ماتَت تالِسْمانْ.. عاشَت تالِسْمانْ

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 06:17 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-20-2003, 02:12 AM

zumrawi

تاريخ التسجيل: 08-31-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ماتَت تالِسْمانْ.. عاشَت تالِسْمانْ

    ماتَت تالِسْمانْ.. عاشَت تالِسْمانْ


    إضاءة سودانية، بقلم: كمال الجزولي





    عندما كانت كؤوس الكركدي المثلج تدار بمكتب وزير الطاقة والتعدين في الخرطوم، صباح التاسع من مارس الجاري، إحتفالاً بشراء شركة O.V.L الهندية لأسهم شركة تالسمان الكندية التي تبلغ 25% من كونسورتيوم البترول السودانى، بمبلغ 750 مليون دولار، كان الوحيد الذي لا يكاد يحفل بأية درجة بهذه الصفقة هو، للمفارقة، صاحب الشأن الأساسي نفسه «الشعب السوداني» وعلى تعدد أسباب لامبالاته، فليس من بينها، لا سمح الله، أدنى قصور في حِسِّه الوطني أو اعتزازه بثرواته القومية. كل ما هنالك أن الآمال التي أنعشها اكتشاف البترول، أول شأنه، آلت الآن إلى خمود، الأمر الذي لا يبدو، للغرابة، أن النخبة الحاكمة تعيره، على خطورته السياسية، اهتماماً من أى نوع.


    لقد أتاح اكتشاف البترول، ولو في حدود المتوسط حسب التقديرات العالمية، فرصة نادرة أمام الحكومة لتحقيق إنجاز هائل، في ما لو كانت قد أحسنت اعتماده قطاعاً جديداً في الاقتصاد الوطني يعين على تهيئة الظروف المطلوبة لتجاوز معضلات التنمية المتوازنة، وإضافة مقدرة للدخل القومي توفر الموارد الكافية لإعادة الاستثمار في القطاع الزراعي، الطاقة المتجددة التي تشكل الميزة النسبية للاقتصاد السوداني بالمقارنة مع البترول الذي يعتبر ثروة ناضبة كما يقول الاقتصاديون، مثلما توفر الموارد لإعادة تأهيل الصناعة الوطنية المدمرة، وبناء القاعدة الصلبة لانطلاقتها المستقبلية، واستثمار الغاز محلياً مقابل كلفة تصديره، وذلك من خلال قانون للاستثمار يضمن الشروط التفضيلية لرأس المال السوداني، وشروط التعاقد الأفضل مع الرساميل الأجنبية، علاوة على اقتطاع جزء من هذه العائدات الاضافية لسداد الديون الخارجية، وتخفيض أسعار المواد البترولية للنقل والمواصلات، وتعمير مناطق الآبار وميناء الصادر، والبدء في بعث الحياة الجديدة في المناطق التي ظلت تعاني، تاريخياً، من الاهمال والتهميش، الأمر الذي من شأنه أن يمهد، ضمن ترتيبات أخرى لا غنى عنها، على رأسها السلام والوحدة والديمقراطية ، مداخل مرموقة لإطفاء حرائق الوطن السياسية.


    غير أن الحكومة عاجلت هذه الآمال العراض بلطمة قاسية بعد ما لا يزيد على الشهر الواحد من الاحتفال بتصدير أول شحنة من بترول السودان إلى شرق آسيا في 3182003م عن طريق شركة شل العالمية. فإلى جانب التكتم الشديد على كل ما يتصل بعائدات ومصارف 230 ألف برميل تنتج يومياً «الحد الأدنى لعضوية الأوبك مليون برميل يومياً»، أعلنت، على عكس المتوقع تماماً، عن رفع سعر جالون البنزين من 3000 إلى 3500 جنيه، وجالون الجازولين من 2000 إلى 2500 جنيه، وتعريفة الكهرباء بنسبة 50% لاستهلاك الجمهور، وما بين 20% إلى 100% للصناعة. وارتفعت، تبعاً لذلك، تكلفة النقل، وتعريفة المواصلات،


    وأسعار الخبز وسائر السلع الأخرى. فاستحالت النعمة إلى نقمة، وسيق في تبرير ذلك ما عدَّه الشارع نكتة كبيرة ـ تدنى أسعار البترول عالمياً ـ ولكن الأعظم خطراً وأثراً من هذا كله أن الحكومة، تحت ضغط الذهنية الطفيلية لهجين القوى والشرائح الاجتماعية التي تعبر عن مصالحها، انطلقت تركض خلف ما تصورته كسباً عاجلاً وربحاً مضموناً تحت بند التمكين ، فما لبث البترول أن أضحى موضوعاً للمزايدة على المعارضة المسلحة بالمراهنة على انسلاخ مجموعة مشار ـ كاربينو ـ أروك ـ لام من الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة جون قرنق، ومساومتهم، في اتفاقية الخرطوم للسلام لسنة 1997م، أو ما سمى بسلام الداخل، على تخصيص نسبة 75% من هذه الثروة القومية للجنوب وحده الذي لا يشكل أكثر من ثلث البلاد، بينما لم يخصص لثلثي السودان أكثر من 25% فقط.


    قتل أروك، ثم كاربينو، وعاد مشار إلى قرنق، وانسلخ لام عن حزب السلطة، ولم يبق في النهاية من سلام الداخل سوى تلك القسمة الضيزى، على حد تعبير د. الطيب زين العابدين، كسابقة يكاد يستحيل النكوص عنها بلا ثمن فادح! وها هي الحركة الشعبية بقيادة قرنق قد عادت إليها، بالفعل، في واحد من أبلغ دروس تاريخنا السياسى، واستخرجتها، ليس من بنات أفكارها، وإنما من سلة خراقات النظام، لتضعها كالخازوق على مائدة المفاوضات الجارية، منذ حين، في ضاحية كارن الكينية، شرطاً، هذه المرة، لسلام الخارج ، وفي غياب القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني الأساسية، فلا الوسطاء استنكفوا، ولا الحكومة استطاعت أن تقول كم يساوى ثلث الثلاثة.


    أميركا هي أهم رعاة هذه المفاوضات. ووالغ في وهم عظيم من يعتقد أنها تفعل ذلك لوجه الله تعالى وأول اكتشاف لبترول السودان تم على يدى شيفرون في سبعينيات القرن المنصرم. وشيفرون شركة أميركية. وجيم باكي، مدير تلسمان، قال في حفل التوقيع إن ضغوط أميركا والأثر السالب لقانون سلام السودان على مصالح الشركة في السوق الأميركية، هما أهم أسباب خروجهم من الكونسورتيوم الذي كان يضمهم مع CNPC الصينية وبتروناس الماليزية وسودابت السودانية. وما كذب جيم باكي، بل ما كذب رئيس الوزراء الكندي جان كريتيان نفسه حين صرح الأسبوع الماضي قائلاً، وفق هذا المنطق، بالحرف: الأميركان هم القوة العظمى الوحيدة الآن، إن لديهم قوات على الأبواب، ومفتشين على الأرض، وطائرات في الجو، وفي الحقيقة فإنه يتعين على المرء أن يكون واقعياً إزاء ذلك، ولو كنت مكان صدام حسين لكنت سأرتعد.


    في خلفية هذه الحقائق تنطرح بعض التساؤلات: إن كان السلام حقاً على الأبواب فلماذا تخرج تلسمان وهي التي صبرت كل هذا الوقت؟! بل ما الذي يغرى الهنود بالدخول، والماليزيين بشراء فرع موبيل أويل، بينما هم يرون تلسمان الكندية تخرج رغم أنها حققت حتى الآن عائدات تقارب 30% من حجم استثماراتها، ولوندين السويدية تعلن عن تقليص استثماراتها رغم نجاحها في اكتشاف حقل ثار ـ جار جنوب بانتيو باحتياطي 150 مليون برميل، الأمر الذي وصفه رئيس مجلس إدارتها إيان لوندين بأنه فرصة العمر.


    ومع أن الاجابة قد لا تكون عسيرة جداً، برغم التعتيم الحكومي المتعمد، إلا أن الكاتب المتخصص السر سيد احمد أصاب كبد المطلوب حين نفذ من أكمة هذه التساؤلات الشائكة طارحاً اقتراحه الثاقب تماماً: لماذا لا يتم تأهيل سودابت السودانية كذراع وطنية في هذه الصناعة المهمة عن طريق استقطاب مدخرات السودانيين المهاجرين والمغتربين، علاوة على أموال المستثمرين في قطاعات أقل حيوية؟ سوى أنه سرعان ما استدرك عائداً، عن حق، إلى القضية الأساسية بقوله: بما أن العامل السياسي يطغى بمختلف الصور، فإن الحاجة تصبح ماسة لأن تبرز الصناعة النفطية بصفتها ناتجاً قومياً، ونقطة تلاق لمختلف القوى والتطلعات السياسية، ومن ثمَّ يصبح الاستثمار فيها استثماراً في مستقبل البلاد وتحولاتها نحو السلام والتنمية والديمقراطية «الرأي العام 832003م» برافو!

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de