لم تكن دقات قلبها المتلاحقة ولهاث خطواتها هو دليل السير الوحيد.. لم يكن شوقها..هو انحدار دمعة حرى على خدها الأسيل...كانت مشيتها..كتاب يقرأه المارة وتقلب صفحاته الرياح.ويضع النجم الفضى علامة من بوح على مكان توقف القراءة فى ذلك الكتاب .وكانت عيناها شاشة..يجلس قبالتها المشاهد أويقف أعلاها...ليمرر من عليها شريط حالته هو.. - أنا ضائعة ضليعة ومترددة سجون النفس (همست) لم يخنها التعبير....فقد خانها حبيبها...لم تهرب منها الكلمات فقد هربت فقط مياه من بين أصابعها... (أين ابهامى؟ -صرخت- هل تعيرنى دهشتك قليلا...سأعبر بها نهر خطوتى ثم أجدف عائدة نحو شاطىء التذكر (قالتها..للموج تدافعت جموع من العاشقين...كأنهم قوافل بحث عن أزمنة وأمكنة...تلك هى ندى وذاك هو عادل.....تتمشى بينهما عوامل التجزئة والنطفة...لهيب الأنفاس موقد طهى...فأين الجمر؟...لم تضع نفسنا البشرية وعاء من سوء يقين...ولماذا الظن أحيانا يضاهى التيقن قدرة ..على اقتلاع الحلم من ظفر الحبيبة...والرمش من رفة القمر على رمل الابتداءات الملهمة... ندى ...ترتدى قامتها الواقفة على مكانها فوق العشب..كأنها علامة وجود عشق فى ما تحتها وما فوقها..اشارات يديها سرب عصافير لا يطير تحت غمام الفرحة المؤجلة لا يرك على نوافذ من افتراض أعمى..المذياع يلعلع بصوت الحاكم الأوحد....حاكم ثرثار الى الدرجة التى تلمح فيها...سرب كلمات سوداء...منبعجة البطون...تجر أذيالها ..تدور حول المذياع هابطة من السقف وأعمدة الانارة لتدخل مذياعك ومن بعده أذنيك...لم يتمالك عادل نفسه...فضغط على كف ندى...الى الدرجة التى انحدرت فيها ساعة يدها الى ملامس أصابعها.....غابا فى ظلمة مؤقته صنعاها من بؤرة الضوء...أسدلا ستائر..الرؤية من ثاقبها....أحسنا صنعا لسرب عصافير توسمت فى شبق آهات عاشقين..مفتتحا لبساتين الروح... هما جلوسا ووقوفا...كذلك الأشجار تمعن فى الحياة والموت...بصفة ردة الفعل العمودية.... أهالت ندى تراب وطنها على سر الاختباء...المذياع تحاصره حشرات طائرة سوداء داكنة ومشبعة بالتلون الحربائى...حاول عادل ما فى وسعه تبديد ثروة الثرثرة بصمت مطبق... آه...قال أحبك قالت... ازار الشرف الوطنى لاتخيطه ايحاءات الكتان والوبر...نول المصانعة لاتنسج فيه أعصاب الصمود ...ومناديل نشهد أنها بيضاء لا تذعن بالاستسلام لا تلوح بها اشارات خرساء لم تشهد ندى وهى تلملم فخذيها...وتعيد طلاء شفتيها ...مرور حذاء العسكر على ساعة معصمها....وميناء خصرها المطل على البحر الأشتر المتسلبط... صرخت وفى ذلك الزمن المعلوم لم تكن الصرخة كفعل صوتى تعنى شيئا...فكل الحروف تتدفق من فم الحاكم الثرثار نحو المذياع ناقل فيروس الالتهاب الزمنى..الوبائى هربت وهى تعدو فى مكانها هابطة الى أعلى ....قابضة على بقايا جمرة من عناق..وعلى...تمثال قمر فضى برى ...لم تعلقه سلالم الرغبة سوى على عمود الانارة الوحيد فى ذلك الشارع العائد
تحياتى ودعزة
(عدل بواسطة wadazza on 02-28-2003, 06:19 PM) (عدل بواسطة wadazza on 02-28-2003, 07:09 PM)
02-28-2003, 06:49 PM
wadazza wadazza
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 5386
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
wadazza
ابو يسرا
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست