الأخبار بقناة أبوظبي·· الأكثر إثارة
خورشيد حرفوش:
ربما يغيب عن الكثيرين ما يدور خلف كواليس الكاميرا لجنود مجهولين لا ترصدهم عيون الكاميرا ولا عدسات المصورين، ولا يألفهم المشاهد رغم ما يبذلونه من جهد لإخراج العمل الإعلامي بالشكل الذي يصل إلى المشاهد على شاشات التليفزيون ولا سيما في هذه المرحلة الاستثنائية التي تتسابق فيها الفضائيات لتحقيق نجاح وحضور إعلامي متميز من خلال تغطية أحداث وتداعيات الحرب على العراق··
توحيدة إسماعيل، المسؤولة عن عملية التنسيق مع مراسلي قناة أبوظبي الفضائية الذين يبلغ عددهم أكثر من أربعين مراسلاً في عواصم ومواقع مختلفة لتغطية أحداث الحرب، يقظة دائماً، وهادئة، لا تحب الكاميرا ولا الظهور في وسائل الإعلام، خجولة ومحبة لعملها، تذوب ضمن الفريق الذي تعمل من خلاله، التقيناها، وأجابت عن تساؤلاتنا بدقة وعفوية·· وهي انتهت من دراستها لعلوم التنمية في السودان وبريطانيا، وعملت ضمن فريق البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة منسقة للمشروعات والبرامج، ثم انتقلت للعمل بقسم الانتاج في تليفزيون أبوظبي مساعدة انتاج مما أكسبها الخبرة اللازمة للتعامل مع الصورة والخبر من الناحية التقنية·
üü وتلخص توحيدة إسماعيل طبيعة عملها كمنسقة بقسم التخطيط والتنسيق بمركز الأخبار بدءاً بتوزيع المراسلين على العواصم والمناطق التي يحتمل أن تكون مسرحاً للأحداث المهمة قبيل اندلاع الحرب، ومن ثم متابعة عملية الاتصال بهم عبر الأقمار الصناعية، والتنسيق مع الأقسام الفنية وقسمي التحرير والمونتاج، وترتيب إعداد التقارير الاخبارية من قبل المراسلين أو التغطية المباشرة للأحداث، والتنسيق مع قسم الاتصالات لحجز المساحات الزمنية المطلوبة في الأقمار الاصطناعية، ومتابعة وصولها في المواعيد المقررة·· هذا بالاضافة إلى الاشتراك في وضع الخطة العامة للعمل، واجراء المتابعة الأسبوعية مع رؤساء الأقسام، وتحديد الموضوعات الاخبارية والتقارير المطلوب إعدادها، ومن ثم متابعتها مع المراسلين·· وتقول توحيدة: عندما نستقبل التقرير الاخباري المصور، نقوم بتحويله إلى قسم المونتاج ومتابعته مع المونتير لمراقبة وتحديد الأخطاء، ويتم ضبط الصوت والصورة، ومن ثم اللغة التحريرية، وتحديد المساحة الزمنية، ووضع رقم أرشيفي للعمل، وبعد عملية الإعداد والتجهيز، يتم تحديد توقيت البث من قبل رئيس التحرير، فضلاً عن الاشراف على عملية التبويب والأرشفة وفق نظام دقيق·
üü وعن تقييمها الذاتي لهذه التجربة الإعلامية تقول: ليست هذه هي التجربة الأولى، فقد سبق أن أشرفت على إعداد كثير من المنشورات والأعمال الإعلامية خلال عملي بالأمم المتحدة، ولكن تجربتي في مركز الاخبار بتليفزيون أبوظبي، هي الأكثر إثارة واستمتاعاً بالفعل رغم ضغوط العمل الكثيرة، إلا أنني أعتبرها حالة طبيعية في مثل هذه الظروف، وليس هناك عمل إعلامي دون متاعب، وتضيف:
لقد استفدت كثيراً من العمل هنا بلا شك، وتعلمت كيف أعمل تحت ضغوط متعددة، ومتى وكيف أصبح أكثر هدوءاً، وكيف أتعامل مع الضغوط والمعوقات التي ترافق انجاز العمل وأحاول أن أجعل منها عوامل ايجابية فضلاً عن اكتسابي مهارة كيفية انجاز أكثر من عمل واحد في وقت واحد بنفس الكفاءة، وأن أحقق قدراً كبيراً من التوازن والانجاز والدقة في أكثر من اتجاه، ورغم أنني أشاهد أكثر المشاهد مأساوية خلال أحداث الحرب، إلا أنني تعلمت أيضاً التحمل والتكيف والعمل على عدم تغليب العاطفة على أدائي، فالحرفية والحيادية أمرا مهما وحيويا، إلى جانب اكتسابي المعرفي من خلال الاحتكاك المباشر بكثير من الثقافات والاتجاهات في مجال العمل واكتساب مهارة التواصل معهم بشكل إيجابي·
üü أما عن صعوبات العمل تقول توحيدة إسماعيل، إن هذا العمل يتطلب دقة ويقظة شديدتين، ومتابعة دائمة ومستمرة للأحداث، ومتابعة تحركات وأخبار المراسلين، ومراعاة تنفيذ العمل المطلوب وفق الخطة المقررة سلفاً وبالسرعة المطلوبة، والتغلب على صعوبة الاتصال أحياناً بالمراسلين لظروف الحرب أو لأسباب فنية، مما يجعل الأمر يتم تحت ضغوط نفسية وعصبية وقلق وتوتر دائمين، ولا سبيل للتغلب على ذلك إلا بالهدوء والتنظيم والمثابرة، والتعاون بين جميع أفراد فرق العمل لتحقيق السبق الصحفي وانجاح العمل·
üü وعن الأخطاء أو السلبيات أو المعوقات التي ترافق العمل، تقول توحيدة: هذا أمر طبيعي، ونعمل على تلافيه وتجنبه قدر الامكان، وهذه المعوقات دائماً تتعلق بفقدان الاتصال بالمراسل لظروف وأسباب فنية سببها الأحداث الميدانية في موقع الحدث، أو لتأخر إعداد التقرير من قبل المراسل أحياناً بسبب هذه الظروف·
üü ومن جانب آخر تشير توحيدة الى انعكاس ضغوط العمل المتواصل خلال أيام الحرب على حياتها الأسرية والاجتماعية قائلة: عندما أعود الى بيتي أحاول أن أتناسى هموم العمل وضغوطه وأدع كل ذلك جانبا وأفكر في مسؤولياتي كزوجة وأم، وتعلمت كيف بشوشة، وكيف أخفي متاعبي بعيدا عن ملامحي وأقلل من عصبيتي قدر الامكان·
üü وعندما ابتعدنا بالحوار قليلا عن مناخ العمل تقول توحيدة اسماعيل: انني انسانة عاطفية ورومانسية جدا، ولكنني ايضا واقعية عندما يستلزم ذلك، أحب الناس وأسعد في الاندماج معهم ولا أحب أن أكون لوحدي، أفكر جيدا قبل اتخاذ أي قرار يتعلق بحياتي، بسيطة جدا، أتعامل مع كل يوم بيومه، ودائما أتمسك بتلابيب الامل، أقيم نفسي بنفسي بانتظام، وأسعى دائما الى تنمية قدراتي ولا ننسى انني من مواليد برج الميزان واحاول دائما ان أزن جميع الامور في حياتي حتى أتكيف مع كل الظروف·
üü ولاتنسى توحيدة ان تؤكد ان المرأة هي الأنسب للعمل الاعلامي لكونها الأكثر صبرا وهدوءا وان كانت لازالت في حاجة الى بذل المزيد من الجهد، والمرأة في نظرها لاتزال لغزا أمام الرجل واللغز يتمثل في بساطتها ورقة مشاعرها·
üü توحيدة اسماعيل·· عاشقة كبيرة للنيل، الذي يمنحها الاصالة والخلود والامتداد والصفاء وقيم العطاء· وسعيدة ايضا بما حققته قناة أبوظبي من نجاح، كونها أصبحت مصدرا خبريا لكثير من القنوات ومراكز الاخبار العالمية
---
المصدر : صحيفة الاتحاد
http://www.alittihad.co.ae/details.asp?M=4&A=1&ArticleI...42&Journal=4/12/2003
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست